تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مصر «تغرق» في الصحراء الليبية!!

مصدر الصورة
SNS

      أفادت الأخبار أنّ الحكومة المصرية قررت إجلاء جميع مواطنيها الموجودين في الأراضي الليبية، مع حظر السفر إليها إلا بتعهدات شخصية تتضمن «بياناً» يخلي مسؤولية الحكومة، فيما أعلن الجيش بدء تنفيذ غارات جوية وسط تأييد شعبي مترافق مع مخاوف من الدخول في حرب طويلة الأمد. وسط ذلك يؤكد وزير الداخلية المصرية أن جميع الخيارات مفتوحة لحماية المصريين.

وأفادت الصحيفة أنه للمرة الأولى، تصدر القوات المسلحة المصرية بيانات تؤكد فيها أنها بدأت تنفيذ غارات جوية ضد تنظيم «داعش» في الأراضي الليبية، رداً على قتل التنظيم 21 قبطياً مصرياً ذبحاً على شاطئ البحر المتوسط، في شريط مصور هز مشاعر المصريين، ليلة أول من أمس، ما دفعهم إلى تأييد، مشوب بالحذر، للرد الفوري، الذي جاء فعلياً بعد ساعات فقط. وسارع الرئيس، عبد الفتاح السيسي، إلى احتواء حالة الغضب بإصدار أوامر للطائرات الحربية من أجل تنفيذ غاراتها، فيما سعى إلى زيارة الكاتدرائية المرقصية في العباسية من أجل تقديم العزاء للبابا تواضروس الثاني، في ثاني زيارة له يُجريها للكاتدرائية في غضون 40 يوماً.

ووسط مخاوف من تورط الجيش المصري في حرب طويلة الأمد مع الجماعات المسلحة هناك، على غرار ما يجري في سيناء، بدأت الدولة تحركات موسعة على المستوى السياسي والعسكري للتنسيق مع الدول العربية من أجل بحث إمكانية تشكيل تحالف عسكري بقيادة مصرية لـ«محاربة الإرهاب». لكن نتائج الاتصالات التي جرت على مدار اليوميين الماضيين لم تتضح، على أن مصادر مطلعة أفادت بأن «مجلس الدفاع الوطني يدرس إمكانية تدخل فرقة خاصة من القوات المسلحة للمساهمة في إجلاء المصريين العالقين في ليبيا، بعدما هددت جماعة مسلحة أمس بمنحهم 48 ساعة للمغادرة».

وعلى الصعيد السياسي، جرى أمس استدعاء كل السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة، لإطلاعهم على تطورات الموقف. ووفق بيان الخارجية، فإن مصر «جددت مطالبتها دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي تشارك في عضويته، بتحمل مسؤوليتها لدعم مصر السياسي والمادي واتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة داعش وباقي التنظيمات الإرهابية المماثلة على الأراضي الليبية».

ونشرت صحيفة الأخبار عدة مواضيع حول مصر. وأوضح عبد الرحمن نصار تحت عنوان: مصر: نحو تشكيل تحالف دولي جديد، أنّ ردّ الفعل ليس مبعثاً للفخر، بقدر ما أنه انسياق إلى معركة مفتوحة الزمان والخيارات، وخاصة أنها تواجه تنظيماً مترامي الأطراف، كـ«داعش»، في دولة مفككة السيادة، كليبيا. إلا إذا كان الطرف الأول معنياً بالمشاركة في هذه الحرب، وقد أتته «الفرصة ـ المجزرة» ليقضي أمراً كان ينتظر التفويض الشعبي، تماماً كما حدث في الأردن.

وأوضح الكاتب: قررت مصر، إذن، خوض حرب مفتوحة ضد «الإرهاب». فالدولة التي كانت تتوخى المشاركة المباشرة في حرب التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، مقتصرةً على الدعم اللوجستي والمعلوماتي، صارت جزءاً رئيسياً من الهجمات الجوية، بعدما كانت تعتبر أنها تؤدي «فرض كفاية» في سيناء. لم هي حرب مفتوحة؟ تأتي الإجابة من جانبين: الأول أن مصر ستعمل خارج حدودها للمرة الأولى (على الأقل بصورة معلنة) من دون إطار زمني محدد، والثاني نابع من فهم تركيبة الجارة الغربية، ليبيا، على الناحية الجغرافية بداية، ثم التركيبة القبلية والفصائلية... وتوزع الجسم السياسي للدولة، ما بين شرق البلاد وغربها.

