تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـSNS: طهران وواشنطن.. والسعودية القلقة جداَ:

مصدر الصورة
SNS

              ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي رد على مبادرات من الرئيس أوباما وسط المحادثات النووية بإرسال رسالة سرية له. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي إيراني قوله إن خامنئي بعث برسالة إلى أوباما في الأسابيع الأخيرة رداً على رسالة بعث بها أوباما في تشرين الأول الماضي. ونقلت عن الديبلوماسي قوله إن رسالة أوباما اقترحت إمكانية تعاون الولايات المتحدة وإيران في قتال تنظيم "داعش" إذا تمّ التوصّل لاتفاق نووي، مشيراً إلى أن رد خامنئي كان "يتّسم بالاحترام" لكنّه لم يتضمّن أي التزام.

من جانبها، رأت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن "القوات الأميركية تقوم بإمداد القوات الإيرانية التي تحارب المتطرفين بشكل مؤثر في سورية والعراق، وأن اليمن ستصبح ساحة المعركة المقبلة".

ولفتت المجلة إلى أن "استيلاء القوات الحوثية المدعومة من إيران على اليمن أثارت الفزع في واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط، وعززت من فرص انجراف الأميركيين مرة أخرى بشكل فعال في القتال إلى جانب القوات المدعومة من ايران في بلد آيلة للانفجار وذات أهمية استراتيجية"، مشيرةً الى أن "المصالح الأميركية والإيرانية تلاقت في العراق، حيث لا تقوم واشنطن فقط بحملة جوية كبرى ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بل لديها أيضا2600 جندي من القوات التقليدية، بالإضافة إلى فريق من عمل العمليات الخاصة والذي يساعد الحكومة العراقية وقوات البشمركة الكردية في قتالهم ضد التنظيم الإرهابي "داعش"، فضلا عن المحاربة بجانب "حزب الله" اللبناني والمليشيات العراقية الشيعية التي تصنف كوكلاء لإيران".

وفي سورية، أوضحت فورين بوليسي أن "حزب الله وقوات القدس، وقوات العمليات الخاصة الإيرانية وسلاح المخابرات الإيراني، كانوا في طليعة الحرب في دمشق، لحماية نظام الرئيس بشار الأسد، ويقودون الحرب ضد تنظيم "داعش" وفرع تنظيم "القاعدة" في سورية "جبهة النصرة".

وأفادت فورين بوليسي أن "القوات المدعومة من إيران في كلا البلدين تزداد دعما بشكل غير مباشر من الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة المتصاعد ضد "داعش"، وحتى الآن، وجهت الطائرات الاميركية 2300 ضربة ضد التنظيم. وعلقت الإمارات العربية المتحدة، وهي عضو رئيسي في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، مشاركتها بعد أن تم اسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة عندما تحطمت طائرته في سوريا، وبث شريط فيديو يظهر إحراقه حيا في مشهد مروع واستجابت حكومة دولة الإمارات وعاودت توجيه ضربات ضد التنظيم، في وقت كثف الأردن أيضا حربه ضد التنظيم الإرهابي".

ولفتت فورين بوليسي الى "رد فعل واشنطن على استيلاء الحوثيين على اليمن من خلال تعليق عملياتها في السفارة الأميركية في صنعاء وإجلاء طاقمها الأميركي في 11 من الشهر الحالي، وغم ذلك، لاتزال قوات العمليات الخاصة الأميركية والتي شاركت في الحرب ضد تنظيم "القاعدة" متواجدة في اليمن". وأرجعت الصحيفة "بقاء قوات العمليات الخاصة الأميركية في اليمن، لاعتبار الولايات المتحدة تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب التهديد الأكثر جدية لواشنطن بسبب مهارته في تصنيع القنابل والتي يصعب الكشف عنها بأجهزة الكشف عن المعادن، حيث تم ربط المتشددين بمحاولة تنظيم "القاعدة" الفاشلة لتفجير طائرة ركاب مدنية يوم عيد الميلاد في عام 2009، فضلا عن محاولة لاحقة لإسقاط طائرتي شحن أثناء طيارانهما فوق الولايات المتحدة".

