تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «إس 300» تبدّد «رهان» إسرائيل على بوتين..!

              أظهر إعلان روسيا نيتها تزويد إيران بمنظومات دفاع جوي متطورة من طراز «إس 300» فشل الرهان الإسرائيلي على الرئيس بوتين. ومن الواضح أن إعلان روسيا في هذا الوقت الحساس، بعد التوصل إلى اتفاقية الإطار النووية بين الدول العظمى وإيران، يشهد على توق قوى عدّة للتخلص من العقوبات الدولية على إيران، والتي كانت تعيق تطوير التبادل التجاري بينها.

وأفادت السفير أنه وبرغم اعتبار إسرائيل منظومة «إس 300» نوعا من التحدي للتفوق الجوي الإسرائيلي، إلا أن معلقين إسرائيليين يرون أن هذه المنظومة ليست عقبة لا يمكن تخطيها.

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن روسيا أطلعت إسرائيل على نيتها بيع صواريخ «إس 300» لإيران قبل وقت قصير من الإعلان عن القرار في وسائل الإعلام الروسية والدولية. ونقلت هآرتس عن مسؤول إسرائيلي كبير هذا الكلام وتأكيده أن المخاوف الإسرائيلية من صفقة الصواريخ هذه تتعلق باحتمال نقل منظومات السلاح هذه إلى النظام السوري أو حزب الله، الأمر الذي يقيّد جوهرياً حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء سوريا ولبنان.

وأعلن وزير شؤون الاستخبارات في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، أن قرار الكرملين هو «محصلة مباشرة» لاتفاقية الإطار بين القوى العظمى وإيران. وأضاف أنه «في وقت تتنصل فيه إيران من بند وراء بند في اتفاقية الإطار، تبدأ الأسرة الدولية بتقديم التسهيلات لها». وتجنب شتاينتس، المعروف بحدة لسانه، انتقاد روسيا لكنه قال إن «هذه نتيجة مباشرة للشرعية التي تنالها إيران من الصفقة النووية، وهذا برهان على أن الازدهار الاقتصادي في إيران الذي سيعقب رفع العقوبات سيستغل في التسلح وليس لرفاهية الشعب الإيراني».

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن في اسرائيل قلقاً من الخطوة الروسية، وخشية من أن تكون هذه مجرد النذر الأولية التي تدل على انهيار العقوبات والقيود على طهران. ومع ذلك أشارت يديعوت الى ان إسرائيل لا تستبعد احتمال ألا يكون هذا قرارا نهائيا من جانب الروس، بل مجرد إعلان يستهدف فحص رد فعل الغرب وبث رسالة تهديد في أعقاب النزاع حول أوكرانيا ايضا.

ومع ذلك، فإن البيان الذي صدر عن الكرملين يشكل تعزيزا للحجة الاسرائيلية ضد الاتفاق النووي، وبموجبها، ضمن أمور اخرى، سيؤدي الاتفاق الى انهيار حظر السلاح على طهران.

وشددت يديعوت على أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من احتمال أن يؤدي الاتفاق النووي الى سباق تسلح ايراني يجر شركات أوروبية الى تنفيذ خطوات مشابهة في مجالات الـ «سايبر»، التكنولوجيا المتطورة، والسلاح الدقيق. كما أن التقديرات تشير إلى أن الايرانيين سيزيدون تسليح الجيش السوري استعدادا لمواجهة مستقبلية مع اسرائيل. وهناك تخوف من أن تسحق منظومات الدفاع الجوي المتطورة لدى جهات «معادية» في المنطقة التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي. ومع ذلك، وبرغم التخوف الشديد من وصول صاروخ «إس 300» الى أيادٍ ايرانية، نقلت يديعوت عن مصادر أجنبية قولها إن سلاح الجو الإسرائيلي تدرب في السنوات الاخيرة في دول «صديقة» ـ خصوصا اليونان ـ لمواجهة منظومات دفاع من هذا النوع.