بل أكثر من ذلك، فقد كشف مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، أن بلاده تسعى لتشكيل تحالف يشارك في الضربات الجوية ضد ليبيا يضم كلاً من فرنسا وإيطاليا والسعودية والكويت والإمارات، مشيراً إلى أن مباحثات مصرية روسية تجرى من أجل الحصول على الدعم الروسي، في العمليات التي يشنها الجيش المصري في ليبيا.

وقبل الحديث عن الإخفاقات والإنجازات في ساحة سيناء شرقاً، أو تقدير ظروف الجيش المصري وقدراته، فإن النظر إلى الساحة الليبية يجلب القول إلى أن ما قررت القاهرة فعله يربو على كونه بمستوى المغامرة أو المخاطرة، فهي «مقامرة» قد لا تكون محسوبة النتائج، لأن تعريف «داعش» في ليبيا يختلف عن العراق وسوريا، وحتى عن شرق مصر. والمشاركة الجوية المباشرة لن تنفصل في أسبابها وارتداداتها عن سيناء إذ إن وجود كيان واضح المعالم في تلك المناطق يساعد من يريد محاربته وتوجيه ضربات إليه، بغض النظر عن الفارق بين القصف من الجو، والمحاربة الحقيقية في البر. وحتى مع وجود حليف، لو كان مصالحياً، كخليفة حفتر وقواته، فإن هذا لن يضمن لمصر أن تحصد نتائج قصفها عبر البرّ؛.

فوق كل ذلك، يجري الافتراض المصري على أن هذه الضربات ستضر بقدرات «داعش»، لكنها في الحقيقة لن تمنع التنظيم من مواصلة عملياته ضد المصالح، بل الأراضي، المصرية، على أكثر من صعيد... وما يعقّد المشهد أن الأطراف الليبية السياسية ليست راضية جميعها بالضربات المصرية، إذ ترى فيها أطراف بارزة كـ«المؤتمر الوطني الليبي» انتهاكاً للسيادة الليبية، فيما تتشارك ما تسمى «مجالس شورى المجاهدين» في المدن والمناطق المستهدفة الاعتراض نفسه، آخذة على الجيش المصري سقوط ضحايا مدنيين في الضربات أمس. كذلك ربط بين ما يجري الآن والاتهامات السابقة للمخابرات العامة في القاهرة بالتعاون مع حفتر ضمن حلف إماراتي لتقويته أمام الفصائل المدعومة من قطر.

كل ذلك يقود إلى الخوف من اشتعال ليبي ضد الجالية المصرية وازدياد عمليات الاختطاف بحقها. وليس أخيراً، فإعادة الضغط على مصر من بوابة سيناء ستحد حتماً قدرات جيشها، لأن الجيش مهما عظمت إمكاناته لن يستطيع العمل على جبهتين، ضامناً بذلك أن «ينتصر» في إحداهما، وخاصة أن المعارك الدائرة بين فرّ وكرّ ليست معارك تقليدية، بل هي حرب مفتوحة الزمان والخيارات.

أما داخلياً، فينظر إلى الرد المصري من عدة زوايا تحركها القناعات السياسية المتكونة لدى الأطراف المختلفة، أيضاً.

وأفادت الأخبار في تقرير لها أن «ربّ ضارة نافعة»، ينطبق معنى المثل على اللواء خليفة حفتر وحلفائه في ليبيا بعد إعدام تنظيم «داعش» للمصريين الـ21؛ فباستثناء الضحايا الأبرياء، يمكن الجزم بأن حفتر وحلفاءه يعتبرون الأكثر استفادة مما حصل بعد بدء الضربات الجوية التي ينفذها الجيش المصري على معاقل «داعش» في غربي ليبيا، على أمل أن تمتد الضربات لتشمل أيضاً خصومه ثوار مصراته وحلفائهم. فقد تغيّر المشهد مع دخول «داعش» ليبيا على الخط. فرض نفسه على الساحة وجعل الأولوية الآن لمواجهة التنظيم على أي أمر آخر، وتحديداً الحوار السياسي الذي انطلق برعاية الأمم المتحدة الذي وضع أسساً للحل السياسي في البلاد.

