تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قمة الممكن في مينسك لتفادي الأسوأ..!!

        سادت أجواء تفاؤل محدود مع عقد زعماء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا قمة في مينسك أمس، للبحث في «خطة السلام» الألمانية - الفرنسية حول أزمة أوكرانيا. وتحدثت مصادر روسية عن تحقيق تقارب في وجهات النظر خلال المحادثات التمهيدية، بينما دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الأمة الى الاستعداد لكل الاحتمالات، وأعلن أنه يسعى إلى السلام لكنه سيفرض حال الطوارئ في البلاد إذا زاد التصعيد العسكري.

ووفقاً للحياة، كان صوت المعركة أعلى من أصوات استعدادات القمة، إذ قتل 19 عسكرياً أوكرانياً في مواجهات الشرق، وتواصل القصف المكثف لمدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا ومحيطها. لكن التدهور الميداني قابله إنجاز ديبلوماسي تمثل في إعلان موسكو أن «مجموعة الاتصال» التي تضم ممثلين لروسيا وأوكرانيا والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية توصلت إلى تقريب وجهات النظر في عدد من الملفات الخلافية، خصوصاً في مسألتي إعلان منطقة معزولة من السلاح في شرق أوكرانيا، وسحب آليات ثقيلة الى مسافة 15 كيلومتراً على جانبي خطوط التماس.

وبحث المجتمعون في مستقبل الوضع السياسي لمناطق شرق أوكرانيا، ومبادئ إدارة الحكم الذاتي فيها، وإجراء انتخابات محلية. وعلى رغم أن هذا الإعلان وفر أجواء تفاؤل مع بدء القمة، لكن مصادر روسية تحدثت عن خلافات ما زالت قائمة حول «تفاصيل تطبيق أي اتفاق قد يُبرم وآلياته»، وفق مصدر قريب من وزارة الخارجية الروسية. وكان دنيس بوشيلين، موفد «جمهورية دونيتسك» الانفصالية إلى مينسك، صرح بأنه «من المبكر جداً الحديث عن وقف نار».

وفي النهار، اعتبر هشام ملحم أنه ومع احتدام القتال في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والجيش الاوكراني، واقتراب واشنطن وحلفائها من فرض عقوبات جديدة على موسكوا اذا لم تظهر مرونة حقيقية لحل النزاع ديبلوماسيا، برز في واشنطن نقاش مكثف بين معسكرين، الاول يدعو الى تزويد أوكرانيا أنظمة دفاعية فتاكة لإرغام موسكو على دفع ثمن أكبر لسياساتها التوسعية، والثاني يحذر من مغبة مثل هذا التهور الذي لن يخدم اوكرانيا لأنها لن تستطيع في أي حال هزيمة الجيش الروسي، ولأن وضع الرئيس بوتين في مأزق أكثر إحراجاً – بعدما ادت العقوبات وانخفاض اسعار النفط الى كشف هشاشة الاقتصاد الروسي- يمكن أن يدفعه الى التلويح بالسلاح النووي. وأضاف الكاتب: وثمة تخوف في واشنطن من أن يوجد الاخفاق في تسليح أوكرانيا ووقف الزحف الروسي، عقبات أمام تنفيذ أي اتفاقات نووية يمكن ان تعقدها واشنطن مع دول مثل ايران، كما ان ما يسميه منتقدو اوباما "سياسة استرضاء" بوتين قد تشجع دولاً كبيرة مثل الصين والهند لها خلافات حدودية مع جيرانها على استخدام القوة لحسمها. وليس من المبالغة القول إن مكانة اوباما كقائد – من أوكرانيا الى مكافحة "داعش" - هي الان على المحك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.