تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العراق: الولايات المتحدة و«معركة الموصل»:

        جاء الإعلان الأميركي عن تحديد موعد معركة الموصل، أمس، قبل استكمال التحضيرات الضرورية لها، مريباً إلى حد كبير، ليعيد إلى الواجهة تساؤلات عدة بشأن مدى صدقية الولايات المتحدة في قتال تنظيم «داعش»، والأهداف السياسية الكامنة خلف إصرارها على الاضطلاع بالدور الرئيس في هذه العملية.

وأعلن مسؤولون عسكريون أميركيون أن العملية العسكرية التي ستشنها القوات العراقية على مدينة الموصل ستكون بين شهري نيسان وأيار المقبلين، وذلك لتفادي «موجات الحر في الصيف وقبل حلول شهر رمضان». ونقلت وول ستريت جورنال، عن مسؤولين رفيعين في وزارة الدفاع الأميركية أنهم سيرفعون توصية تتضمن مشاركة القوات الأميركية إلى جانب الجيش العراقي، في العملية العسكرية المرتقبة من أجل «المساعدة في توجيه الغارات الجوية خلال الهجوم»، في وقت قدر مسؤول في القيادة الأميركية الوسطى أعداد مقاتلي «داعش» داخل مدينة الموصل بنحو ألفين، مشيراً إلى أن القوات التي ستشن الهجوم على المدينة ستكون بين 20 و25 ألف جندي، موزعين بين خمسة ألوية من الجيش العراقي يتم تدريبها حالياً، وثلاثة ألوية «دعم» من قوات «البشمركة»، بينما لم يشر المسؤول الأميركي إلى دور لقوات «الحشد الشعبي» التي سبق أن أعلنت عن تخطيطها للمشاركة في المعركة.

ونشرت فورين بوليسي ما اعتبرته رسالة ضمنية تكاد تكون الأولى من نوعها في سياق معركة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، حيث اعتبر مسؤول القيادة الوسطى أنه منذ بداية الحملة الأميركية على التنظيم المتشدد، في الصيف «أجبر (التكفيريون) على القتال على ثلاث جبهات: ضد القوات العراقية والكردية، والقوة الجوية الأميركية، والنظام السوري». ورأت الصحيفة أن ذلك شكل «اعترافاً ضمنياً» بأن الولايات المتحدة والرئيس بشار الأسد يعملان جنباً إلى جنب ضد تنظيم «داعش».

وثمة تساؤلات حول الهدف من وراء إعلان موعد مسبق لعملية الموصل، على عكس ما جرت عليه العادة، إلا أن جواب المسؤول الأميركي حمل دلالة أكبر من التساؤل نفسه، إذ أكد أنه «من المهم تظهير الجهود التي تقوم بها القوات العراقية في المهمة، ودرجة تعلق هذه العملية بها».

وفي إطار مشابه، تنقل صحيفة نيويورك تايمز، عن مصدر عسكري أميركي قوله إنه «بمجرد أن يتم استرداد الموصل سيديرها ضباط شرطة عراقيون سابقون من أبناء المدينة، وقوات العشائر، بحسب الخطة، كما أن لواءً من قوات مكافحة الإرهاب العراقية الذي ستدربه القوات الخاصة الأميركية سيُنشر في المدينة أيضا»، لافتاً إلى ان الجهد يتركز حالياً على «تطويق قدرة (الدولة الاسلامية) على النهوض مجدداً».

وتتقاطع هذه الاعتبارات الأميركية مع مطالب داخلية عراقية تربط تدخل القوات الأميركية كـ «منقذ» من «داعش»، بانتزاع مبرر لتكريس «الإدارات المحلية».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.