وتحت عنوان: ليبيا نقطة جذب.. والتدخل العسكري «لن يكون سهلاً»، أفادت الأخبار أيضاً أنّ أهمية الضربات الجوية الأخيرة تكمن في أنها أنهت فعل تراكم الدعوات إلى تدخل عسكري هناك، وفتحت صفحة جديدة في الصراعات القائمة هناك. ومن هنا تفهم مجمل التصريحات الرسمية الصادرة عن عواصم عربية وغربية. وأكثر المواقف دلالة أعلنتها إيطاليا، التي أعلن مسؤولون فيها استعداد بلادهم لقيادة تحالف دولي في ليبيا. وأول من أمس، قالت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، إنّ بلادها مستعدة لقيادة تحالف إقليمي ودولي في ليبيا يهدف إلى "إيقاف تمدد (التنظيم)، الذي بات على بعد 350 كيلومتراً من سواحلنا". لكن من جهته، قال رئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو رنزي، أمس، إنه إذا كانت إيطاليا مستعدة بالفعل للتدخل عسكرياً في ليبيا، فإنها لن تفعل ذلك إلا في إطار الأمم المتحدة وعملية لحفظ السلام..

التحرك الفرنسي كان لافتاً بدوره أيضاً، إذ دعا الرئيسان الفرنسي، فرنسوا هولاند، والمصري، عبد الفتاح السيسي، إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي واتخاذ "تدابير جديدة" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". من جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي وقع عقد مقاتلات "رافال" في القاهرة أمس: "تقع ليبيا على الضفة المقابلة للمتوسط وهي قريبة جداً منا، من هنا ضرورة البقاء في حالة يقظة دائمة وأهمية التحالف مع دول الائتلاف كما تفعل مصر". وكانت دعوة رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، هادفة بدورها، حين قال، إنه "يجب على جميع بلدان المنطقة... محاربة داعش، كل بلدان هذه المنطقة بما فيها قطر وتركيا". أما عربياً، فإن الموقف الداعم الأول جاء من قبل دولة الإمارات، فيما وقفت بقية ردود الفعل العربية عند حدود الإدانة. وعموماً تشير التطورات في ليبيا والرد الفعل المصري عليها، إضافة إلى مواقف دول مثل إيطاليا وفرنسا، إلى أنّ ليبيا تحولت إلى نقطة جذب جديدة تستدعي تشكيل تحالف على غرار التحالف الذي يواصل أعماله، بقيادة أميركية، بين سوريا والعراق.

ولفت تقرير آخر في الأخبار إلى أنّ الجزائر تنظر بعين الحذر إلى تطورات الأوضاع في الجارة ليبيا بعد الضربات الجوية المصرية على معاقل تنظيم «داعش». وزاد من خطورة الوضع بالنسبة إلى الجزائر التصرف العسكري «الانفرادي» لمصر في الاراضي الليبية، ما يؤسّس لمرحلة جديدة من الحراك الأمني ستبرز نتائجه في القريب العاجل، مع تحول حلم الجزائر بلمّ شمل الليبيين لإيجاد حل للأزمة التي تعصف بالبلاد، إلى «كابوس» من توقيع دول تشجع الحلول العسكرية. ويتساءل مراقبون عن مصير الحل السياسي السلمي عبر الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة، وآخر تقوده الجزائر منذ أيلول الماضي، خاصة أن دول الجوار أنشأت لجنتين تتكفل الأولى بمسائل الأمن وترأسها الجزائر، فيما تتكفل الثانية بالمسائل السياسية وترأسها مصر. متابعون للوضع الليبي رأوا في الخطوة «الارتجالية» لمصر تجاوزاً لما تم الاتفاق عليه بين مصر والجزائر حيال ليبيا؛ فالجزائر التي تقود ملف الأمن تنادي بالسلم، ومصر التي ترأس لجنة السياسة ردّت بالعسكر. والتدخل العسكري المصري في ليبيا يجعل تحرك الجزائر لمواجهة الاضطرابات الأمنية المحتملة على حدودها الشرقية على المحك وأمام تحدّ صعب، إما المشاركة في عملية استباقية أو الاستمرار في الترقّب والدفاع عن التراب الوطني فقط.

