تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مصر: السيسي يفتح خطوط التواصل مع الفاعلين في «فجر ليبيا»:

               ذكرت الأخبار أنّ الأوضاع معقدة جداً في ليبيا، مصر في دخولها عسكرياً إلى جارتها تكون قد أقدمت على خطوة جريئة في بلد مشبع بالفوضى والميليشيات والقوى المتطرفة. فهل ستضيع في صحاري الشرق؟ أم لها في الجار الليبي خبرة ودراية في حل أمورها؟ وإلى أين تتجه الأمور في أعقاب مقاطعة برلمان طبرق الجلسة الخامسة من الحوار المباشر بين الأخوة الأعداء؟ الجواب برسم الأيام المقبلة.

وأفادت الصحيفة أنه يفترض في مثل هذه الأيام أن تعلو الأهازيج والأغاني الليبية في كل مدينة وشارع. لا مظاهر للاحتفالات المركزية في شرق البلاد وغربها. لم يوزع العلم الليبي «القديم – الجديد» على الناس كما جرت العادة. غابت البهجة عن وجوه الليبيين. «الله أكبر» تحية الثائرين على نظام العقيد معمر القذافي تلاشت تقريباً، بعد أن كانت تتكرر على مسمعيك كل دقيقة بالكثير. وحده صوت الرصاص بقي يسمع بانتظام كيف ما وليت شطرك في البلاد. ذكرى السابع عشر من فبراير أو الثورة على القذافي مرت خجولة جداً هذا العام. مظاهر الاحتفال كانت أشبه بعابر سبيل على الحكام الجدد. الثورة الأولى انتهى وقعها حقيقة، القذافي مات وصار من الماضي، ليبيا اليوم تعيش ثورة جديدة يتصارع فيها «الكرامة» و«فجر ليبيا». الطرفان يدعيان الأحقية في وراثة النظام السابق. أسالا ما لا يغتفر من دماء الليبيين خلال العامين الماضيين. دمرا ما بقي من بنى تحتية متهالكة أصلاً. ضربا حتى المنشآت النفطية، مصدر رزقهم الوحيد في البلاد. تغيب الثقة بين الطرفين، كأنهما ليسا من أهل البلد نفسه. الأمن مستباح والفوضى عارمة، وحده التطرف كان ينمو في ليبيا. داعش ومشتقاتها لن يفوتوا فرصة كهذه تأتيهم على طبق من ذهب لتكوين دولتهم أو إمارتهم.. لم تعد داعش الليبية مجرد حالة عابرة أو فصيلاً صغيراً في هذا البلد المغاربي، أصبحت قوة يحسب حسابها وتسيطر على مناطق استراتيجية كسرت.. لا يختلف المشهد في درنة القريبة من الحدود المصرية عن ذلك في سرت.

وأضافت الصحيفة: يرفع داعش مستوى التحدي مع مصر والغرب، يقتل واحداً وعشرين قبطياً مصرياً ذنبهم أنهم مسيحيون فقراء يبحثون عن لقمة العيش وسط الحرب الليبية. ويهدد روما بفتح إسلامي برسالة شفوية وآخرى عبر البحر الذي حمّله دم المصريين الأبرياء.

تهز فعلة داعش العالم، أوروبا ترى أن التطرف صار قريباً من ضفتها، شواطئ ليبيا الممتدة على مساحة 2000 كيلومتر مربع من دون رقيب قد تحمل قوارب الموت «الداعشية» إليها كما تحمل يومياً قوارب المهاجرين الأفارقة. تستنفر روما قبل غيرها، وتدعو بصوت عال إلى تحالف دولي لمحاربة التطرف في ليبيا. أوروبا تستشعر الخطر، لكن مصر هي التي نالت الصفعة من داعش، وجدت القيادة السياسية والعسكرية في القاهرة نفسها في وضع حرج، ما العمل؟ ما هو الرد الأنسب على هذه العملية؟  تغير المقاتلات المصرية على درنة، تدمر وتقتل من تقتل هناك. يشعر الشارع المصري بالانتعاش، تهلل القنوات المصرية للضربة، يبارك أركان الجيش واللواء حفتر وحكومة الثني العملية، وترفض حكومة الغرب الليبي الهجوم الذي تراه اعتداءً على السيادة الليبية..... السيسي شخصياً يريد الذهاب أبعد من الغارات، يدعو إلى تحالف دولي لضرب الإرهاب في ليبيا، يطالب بقرار عربي موحد لمواجهة التطرف. يأتيه الجواب سريعاً أن القرار ليس بيد مصر. الرسالة الأميركية بـ«لا» للحرب في ليبيا وصلت عبر مجلس التعاون الخليجي. استنتاج ذلك ليس صعباً. فإدانة مجلس التعاون الخليجي لمصر بعد المواجهة الكلامية بين مندوبي قطر ومصر في الجامعة العربية كانت الرسالة الأولى للسيسي. وسحب بيان الإدانة بعد ساعات ما هو إلا ترطيب للأجواء.