وتطرقت فورين بوليسي الى "مسيرة أنصار الحوثيين في صنعاء من خلال الشوارع وهم يهتفون "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود"، ولكن وراء الكواليس، ورغم ذلك، أكد زعماء الحوثيين أنهم يريدون علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة".

ورأت فورين بوليسي أن "هناك سببا بسيطا لرغبة الحوثيين في العمل مع واشنطن. فالحوثيون، مثل الجماعات المدعومة من إيران الأخرى، تنتابها الكراهية والخوف من تنظيم "القاعدة"، وهي تتفق تماما مع الولايات المتحدة في ضرورة محاربة الجماعة المتشددة".

وكتب خالد الدخيل في الحياة، تحت عنوان: السياسة الأميركية المدمّرة، أنّ واشنطن تريد التحالف مع إيران في الحرب على «داعش». لكنها تريده الآن تحالفاً غير معلن، قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، وتطبيع العلاقات بعد ذلك. في الوقت نفسه يرى أوباما أن في هذه الحرب فوائد عدة، فهي تطمئن إيران بأن أميركا تريد أن تخلصها من عدو آخر (ثالث) كما خلصتها من «طالبان» ومن صدام حسين من قبل. ويأمل أوباما أن يقنع هذا إيران بتقديم التنازل المطلوب للتوصل إلى الاتفاق النووي المأمول. وادعى الكاتب المحبط أنّ أوباما فعل ما هو أكثر من ذلك في هذا الاتجاه: أطلق عملياً يد إيران، مع روسيا، في سورية لدعم النظام هناك لسحق المعارضة. هنا تبدو انتهازية الرئيس الأميركي في أجلى صورها، فهو يدرك تماماً أن «داعش»، بوصفه تنظيماً طائفياً، هو إفراز طبيعي ومباشر لحروب طائفية أطلقها الغزو الأميركي للعراق. و أوباما هو نفسه من وصف النظام الإيراني بأنه «نظام ثيوقراطي»، أي نظام ديني، وطائفي. ماذا يعني ذلك؟

يعني أن ما يفعله أوباما هو أنه يحارب «داعش» الطائفية بأدوات وسياسات طائفية. وهذا لا يعدو كونه إما انتهازية سياسية ضيقة، وإما سياسة معتمدة بدئ تطبيقها مع جورج بوش الابن بعد احتلال العراق، وهي تستمر الآن مع الإدارة الحالية.

وأوضح الكاتب السعودي أنّ الغريب، وللمرة الألف، أن الدور العربي هامشي في المشهد العراقي. والسبب في ذلك يشمل العراقيين والأميركيين والإيرانيين. لكنه يشمل قبل ذلك الدول العربية نفسها، وخصوصاً السعودية. والأغرب أن الدور العربي يبدو أكثر هامشية في صوغ الاستراتيجية السياسية للحرب على الإرهاب، على رغم أن الأطراف العربية هي الشريك الحقيقي للأميركيين في محاربة «داعش» والإرهاب، وهي العمود الفقري للتحالف ضد هذا التنظيم. الكل مشغول بهزيمة «داعش» من دون التوقف عند سؤال: كيف؟ ولأي هدف؟ هزيمة «داعش» في المتناول. لكن أن تهزمه بالأميركيين ومعهم ميليشيات شيعية ومقاتلون إيرانيون، يعني تسعير الحرب الطائفية في المنطقة، ومن ثم التأسيس لما هو أسوأ من «داعش»، والتجربة الأميركية والعربية مع «القاعدة» في أفغانستان خير شاهد على ذلك.