وأضافت الأخبار في تقرير لها أنّ ناقوس الخطر دقّ في تونس بمجرد نشر التسجيل الذي صوّر عملية قتل 21 مصرياً في ليبيا على يد تنظيم «الدولة الإسلامية». الخطر لم يعد بعيداً، بل صار قاب قوسين أو أدنى من الحدود... ومع اقتراب الخطر الذي صار على أبواب البلاد، نشرت، أمس، وزارة الدفاع التونسية وحدات عسكرية خاصة أسندتها بوحدات الحرس الوطني على كامل الشريط الحدودي البري والبحري مع ليبيا من أجل تأمينه والتصدي لمحاولات دخول إرهابيين أو إدخال أسلحة، وقد وضعت وزارة الدفاع الكتائب المذكورة في وضع الجاهزية الدفاعية القصوى. وإلى جانب ذلك، لم تهمل السلطات التونسية التنسيق مع الجزائر، التي أعلنت بدورها منذ يوم أمس أنها وضعت وحداتها العاملة على الحدود مع ليبيا في حالة تأهب قصوى لأجل غير مسمى. وربطاً باستعدادات البلدين، قال رئيس أركان الجيش الجوي الليبي، صقر الجروشي، إن ضبط تونس والجزائر لحدودهما مع ليبيا سيكون عاملاً مساعداً لتضييق الخناق على التنظيم. أما ديبلوماسياً، فقد سارعت السلطات الرسمية إلى الاتصال بالسلطات المصرية. ووجه الرئيس الباجي قائد السبسي، برقية تعزية للسيسي، معبراً له عن استنكاره للجريمة المروعة وعن تضامنه مع الشعب المصري.

وعنونت الحياة: مصر توسّع الحرب على «داعش». وأفادت أنه بعد ساعات على صدمة أثارها في مصر والعالم بثُّ فيديو ذبح 21 قبطياً مصرياً على أيدي مقاتلين من «داعش» في مدينة سرت الليبية، شن الطيران المصري غارات جوية استهدفت معقلهم الأساسي في مدينة درنة أمس، فيما باشرت الديبلوماسية المصرية بالتعاون مع باريس وموسكو، تحركاً في مجلس الأمن لاتخاذ «تدابير جديدة» ضد التنظيم الإرهابي. أتى ذلك بعد محادثات هاتفية أجراها الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ومسؤولين أوروبيين آخرين وقادة عرب. وهذه هي العملية العسكرية الأولى للجيش المصري في الخارج منذ مشاركته في حرب تحرير الكويت عام 1991، وشارك فيها سرب من طائرات «أف 16».

ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية مأذون لها أن «العملية لم تكن انتقامية، بل أتت في إطار الحفاظ على الأمن القومي المصري وحق الدفاع الشرعي عن النفس». وتوقّعت مزيداً من الهجمات و«عمليات كوماندوس خاطفة ونوعية في الأراضي الليبية تستهدف الإرهابيين، ولكن لا تدخل برياً». وأوضحت المصادر أن القاهرة «تلقت دعماً خليجياً قوياً لتحركها العسكري ضد الإرهاب في ليبيا»، وأشارت إلى «جهد سياسي يبذل في إطار الحرب على الإرهاب التي يجب أن تكون شمولية، فلا فرق بين داعش وتنظيم الإخوان المسلمين». وتساءلت: «كيف تُحارب بعض الدول داعش وتستضيف الإخوان على أراضيها؟»، واعتبرت أن «الحرب يجب أن تصطاد الإرهابيين في أي بقعة، في سورية والعراق وليبيا وغيرها».

وأضافت الحياة أن القاهرة تسعى إلى استصدار قرار من المجلس يضمن «وضع الملف الليبي على الأجندة الدولية لمكافحة الإرهاب»، على أن يشمل القرار «اعترافاً ودعماً للحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، بما في ذلك التعاون مع الجيش الوطني الليبي في مواجهة الميليشيات، إضافة إلى حظر وصول السلاح والأموال إلى التنظيمات المسلحة في ليبيا»، إلى جانب قرار ملزم للدول الأعضاء بـ «حظر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تستخدمها الجماعات الإرهابية».

