تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: حياكة إيرانية أميركية لتفاهم نووي تاريخي.. أوباما يطمئن إسرائيل ويستدعي قادة الخليج !!

مصدر الصورة
SNS

              توصلت إيران والدول الست الكبرى، أمس، إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، في محادثات طويلة جرت في لوزان بسويسرا، والذي من شأنه أن يتيح إجراء مفاوضات أخرى من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. وتم الإعلان عن التوصل الى اتفاق رسمي، خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، التي أعلنت التفاهم على «المعايير الرئيسية» للاتفاق في شأن النووي الإيراني. وتم الإعلان، أمس، أنه «سيتم رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، عندما تتحقق الأمم المتحدة من أن طهران تطبق الاتفاق».

وأوضحت موغيريني أن الاتفاق ينص على «خفض قدرات إيران على التخصيب وعدم وجود مواد مشعّة في منشأة «فوردو»، مؤكّدة أن «الاتفاق المستقبلي بين إيران والقوى الست سيتضمن موافقة من مجلس الأمن الدولي، عبر تصويت الأمم المتحدة على تأييد الاتفاق النهائي مع إيران».

بدوره أوضح ظريف، خلال المؤتمر الصحافي، أن «أميركا والاتحاد الأوروبي سيوقفان تطبيق العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي بموجب اتفاق شامل سيبرم بحلول 30 حزيران القادم». وبيّن وزير الخارجية الإيراني أن «إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم بموقع «نطنز» لكن عمليات التخصيب ستتوقف في «فوردو»، ليتم تحويل الموقع إلى منشاة تكنوفيزيائية». وأكد ظريف أن «إيران ستشارك في أسواق النفط العالمية، وأن التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية الست لا يعني تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة».

وفي السياق نفسه، رحب الرئيس أوباما، بالاتفاق المبدئي بشأن برنامج إيران النووي ووصفه بـ«التاريخي»، إلا أنه حذر طهران من أن «العالم يراقبها ليتأكد من التزامها بالاتفاق». وقال أوباما «إذا لجأت إيران الى الخداع، فإن العالم سيعرف»، موضحاً أن «الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد محادثات ماراتونية في مدينة لوزان السويسرية لا يقوم على الثقة، بل على التحقق غير المسبوق». ورأى أوباما أن «الاتفاق يسد طريق إيران لصنع قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب»، موضحاً أن «إيران لن تنتج بلوتونيوم بدرجة تسمح باستخدامه في صنع الأسلحة». وأشار وزير خارجيته جون كيري إلى إنه «تشاور مع إسرائيل ودول الخليج وجدد التأكيد على التزام أميركا بضمان أمنهم».

وفي المواقف الدولية، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن «اتفاق الإطار مع ايران يمثل خطوة مهمة تجاه منعها من الحصول على أسلحة نووية». بدوره، رأى وزير خارجية بريطانيا أن «الاتفاق النووي الشامل مع إيران في إطار المعايير المتفق عليها سيعطي ضماناً بأن برنامجها سلمي»، طبقاً لصحيفة الأخبار.

وفي تقرير أوسع، تحدثت الصحيفة عن تفاهم تاريخي نجحت إيران أمس في انتزاعه من الغرب بعد أكثر من 11 عاماً من المفاوضات، الجولة الأخيرة فيها استمرت 18 شهراً. اعتراف غربي بالجمهورية الإسلامية دولة نووية، تمتلك دورة وقود نووي كاملة، مع حقها الكامل بتطوير البرنامج في شقه السلمي، مع رفع كامل للعقوبات بشكل متزامن، في مقابل رقابة دولية. والأهم من كل ذلك أنه تفاهم اقتصر على النووي، من دون أي ربط بالسياسة الخارجية لإيران ولا ببرنامجها التسلحي ولا حتى بالشؤون الداخلية. جاء ذلك في ورقة من أربع صفحات، أطلق عليها تسمية «معايير خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، لم يجد أوباما في الدفاع عنها في وجه منتقديه في الداخل والخارج إلا حجتين: الأولى، أنها تمنع إيران من أن تنتج سلاحاً نووياً، فيما الثانية أن لا بديل منها متوفراً أمامه. ورقة يفترض أن تتواصل المفاوضات في إطارها بهدف التوصل الى اتفاق نهائي بين الجانبين قبل 30 حزيران المقبل.

