تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: عزلة كاملة تطوّق اليمن خلال أيام.. ما هي أهداف العدوان الحقيقية..؟!

             أصبح اليمن قاب قوسين أو أدنى من التعرض الى عزلة شبه كاملة. فإلى جانب الحصار الجوي الذي تفرضه حرب «عاصفة الحزم» بالترافق مع الحصار البحري والبري، أعلنت السلطات اليمنية أن خدمة الاتصالات الدولية والمحلية، وخدمات الإنترنت، ستتوقف بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة. السعودية والحلفاء أفشلوا اتفاق اليمنيين. هذا ما خلص إلى قوله المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بن عمر، من دون أن يغفل أحد أهم تداعيات «عاصفة الحزم»، أي استفادة «القاعدة» من هذه الحرب، في ظلّ مواصلة «التحالف» قصفه العشوائي على المحافظات اليمنية، وبروز أول المجالس العسكرية الموالية له جنوباً، والتي تسعى إلى تنظيم صفوفها في مواجهة «أنصار الله».

ولفتت السفير إلى أنّ ومنذ خطاب مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي في التاسع من الشهر الحالي، حين فتح النار بشكل لم يسبق له مثيل ضدّ السعودية، مشبهاً الحرب التي تقودها على اليمنيين بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وبعد يوم على تأكيد طهران أنّ سلوك الرياض في اليمن، لن يبقى من دون ردّ، ذهب قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري بعيداً في هجومه على المملكة بعدما اتهمها بـ «الخيانة»، معتبراً أنّها «تحذو حذو إسرائيل في المنطقة».

وأوضحت السفير أنه وفي ظل المراوحة السياسية التي تخرقها بعض التصريحات والبيانات من الأطراف النافذة، حمّل جمال بن عمر «التحالف» مسؤولية فشل المفاوضات، مؤكداً، خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنّ اليمنيين «كانوا قريبين من التوصل إلى اتفاق» قبل بدء «عاصفة الحزم». وفي آخر إحاطة له بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 بعد تعيين الديبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، أوضح بن عمر أنّ «انهيار العملية السياسية في اليمن ليس مسؤولية جهة واحدة، وإنّما يتحملها جميع الأطراف». واعتبر أن الحرب التي تقودها السعودية «صارت مواجهة شاملة بأجندات إقليمية، والقاعدة هو المستفيد منها»، نافياً بشدة مسؤوليته أو مسؤولية الأمم المتحدة عن الإخفاق الذي واجهه في تنفيذ مراحل العملية السياسية في اليمن. وقال إنّه «لا يمكن وضع العملية السياسية مجدداً على السكة والوصول إلى سلام دائم، إلا عبر مفاوضات بين اليمنيين ومن دون تدخل القوى الخارجية».

وفي إطار التصعيد المتبادل، اتهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري «السعودية الخائنة» بأنّها «تحذو حذو إسرائيل والصهاينة»، معتبراً أنّ «أعداء الثورة الإسلامية بدأت تتضح معالمهم». ولفت إلى أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يتجنّبون الحديث عن السعودية لبعض الاعتبارات الخاصة، مضيفاً «الآن حيث تجري هذه الهجمات (العدوان على اليمن) ينبغي وضع هذه الاعتبارات جانباً، واليوم فإن نظام آل سعود أصبح آيلا إلى الانهيار والسقوط»، مشيراً إلى أن السعودية تقوم «بكل وقاحة وبلا حياء بقصف وقتل شعب يسعى وراء رفض نظام الهيمنة».

الرئيس التركي أردوغان رأى، بدوره، أنّ تأسيس الاستقرار في اليمن أمر مهمّ، مؤكداً دعم أنقرة لعمليات «التحالف» هناك، وداعياً إلى حوار سياسي شامل بمشاركة جميع الأطراف في اليمن.

جنوباً، برز تطوّر لافت، يوم أمس، بإعلان الميليشيات عن تشكيل أول مجلس عسكري لتنظيم جبهة المسلحين الموالين لهادي في عدن، والذي سيعمل على «إدارة المقاومة حتى انتهاء العدوان وخروج الغزاة المعتدين وعودة الأمن والاستقرار». وأكّد «مجلس قيادة المقاومة الشعبية في محافظة عدن»، في بيان، تشكيله «دعم شرعية فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي»، وتأييد عمليات «التحالف».

