تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن.. هادي يكرس الانقسام بالدم..؟!

            في وقتٍ لا تزال فيه المكاسب الخليجية من الأزمة اليمنية معلّقة مع استمرار سيطرة «أنصار الله» على معظم أرجاء الميدان، وتثبيت سلطتها في صنعاء، شنّ أنصار عبد ربه منصور هادي في عدن، بدعم مباشر من السعودية، هجوماً على معسكر القوات الخاصة، الرافض للاعتراف بسلطته، لتشهد المدينة الجنوبية يوماً طويلاً من الفوضى الدامية، كانت حصيلته تكريس الانقسام عن العاصمة الشمالية... بالدم.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، دخلت الأزمة اليمنية، يوم أمس، منعطفاً خطيراً، توقع البعض أن يكون مدخلاً لحرب أهلية، ولا سيما في ظلّ الدفع الإقليمي الحثيث بهذا الاتجاه. يومٌ طويل من الفوضى الدامية شهدته مدينة عدن الجنوبية، إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين «اللجان الشعبية» التابعة للرئيس المستقيل هادي، والمسنودة من مجموعات عسكرية يقودها وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، محمود الصبيحي، إضافة إلى عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» من جهة، وبين قوات الأمن الخاصة بقيادة اللواء عبد الحافظ السقاف، الذي رفض الاعتراف بسلطة هادي عبر تمسكه بعدم الاستجابة لقرار إقالته الذي أصدره بعد انتقاله من صنعاء إلى عدن وإعلانها عاصمة بديلة.

الاشتباكات التي استمرت طوال النهار، مثلت ذروة الخلاف الذي استعر بين هادي والسقاف منذ أسبوعين، فبدا أن يوم أمس كان الساعة الصفر لشنّ أنصار هادي الهجوم على معسكر القوات الخاصة، العائق الأساسي في طريق تثبيت هادي شرعيته المزعومة في الجنوب. وإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى، أدت المعارك إلى سقوط معسكرات الأمن الخاصة بيد «اللجان الشعبية»، ونهب محتوياته، قبل فرار هادي من قصر المعاشيق، إلى جهة مجهولة، بعد قصف الطارات الحربية من صنعاء لمقرّه في عدن. هذا التطور المهم في المشهد اليمني، يأتي في توقيت لافت بعد حملة التجنيد التي أطلقها هادي لإعادة تشكيل الجيش أو لتكوين جيش رديف ضمن ازدواجية السلطة والمؤسسات التي يكرّسها هادي منذ انتقاله إلى عدن قبل ثلاثة أسابيع.

دعّم هادي في الأيام الماضية «اللجان الشعبية» التابعة له في الجنوب بأموالٍ خليجية، حيث أكدت أنباء وصول 3 مليارات ريال سعودي لتمويل هذه الحملة، وخصوصاً بعد رفض معظم القوى اليمنية نقل الحوار إلى الرياض، بناءً على دعوة هادي، ما أدى إلى إعطاء الضوء الأخضر للتصعيد الميداني، طالما أن المكاسب السياسية الخليجية لا تزال معلّقة. هذه الفرضية يدعمها ما قالته مصادر من جماعة «أنصار الله» عن ظهور القيادي في حزب «الإصلاح» (الإخوان) حميد الأحمر في عدن، بعد اختفائه منذ أيلول الماضي، تاريخ طرد الجماعة رموز «الإصلاح» من البلاد، في وقتٍ استقبلت فيه السعودية قادة الحزب، قبل الحديث عن اعتزامها إعادة تفعيل دورهم لمواجهة الحوثيين.

في هذا الوقت، نُسب بيانٌ إلى هادي يهنئ فيه «اللجان الشعبية والقوات المساندة لها على الانتصارات التي حققتها»، معلناً «السيطرة على مطار عدن ومعسكر القوات الخاصة». وأكد البيان الأنباء التي تحدّثت عن فرار هادي إثر قصف الطارات الحربية، مشيراً إلى أنه «أصبح في أمان». واتهم هادي في البيان «أنصار النظام السابق والحوثيين بمحاولة انقلاب عسكري في عدن»، مشيراً إلى أن «الانقلابيين» مدعومون من «أركان النظام السابق»، في إشارة منه إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ونشرت وسائل إعلام يمنية، نقلاً عن شهود عيان، أخباراً عن قصف بارجة أميركية معسكرات القوات الخاصة، في إسنادٍ لمجموعات هادي العسكرية، التي تؤكد مصادر أنها مترافقة مع عناصر من تنظيم «القاعدة»، فيما أضافت المصادر أن طائرة عسكرية إماراتية هبطت في مطار سقطرى، يقودها الطيار احمد حمدان ال نهيان، ولا أنباء عن الغرض الذي جاءت تلك الطائرة العسكرية من اجله.

إلى ذلك، تبنت «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم «القاعدة» أمس عملية اغتال القيادي الحوثي عبد الكريم الخيواني قبل يومين.

وأبرزت الحياة: معارك ضارية في عدن ومطارها وغارة جوية على قصر هادي. ووفقاً للصحيفة، انفجرت أمس الأوضاع الأمنية في عدن بعد نحو أكثر من أسبوعين من التوتر بين أنصار هادي والعناصر الأمنية الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتحولت المدينة ساحة لمعارك شرسة بين ميليشيا «اللجان الشعبية» وقوات من الجيش موالية لهادي من جهة وقوات الأمن الخاصة التي تدين بالولاء لعلي صالح وجماعة الحوثيين، في ظل مخاوف من دخول اليمن حرباً أهلية شاملة.

وقصف الطيران الحربي الموالي للحوثيين القصر الرئاسي في عدن حيث يقيم هادي، فيما سيطر أنصاره الذين يقودهم وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي، على مطار عدن واقتحموا معسكر قوات الأمن الخاصة، كما سيطروا على أجزاء واسعة من المدينة مستخدمين الدبابات والمدفعية الثقيلة. ووصف هادي قصف القصر الرئاسي بأنه محاولة انقلاب يدعمها النظام السابق. وقال في بيان إن «محاولة الانقلابيين المدعومين من أركان النظام السابق الذي كان أحد المتسبّبين في إبادة وقتل وتشريد وتهجير الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية، باءت بالفشل».

وتوقفت حركة الملاحة في مطار عدن منذ بدء المواجهات، وأُغلقت الطرق التي تربط المدينة بالمناطق الشمالية.

وعنونت السفير: السيطرة على مطار عدن.. وغارة على القصر.. اليمن: هادي يحمي «عاصمته». وأوضحت السفير: لم تنته أسطورة العاصمة البديلة، أمس. كل التطورات التي جرت في عدن تنذر بما هو أسوأ، إذ انها تعدّ الأخطر منذ هروب الرئيس اليمني، المتراجع عن استقالته، عبد ربه منصور هادي من صنعاء، ما يشكل حلقة جديدة لمجرى الأحداث في «عاصمة الأمر الواقع» وفي اليمن عموماً. حاولت طائرة «مجهولة» قصف مقرّ إقامة الرئيس في عدن، ولكنّها لم تصب الهدف، في حين تمكّنت القوّات الموالية لهادي (جيش ولجان شعبية) من السيطرة على مطار المدينة الجنوبية بعد مواجهات عنيفة مع قوات الأمن الخاصة التي يقودها اللواء عبد الحافظ السقاف الذي رفض قراراً بإعفائه من منصبه كان قد أصدره هادي، في حين يتهمه أنصار معسكر الرئيس «الشرعي» بأنّه موالٍ لجماعة «أنصار الله».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.