يفهم السيسي إشارات الغرب، يعلم أن سقف تحركة لا يتعدى الغارات الجوية على شكل «مسكنات»..بموازاة العمل الميداني، تفتح مصر الخطوط مع القوى الأساسية في مدينة مصراتة وخصوصاً مع مع اللاعب الأساسي هناك «فجر ليبيا»، التي سبق لها أن فتحت خطوط التواصل مع القاهرة للوصول إلى تفاهمات مع حفتر وحكومة طبرق، بعدما بدأ خطر داعش يهددها. مصادر خاصة تؤكد أن وفداً من المدينة سيتوجه قريباً إلى القاهرة للقاء السيسي للبحث في حل سياسي.. ووفق مصادر مطلعة، تجري منذ فترة ليست بالبعيدة اتصالات بين مصراتة وخصومهم الزنتان للوصول إلى تفاهمات مشتركة، وهو ما يمثل تقدماً ملحوظاً بالنظر إلى المواجهة العنيفة بين الجانبين في معركة مطار طرابلس التي انتهت بهزيمة الزنتان وانسحاب قواتها إلى مدينتها.

واعتبر جهاد الزين في النهار أنّ الديبلوماسية المصرية أصيبت في الأسبوع المنصرم بصدمة لا بد أنه سيكون لها تأثيرها في نمط سلوك النخبة الحاكمة في القاهرة في المرحلة المقبلة. باختصار، إذا كان لنا أن نصوغ حصيلة هذه التجربة المصرية في مجلس الأمن، فقد ظهرت "داعش" أقوى بكثير في نيويورك مما كانت الديبلوماسية المصريّة تعتقد! وأن ما صدر من إدانة في مجلس الأمن للمجزرة هو في الحد الأدنى فيما لم تحصل مصر على جزء ولو يسير مما حصلت عليه الدول الكبرى من حرية حركة في سوريا والعراق ضد "داعش" نفسها.

وأضاف الكاتب: لا بد دائما من تكرار أن مصر تخوض معركة بقائنا كدول وكمجتمعات في المنطقة، وقد أظهرت تجربة السنوات الأربع المنصرمة أنه لا فارق بين انهيار الدولة وانهيار المجتمع وأن الانهيارين متلازمان وواحد كما ظهر في سوريا والعراق وليبيا واليمن وكما يمكن أن يظهر في لبنان والأردن ودول أخرى لم تظهر على "شاشة الحرب" بعد. ومع الاحترام لكل بقايا الوطنيّات العربيّة فإنّه لا يمكن الانتماء إلى دولة منهارة سواء بالمعنى الأمني الحالي أو بالمعنى الحضاري الذي وُلِدت منه وكنقيض لهُ فكرةُ "الدولة الفاشلة". قبل " الربيع العربي" كنّا في "الدولة الفاشلة" وبعده صرنا في "الدولة المنهارة". ما هو هذا المصير السيّئ؟ لذلك نراهن على مصر المتماسكة أمنيّاً في مواجهة ولمواجهة حالات الدول المنهارة في منطقتنا.

وتحت عنوان: «القوة العربية المشتركة» تصطدم بمصالح الغرب.. وإسرائيل، أفاد تقرير وسيم ابراهيم في السفير أنّ تدخل مصر عسكرياً في ليبيا، تحت راية «مكافحة الإرهاب»، مرفوض غربياً. التحفظات على ذلك كانت واضحة من الدول الأوروبية الكبيرة التي انضمت إلى واشنطن لإصدار بيان يعلن هذا الموقف. الدعوات إلى تحالف قوات عربية على الأرض، كما أعلنت القاهرة وقبلها إعلام السعودية، بدوره يقابل بصدّ واضح. بعض المخضرمين في شؤون المنطقة يقولون إن الرفض منبعه الأساسي: الخشية الأصيلة من أي تحرك عربي موحد، لا سيما عسكرياً، وخوف الاحتلال الاسرائيلي من أي سوابق كهذه.

وفي سياق الحديث عن مجمل بؤر الصراع، ينقل ديبلوماسي غربي أن هناك ترقباً لمناخ أفضل يمكن أن ينجم إذا تم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، قبل الموعد النهائي في أواخر آذار المقبل. هذا الديبلوماسي عقد جولة مباحثات مع العديد من المسؤولين الإسرائيليين مؤخراً، وهو ينقل أن «الأولوية الأولى للإسرائيليين هي إيران وحزب الله، وثانياً سوريا، وفي النهاية يأتي الوضع الفلسطيني». ويؤكد الديبلوماسي أنه «من السذاجة» التفكير بأن هندسة التسوية في سوريا، يمكن أن تحصل من دون حساب دقيق للمصالح الإسرائيلية. يقول عن ذلك إن «إسرائيل طبعاً تحاول إنشاء نفوذ عبر العلاقة مع المعارضة السورية المسلحة، كما أنها مهتمة بالتأكيد بإيجاد منطقة عازلة في الجولان». ينقل عن حكومة الاحتلال تشديدها على أن «وجود حزب الله على الحدود هناك (الجولان المحتل) يفرز مشكلة كبيرة لإسرائيل، لأنه حينها إذا حدث اشتباك فعليها أن تحسب لفتح جبهتين لا جبهة واحدة».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.