وبينما كثّف «التحالف» غاراته، أمس، تمكنت اللجان الشعبية التابعة لـ «أنصار الله» والجيش اليمني من التقدّم في محافظة مأرب، بعدما سيطرت بالكامل على وادي الجبينة الذي يقع جنوب غرب مدينة مأرب، وفقاً لمصدر عسكري.

ونشرت صحيفة الأخبار ملفاً تضمن عدة مواد عن اليمن. وتحت عنوان: مجزرة في عدن ومعارك في تعز وتطهير مأرب خلال ساعات.. واشنطن: مستقبل اليمن يقرره اليمنيون لا الخارج. ذكرت أنها إشارة لافتة صدرت أمس عن واشنطن، بدت موجهة ضد الرياض، التي تضرب بعدوانها خبط عشواء حاصدة المجازر في الوقت الذي يستكمل فيه "أنصار الله" تقدمهم في عدن وتعز ومأرب التي بات اكتمال تطهيرها قاب قوسين أو أدنى. ووفقاً للصحيفة، تبدو السعودية عازمة على المضي في عدوانها على اليمن، بلا هدى، بعدما أخذت الغارات الجوية تفقد يوماً بعد يوم أي فعالية، في وقتٍ تواصل فيه تسجيل المجزرة تلو الأخرى، وآخرها أمس في عدن، في إخفاق عسكري انعكس في أبهى تجلياته في المواقف الأميركية التي يظهر جلياً أنها تدفع الرياض إلى خفض سقفها، عبر التأكيد أن لا حل لليمن سوى طاولة حوار تعقد في عاصمة يتفق عليها. ورأى وزير الخارجية جون كيري، أن مستقبل اليمن «يجب أن يقرره اليمنيون لا الأطراف الخارجية»، في رفض ضمني لشرط السعودية لإيقاف الحرب، والمتمثل بعقد حوار برعاية الرياض. مع الإشارة إلى أن كيري بحث، على ما يبدو، ملف اليمن مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك أمس.

في هذا الوقت، وعلى وقع تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» إلى مأرب التي باتت السيطرة عليها قريبة، تستنفر الرياض قواتها على الحدود مع اليمن، حيث وصلت قوات «الحرس الوطني»، التي سبق أن أمر الملك السعودي سلمان بمشاركتها في عملية «عاصفة الحزم»، إلى منطقة نجران، في محاولة قد لا تعدو كونها وسيلة للضغط على الأطراف اليمنية والإقليمية. وفي السياق نفسه، وافقت الداخلية السعودية على استحداث وكالة بمسمى «وكالة الأفواج» لاستيعاب 4 أفواج يتكون كل واحد منها من ألف مجند من أبناء القبائل المتاخمة للشريط الحدودي في المناطق الجنوبية (جيزان، نجران، عسير)، على أن تُدرَّب هذه الأفواج «تدريباً مكثفاً على حرب العصابات في المناطق الجبلية وغيرها».  وفيما تنبئ هذه الإجراءات بنية نقل العدوان من مرحلةٍ إلى أخرى، يظلّ تنفيذ عملية برّية خطوة مستبعدة في المدى المنظور على الأقل، إذ إن معطيات عدة تشير إلى أن «التحالف» يحاول الالتفاف اليوم على حتمية الدخول البرّي، وذلك عبر استخدام بدائل.

وأبدى الاتحاد الأوروبي لدعم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في جهوده «لوقف سريع للعنف في اليمن، واستئناف مفاوضات شاملة تؤدي إلى تسوية دائمة للأزمة في هذا البلد».

وفي مادة أخرى، أفادت الأخبار أنّ أهداف العدوان، بخلاف كل ما جاء على ألسنة المسؤولين السعوديين السياسيين والعسكريين، يمكن استعراضها على النحو الآتي: 1 ـ حماية خطوط النفط والتجارة البحرية. وبتفصيل أكثر، إن سيطرة أنصار الله واللجان الشعبية على مضيق باب المندب لا تحمل تهديداً للسفن التجارية المصرية ولا للهندية ولا حتى للسعودية ولا لأي من دول العالم، بينما هي تشكل تهديداً جدّياً واستراتيجياً للسفن الاسرائيلية. 2 ـ إجهاض أي حركة نهضوية ذات طابع ديني في الجزيرة العربية. 3 ـ تحقيق إنجاز استثنائي للملك سلمان وابنه وزير الدفاع محمد بن سلمان، إنجاز يراد البناء عليه في المستقبل داخل العائلة وداخل المملكة، والأهم أن يكون الإنجاز قابلاً للتسويق لدى الحلفاء الكبار.

