تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: «عمليات تجميل» أميركية لغارات «العاصفة».. كيف تدحرج آل سعود نحو الحرب!

مصدر الصورة
SNS

          أفادت السفير أنّ تطوّرين خطيرين ميّزا المشـهد اليمـني يوم أمس. طـائرات استطلاع أميركية من دون طيار، تحدّد أهداف طائرات «التحالف» الذي تقوده السعودية، في حين يتولّى فريق عسكري أميركي، يتوزع على ثلاث دول خليجية، بإشراف أحد قادة «المارينـز»، مهمة التنسـيق مع «عاصفة الحزم». أما التطور الثاني فتمثل في سيطرة تنظيم «القاعدة» عـلى مدينة المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، بالكامل، بعد تمكّنه من الاستيلاء على مطار المدينة، وسط تضارب تقارير حول سيطرته على مرفأ نفطي كبير في المحافظة التي كانت تحت سيطرة قوات الامن اليمنية.

في هذه الأثناء، أعلن خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أنّ «حكومته المصغرة» ستمارس مهامها من الرياض، في انتظار عودة «الشرعية» إلى عدن، معرباً، في الوقت ذاته، عن أمله في تفادي شنّ حملة برية لـ«التحالف» في اليمن. وفيما أكّد بحاح أنّه «لن يتم النظر في أيّ مبادرات سلام حتى يعود الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى عدن» ـ وهو ما ترفضه «أنصار الله» بشكل قاطع ـ قال عضو المكتب السياسي في الجماعة محمد البخيتي «ما زلنا ندعو إلى العودة إلى طاولة الحوار، تحت أي ظرف من الظروف، ومن دون شروط مسبقة، فوقف العدوان ليس شرطاً لاستئناف الحوار»، وهو ما يعدّ موقفاً جديداً من قبل الجماعة التي كانت قد اشترطت، في وقت سابق هذا الشهر، «وقف العدوان وفق سقف زمني محدّد» لاستئناف الحوار.

وأكد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير أنّ بلاده وحلفاءها لن يوقفوا الضربات الجوية ضدّ «أنصار الله»، طالما لم تحقّق هذه الضربات «أهدافها»، مضيفاً أنّ «العملية الجوية مستمرة وكل الخيارات مطروحة وتدرس، والتشاور مستمر حيال مسألة القوات البرية».

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى قوله، إنّ الولايات المتحدة تسيّر طائرات استطلاع من دون طيّار فوق اليمن وتتمثّل وظيفتها في إرسال معلومات إلى فريق تنسيق عسكري أميركي، مؤلّف من 20 شخصاً، ويتوزع على كلٍّ من السعودية وقطر والبحرين، بإشراف نائب قائد «المارينز» في الشرق الأوسط الجنرال كارل آي موندي. وبموجب هذا الترتيب، تسلّم السعودية قائمة الأهداف المحتملة إلى المحللين الأميركيين للتدقيق فيها، فيما يؤكّد المسؤول «نحن لا نختار أهدافهم، ولكنّنا نقدّم المعلومات الاستخبارية لمساعدة السعودية في توخّي الدقة وتجنب الأضرار الجانبية».

وفي السياق، استقبل ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف، أمس، قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن، وبحثا «المسائل ذات الاهتمام المشترك في إطار العلاقات التاريخية والتعاون والتنسيق اللذين تتسم بهما علاقات البلدين الصديقين»، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية ـ «واس».

وفي تطوّر آخر، قدّم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر استقالته مع انهيار العملية السياسية في اليمن تماماً، بعدما تعرّض لانتقادات حادة خلال الأسابيع الماضية من أنصار هادي وحلفائه في مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً من قبل السعودية، بحسب ديبلوماسيين. وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة بأنّ من بين المرشحين المحتملين لخلافة بن عمر، رئيس بعثة المنظمة لمكافحة «إيبولا» الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.

على المستوى السياسي، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر تدهور الوضع الدولي، مشيراً إلى أنّ دعم واشنطن لـ «عاصفة الحزم» يثير تساؤلات. واعتبر، في كلمته في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، أنّ واشنطن تستخدم معايير مزدوجة حيال من وصفهم بـ «الانقلابيين» في اليمن وأوكرانيا، مضيفاً أنّ دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية في اليمن، والتي تهدف إلى دعم الرئيس اليمني الهارب من البلاد، تثير تساؤلات، خصوصاً بعد تأييد الإدارة الأميركية الانقلاب في أوكرانيا بشكل علنيّ.