موسكو أشادت، بالاتفاق، معتبرة أنه يشكل اعترافاً بالحق «غير المشروط» لإيران في تطوير برنامج نووي مدني. وفي بيان، صرحت الخارجية الروسية بأن «هذا الاتفاق يستند إلى المبدأ الذي عبر عنه الرئيس بوتين، وهو الحق غير المشروط لإيران في برنامج نووي مدني». وعلى الجانب الفرنسي، رحّب كل من الرئيس فرانسوا هولاند ووزير خارجيته بالإطار الذي تمّ التفاهم عليه. وفي إشارة إلى مهلة الثلاثين من حزيران للتوصل إلى اتفاق نهائي، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها «ستسهر» على أن يكون تطبيق الاتفاق «موثوقاً به ويمكن التحقق منه»، محذرة من أن العقوبات «ستفرض مجدداً إذا لم يطبق الاتفاق». كذلك، هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطرفين على التوصل إلى اتفاق إطار، يمهّد الطريق أمام تسوية شاملة في المستقبل..

بالمقابل، ظهرت سريعاً مواقف الجمهوريين في الكونغرس الأميركي الرافضة للاتفاق ــ الإطار المعلن عنه في لوزان، معربين عن قلقهم إزاء الاتفاق، ومؤكدين تمسكهم بحقهم في أن تكون لهم كلمة في أي اتفاق نهائي يتم التوصل إليه بهذا الشأن.  وقال رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري جون باينر في بيان، إن «معايير اتفاق نهائي تمثل فارقاً مقلقاً بالمقارنة مع الأهداف الأساسية التي حددها البيت الأبيض»، معرباً خصوصاً عن قلقه إزاء إمكان رفع العقوبة عن طهران في المدى القصير.

وتحت عنوان: خيبة أمل وشعور بالفشل في تل أبيب، كتبت الأخبار في تقرير آخر: نجحت إيران، وفشلت إسرائيل بفعل خضوع الغرب للإرادة الإيرانية. هذه هي خلاصة التعليقات الإسرائيلية التي امتلأت بها شاشات التلفزة مساء أمس، وعبرت عن خيبة أمل وقلق وشعور بفشل الرهانات على كل الجهود السياسية والأمنية والدبلوماسية وعمليات التهويل التي مارستها تل أبيب طوال السنوات الماضية، وخاصة أن النتيجة التي خلص إليها هذا المسار، بحسب البنود التي تم الإعلان عنها أمس، ستؤدي إلى تكريس إيران دولة حافة نووية، مع رقابة دولية ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، وهو السيناريو الأسوأ الذي تخوفت منه تل أبيب. كما خلا البيان من أي إشارة إلى المطالب التي شدد عليها نتنياهو، وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، سواء لجهة ربط رفع العقوبات بتغيير سياسة إيران الخارجية، وتبديل موقفها من وجود إسرائيل ومن دعم حركات المقاومة أو في ما يتعلق بالحد من تطوير قدراتها الصاروخية. من جهته، رأى مصدر أمني أنهم الآن «مشغولون في فهم التفاصيل الصغيرة التي يتضمنها الاتفاق، والتفسيرات التي ستقدمها إيران، وعليه من المبكر أن نفهم حول ماذا تم الاتفاق».

واعتبرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن إيران حصلت على أغلب ما أرادته في المفاوضات النووية وهذه أخبار سيئة لإسرائيل، مشيرةً إلى أن المعلومات التي وردت عن نتيجة هذه المحادثات مقلقة جداً لتل أبيب، وتبيّن خضوع الغرب لكل المطالب الإيرانية. وعلى هذه الخلفية، رأت القناة أن الاتفاق بالنسبة إلى إسرائيل «ليس سيئاً فقط، بل سيئ بامتياز». وانتقدت مواقف الدول الغربية بالقول إن العالم «مستمر في إغماض عينيه مقابل إيران، وهي مستمرة في عدوانيتها ضد الشرق الأوسط وضد إسرائيل».

