تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: هادي يدعو إلى الحوار.. خارج صنعاء..!!

                أكّدت مصادر سياسيّة يمنيّة، أمس، أنّ الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، الذي هرب من مقرّ إقامته في صنعاء، متوجّهاً إلى مسقط رأسه في عدن، يؤيّد الحوار للخروج من الأزمة، ولكن خارج العاصمة. وفي المقابل، قال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد بحاح، إنّ هذه الحكومة ترفض تسيير أعمال البلاد تنفيذاً لقرار أصدره الحوثيون. وقالت مصادر حاضرة في حوار القوى السياسية الذي استؤنف، مساء أمس، في صنعاء، إنّ المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أكّد للمجتمعين أنّه اتصل بهادي وسمع منه أنّه متمسّك بـ"المبادرة الخليجية" وآلياتها التنفيذية، إلى جانب مسودة الدستور لليمن الاتحادي. وأكد مصدر من الحاضرين أن الرئيس المستقيل "تحفّظ على الحوار في صنعاء، ودعا إلى ضرورة نقل الحوار إلى مكان آمن يتوافق عليه الجميع". وأوضح المصدر أنّ هذه المسألة ومسائل أخرى اشترطها هادي "تتم مناقشتها حالياً بين القوى السياسية المتحاورة".

وكانت "اللجنة الثورية العليا" قد أصدرت قراراً، أمس، بتكليف "الحكومة المستقيلة تصريف الشؤون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية". وقال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة المستقيلة إنّ "حكومة بحاح تؤكّد أنّ قرار الانقلابين الحوثين لا يعنيها وأن موقفها واضح وهو التمسك بالاستقالة".

وفي غضون ذلك، واصل الرئيس المستقيل استئناف مهامه الرئاسية من مقر إقامته في عدن، حيث عقد اجتماعاً مع محافظي إقليم حضرموت الذي يضمّ محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى. وجدد هادي، خلال الاجتماع، هجومه على جماعة "أنصار الله"، داعياً إلى الإفراج عن رئيس الحكومة خالد بحاح ومسؤولين حكوميين آخرين ما زالوا قيد الاقامة الجبرية، طبقاً للسفير.

إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بأنّ البعثة الديبلوماسيّة المصريّة في صنعاء، برئاسة السفير يوسف الشرقاوي، عادت إلى القاهرة، أمس، بعدما أغلقت سفارتها بسبب سوء الأوضاع الأمنية في اليمن.

وأبرزت الحياة: هادي يتمسك بالرئاسة والحوثي يهدد بمحاكمة الوزراء بتهمة «الخيانة». ووفقاً للصحيفة، جدد هادي تمسكه بممارسة سلطاته رئيساً شرعياً لبلاده وعقد اجتماعاً لمحافظي حضرموت وشبوة وسقطرى في مدينة عدن، التي وصل إليها السبت بعد نجاحه في كسر الإقامة الإجبارية التي فرضتها عليه جماعة الحوثيين قرابة شهر في صنعاء. وقرر معظم الأحزاب المتحاورة في العاصمة قلب الطاولة على «الانقلابيين» الحوثيين وإرسال وفد مشترك للقاء هادي تأكيداً على شرعيته، في ظل تهديدات حوثية بمحاكمة وزراء الحكومة المستقيلة ورئيسها خالد بحاح بتهمة «الخيانة الوطنية».

ورحبت أمس دول مجلس التعاون الخليجي بخروج هادي من الإقامة الجبرية في صنعاء وانتقاله لإدارة الدولة من عدن، واعتبرته «خطوة مهمة في تعزيز الشرعية الدستورية»، داعية اليمنيين للالتفاف حوله، كما طالبت بسرعة بفك الحصار المفروض على رئيس الوزراء خالد بحاح والمسؤولين. ويعتقد مراقبون «أن نجاح هادي في الوصول إلى عدن وتراجعه عن استقالته وجه ضربة قاصمة لسلطة الحوثيين.