واستنكرت مصر، من جهتها، تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال، أمس الأول، إنّ «بلاده تتوقّع من مصر أن تقدّم تعاوناً أكبر للإسراع في البحث عن حلّ سياسي لليمن ومنع المجازر واتساع نطاق الصراع»، معتبرةً تلك التصريحات تدخلاً «غير مقبول في الشؤون العربية».

وعقب لقائه نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو، أمس الأول، أكّد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف اتفاق الجانبين على تكثيف جهودهما الرامية إلى حل ديبلوماسي للقضايا الإقليمية، مشيراً إلى أنه «يجب إعطاء فرصة للديبلوماسية، لا سيما في اليمن، لأن الأعمال العسكرية لن تحلّ هذا الصراع».

وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قال، في كلمة له خلال مؤتمر موسكو للأمن، إنّ السعودية «تلقّت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل لبدء العملية في اليمن، ولكنها لن تفشل فقط في تحقيق أهدافها غير الشرعية، بل ستهيئ الظروف لسقوطها وتدمير ما لا يمكن إصلاحه»، مشدداً على ضرورة «الوقف الفوري وغير المشروط للعمليات العسكرية والصراعات الداخلية».

ميدانيا، أدى القصف على محافظة عمران الشمالية، يوم أمس، إلى مقتل 33 شخصاً وجرح العشرات، بعدما استهدفت الغارات مدينة حوث ومفرق بني قيس مديرية بني صريم في المحافظة. وكان الوضع في عدن شبه هادئ مقارنة بالأيام الماضية، خصوصاً بعد انحسار المواجهات وانكفاء ميليشيات هادي و «القاعدة» إلى بعض الأحياء الداخلية.

وعنونت الحياة: الحوثيون يفقدون قوتهم.. وتضارب مصالح بينهم وصالح. ونقلت قول قوات تحالف «عاصفة الحزم» أن ميليشيات الحوثي وصالح فقدت جزءاً كبيراً من قواتها، خلال الأيام العشرين الماضية، وأن هجوم الجماعة خسر زخمه وتحولت العمليات الى الدفاع، كما أن العلاقة بين طرفي الحلف المتمرد متوترة، والتنسيق بينهما ضعيف، مع ظهور خلاف على الأهداف وتضارب المصالح بين الطرفين. في الوقت ذاته، لا تزال المناوشات مستمرة على الحدود السعودية – اليمنية، وإن كانت قليلة.  ووجه المتحدث باسم التحالف رسالتين، أولاهما إلى قادة ألوية الجيش المتمردة، ينصحهم فيها بـ«مراجعة النفس»، وإلا فإنهم سيستهدفون مع جنودهم، ورسالة ثانية إلى الجنود وضباط الصف في الألوية ذاتها، يطالبهم بالعودة إلى الشرعية، خصوصاً مع حالة فقدان السيطرة والتحكم، وانقطاع الاتصالات. وقال موجهاً حديثه لهم: «قادتكم يستغلون الأحداث لتحقيق مكاسب شخصية».

وتساءل تقرير في الأخبار: كيف تدحرج موقف آل سعود نحو الحرب في اليمن؟ وأوضح أنها كثيرة هي الملفات التي احتلت صدارة المشهد الإقليمي على مدى العامين الماضيين، سوريا ومصر والعراق وغزة والنووي الإيراني والصدام الخليجي ــ الخليجي... وحده الملف اليمني كان يستعر تحت الرماد. كان اليمن حاضراً في كل استحقاق للسعودية ضلع فيه؛ من المصالحة مع قطر، الى صراعها مع إيران، وكان عنصراً رئيسياً في علاقتها بالقاهرة. كذلك حضر اليمن في مناقشة السعودية مطلب الادارة الاميركية استيعاب «الإخوان المسلمين» في إطار مشروعها لإعادة تمكينهم من المنطقة