من جهته، قال يوئيل غوزانسكي الذي كان كبير المسؤولين عن القضايا المتعلقة بإيران في مجلس الأمن القومي، ويوسي كوبرفاسر المدير العام في وزارة الشؤون الاستراتيجية من 2011 إلى 2014 إن إسرائيل يجب أن تقول إنها غير ملتزمة بهذا الاتفاق ـ الذي يمنح أيضاً شرعية لإيران ـ وستفعل ما بوسعها لحماية نفسها. وأوضح كوبرفاسر أن «أهم شيء سيكون تحسين القدرات العسكرية والاستخبارية والاستثمار فيها» للتنبه في حال بدأت إيران بإنتاج قنبلة نووية.

وتحدثت السفير عن اعتراف بإيران قوة نووية إقليمية، وانتهاء سياسة الاحتواء تجاه الجمهورية الإسلامية، وشرعنة البرنامج النووي الإيراني مع إبطائه بقيود تقنية ورقابية مدة عشرة أعوام، بعدما كان الهدف الأساسي تفكيكه. وطُويت في لوزان صفحة أحد أكبر النزاعات الأمنية والسياسية والعقابية الاقتصادية، التي أججها الغربيون خلال 12 عاما مع حلفائهم الإقليميين في الخليج وإسرائيل، واعتبروها مصدر التهديد الأول للسلام في العالم منذ انتهاء الحرب الباردة. واستعاد الإيرانيون ثقة العالم بهم وبمدنية البرنامج النووي. والاتفاق الذي تسابق كل من صعد منبراً للترويج له في واشنطن، كالرئيس أوباما، أو الوزيرة موغيريني، على وصفه بأنه تاريخي، هو تاريخي مع ما يعنيه نقطة بنقطة، الاتفاق الإطار المؤلف من صفحتين، الذي توصل إليه الإيرانيون مع مجموعة «5+1»، ريثما يعود المفاوضون إلى تثبيت ما تم التفاهم عليه في اتفاق مفصل ومكتوب قبل نهاية حزيران المقبل.

وقدم الطرفان في منتهى 16 جولة، و 18 شهراً تنازلات «تقنية» وسياسية «مؤلمة»، لعب فيها الإيرانيون والأميركيون دوراً أساسياً، فيما كانت القوى الأخرى تلعب أدواراً متفاوتة على الهامش في خدمة استراتيجية التفاوض الأميركي. وهو اتفاق إطار لم يكن لينضج لولا وصول الإيرانيين إلى قناعة بأن التسوية ستحفظ برنامجهم من أي تدمير، ولولا وصول الأميركيين إلى خط النهاية بأنهم لن يستطيعوا الحصول على تنازلات أكبر مما حصلوا عليه، وان الإنجاز التاريخي بات بمتناول الجميع. (تفصيل طبيعة الصفقة، وما تنازل عنه الإيرانيون وما حصلوا عليه في آخر التقرير).

ووفقاً للسفير، قدم أوباما مجددا للسعوديين، في اتصال مع الملك سلمان، تعهدات بالتزام أمن الخليج. وأعلن عقد قمة في كامب ديفيد في الربيع بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لبحث سبل تعزيز تعاوننا العسكري والسعي لحل «مختلف النزاعات التي تتسبب بمعاناة شديدة وعدم استقرار في الشرق الأوسط». ووضع أوباما بوضوح نتنياهو أمام اتفاق الأمر الواقع بالقول «إننا لا نتفق على معالجة الملف الإيراني، ولكن الخيار السلمي هو الأفضل».

وعنونت النهار: أوباما: اتفاق تاريخي مع ايران سيمنعها من الحصول على سلاح نووي. وأبرزت قول أوباما: "اليوم.. توصلت الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا إلى تفاهم تاريخي مع ايران اذا نفذ بالكامل فسيمنعها من الحصول على سلاح نووي". وتابع "اذا أدى هذا الاتفاق الاطاري الى اتفاق شامل نهائي فسيجعل بلدنا وحلفاءنا والعالم أكثر آمانا". وقال "انه اتفاق جيد."

