تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مقاومة الجولان تنطلق: هوية المقاومين تُقلق العدو.. ماذا يعني كسر القواعد!!

مصدر الصورة
SNS

             ذكرت صحيفة الأخبار أنّ إسرائيل اغتالت أربعة مقاومين سوريين أثناء زرعهم عبوة ناسفة قرب الشريط الشائك في الجولان المحتل. استهداف المقاومين لا يوقف «المقاومة الشعبية السورية» التي بدأ عودها يشتدّ، بل على العكس، ردّ فعل أهالي الجولان على الجريمة يثير قلق المحتل. ووفقاً لتقرير الصحيفة، سجّل مشروع «المقاومة الشعبية السورية» ليل أول من أمس، بصمة جديدة له على حدود الجولان المحتل، إثر استهداف طائرة إسرائيلية مجموعة من المقاومين أثناء زرعهم عبوة ناسفة، أدى إلى استشهادهم. وفي ظلّ الصمت الرسمي من قبل سوريا وحزب الله، يشير التطوّر الأخير إلى أن مشروع المقاومة في الجولان بدأ يشتدّ عوده، منذ استهداف مروحيّة إسرائيلية للشهيد موفّق بدرية في حزيران 2014، ومن بعده مجموعة شهداء حزب الله في القنيطرة منتصف كانون الثاني الماضي.

وأضافت الصحيفة أن «خيار محور المقاومة للردّ، واضح بإحياء المقاومة الشعبية على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وربط جبهة الجنوب اللبناني والسوري»، على ما يقول أكثر من مصدر سوري ولبناني معني بالجبهة الجنوبية. وتقول المصادر إن «ما قاله الرئيس بشار الأسد في نهاية 2013 والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل أشهر، ليس كلاماً في الهواء، فقتال المسلحين في سوريا ولبنان لا يشغل محور المقاومة عن الإعداد الدائم لقتال إسرائيل».

وما لم يعد خافياً، أن سوريا وحزب الله، بالإضافة إلى تدريب وتجهيز مجموعات من أهالي الجولان المحرّر والمحتل وجبل الشيخ لقتال الجماعات التكفيرية والدفاع عن القرى، يعملان منذ منتصف عام 2013 على تجهيز مجموعات أخرى لخوض معركة استنزاف طويلة لقوات الاحتلال انطلاقاً من الجولان. وما لم يعد سرّاً أيضاً، أن عدداً ليس بقليل من أهالي شبعا وحاصبيا على المقلب اللبناني من جبل الشيخ، باتوا في عداد «مجموعات تضع نصب أعينها المشاركة في صدّ أي عدوان مستقبلي على لبنان، والدفاع عن قراها من هجمات التكفيريين مستقبلاً»، كما يقول أحد المصادر الحزبية في حاصبيا.

ووفقاً للأخبار، أثارت أنباء استشهاد المجموعة، حالةً من الغليان في قرى الجولان وجبل الشيخ. وبدا لافتاً القلق الإسرائيلي من «موقف العزاء» الحاشد الذي أقيم في بلدة مجدل شمس. إذ شارك أهالي بلدات مسعدة وعين قنيا وبقعاثا إلى جانب أهالي المجدل في التجمّع حداداً على أرواحهم، وسط أجواء من الغضب والحنق على الاحتلال. وأشار مصدر عسكري إسرائيلي في تصريح للقناة العاشرة العبرية مساء أمس إلى أنّ «المشاهد من مجدل شمس مقلقة، إذ إنها بلدة تقع في إسرائيل (شمال الجولان المحتل)، حيث أقيمت خيمة عزاء فيها حداداً على اثنين من قتلاها في المحاولة لزرع العبوات، الأمر الذي يشير إلى أن جزءاً من الدروز في شمال الجولان يؤيدون الأسد وحزب الله، ويؤيدون شن هجمات على الجيش الإسرائيلي على الحدود».

وطبقاً للأخبار، يبدو القلق الإسرائيلي من ارتباط أهالي الجولان بالمقاومة في محلّه، إذ لم تمنع 27 عاماً من الاعتقال عميد الأسرى السوريين صدقي المقت، من العودة إلى نشاطه القومي وتحدّي الاحتلال، الذي أعاد اعتقاله أواخر شباط الماضي بسبب توثيقه التعاون بين إسرائيل وعناصر «القاعدة». وتقول مصادر معنية بالجبهة الجنوبية، إنّ «قتل المقاومين لا يوقف عمل المقاومة، بل يسعّره. فتجارب العدو الإسرائيلي من لبنان إلى فلسطين والجولان، تؤكّد أن دم المقاومين يزيد الإصرار على المقاومة. الاحتلال أحبط هذه العملية، لكنّ الرسالة واضحة: المقاومة انطلقت، وعملها تراكمي، والخبرات الحالية دفع ثمنها آلاف الشهداء على مدى سنوات الاحتلال».