وأوضح إيلي شلهوب أنّ النظام السعودي خسر جميع أوراق القوة في اليمن. نافس قطر بقوة، ورفض أي نفوذ للإخوان المسلمين الذين ما إن تلقّوا، ومعهم آل الأحمر، صفعة كبرى على أيدي جماعة «أنصار الله»، حتى سارعت الرياض، ومعها الضغط الأميركي، لإعادة الدوحة إلى بيت الطاعة. ومن ثم عملت المملكة، وبمباركة أميركية، على تشكيل جبهة داخلية أرادتها سداً منيعاً أمام تمدّد «أنصار الله» من دون أن تنجح. كان هؤلاء يكسبون كل يوم المزيد من الساحات، إلى أن دخلوا صنعاء. بعدها دخل الجميع في مفاوضات تجمّدت لحظة رحيل الملك عبدالله، فنفذ الملك الجديد سلمان انقلابه واستقال عبد ربه منصور هادي في اليوم نفسه، فعادت الأمور إلى النقطة الصفر، وبدأ التفكير في العدوان.

ووفقاً لتقرير الأخبار، تفيد معلومات مصرية المصدر بأن القمة التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الملك السعودي سلمان في الرياض شملت قضايا أربعاً. تقول إن سلمان قال لضيفه المصري «سأطلب منك طلبين وأعطيك في مقابلهما أمرين». أما المطلبان فكانا «استيعاب الإخوان المسلمين في المشهد السياسي» عبر تغيير طريقة التعامل معهم وصولاً إلى إبرام مصالحة تسمح لهم بالمشاركة في السلطة، و«السير خلفي في الموضوع اليمني». مقابل ذلك، تعهد سلمان بـ"دعم مفتوح لمصر" وبمصالحة القاهرة مع كل من تركيا وقطر.

مصادر سياسية خليجية وثيقة الاطلاع تفيد بأن مطلبي سلمان لم يكونا فقط من بنات أفكاره، بل جاءا منسجمين مع مطالب الرئيس أوباما منه خلال زيارته للرياض في أواخر كانون الثاني الماضي للتعزية بعبدالله. وقتها طرح أوباما على سلمان ثلاثة مطالب.

* الأول تصدّرته إيران التي رأى اوباما أنها «أمر واقع يجب التعامل معه»، مبلغاً المضيف السعودي أنه عازم على المضي الى اتفاق معها. اتفاق أكد أنه «لن يؤثر في علاقات أميركا بالسعودية»، كما أنه لن يوقّعه في حال كان هناك أي بند من بنوده لا توافق عليه دول الخليج التي تعهد بالحفاظ على مصالحها. وكان لافتاً في حديث أوباما لسلمان إشارته الى أنه نبّه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من المزايدة على بنيامين نتنياهو في رفض الاتفاق، مشدداً على أنه هو (أي الرئيس الأميركي) من يضمن أمن إسرائيل وليس نتنياهو المستعد لتدمير الكيان العبري من أجل مصالحه السياسية الخاصة.. * الثاني تعلق بالضغط على السعودية لعدم وضع الإسلام السياسي في سلّة واحدة. رأى أوباما أن محاربة الاسلام المعتدل، ممثّلاً على وجه الخصوص بجماعة الإخوان المسلمين، يجب أن تتوقف فوراً. رأى أوباما أن إقصاء هؤلاء وتهميشهم سيدفع بهم الى التطرف. * الثالث كان مصرياً بامتياز، إذ حثّ أوباما سلمان على ربط دعمه للسيسي ونظامه بإجراء حوار مصري - مصري يؤدي بداية إلى وقف الملاحقات والمطاردات بحق «الإخوان» تمهيداً لمصالحة تؤدي إلى إخراجهم من السجون وعودتهم الى الحلبة السياسية.

ووفقاً للأخبار، يبدو أن القاهرة لم تستسغ الزيارة، فأوفدت وزير الخارجية سامح شكري ومدير الاستخبارات اللواء خالد فوزي إلى الرياض في زيارة سرّية لاستطلاع الوضع. كانت الإجابة السعودية على تساؤلاتهما مواربة. أكد مستقبلاهما، وزير الدفاع محمد بن سلمان وولي العهد مقرن، أن موقف الرياض كما هو لم يتغير من الدعم المصري. لكن الواقع كان غير ذلك. ضغط سلمان على السيسي تحقيقاً لمطالب أوباما، سواء لناحية الإخوان المسلمين مباشرة، أو لتحقيق مصالحة مع داعميهم، أمير قطر تميم والرئيس أردوغان. كانت محاولات السيسي التملص واضحة، وقد ظهرت جلياً في أحكام الإعدام التي توالت على قادة الجماعة، بل تم تنفيذ أحدها.