وعنونت الشرق الأوسط: اتفاق يمنع «إيران نووية».. وأوباما يطمئن قادة الخليج في قمة بكامب ديفيد.. خادم الحرمين للرئيس الأميركي: نأمل في اتفاق إطاري لتعزيز استقرار المنطقة وأمنها * تقليص نشاط التخصيب ورفع تدريجي للعقوبات مع 20 عامًا من المراقبة.

وأبرزت الحياة: «شمس» لوزان تُشرق «معايير» لتسوية «الملف النووي». وأفادت أنّ الشمس التي توقعت طهران أن تُشرق في لوزان أمس، بزغت على شكل «معايير أساسية» تتيح لإيران والدول الست المعنية بملفها النووي، قاعدة لمتابعة المفاوضات من اجل إبرام اتفاق نهائي بحلول أواخر حزيران المقبل، وجاء رد الفعل الاولي من رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر سفيرة الاردن دينا قعوار التي قالت «هذه اخبار سعيدة، آمل ان تنعكس جيداً في منطقتنا». وأشاد الرئيس أوباما بما اعتبره «اتفاقاً تاريخياً». وكتب ظريف على موقع «تويتر»: «وجدنا حلولاً. مستعدون لبدء صوغ (اتفاق) فوراً». كما كتب كيري في تغريدة «الآن لدينا معايير» لتسوية الملف النووي، فيما أعلنت الخارجية الالمانية «التوصل إلى اتفاق على إطار من أجل اتفاق نهائي». اما الرئيس الايراني حسن روحاني فتحدث عن إيجاد «حلول في شأن المعايير الأساسية للملف النووي»، معلناً «البدء فوراً بصوغ» اتفاق من أجل إنجازه «بحلول 30 حزيران».

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر غربي إن طهران والدول الست اتفقت على تجميد أكثر من ثلثَي قدرات تخصيب اليورانيوم الحالية في إيران، ومراقبتها 10 سنين، إذا أبرمت اتفاقاً نهائياً في حزيران. وكان الغرب يطالب بفترة لا تقلّ عن 15 سنة، تليها مراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف المصدر أن الجانبين اتفقا أيضاً على تخفيف تركيز غالبية مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، أو نقله الى الخارج، في اطار اتفاق شامل. وأوردت وسائل إعلام ايرانية أن الاتفاق النهائي ستكون مدته 10 سنين، وستخّفض طهران فيه عدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، من 19 ألفاً الى 6 آلاف.

وكانت وكالة أسوشييتد برس أفادت بأن بتوصل إيران والدول الست الى «خطوط عريضة لتفاهم» يمهّد لمرحلة نهائية من المفاوضات، مشيرة الى ان الجانبين مختلفان في شأن التفاصيل التي يمكن كشفها للرأي العام. ونقلت الوكالة عن مسؤولين إن إدارة أوباما تطالب بكشف علني لعدد كبير من الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها في لوزان. لكن المسؤولين أشاروا الى ان إيران تريد كشف «حد أدنى» من المعلومات، اذ يعارض قادتها اتفاقاً على مرحلتين، معتبرين أن تجربة سابقة مشابهة أضرّت بمصالحهم.

بالمقابل، حض نتنياهو على أن يؤدي أي اتفاق مع إيران الى «الحدّ في شكل كبير من قدراتها النووية، ووقف إرهابها وعدوانيتها».

وأبرزت الحياة خبراً آخر، يبدو أنّ له صلة بالاتفاق، بعنوان: أوباما يدعو قادة دول الخليج إلى «كامب ديفيد» لمناقشة تحسين التعاون الأمني. وذكرت أنّ أوباما أعلن امس أنه وجه دعوة إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى "كامب ديفيد" في فصل الربيع هذا العام وذلك لمناقشة تحسين التعاون الأمني. وقال أوباما في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض "تحدثت اليوم مع الملك سلمان، لنؤكد من جديد التزامنا بأمن شركائنا في الخليج". وأشار أوباما إلى أنه تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للتأكيد من جديد بالوقوف جنباً إلى جنب في هذا الجهد. وأوضح أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه بين القوى العالمية الست وإيران يكبح برنامج طهران النووي في مقابل تخفيف العقوبات.