بدورها، عنونت السفير تقريراً مطولاً: غارات «مركّزة» على معاقل التكفيريين في ليبيا.. مصر تثأر سريعاً لدماء ضحايا «داعش». وافادت أنّ مصر ردّت سريعاً على الجريمة الوحشية التي نفّذها الفرع الليبي في تنظيم «داعش» الإرهابي بحق مواطنيها، حيث وجّه سلاح الجو المصري ضربات، وصفت بـ «المركّزة»، استهدفت معسكرات التكفيريين في مدينة درنة، في وقت شرعت الديبلوماسية المصرية في حشد الدعم الدولي لمعركتها الجديدة ضد الإرهاب... ويبدو ان الرد المصري كان معدّاً ضمن سيناريوهات مختلفة جرى وضعها منذ بدء ازمة خطف الضحايا المصريين في كانون الثاني الماضي، وقد تمت بالتنسيق مع الجيش الليبي، وفي إطار جهد ديبلوماسي وفّر الغطاء القانوني لشن الضربات الجوية انطلاقاً من «حق الدفاع عن النفس» الذي كرّسته المواثيق الدولية.

ووصل الى مطار القاهرة، مساء امس، وفد ليبي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء عبد السلام محمد علي البدري للتنسيق بين البلدين لمواجهة تنظيم «داعش». في المقابل، أدان المؤتمر الوطني الليبي العام، القريب من الإسلاميين، ما وصفه بـ «العدوان المصري» على الأراضي الليبية، معتبراً انه يشكل «اعتداء على السيادة الليبية». ودعت ميليشيا «فجر ليبيا»، الذراع العسكري للإسلاميين في طرابلس، المصريين الى مغادرة الاراضي الليبية خلال 48 ساعة، «حفاظاً على سلامتهم» على حد قولها.  وأثارت هذه الدعوة مخاوف بشأن مصير العمال المصريين في ليبيا.

وتحت عنوان: مصر السورية، لفت خليل حرب في السفير إلى أنه ومع فورة «الربيع العربي» قبل أربعة اعوام، كان يقال ان سوريا ليست مصر ولا تونس، وما جرى فيهما لن يتكرر في سوريا. كان المقصود «الثورة» على نظام. تبدى ان المرسوم للسوريين اكثر بشاعة وتدميرا. والذي كان قد كان، و«الربيع» صار عاصفة ضربت السوريين وبلادهم. من يجازف الآن بالقول إن مصر ليست سوريا؟ الغد يحمل تساؤلات ومخاوف لا تحصى. واذا كانت الحرب في سوريا، تمثّل التحدي الاكبر على الكيان العربي منذ احتلال فلسطين، فان تحول مصر الى «سوريا ثانية»- بمعنى اغراقها بالدم كسوريا - سيشكل ضربة لا قيامة بعدها لما تبقى للعرب من هوية ووجود.

ولهذا فإن المذبوحين عند بحر طرابلس، ليسوا مجرد ضحايا. مصر التي خرجت بالأمس لقصف مواقع عصابات التكفير في درنة الليبية، أمام منعطف تاريخي. حوار الاديان والحضارات كلها تحت انقاض برجي نيويورك منذ 11 ايلول، وجثث المذبوحين في نهر العاصي ودير الزور وحلب. اما مواجهة الارهاب بالفكر والحوار، فمعركة ربما لن تكتب نهايتها قبل مئة عام.

ولهذا مجددا، فإن مصر أمام منعطف تاريخي. رسوخ فكرة الدولة المركزية يعطيها حصانة لاشك، ويحول دون تحولها الى «سوريا ثانية»، لكن غراب التآمر ممكن ان يتكاثر حولها في مرحلة انتقالها السياسي الصعب. وليس أمام مصر سوى ان تقاتل كما فعلت في درنة، لا كما يزين لها غزو اليمن! وأن تتولى قيادة حرب اقليمية على الارهاب، من بغداد الى سرت مرورا بدمشق، وبالتنسيق معها، بعد ان تتحرر قليلا من قيود الخليجيين، قناعة منها بان امنها القومي كما تؤكد تجاربها التاريخية، يبدأ من جبال طوروس مرورا ببلاد الشام. هذه، ربما، رسالة المذبوحين عند بحر طرابلس.

وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنه ليست هناك خيارات سهلة أمام نظام السيسي في ليبيا.. هو يدرك أن الضربات الجوية لن تفلح في درء الخطر عن بلاده، بل وستعرض مئات ألوف المصريين العاملين في ليبيا للخطر الشديد، بيد أنه في المقابل، لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي حيال الجريمة النكراء. وأضاف الكاتب: لا حل مصرياً لمشكلة ليبيا، ولا للتهديد الأمني الذي يصدر عنها حيال أمن مصر واستقرارها.. الحل الوحيد الممكن لليبيا، يكمن في تعاون دول الجوار، بغطاء دولي كثيف، من أجل إنهاء هذه الحالة الشاذة.. وإعادة بناء الدولة الليبية وتموضعها على خريطة الإقليم السياسية. وأضاف: أحسب أن ليبيا، وليس العراق أو سوريا ومن باب أولى اليمن، هو التهديد الأول للمنطقة... ويتعين على القيادة المصرية أن تدرك أن ليبيا وليس اليمن، هي مصدر التهديد الرئيس لأمنها القومي، في المدى المباشر عل أقل تقدير، ومن دون إغفال التهديد الاستراتيجي الأبعد مدى، الذي تشكله إسرائيل على أمن مصر ودورها ومستقبلها وثمة محور آخر، يتعين أن يؤخذ بنظر الاعتبار والقيادة المصرية هو السياسة الداخلية المصرية.. مصر في قلب دائرة التهديد والخطر، والمعالجات التي تدار بها السياستين الداخلية والخارجية، لا تنبئ بقرب الفرج والانفراج..

وفي الرأي الأردنية، وتحت عنوان: إنهم يستنزفون مصر.. ويستدرجونها! اعتبر محمد خروب، أنه اذا ما سقطت أو أُسقِطت أو حُيّدَتْ، فإن الموازين تختل والمعادلات تنهار وينتصر الاعداء والمتربصون واتباعهم.. في المنطقة... ما يجري الآن في المنطقة العربية وفي مصر خصوصاً, ليس صدفة أو مجرد حدث عابر، بل هو تراكم كمّي ونوعي لما حدث بعد حرب الاستنزاف غير المسبوقة التي شنها عبدالناصر على اسرائيل بعد أشهر معدودات من نكسة حزيران 67...... هل هم يستنزفون مصر ويستدرجونها لفتح جبهة «اخرى» تضاف جبهة «ولاية» سيناء المتفوحة على مصارعيها وعنفها وعمق ارتباط إرهابييها بدول واجهزة ومنظمات لم تعد خافية على أحد؟.. يبدو أن الأمر كذلك، والآتي ربما سيكون أعظم.

واعتبر امين قمورية في النهار أنّ الامن القومي المصري أمام انكشاف استراتيجي لا سابق له في كل مفاصله الحيوية، في سيناء وغزة، في ليبيا والصحراء، في جنوب السودان ومنابع النيل، في البحر الاحمر وباب المندب. لذا فان القاهرة في هذه اللحظة الحرجة امام شرور لا بد منها. الخيار العسكري شر وقد يجرها الى مصيدة، لكن استبعاده ضعف ومن شأنه دفع المتربصين بها الى الاستهانة بأية أدوار محتملة لها في الملفات المشتعلة على حدودها وفي محيطها الاقليمي. أضف أن قرار مواجهة الارهاب خارج حدودها هو ايضا شر قد يرتد مصائب داخلية، لكن استنكافها عنه قد يغري الارهاب بنقل حربه الى ارضها وسلخ سيناء عنها. هيبة الدولة ضرورة لضبط التماسك الداخلي والوحدة الوطنية ولازمة للاضطلاع بدور اقليمي تتطلع اليه بعدما تخلت عنه طوال اربعين سنة. القصف الانتقامي للجيش المصري للمواقع الليبية لـ"داعش"، قد يكون بداية التدخل، وهو عمل ملح شرط ادراك اين يبدأ واين ينتهي وماهي الوسائل المناسبة لإيصال رسائله، وألا يتحول الى تورط بلا أفق ومغامرة مكلفة لا طاقة لمصر المرهقة على تحملها.

واعتبرت افتتاحية القدس العربي أنّ القرار بدخول الحرب لم يكن سهلا، بل مثقلا بتحديات ومخاطر لا يمكن انكارها، لكنه كان حتميا. المجزرة فرضت معطياتها الواقعية الخاصة على الداخل المصري، بل وعلى المستويين الاقليمي والدولي ايضا؛ أولا: اما في المشهد المحلي المعقد، فان المجزرة اعادت احياء تراث تاريخي عاشته مصر سنوات في الماضي، عنوانه «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، وهو ما يوفر «شبكة امان» للنظام. وأما على المستوى الدولي، فقد سارع وزير الخارجية المصري إلى المطالبة بدعم دولي شامل لمصر في حربها ضد الارهاب... ويبدو ان ثمة نواة تحالف مصري مع فرنسا وايطاليا بدأت فعلا في الدفع بهذا الاتجاه. وأما اقليميا، فان دخول مصر الحرب رسميا ضد تنظيم الدولة، يمثل تطورا نوعيا بأي مقياس، إلا انه ينبه ايضا إلى ان التنظيم في ليبيا أصبح لا يقل خطورة، ان لم يكن يزيد، عنه في العراق وسوريا.. واخيرا فان الحرب الجديدة ربما ترسم خارطة جديدة من حروب لا يعرف احد حدودها او نهايتها، كما قد تمنح النظام المصري فسحة من الوقت، الا انها لن تعفيه إلى الابد من مواجهة تحديات داخلية لا تقل مشروعية او أهمية عن حماية الامن القومي.