وأكدت الصحيفة في مادة أخرى أنّ معطيين بالغي الأهمية والخطورة غيّرا مسار الحرب: تفكك التحالف العشري بعد قرار البرلمان الباكستاني بالإجماع عدم المشاركة في الحرب على اليمن. وكانت لافتة مشاركة النوّاب السلفيّين في البرلمان في الإجماع، ما يلفت الى تحوّل جوهري في «المزاج» السياسي الباكستاني، الأمر الذي شكّل صدمة لدى الجانب السعودي الذي كان يرى في باكستان «دولة في الجيب». جاء ذلك بعد التبدّل الدراماتيكي في الموقف التركي عقب زيارة الرئيس التركي رجب أرودغان لطهران وتبنيه «الحل السياسي» بدلاً من العسكري. والموقف المصري كان هو الآخر مربكاً بالنسبة إلى آل سعود، وقد فسّروا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن «جيش مصر لمصر»، على أن هذا الجيش لن يعيد تجربة 1962. السعودية التي اعتادت «تثمين» المواقف بالمال، اعتبرت كلام السيسي محاولة ابتزاز، كما هي حال دول تحالف من خارج مجلس التعاون الخليجي قبلت بالانضمام الرمزي. اكتشف آل سعود في هذه الحرب أن شعبيتهم متدنية للغاية على مستوى العالمين العربي والإسلامي، بل وحتى في الخليج، لم يكن لهم حلفاء حقيقيون سوى البحرين لأسباب معروفة، اقتصادية وسياسية.

ووفقاً للأخبار، لا يخفي جمهور السلطة موقفه الغاضب من الأتراك والباكستانيين والمصريين، فقد خذلوا آل سعود ولم ينصروهم، بل أوصلوهم الى حائط مسدود.. في الخليج المنطق هو الآتي: عمان امتنعت، والإمارات اختلفت في وقت لاحق، وقطر صمتت بشكل مريب، والكويت تفاعلت بصورة مفتعلة، ولم يبق سوى البحرين التي بقيت ولا تزال ذيلاً.

المعطى الآخر هو فشل المحاولات السعودية في إحداث انقسامات كبيرة وخطيرة في المجتمع اليمني تمهّد لحرب أهلية، أو على الأقل تؤول الى سقوط مناطق استراتيجية، وخصوصاً في جنوب اليمن، بما يتيح للسعودية احتلال أرض يمكن لحلفائها إقامة حكومة عليها والانطلاق منها نحو المفاوضات المستقبلية.

وأبرزت الحياة: غارات قرب الحدود والحوثيون يتوقعون مقاومة في صنعاء. ووفقاً للصحيفة، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن يبقى اليمن موحداً بعيداً عن التنازع والفرقة. وأوضح وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي «أن مجلس الوزراء استعرض مستجدات الأحداث وتطوراتها إثر انتهاء عملية عاصفة الحزم بعدما حققت أهدافها وبدء عملية إعادة الأمل وما تضمنته من أهداف تؤكد حرص دول التحالف على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة».  وطبقاً للحياة، واصلت طائرات قوات التحالف العربي أمس، ضرب مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محافظات عدة، في حين شهد اليمن معارك كرّ وفرّ على الأرض، يخوضها مسلحو المقاومة ورجال القبائل ووحدات الجيش الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وتعز ومأرب وأبين وشبوة والضالع ولحج. في الوقت ذاته، بدأت الجماعة نشر نقاط تفتيش ومدرّعات ودبابات في شوارع صنعاء، في ما يُعتَقد أنه مؤشر إلى الاستعداد لقمع أي مقاومة مؤيدة لهادي في العاصمة. واستهدفت غارات التحالف مواقع للحوثيين لوقف زحفهم إلى مدينة مأرب، كما قُصِفت مواقع لهم متاخمة للحدود السعودية. ولم يشر خبر الحياة إلى تصريحات ممثل الأمم المتحدة بنعمر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.