تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العراق: إشراك أميركيين في القتال يثير جدلاً!!

           ساد جدل في العراق في شأن السماح بإشراك قوات برية أميركية في المعارك الدائرة في الأنبار، وسط تصاعد المعارك حول قاعدة «عين الأسد» الاستراتيجية التي توجد فيها قوات أميركية. وتزامن مع هذا الجدال توتر جديد بين الأحزاب السنية وحكومة حيدر العبادي في أعقاب اغتيال زعيم عشائري سني كبير في بغداد أمس مع ابنه وعدد من مرافقيه والاعتداء بالضرب على ابن شقيقه النائب البرلماني زيد الجنابي، ما دفع القوى السنيّة إلى تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان.

ووفقاً للحياة، تطالب أطراف سنية بالسماح لقوات برية أميركية بالمشاركة في معارك الأنبار، لكن حكومة العبادي ترفض ذلك بشدة. وأصدر رئيس الوزراء ورئيس مجلس محافظة الأنبار بيانين يكشفان عن خلاف جوهري في شأن دور القوات الأميركية في العراق. واستعرض العبادي في بيانه حجم القوات العراقية الموجودة في الأنبار، منوهاً بأن قوات من «الحشد الشعبي» تم إرسالها إلى هناك بطلب من العشائر، لكنه استدرك بالقول: «ولهذه الأسباب نؤكد أنه لا توجد حاجة لتواجد قوات أجنبية مقاتلة، لا في الأنبار ولا في غيرها من أرض العراق».

لكن رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، قال في بيانه: «لو رفضنا وجود القوات الأميركية على أرض الأنبار سنكون أمام خيارين، الأول رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام لداعش والسماح لهم بالسيطرة الكاملة على محافظة الأنبار، والثاني ستكون هناك فوضى أمنية وستكون المحافظة كالكرة تتقاذفها الأرجل بين داعش والمليشيات العشائرية والحزبية».

ووفق معلومات الحياة، فإن التحركات العسكرية الأميركية، ومنها نقل وحدات عسكرية إلى الكويت، وطلب الرئيس أوباما التفويض لتدخل بري، تثير قلق الحكومة العراقية التي تواجه ضغوطاً إيرانية مقابلة لمنع التدخل البري الأميركي، وتدعم إرسال وحدات «الحشد الشعبي» إلى الأنبار، وهو الخيار الذي يمكن أن يزيد من تعقيد الأوضاع هناك، وسط رفض أطراف عشائرية وسياسية له.

وكان اقتراب تنظيم «داعش» من أسوار قاعدة «عين الأسد» العسكرية التي يوجد فيها نحو 400 عسكري أميركي، إشارة خطر اعتبرها مراقبون مدخلاً لسقوط منطقتين أساسيتين في الأنبار قاومتا طوال الشهور الماضية هجمات «داعش»، هما بلدة حديثة حيث يقع سد إروائي على نهر الفرات، ومركز الرمادي عاصمة الأنبار الذي يضم الحكومة المحلية.

وعنونت النهار اللبنانية: "داعش" يستولي على البغدادي المحاذية لقاعدة أميركية وشكوك عراقية ازاء جاهزية الجيش لاسترداد الموصل. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أن مقاتلي تنظيم (داعش) استولوا على بلدة البغدادي المجاورة لقاعدة جوية تقوم القوات الاميركية فيها بتدريب القوات العراقية' في حين أثار القادة العراقيون الذي يمكنهم أن يضطلعوا بدور مركزي في أي هجوم محتمل على الموصل شكوكا إزاء جاهزية القوات البرية العراقية. لكن الناطق باسم البنتاغون قلل من أهمية السيطرة على البلدة. وقال "انها المرة الاولى من دون شك منذ شهرين، ان لم يكن اكثر، التي يسيطرون فيها على أجزاء قليلة من الاراضي". وأضاف: "نواصل الاعتقاد" بان التنظيم "بات في وضع دفاعي". وشدد على "انها بلدة واحدة وليس كل الانبار ولا كل العراق".

وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الضوء على تكثيف المحادثات بين مسؤولين عسكريين عراقيين وأميركيين، في الأسابيع الأخيرة حول شن هجوم كبير ضد مسلحي "داعش"، وتصنيفه على أنه عملية تقترب بسرعة نحو استهداف معقل المتطرفين في مدينة الموصل الشمالية. وقالت الصحيفة إنه في الوقت ذاته، أثار القادة والجنود العراقيين وضباط الشرطة شكوكا إزاء جاهزية القوات البرية في العراق.. قائلين إن الجيش يكافح لاستعادة البلدات، حتى الصغيرة منها والتي تشكل تحديا أقل من ذلك الذي يواجهونه لاسترداد الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، التي لا تزال مليئة بالمدنيين، ويدافع عنها المسلحين بشدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن حكومة العبادي والضغوط التي تتعرض لها البلاد باتت لا تطاق في الأسبوع الحالي، حيث شُرد مئات الآلاف من الأشخاص من ديارهم، إلى أن بعض العراقيين، مثل سكان الفلوجة، يعيشون في المنفى منذ أكثر من عام، فضلا عن زعزعة الاستقرار الناتج عن التقارير اليومية من الفظائع التي يرتكبها المتطرفون. وأشارت إلى تفاقم التوترات الطائفية والعرقية.. لافتة إلى أنه في الوقت الذي تحقق فيه الميليشيات الشيعية والكردية مكاسب ضد "داعش" أكثر من تلك التي تحققها قوات الأمن العراقية عموما يشن بعض مقاتلي الميليشيات، هجمات انتقامية على السكان السنة، على خلفية اتهامهم بالولاء لمقاتلي "داعش". ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يحاولون تحقيق التوازن بين رغبة الحكومة العراقية في التحرك بسرعة نحو الموصل مقابل المخاوف الحقيقية بشأن تكرار الأخطاء التي أدت إلى انهيار الجيش العراقي, وبين البزوغ السريع لنجم "داعش".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.