تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العبادي يربح «تطمينات» من واشنطن.. «كارثة» في الرمادي: «داعش» يقترب

            اقترب تنظيم «داعش» في هجومه على مدينة الرمادي، أمس، من مركز المدينة بشكل كبير مهددا باقتحامها، حيث تمكن من فرض حصار على المجمع الحكومي الذي تتواجد فيه غالبية القوات العراقية المدافعة عنها. وأعلن التنظيم أيضا عن صده لمحاولات الجيش العراقي استعادة مصفاة بيجي التي ادعى أن مقاتليه تمركزوا في غالبية أجزائها، في وقت شن الجيش العراقي مدعوما بقوات «الحشد الشعبي» هجوما من ثلاثة محاور على قضاء الكرمة، بعدما أرسلت الحكومة تعزيزات إلى الأنبار.

في هذه الأثناء، حذر رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، الذي يواصل زيارته لواشنطن، من خطورة الهجوم الذي يشنه «داعش» في الأنبار، مؤكداً أنه في حال لم يتم «كبح جماح» مسلحي التنظيم فإنهم سيتحولون إلى حالة يصعب إيقافها، ومتحدثا عن ضرورة تجهيز لواءين عراقيين بالأسلحة الثقيلة من أجل استعادة المحافظة. وقال العبادي إن هذا الهجوم يظهر الخطر المتنامي الذي يشكله «داعش»، مؤكداً أن التنظيم «يقوم بتجنيد شبان ليس في العراق فقط بل في كل العالم»، ومشيراً إلى أنه يحاول «إنشاء كيان على الأرض، وفي تطوير هذه القدرة فإن أي جيش في العالم لن يتمكن من إيقافه. ويجب أن يتم إيقافه».

وطبقاً للسفير، واصل مسلحو التنظيم ضغطهم لليوم الثالث على التوالي من أجل الوصول إلى مركز مدينة الرمادي، ما أجبر حوالي ألفي عائلة عراقية على النزوح من منازلهم، بعد أن وجهوا هجومهم على وسطها عقب سيطرتهم، أمس الأول، على ثلاث قرى محاذية لها شرقا، مشكلين تهديداً كبيراً بامكانية اقتحامها. وبحسب مسؤولين عراقيين، قصفت طائرات «التحالف الدولي» أهدافا داخل قرى البوغنيم والسجارية والصوفية شرق الرمادي، بعد سيطرة «داعش» عليها، بينما تحول مركز محافظة الأنبار إلى مدينة أشباح.

وفي سياق الحديث عن مساعدات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة للقوات العراقية، نفى العبادي في كلمة ألقاها في مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أنه حمل إلى واشنطن قائمة من الأسلحة التي يطلب تزويد بلاده بها، وأضاف أنه تلقى «تطمينات» بتسليمه عددا من طائرات «اف -16» في الوقت المحدد، مشدداً على أن لواءين عراقيين سيبدآن تدريبات لاستعادة محافظة الانبار من «داعش»، وهما يحتاجان الى أسلحة ثقيلة في القتال.

ورحب العبادي بالمساعدة الايرانية في القتال ضد «داعش»، ولكنه اعتبر أن «كل شيء يجب أن يمر من خلال الحكومة العراقية»، معتبراً أن «السيادة العراقية مهمة جدا». وردا على سؤال حول وجود قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في العراق، شدد العبادي على أن «العراقيين يقدمون التضحيات لاستعادة بلادهم»، ولفت إلى أن العراقيين لا يقبلون القول إن «آخرين هم من يفعل ذلك نيابة عنهم»، وأضاف: «أنا مستاء جدا من الذي يحدث، وانا اتحدث مع الايرانيين عن ذلك»، مؤكدا ضرورة «وجود الحكومة... فالناس يجب أن يؤمنوا بأن الديموقراطية يمكن أن تنجح».

ونقلت الواشنطن تايمز عن العبادي قوله إنه «سيتخذ خطوة نحو تطبيق نظام اللامركزية في الحكم من أجل تشجيع الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وتطوير الأمن على المستويات المحلية».

