دخل اتفاق وقف النار في شرق أوكرانيا حيز التنفيذ بدءا من الساعة صفر اليوم الأحد 15 شباط والذي تم التوصل إليه بعد مناقشات ماراثونية شاقة أجرتها "رباعية النورماندي" في مينسك.
وأمر الرئيس الأوكراني بيوتر بورشنكو قوات الأمن والحرس الوطني بوقف إطلاق النار ابتداء من منتصف الليل بتوقيت كييف. من جانبهم، أكد قادة دونباس التزامهم بشكل صارم باتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت قناة روسيا اليوم أن الهدوء الحذر يخيم على مدن الدونباس بعد دخول اتفاق مينسك حيز التنفيذ.
وأفادت السفير أنه عشية موعد بدء تطبيق وقف اطلاق النار بين المتحاربين في شرق أوكرانيا والذي تم الاتفاق عليه في محادثات العاصمة البيلاروسية مينسك الأسبوع الحالي، تدور معارك كثيفة حول مدن استراتيجية في حوض دونباس الانفصالي، حيث تتهم كييف المتمردين الموالين لروسيا بمحاولة السيطرة على مناطق إضافية قبل بضع ساعات على دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وقال قائد الشرطة الإقليمية، التابعة لكييف، فياتشيسلاف ابروسكين، أمس، إن الانفصاليين الموالين لروسيا "يدمرون" مدينة ديبالتسيفي الإستراتيجية اذ تتعرض لقصف مكثف.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس بوتين، جدد خلال مكالمة هاتفية، مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، تمسكه باتفاق وقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا والمفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذه الليلة.
من جهتها، أعربت روسيا عن "قلقها" لمحاولات كييف والغرب "تحريف" اتفاقات السلام التي أُبرمت في مينسك. وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن "مجرد أن يكون مسؤولون أوكرانيون.. ومن بعض الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة، أيدوا آراء القوميين المتطرفين في البرلمان الأوكراني وبدأوا بتحريف اتفاقات مينسك"، يثير "قلقاً كبيراً" في موسكو. وجاء في البيان "نؤكد أن الرسالة الأساسية لاتفاقات مينسك هي أنه من الضروري وقف المعارك وسحب الأسلحة الثقيلة وبدء اصلاح دستوري فعلي في أوكرانيا".
ومن المنتظر أن يتبنى مجلس الأمن الدولي، اليوم، قراراً يدعو الى "تطبيق كامل" لوقف اطلاق النار، بحسب ما أعلن ديبلوماسيون أمس. واعربت "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" عن "استعدادها" لمراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار، كما انها سترفع من عدد مراقبيها على الأرض الى 350.
ويسود الاعتقاد أن اتفاق "مينسك 2" لن يسمح بإرساء السلام، لأنه لا ينص على آليات واضحة لتسوية المسائل الخلافية وخاصة مراقبة الحدود التي يسيطر المتمردون على اربعمئة كيلومتر منها.