وأثار الإعلان الروسي تعليقات واسعة في إسرائيل. وفيما أشار المعلق العسكري ليديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان إلى خطر هذه الصواريخ على الاسطول الخامس الأميركي وسلاح الجو السعودي، وطالب بالتفاهم مع الولايات المتحدة حول سبل الرد، كتب المعلق الأمني في «معاريف» يوسي ميلمان أن روسيا «لا تحسب لنا حسابا». وأضاف ميلمان أن أحد أكبر إنجازات أميركا ضد النووي الإيراني كانت الإجماع الدولي ضد إيران والذي قاد إلى إقرار عقوبات دولية.

وفي نظره «يبدو أن روسيا قررت العودة إلى انتهاج سياسة مستقلة تجاه إيران»، مبررا ذلك بخشية موسكو من أن تدفأ العلاقات بين طهران والغرب على حساب كونها الشريك الأكبر لإيران. وهو يرى أنه برغم زيارات نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان لموسكو ولقاءاتهما مع بوتين «اتضح أنه عندما يتعلق الامر بمصالحها الحيوية فإن روسيا لا تحسب حسابا لإسرائيل».

واعتبر المعلق العسكري في هآرتس، عاموس هارئيل أن الإعلان الروسي يعبّر عن تحسن جوهري في مكانة إيران بعد اتفاقية الإطار حيث بدأ الإيرانيون في التقاط ثمارها الأولية. وأشار إلى أن روسيا تلعب بهذه الصفقة منذ عقد من الزمن في إطار توازنات القوى مع الغرب وقد عادت الآن كورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة بسبب الأزمة في أوكرانيا. وأشار إلى أن الصفقة مقلقة من وجهة نظر إسرائيل وهي تشكل في كل الأحوال قفزة فعلية في قدرات الدفاع الجوي الإيراني. ومع ذلك يشدد هارئيل على أن الصفقة تمثل عقبة أمام سلاح الجو الإسرائيلي لكنها ليست من النوع الذي لا يمكن تخطيه.

وأشار المعلق السياسي لموقع «والا» أمير تيفون إلى أن الرهان الإسرائيلي على بوتين فشل تماما. وكتب أن قرار روسيا يظهر إحدى أكبر المعضلات الاستراتيجية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة وهي كيفية إدارة العلاقات مع روسيا. وهو يرى أن نتنياهو وليبرمان استثمرا الكثير من الجهد ودفعا ثمنا كبيرا في سبيل التقرب من بوتين. ويشدد على أن الإعلان الروسي يضاف إلى سلسلة من الخطوات تبدأ بإنشاء مفاعلات في إيران، وتمر بتكثيف العلاقات الاقتصادية، وتنتهي بالتسليح لحليف مركزي يدعم سوريا وحزب الله، وكل هذه خطوات خطيرة في نظر إسرائيل.

وأبرزت صحيفة الأخبار: بوتين لنتنياهو: الـ«اس 300» لإيران لا يهدّد إسرائيل. ووفقاً للصحيفة، واصلت إسرائيل أمس انتقادها للقرار الروسي برفع الحظر عن صواريخ «اس 300» إلى إيران، ولكن الاستياء الذي عبّر عنه نتنياهو لم يمنع روسيا من المضي بخطوتها. ولليوم الثاني على التوالي، لم يمرّ قرار موسكو برفع الحظر عن صواريخ «اس 300» لإيران، من دون تعليق وانتقاد إسرائيلي. بنيامين نتنياهو «المتخوّف» و«القلق»، دائماً، أعرب هذه المرة عن «استيائه» من الصفقة، للرئيس بوتين، الذي أكد له أن صواريخ «اس 300» تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً وأن توريدها لإيران لن يهدّد أمن إسرائيل وغيرها من دول الشرق الأوسط.

في هذه الأثناء، واصل الجانبان الإيراني والروسي جهودهما لتسهيل توريد هذه الصواريخ إلى إيران، الأمر الذي دلّت عليه تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، من موسكو، قائلاً إن روسيا قد تسلّم بلاده منظومة الصواريخ، نهاية العام الحالي، فيما أفيد عن زيارة متوقعة لوزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، اليوم، لموسكو، في الإطار ذاته.