واعتبرت مجلة نيوزويك الأميركية أن على الرئيس أوباما «دعم العبادي من أجل هزيمة داعــش»، لافتة إلى أنه «خلف الميدان العراقي يكمن لغز محير حول الطريقة الأمثل لإعادة دمج» من أسمتهم «المجتمعات العربية السنية العراقية بعد طرد تنظيم داعش». وذكرت نيوزويك بأن واشنطن استخدمت، الصيف الماضي، شرط المساعدة العسكرية من أجل إزاحة رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي من السلطة، معتبرة أن اليوم يمكن للولايات المتحدة وحلفائها في «التحالف» استعمال «نفس النفوذ» من أجل مساعـــدة العـــبادي «لإعادة بناء الســلطة» في الحكومة العراقية، و"صد التحـــديات الــتي يتعرض لها من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

ووفقاً للأخبار، استمر تنظيم «داعش» في التقدم في محافظة الأنبار، فارضاً واقعاً ميدانياً صعباً على الجيش العراقي. وفيما توالت الدعوات لـ«الحشد الشعبي» بالتدخل منعاً من تفاقم الوضع، إلا أن «الحشد» لا يزال ينتظر قراراً رسمياً من رئيس الحكومة للتدخل. ووفقاً للصحيفة، فإن السلطات الرسمية العراقية فندت كافة الروايات للمصادر الأمنية والحكومة المحلية في الأنبار، حيث أصرّت على أن الوضع مسيطر عليه في الرمادي، معترفة في نفس الوقت بسيطرة «داعش» على مناطق محاذية وتقع في أطراف الرمادي. ووسط تسارع الأحداث في المدينة، أكد رئيس الحكومة حيدر العبادي، في رسالة مباشرة لأهالي الأنبار خلال لقائه بالجالية العراقية في أميركا، أن الحكومة لن تتخلى عن «أهالي الرمادي وحديثة وعامرية الفلوجة والمناطق التي صمدت»، مشدداً على أن «الانتصار سيكون للعراق والعراقيين». لكن العبادي لم يبدُ متفائلاً بشأن تسارع الأحداث وازدياد حدة المواجهة مع «داعش»، مشيراً إلى أن «داعش» لا يزال يظهر صموداً وقدرة كبيرة على المناورة «إنهم عقائديون... وفي وضع متأزم. ولهذا هم يظهرون قتالاً شرساً».

وطبقاً للأخبار أيضاً، حذر حيدر العبادي، من خطر تنظيم «داعش» الذي يمتلك «خلايا نائمة في جميع الدول»، فيما طالب إيران باحترام سيادة العراق. من جهة أخرى، كشف وزير المال العراقي، هوشيار زيباري، عن سعي العراق للحصول على سندات قرض بقيمة خمسة مليارات دولار من مصارف دولية لمواجهة عجز الموازنة، في حين رجح طلب معونة مالية من صندوق النقد الدولي تصل إلى 700 مليون دولار. في غضون ذلك، أعلن وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، أن صادرات بلاده النفطية من المتوقع أن تسجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند حوالى 3،1 ملايين برميل يومياً في نيسان مع بقاء الإنتاج من الحقول الجنوبية قوياً.

إلى ذلك، جرى أمس في معسكر «نمور زيرفاني» في أربيل تخريج 600 جندي من الفوج الرابع في اللواء السادس في قوات «البشمركة» أتموا تدريبات مكثفة على حرب الشوارع لمدة شهر واحد على أيدي مدربين من قوات «التحالف الدولي».

وعنونت الحياة: العبادي يرى في دور سليماني سرقة لجهود القوات العراقية. ووفقاً للصحيفة، رحب العبادي، أمس بالدعم الإيراني في مواجهة «داعش». وطالب طهران باحترام سيادة بلاده، لكنه قال إن إبراز دور قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني: «يسرق جهود القوات العراقية». وطالب طهران باحترام سيادة بلاده بـ «تمرير كل المساعدات عبر الحكومة»، ووافقته المرجعية الشيعية في ذلك. من جهة أخرى، أكد العبادي التزامه تحرير الأنبار، فيما قالت مصادر أردنية رفيعة المستوى إن عمّان ستدعم القوات العراقية في المعركة الوشيكة ضد تنظيم «داعش». ويتركز الاهتمام الأردني على معركة الأنبار، لمحاذاتها الحدود. وثمة نقاط عبور مشتركة بين البلدين، وصلات وثيقة بين مركز القرار الرسمي في عمان وقطاعات اجتماعية نافذة غرب العراق.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.