وزعم الكاتب أنّ ما حصل في اليمن أخيراً يؤكد المخاوف ذاتها. فإذا كان «داعش»، وقبله «القاعدة»، أساساً لشراكة غير معلنة بين الأميركيين والإيرانيين في أفغانستان، ثم في العراق وسورية، فإن استيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن، وهم حلفاء إيران، قد يؤسس لشراكة أخرى بين واشنطن وطهران لمحاربة «القاعدة» في جزيرة العرب، وعلى الحدود الجنوبية للسعودية. استيلاء الحوثيين يفتح جبهة أخرى للحرب بين السنّة والشيعة. هل يمكن أن تصبح أميركا شريكاً لإيران في محاربة السنّة في اليمن، كما فعلت عملياً في العراق وسورية؟ هذا ما يبدو أنه دفع بدول مجلس التعاون الخليجي للتحرك أخيراً والبدء باتخاذ مواقف وإجراءات ضد الحوثيين، وهي مواقف تأخرت كثيراً.

وختم الدخيل بأنه لم يعد هناك من مبرر للصمت على السياسات الأميركية، فهي المصدر الأول الذي فجر الإرهاب في أفغانستان، ليتضخم بعد الغزو الأميركي للعراق، ويتشعب نتيجة الصمت الأميركي عن المحرقة التي تعتمل في سورية... لا يصح الصمت أمام سياسة تجر المنطقة نحو مزيد من الحروب الدينية والدمار، فقط لأن طموحات أوباما في التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين تقتضي أن تسير الأمور على هذا النحو وفي هذا الاتجاه.

وفي الشرق الأوسط، اعتبر خالد القشطيني أنّ أميركا تراهن على حصان جديد؛ فكل مؤشرات السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط تدل على تغير كبير في الموقف. لاحظوا أن كل تجاربهم السابقة في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا باءت بالفشل... لاحظوا مؤخرا أن الكتلة السنية منقسمة على نفسها. سوريا وليبيا خير مثال... لاح لواشنطن أن الأوان قد آن لتغيير حصان العربة. وجدوا حصانا جاهزا للكراء في طهران. لاحظوا نجاحاته في المنطقة. المصادر الأميركية مشغولة اليوم في التعبير عن فاعليته وجدواه. وكما سمعنا وقرأنا، صدرت شتى التعليقات الإيجابية حتى من الرئيس أوباما في هذا الاتجاه. وتزامن ذلك مع التصريحات التي صدرت في طهران من الرئيس حسن روحاني في الاعتزاز بما حققته إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونجاحاتها في محاربة الإرهاب وإقامة السلم والاستقرار في المنطقة!

وأضاف الكاتب: التاريخ يعيد نفسه. أمام هذه التحولات، قام الرئيس بوتين بزيارة للقاهرة ذكرتنا فورا بزيارة خروشوف إليها في أيام عبد الناصر. جرى ذلك في الوقت الذي دخلت فيه موسكو في مواجهة عنيفة ضد الغرب ذكرتنا بأيام الحرب الباردة. فانطوت زيارة بوتين على تحدٍ جديد لواشنطن. ها نحن نعود للمنطقة ونحل محلكم. صدرت أثناء ذلك تصريحات حارة من كلا الرئيسين، السيسي وبوتين. وكأني ببوتين يسدد لكمة خاطفة لواشنطن بالإشارة إلى روسيا كـ«صديق موثوق به لمصر!». لم أسمع بعد شيئا من تل أبيب في هذا الموضوع. فالكثير يتوقف على ما تراه تل أبيب. ولكنني أتذكر مقالة خطيرة نشرتها صحفها قبل أشهر. أكد الكاتب فيها على الدور التحالفي التاريخي بين إيران والدولة اليهودية وناشد حكومة نتنياهو أن تنتظر ولا تتسرع في معاداة إيران، فعن قريب ستكون هناك صفحة صداقة جديدة بين الطرفين. ما رأيكم في هذا الحلف الثلاثي: إيران وإسرائيل وأميركا؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.