وعنونت الأخبار: الخليج مع هادي وعدن «عاصمة بديلة». وأفادت أنه شيئاً فشيئاً توضح الأحداث المتسارعة المشهد الجديد قيد التشكّل في اليمن. فرض انتقال هادي إلى عدن وتكريس المدينة الجنوبية عاصمة بديلة واقعاً جديداً في البلاد، تواكبه مسارات متصاعدة داخلياً وإقليمياً. دول مجلس التعاون الخليجي لم تتأخر في إعلان موقفها من خطوة هادي، الذي بعث برسالة الى البرلمان يعلن فيها سحب استقالته، وذلك بتأكيد دعمها المطلق له، ودعوة مجلس الأمن إلى «تحمّل مسؤوليته في اليمن» إزاء إجراءات الحوثيين «الباطلة». يأتي هذا بالتزامن مع موافقة معظم القوى السياسية اليمنية على دعوة هادي نقل الحوار إلى عدن، بعد إعلان صنعاء «عاصمة محتلة»، ما يؤكد السعي إلى تقسيم البلاد، خصوصاً أن هادي تعاطى يوم أمس وكأنه «رئيسٌ للجنوب»، حيث اجتمع بمحافظين جنوبيين، وجدّد تمسّكه بالمبادرة الخليجية. وبرغم تنصّل الأمم المتحدة، على لسان مبعوثها في اليمن، جمال بن عمر، من العلم المسبق بمغادرة هادي منزله إلى عدن، نقلت وسائل إعلام يوم أمس عن مصادر في «أنصار الله» قولها إن «تحقيقات أولية تثبت تورط بن عمر في تهريب هادي من صنعاء».

واعتبر عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط، وتحت عنوان لافت: اليمن بحكومتين وعاصمتين أنّ انتقال الرئيس هادي إلى مدينة عدن، سيعني يمنا تتنازعه حكومتان وبعاصمتين. واعتبر أنه بالتلويح بحصار الانقلابيين، قوّى المبعوث الدولي، جمال بنعمر، من موقفه، وسيحاول إقناع الحوثيين ومتمردي صالح أن يقبلوا بأن يكونوا ضمن حكومة شرعية، لا تحديها.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ الرئيس هادي أعلنها في بيانه وقال: "لا شرعية للقرارات المتخذة بعد انقلاب الحوثيين"، واليمنيون الذين توافقوا عليه رئيسا شرعيا أيدوه فيما قال، فهل لدى الحوثيين طاقة على مواجهة إرادة شعب بأكمله، أم سيحكّمون صوت العقل، ليقبلوا بالاندماج مع المكونات اليمنية من أجل بناء وطن المستقبل؟

وأوضحت افتتاحية القدس العربي أنه مع استئناف هادي عمله كرئيس للجمهورية اليمنية، اصبح واضحا انه تمكن من قلب حسابات الانقلاب الحوثي، خاصة انه أكد مجددا التزامه باستكمال العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبد الله صالح بالتنحي... صحيح ان هروب هادي لا يغير موازين القوى على الارض، وان اي تسوية سياسية لا يمكن ان تتجاهل الواقع الجديد الذي خلقه الحوثيون، الا انه سيضطرهم الى التخلي عن أوهام القوة التي صورت لهم أن بإمكانهم أن يحكموا البلاد وحدهم. أما الدول الخليجية فقد حان لها ان تستوعب الدرس بان تتعامل مع اليمن كدولة وليس كقبيلة. يجب عليها أن تعتمد لغة تفاهم أبعد من الهبات لشراء الولاءات الشخصية والقبلية، وهو المنهاج الذي دأبت عليه عقودا طويلة، ما أدى الى تقوية القبائل واضعاف الدولة وبالتالي الوصول الى هذه الحالة.

وتساءل محمد خروب في الرأي الأردنية: هل يستطيع «هادي».. إدارة الأزمة اليمنية؟ معتبراً أنّ ثمة تهويل ومبالغة، عند الحديث عن تداعيات «نجاح» الرئيس اليمني المستقيل في «الهرب» من قصره، او تسهيل الهرب له من قِبَلِ الحوثيين حتى يستطيعوا تنفيذ الاعلان الدستوري الذي خططوا له واصابوا بعض النجاح؛ هروب هادي وتمركزه في عدن، لا يغير كثيراً في موازين القوى، ولا يسهم في اعادة الاعتبار لشخص الرئيس المستقيل. وأضاف الكاتب أنّ هروب هادي الى عدن لن يحل المشكلة، وخصوصا اذا ما اعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، لان مجرد اعتبارها عاصمة (ولو مؤقتة) سيُغضب اطراف الحراك الجنوبي، التي تدعو الى استقلال الجنوب (وهناك قوى اقليمية واخرى دولية تُشجّعها على ذلك) فضلا عن ان الرجل اختار المبادرة الخليجية طريقاً للحل، مُهملاً عن قصد واستفزاز، اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي كان احدى مخرجات الحوار الوطني، الامر الذي سيُسهم في افشال أي حل للازمة بل ويأخذها الى الحافة، بكل ما يعنيه هذا الخيار من امكانية ماثلة للانزلاق الى حرب اهلية مدمرة... وهذا يؤكد في جانب آخر، ان «هادي» كارثة حقيقية لم يستطع ادارة الازمة بل أودى باليمن الى الهاوية وخصوصا بعد ان فقد شرعيته بالاستقالة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.