تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أردوغان من جدة إلى الرياض.. والسيسي أيضاً..!!

           وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جدة أمس في بداية زيارة للسعودية تستمر ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يعقد الملك سلمان غداً اجتماعاً في الرياض مع الرئيس التركي لمناقشة أوضاع المنطقة. ويصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد ظهر اليوم إلى الرياض، لإجراء مشاورات مع الملك سلمان حول اقتراح مصري بإنشاء «قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب».

وأكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على هامش زيارته العاصمة الصينية أمس، أهمية زيارة السيسي للرياض كونها الأولى التي تجمع بين السيسي وسلمان بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة». وأوضح أنها «فرصة لتناول العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية التي تشكل تحديات لاستقرار المنطقة والأمن القومي العربي».

وأشار إلى «وجود تواصل» بين الرياض والقاهرة مشدداً على أن «العلاقات المصرية- السعودية استراتيجية، وهي علاقات تكامل وإدراك لمصلحة مشتركة، لأن المملكة دولة ذات مؤسسات، والتواصل مستمر في مختلف العهود بينها وبين مصر، واللقاء استمرار لتعزيز العلاقات بين البلدين في عهد الملك سلمان، في إطار التواصل المباشر بين الزعيمين، لطرح رؤيتهما المشتركة للعلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية التي تفرض تحدياتها على المنطقة».

إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي عبدالله العسكر إن «الأحداث المتسارعة في المنطقة، خصوصاً ما يجري في ليبيا واليمن بعد الانقلاب الحوثي، زادت وتيرة المشاورات مع الرياض». وأضاف: «هناك فكرة تدور في الأفق لتشكيل حلف جديد في المنطقة يضم السعودية وتركيا ومصر لمواجهة التحديات». وأضاف: «لا نستغرب أن تقوم السعودية بدور في تقريب وجهات النظر بين السيسي وأردوغان، لأن الخلاف مع تركيا ليس على استراتيجيات بل على تفاصيل بسيطة إعادة النظر فيها ممكنة»، طبقاً للحياة.

ولفت الكاتب السعودي خالد الدخيل في الحياة إلى أنه بات من الواضح أن قلقاً انتاب مصر بعد وفاة الملك عبدالله. وبات من الواضح أيضاً أن مصدر هذا القلق توجس مصري من التوجهات السياسية للملك سلمان... هناك قلق من إمكان تراجع الدعم السعودي لمصر، أو أن يكون هذا الدعم ضمن حزمة سياسية جديدة يرى العهد السعودي الجديد أهميتها. ورجح الكاتب أن هذا القلق كان موجوداً لدى القيادة المصرية قبيل وفاة الملك الراحل، وقبل أن يتم التعبير عنه إعلامياً بعد وفاة الملك.

واعتبر الكاتب أنّ المشكلة، هي في أسلوب هذا الدعم وإطاره. يريد البعض في مصر أن يكون الدعم السعودي على شكل هبة أو منحة ملكية مفتوحة، أو شيك على بياض، كما يقال. لا ينبغي للسعودية أن تتقارب مع تركيا، مثلاً، لأنها تتعاطف مع «الإخوان». وفي هذا تجاهل لبديهة أن علاقات الدول لا تقوم على مثل هذه الرؤية، لأنها عاطفية وليست سياسية. الرؤية السياسية الأكثر عقلانية أن علاقات السعودية ومصر لا يجب أن تكون مرتهنة لا للموقف من «الإخوان»، ولا للموقف من تركيا. واعتبر الكاتب أنّ استمرار السعودية في الابتعاد عن تركيا، كما يريد البعض في مصر، لا يخدم التوازنات الإقليمية في هذه المرحلة، وهذه التوازنات هي الأساس الأول لاستقرار المنطقة، وبالتالي استقرار مصر. فتركيا هي إحدى أهم الدول الكبيرة في المنطقة بقدراتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها السياسي. وهي إلى جانب كونها عضواً في الناتو وفي مجموعة العشرين الدولية، وبموقعها الاستراتيجي بين العالم العربي من ناحية وإسرائيل وإيران من ناحية أخرى، من الدول التي تملك مشروعاً سياسياً واقتصادياً واضحاً، وهو مشروع يتناقض في مضمونه مع المشروع الإسرائيلي الاستيطاني من ناحية، ومع المشروع الطائفي لإيران من ناحية أخرى. وهي أيضاً كدولة وطنية علمانية أكثر قابلية لأن تتقاطع في مشروعها وسياساتها الإقليمية مع المصالح العربية. لكن هذا يفترض قبل أي شيء آخر أن يكون هناك مشروع عربي. والسعودية ومصر هما الآن الأكثر قدرة من بين كل الدول العربية على التفكير بإطلاق مثل هذا المشروع ورعايته. وهو ما ينبغي أن تنشغل السعودية ومصر به، بدلاً من الانشغال بالموقف التركي من «الإخوان».