وعنونت القدس العربي: إيران تفتح صفحة جديدة مع العالم… وتقارير عن صفقة سرّية مع واشنطن.. أوباما اعتبر الاتفاق حول برنامجها النووي «تاريخياً». ووفقاً للصحيفة، بدأت إيران مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر بعد سنوات عانت خلالها من العقوبات الاقتصادية والسياسية بسبب المخاوف من برنامجها النووي. وكشفت خبيرة دولية معروفة من مجلس الاطلسي أن الولايات المتحدة أقنعت إيران بالموافقة على صفقة لمدة 15 عاما وافقت طهران بموجبها على تدابير مختلفة لقطع المسارات الاربعة للسلاح النووي. وقالت الخبيرة باربرا سلافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين إن إيران تريد ان تبقى التفاصيل سرية حتى موعد اختتام المحادثات يوم 30 حزيران ، ولكن إدارة أوباما تريد نشر بعض التفاصيل حتى تخمد التهديدات المطالبة بتشريعات تفرض عقوبات جديدة على إيران.

وتحت عنوان: عالم جديد: الغرب يرضخ، اعتبر إبراهيم الأمين في افتتاحية الأخبار أنّ حقيقة الصراعات في العالم منذ القدم هي غالب ومغلوب.. فقط من يعيش مغمض العينين يسمّي النهايات بأنها نتيجة تسوية. ما حصل أمس في لوزان، كان نتيجة مواجهة قاسية مستمرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتولي الغرب بقيادة الولايات المتحدة إدارة شؤون العالم من دون معترض أو رادع. نتيجة هذه المواجهة، كانت ببساطة: الغرب يرضخ! سيخرج كثيرون في المنطقة والعالم يبحثون عن صياغات لعبارات وتعليقات بقصد القول إن إيران هي التي خسرت. لكن إذا وضعنا الأحقاد التي تسكن عقل الفاشلين على حدة، يمكننا الاستماع فقط الى تبريرات الرئيس أوباما لخطوة الاتفاق مع إيران. قال باختصار واضح: لقدر جربنا كل شيء مع إيران، وبتنا أمام خيارين، إما الحرب وإما الاتفاق، وقد اخترنا الاتفاق!

وأوضح الأمين: أوباما لم يقل بأن الحرب هي خيار غير واقعي، لكن الحقيقة هي كذلك. والأهم، هي أن الغرب لم يقرّ أمس بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية، بل هو أقر بحق أي شعب لديه قيادة حكيمة وقادرة، ولديه وحدة ومثابرة، بأن يحصل على كل حقوقه. وسوف نشهد في السنوات المقبلة المزيد من التمرد على سلطة أميركا والغرب. ولفت الكاتب إلى أنه بين يوم أمس وتاريخ الثلاثين من حزيران المقبل، مدة زمنية سوف يسعى خصوم إيران، لا خصوم الولايات المتحدة، إلى نسف الاتفاق، أو لنصب كمائن متنوعة بقصد تفجيره. وهذه المرة، سوف يضطر هؤلاء الى الأخذ بالاعتبار أن العبوات سوف تنفجر بالمركبات الأميركية والأوروبية قبل أن يصل صداها الى إيران... ما حصل أمس، ينطبق عليه وصف الخطوة التاريخية. كان أوباما أفضل من عبّر عن حقيقة ما حصل. لقد لامس حقائق في مجريات التفاوض تعكس حقيقة موازين القوى على الأرض، وهو لم يكن سعيداً لكي يتحدث عن انتصار جديد لأميركا، لكنه كان أقرب الى القول إنه ليس هناك من خيار آخر... لكن ذروة المأساة عند خصوم إيران، في كل العالم، أنهم سمعوا أوباما يختم خطابه أمس، قائلا: لبّيك يا خامئني!