واعتبرت كلمة الرياض أنه في محاولة توريط مصر والأردن بأحداث خارجية، يجب البحث أولاً عن المخطط قبل المنفذ، خاصة وأن البلدين حاولا بشتى الطرق الابتعاد عن مزالق ما يجري في الدول العربية الأخرى.. والحاجة الآن لخلق تآلف عربي يجمع مصر والسودان والجزائر وتونس، بتشكيل قوات تدخل سريع تخدم كل الأطراف ولا نعتقد أن هذه تحتاج إلى مجاملات بل مبادرات سريعة وفاعلة، ولعل الصورة الواضحة تتجه إلى عدم استثناء أي دولة من الفوضى القادمة، لأن المشروع خطط ليكون عاماً وممنهجاً..... الضرورات تستدعي اجتماعاً عاجلاً بين كل الدول وأعني العربية تحديداً المجاورة لليبيا واتخاذ قرارات مصيرية تقضي على نشوء داعش كبرى، وحتى لو استدعت الحاجة التعاون مع قوى أوروبية بدأت تستشعر الخطر مثل إيطاليا وفرنسا، وهي فرصة قبل أن تكون الكارثة أقوى من الرؤى الضيقة وغير السريعة في اتخاذ القرارات المصيرية.

ورأت افتتاحية الخليج أنّ الجريمة البربرية التي ارتكبها تنظيم "داعش" في ليبيا بحق 21 مصرياً يجب أن تكون جرس إنذار أخيراً لكل العرب والمسلمين دولاً وشعوباً، لأنها تؤشر إلى امتداد الخطر الإرهابي وتوسعه ووصوله حداً لم يعد من الجائز السكوت عليه أو الاكتفاء بانتظاره لمواجهته... والمطلوب مبادرة عربية سريعة وعلى أعلى مستوى لوضع كل طاقات الأمة وامكاناتها في إطار استراتيجية موحدة لمواجهة هذا الخطر الإرهابي التكفيري الداهم، الذي بات يهدد وجودنا، بل وكل ما أنجزته البشرية من حضارة وتقدم... المطلوب تحرك عربي عاجل يتجاوز كل ما علق من شوائب وصراعات وخلافات ثنائية وحسابات ومصالح أدت إلى ما أدت إليه من تمزق وتفكيك وانقسام أصاب جسد الأمة وتسرب من خلالها هذا الإرهاب الفتاك.

ورأت افتتاحية الأهرام أنه بات واضحا للجميع أن مصر لن تتخلى عن حق الرد على الأعمال الإرهابية الخسيسة التي لن تضعف المصريين بل ستزيدهم صلابة، حيث أثبتوا أنهم على قلب رجل واحد عندما يتعرضون للأزمات. ولن يكون أمام مصر سوى الانتقام ممن يساعدون الإرهاب بالسلاح والتمويل والمنصات الإعلامية، ففي نهاية الأمر سترتد إليهم مؤامراتهم البشعة.

فلم تكن الضربة الجوية المصرية على بؤر الإرهاب في الأراضي الليبية سوى بداية لتصرفات مقبلة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأرواح المصريين، فهذا القرار أعاد الثقة للشعب المصري في قيادته بعد طول عصور تهاونت فيها الأنظمة عن تبنى أي قرارات فعالة تعيد لهم كرامتهم... لقد انقلب السحر على الساحر، وتعاطف الجميع مع مصر في مصابها الجلل، وأعلنوا الوقوف معها في قراراتها، التي اتخذت بالتشاور مع القوات الجوية الليبية حيث شاركت في العملية الجوية المباغتة على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة درنة شرقي ليبيا. وكانت البداية..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.