وأوضح الكاتب: اليوم يصل السيسي إلى الرياض، وأردوغان هناك.. لا يبدو أنه سيكون هناك اجتماع بين الرئيسين في العاصمة السعودية. لكن وجودهما في اللحظة ذاتها قد ينطوي على شيء. تمثّل زيارة أردوغان تحولاً في الموقف السعودي في الاتجاه الصحيح، وستكون خطوة أولى إلى تغير متوقع في المواقف السياسية لأكثر من دولة في المنطقة. وكرر الكاتب التأكيد على حاجة ملحة لمثلث سعودي- مصري- تركي، «يمثل في الظروف الحالية حاجة استراتيجية للأطراف الثلاثة. فهي أطراف تتكامل في ما بينها (سياسياً واقتصادياً)، والتنسيق بينها... سيعيد إلى المنطقة شيئاً من التوازن بعد سقوط العراق وسورية، إلى جانب أنه سيشكّل حاجزاً للدور الإيراني المدمر... ومنطلقاً للتأسيس لحالة من الاستقرار في خضم المرحلة المضطربة حالياً»... فهل تتزحزح مصر ولو قليلاً في الاتجاه الذي بدأته السعودية الآن؟

ورأت افتتاحية الأهرام أنّ أمن الخليج خط أحمر، ولذلك فإن أمن منطقة الخليج سيكون بندا أساسيا في القمة المصرية ـ السعودية التي تعقد اليوم بالرياض بين السيسي وسلمان، وقد حدد السيسي أربعة عناصر مهمة في العلاقة مع دول الخليج: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج؛ أمن الخليج خط أحمر؛ (مسافة السكة) التي تحدث عنها سابقا؛ وإنشاء قوة عربية مشتركة.. والمحور الرئيسى لهذه العناصر الأربعة هو أمن منطقة الخليج، وما يمثله من أهمية استراتيجية للأمن القومي المصري في جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.

وفي كلمة الرياض، اعتبر يوسف الكويليت أنّ موجة استيطان الإرهاب، وإن وضعت في قالب أممي قام على إنشائه أكثر من جهة فهو مقدمة لانفجار حرب هوية عربية - فارسية، يغذيهما حقائق الخلاف بالجذور وستكون الحرب أعتى من حكاية هيمنة دولة تبحث عن آمال إمبراطورية، تجاه أمة عربية تشعر أمامها بعقدة التاريخ كيف أزيلت إمبراطوريتها بواسطتهم، وهذا الحدث لا تفرضه فقط حكاية الإسقاط المذهبي أمام دوافع الهوية المنقوصة حين تتحرك بالعودة لأصولها كحقائق تاريخية لا أوهام مذهبية وطائفية؟

وتناولت افتتاحية الوطن السعودية زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى لندن، معتبرة أنّ المنطقة العربية اليوم من أشد المناطق سخونة في العالم، والأزمات التي تعصف بها ليست بالسهلة أو القابلة للحل في يوم أو يومين، ولذلك تضع المملكة ثقلها للانتهاء منها بالتعاون مع الدول ذات التأثير، انطلاقا من واجبها الأزلي تجاه العرب والمسلمين، والعهد السعودي الجديد كما العهود السابقة سيضع بصمته ما دام فيه رجال صدقوا ما عاهدوا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.