وتحت عنوان: بين الملف النووي والملفات الإقليمية؛ منعطف خطير، لفت ناهض حتر في الأخبار أيضاً، إلى سعي الأميركيين للتفاوض مع الإيرانيين في الملفات الإقليمية على هامش التفاوض على «النووي» ورفض إيران لذلك. ولكن، في المسار الواقعي للأحداث، جرت تفاهمات ميدانية، هنا وهناك، خصوصا في العراق. في الأثناء، تمكن اليمين الأميركي، بالتفاهم مع شركائه الإقليميين، وعلى الأرجح بمبادرة سعودية وتركية، من إقرار استراتيجية تقوم على الفصل بين الاتفاق النووي الغربي ــــ الإيراني (الذي اتضح أنه آتٍ حتماً) وبين التصعيد السياسي والعسكري ضد حلفاء طهران في المنطقة، في مسعى محموم لإحداث تغيير في موازين القوى على الأرض، يحرم طهران وحلفاءها من حصد ثمار الاتفاق النووي، إقليمياً.

وأضاف الكاتب انه على هذه الخلفية، يمكن فهم توقيت العدوان السعودي على اليمن، وكثافته وشدته وإجراميته. وبينما يحظى هذا العدوان الآثم بغطاء أميركي ــــ عربي شامل، نلاحظ أن ردة الفعل الإيرانية ــــ والروسية ــــ لا تنسجم مع حجم الحرب المتوقع لها أن تتطوّر، برياً وبحرياً؛ وإذا كنا لا نشك، لحظة، بأن السعودية تورطت في مستنقع سيستنزفها، فلا بد أن نعترف بأن المحور المعادي هو، اليوم، مَن يملك المبادرة، على كل الجبهات.

وأوضح الكاتب الأردني أنّ الإشارة الأولى في إطار استراتيجية الفصل بين الملف النووي والملفات الإقليمية، جاءت من عمان؛ فكان مدهشاً ذلك التزامن بين الخطاب الرسمي الأردني في التصالح والحوار مع طهران، والقيام، في الوقت نفسه، بالتصعيد العلني للتدخل الأمني في سوريا؛ المبادرة الأردنية، هنا، تأتي في سياق استراتيجية الفصل بين إيران وحلفائها.. وبينما يجري النقاش حول حقول التعاون الأردني ــــ الإيراني، قامت الحكومة الأردنية بنسف تفاهم، مستمر منذ أربع سنوات، مع الحكومة السورية، لإدامة العمل الاعتيادي في معبر نصيب... فجأة، أقدم الجانب الأردني على إغلاق المعبر، والسماح للمسلحين بالاستيلاء عليه. ولا يمكن تفسير هذه الخطوة، إلا بالارتباط مع الدعم التسليحي الكثيف الذي ساعد المسلحين على اسقاط بصرى الشام، والإعلان عن برنامج تدريب للعشائر السورية في الأردن. من الواضح أننا أمام مرحلة جديدة من الحرب على سوريا، عنوانها إقامة مناطق أمنية ــــ إدارية كاملة، خارج سيطرة دمشق وسيادتها. اما البؤرة الثالثة، البالغة الخطورة، هي التي تنشأ في مخيم اليرموك؛ تجلّى هناك، التفاهم السعودي ــــ التركي ـــ القَطري في سيطرة تحالف «النصرة» ــــ «داعش» على المخيم الدمشقي. ولفت الكاتب إلى احتمال الربط الموضوعي بين استيلاء «النصرة» على معبر نصيب، واستيلاء «داعش» على مخيم اليرموك؛ فالأرجح أن مخطط تصفية الوجود الفلسطيني، السياسي والديموغرافي، في سوريا، يتساوق مع التطورات الحاصلة. وسيكون الملجأ لبنان، وبالدرجة الأولى، الأردن.

وختم الكاتب بالقول: فعلياً، نحن نعيش لحظة انكفاء إيراني في كل الملفات الإقليمية؛ هل هو انكفاء مؤقت ينتهي بالتوافق الإيراني ــــ الغربي حول الملف النووي، أم أنه، بالعكس، سوف يستمرّ، ويتحوّل إلى نهج؟ سؤال ستجيب عليه، قريباً، موازين القوى المتبدلة بين التيارات السياسية في الجمهورية الإسلامية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.