وبحث بوتين في اتصال هاتفي مع نتنياهو، قرار توريد منظومات «إس-300» لإيران. ورداً على إعراب نتنياهو عن «استياء» إسرائيل من قرار موسكو، أكد بوتين أن هذه الصواريخ تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً من حيث مواصفاتها، وبالتالي إن توريدها لإيران لن يهدّد أمن إسرائيل وغيرها من دول الشرق الأوسط، فيما حذّر نتنياهو من أن هذه الخطوة «ستزيد من عدوانية إيران في المنطقة، وستقوّض الأمن في الشرق الأوسط».

وأكدت القناة العاشرة العبرية في نشرتها الإخبارية المركزية، أمس، أن تزويد إيران بمنظومة «أس 300» لا يقاس فقط بمدلولاته المادية الدفاعية وعملية تصعيب أي هجوم جوي ضد منشآتها النووية، بل بالقيمة المطلقة للخطوة الروسية التي قامت بكسر نظام العقوبات قبل رفعها، الأمر الذي سيليه «قطار» من الصفقات المشابهة من قبل دول في العالم تصطف لبدء العمل مع الإيرانيين، في مختلف المجالات التي تنص العقوبات الدولية عليها.

وتعقيباً على القرار الروسي، حثّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الدول التي فرضت عقوبات على إيران، على تبنّي نهج موحّد لرفع تلك العقوبات. وذكرت المستشارة، أن إيران والقوى الست لا يزال أمامها الكثير من العمل لإتمام الاتفاق النووي. في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن المفاوضات مع القوى الكبرى، ستستأنف في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، لصياغة نص الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي الإيراني.

ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن الرئيس أوباما مستعد لتوقيع الصيغة الحالية من مشروع قانون يناقش، حالياً، في مجلس الشيوخ، ويسمح للمجلس بأن يكون له رأي في الاتفاق النووي المزمع عقده مع إيران.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد خروب أنّ مسارعة موسكو وبعد أسبوعين من التوصل لاتفاق الاطار في لوزان، الى رفع الحظر عن تسليم طهران منظومة صواريخ S300، يؤشر الى ان الكرملين عازم على اغتنام كل فرصة متاحة لاغاظة الغرب واستفزازه، وعدم ابداء اي مرونة «مجانيّة» ازاء الأزمات التي تعصف بأكثر من بلد ودولة وخصوصاً في الشرق الاوسط، الذي يوشك على الدخول في مرحلة جديدة وربما غير مسبوقة منذ اربعة عقود (تحديداً منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979). وأردف الكاتب أنّ رفض موسكو للانتقادات الاميركية والاسرائيلية والدفاع عن قرارها رفع الحظر عن صفقة مكتملة العناصر، يعني ان روسيا قد خطت الخطوة الاولى نحو تغيير قواعد اللعبة القديمة والتي كان ذروتها التصعيد في فرض العقوبات الخانقة وصولاً الى تلك التي طالت القطاع المصرفي والمالي والنقدي (البنك المركزي الايراني) كذلك.... هي اذاً قواعد لعبة جديدة آخذة في البروز والتشكّل. وجزم الكاتب أنّ تل ابيب وواشنطن لن تستطيعا ثني بوتين عن قراره الاخير، والزعيم الروسي الذي ما يزال «يكافح» بعناد ومثابرة عن سياسته «الاوكرانية» ولا يتراجع عن مواقفه الصلبة في الازمة السورية المتواصلة منذ اربع سنوات، سيقف بحزم على «جبهة» العلاقات مع ايران، وليس أدل على ذلك من تأكيده لإسرائيل ان منظومة S300 هي صواريخ دفاعية فلا داعي للقلق منها، فيما يقول مساعدوه: إن الاوضاع المتفجّرة في المنطقة وخصوصاً بعد عاصفة الحزم في اليمن تستدعي أن يكون لدى ايران صواريخ كهذه. هل يستوعب عرب اليوم رسائل موسكو وما تستنبطه تصريحات قادتها؟ 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.