وتساءلت افتتاحية الوطن السعودية: أي حوار يبحث عنه المخلوع؟ واعتبرت أنه عندما بدد القرار الأخير لمجلس الأمن آمال الانقلابيين من الحوثيين وأعوان الرئيس المخلوع بوصول الأسلحة من طهران لمواصلة الحرب، عرفوا أن تخطيط طهران لهم بحرب طويلة الأمد صار في مهب رياح "عاصفة الحزم"، ولم يكن أمامهم سوى البحث عن طرق ومبادرات لتخليص أنفسهم من المأزق الذي باتوا فيه... وعليه، لن يستفيد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ولا قادة الحوثيين من التراجع بالأقوال عما مارسوه ويمارسونه اليوم في اليمن من عبث، إن لم تقترن بأفعال على أرض الواقع، فيسحبون قواتهم ليحل محلها الجيش النظامي الوطني، وليست الميليشيات التابعة للولي الفقيه في طهران.

وفي الوطن العمانية، اعتبر سامي حامد أنّ الصراع في اليمن سياسي قبلي في الأساس وأن العامل العسكري بما فيه التدخل الإيراني أو وجود عناصر من تنظيم القاعدة هو مضاعفات أكثر منه أسباب.. وبالتالي أي إنزال بري قد يصبح جزءا من هذه المضاعفات دون أن يعالج الأسباب ويصبح الإنزال البري في هذه الحالة استنزافا آخر للجيش المصري وفخا ينهك قواه ويشتته بعيدا عن مهامه الأساسية في مواجهة التنظيمات المسلحة في شمال سيناء.. كل ذلك يجعل مصير القوة العربية المشتركة على المحك.. فإما تكون أو لا تكون!!

وفي الحياة، اعتبرت راغدة درغام أنّ قرار مجلس الأمن يعطي السعودية فسحة لسياسة خلاقة لعلها تستقطب وساطة دولية جديدة نوعية، ولعلها تبنى على التسابق التركي– الإيراني للوساطة على اليمن بكل سلبياته. المهم أن هناك حاجة ماسة لاستراتيجية سياسية محنكة وجدية إزاء اليمن ما بعد انسحاب باكستان من الاستعجال للالتحاق بـ «الائتلاف» والذي لعله بركة، لأنه يحذف عنصر المذهبية وما سمي بالتجمع السني في الائتلاف من أجل اليمن. المهم، أن على الديبلوماسية السعودية أن تحرز تقدماً على السكتين العسكرية والسياسية معاً.  هذا يعني أن على الديبلوماسية السعودية تهيئة آليتين متوازيتين جاهزتين للتفعيل: آلية العملية السياسية لليمن. وآلية الدعم الفعلي للبنية التحتية اليمنية وللشعب اليمني بكل أطيافه ولاقتصاد اليمن. لا مجال للتقاعس ولا مساحة للأخطاء، فهذه مرحلة مصيرية. وأوضحت الكاتبة أنّ أحد عناصر الاستدراك في اليمن كي لا يصبح مستنقعاً، هو ضرورة الحديث الصريح بين دول مجلس التعاون وبين ادارة أوباما، التي تمد العون للائتلاف العربي في اليمن بتحفظ، متجنبة انتقاد المد الإيراني الداعم للحوثيين.. العنصر الآخر هو ضرورة البحث عن مجال ما أو صيغة ما للتحدث مع إيران حول أدوارها في اليمن والعراق وسورية ولبنان، خصوصاً أنها على حافة مهمة في علاقاتها مع واشنطن نووياً. هذا يتطلب صياغة استراتيجية شاملة مع إدارة أوباما ومع الكونغرس الأميركي ومع الدول العربية القابلة للتفاهم معها وعلى رأسها العراق.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.