وتحت عنوان: عملية الجولان: ماذا يعني كسر القواعد؟ كتب ابراهيم الأمين في افتتاحية الأخبار أنّ «المشكلة ليست في المحاولة، بل في القرار الذي يعني أننا أمام برنامج شامل. وإذا نجحنا هذه المرة، فقد لا ننجح في المرات المقبلة». هذه العبارات، لطالما استخدمها ضباط العدو من الجيش والاستخبارات، في معرض التعليق على برامج قوى المقاومة في لبنان وفلسطين. والآن جاء دور سوريا. وما نشر، أمس، من تعليقات على عملية الجولان، يعيدنا إلى العبارات ذاتها وإلى المربع نفسه. وأوضح الأمين أنّ ما يسبب مشكلة لإسرائيل، كما لأنصارها من المسلحين السوريين، هو حقيقة أن حزب الله يعرف ما الذي يحقق النتيجة الأفضل. وبمعزل عن علاقته بمجموعة الأبطال الذين استشهدوا أول من أمس، فإن ما يقلق العدو ويريح المقاومة، هو أن من يقومون بالعمل العسكري المباشر، هم أبناء الأرض، هم السوريون من أبناء تلك المنطقة، سواء التي تحتلها إسرائيل أو التي تحتلها بواسطة عملائها من المسلحين.

غداً، ستكون هناك نتائج أكيدة لتحقيقات هدفها معرفة الخلل الذي أدى إلى اكتشاف الخلية، وما إذا كان مصدر الخطأ تسرباً معلوماتياً أو خللاً ميدانياً أو آلية رقابة إسرائيلية خاصة، أو هي عيون العملاء. وهذه النتائج ستمثل، بالنسبة إلى من يقود هذا العمل، درساً يستفاد منه في مواجهة التحديات المقبلة، وسيلزم رفاق الشهداء بدرجة أعلى من الحرفية والدقة.

وأضاف الكاتب: حتى لو خرج من يقول إن هذه المحاولة كانت عملاً فردياً، ناجماً عن حماسة أو خلافه، فإن ما حصل يمثل الإشارة الأقوى إلى ما يهم المقاومة وإلى ما يرعب العدو، وهو أن شباناً من أبناء هذه المنطقة، يظهرون استعداداً عملانياً للقيام بأخطر المهمات في مواجهة قوات الاحتلال. وهم يتحدّون، ليس فقط حالة الخمول التي سادت هذه الجبهة لعقود خلت، بل يعطون الإشارة إلى أن كل أنواع القمع والتطبيع التي جرت في الجولان أو من حوله، لم تخمد جذوة المقاومة عند الناس.. وأن كل الإجراءات الأمنية والعسكرية الجديدة التي قام بها العدو في تلك المنطقة، لم تنفع لمنع وصول مقاومين إلى النقاط الأقرب حيث تتحرك قوات الاحتلال. وهذا وحده ما يفسر قلق العدو وقوله: العملية الجديدة آتية!

ولفت الكاتب إلى عنصر قلق إضافي عند العدو، وهو يتعلق بأن من يقف قبالته يقيس خطواته، ليس ربطاً فقط بما يجري على الأرض من مواجهات مع المسلحين السوريين. وما جرى ويجري هو جزء من سياق طويل.... وهو ما يتعلق بجبهة جديدة فتحت، ليس في وجه إسرائيل، بل أمام المقاومة التي صار بمقدورها القيام بأمور أكبر لحماية نفسها، وتعزيز قدراتها، وتوسيع هامش عملها، وتحقيق الإصابات الأكثر إيلاماً في جسد العدو. وإذا كان العدو مهتماً بالتعايش مع هذا الواقع، فهو يهتم أكثر بمحاولة فرض قواعد لعبة في تلك المنطقة. والجديد أنه لا يملك يقيناً عن الخطوات المقابلة من جانب المقاومة. وهذا الفشل في بناء تقدير متكامل، من شأنه أن يدفعه إلى ارتكاب حماقات وأخطاء، ما يتيح للمقاومة ليس إيقاعه في فخ هنا أو كمين هناك، بل في عدم ترك زمام المبادرة في هذه الجبهة بيده وحده... وهذا هو بيت القصيد!

ووفقاً للسفير، ألهبت الأحداث الأخيرة على الجبهة السورية تقديرات المعلقين العسكريين في إسرائيل بشأن احتمالات التصعيد على الجبهة اللبنانية أيضاً. ولاحظ معلقون أن الكلمة الأخيرة في هذا التصعيد ستكون للسيد حسن نصر الله، الذي كان قد أعلن قواعد اشتباك جديدة قبل أشهر.

ورغم أن بعض وسائل الإعلام العربية تحدثت عن غارة إسرائيلية جديدة، بعد قتل ثلاثة شبان ثبت أنهم أصلاً من أهالي مجدل شمس قيل أنهم كانوا يزرعون عبوة ناسفة قرب الحدود، إلا أن مصادر إسرائيلية سارعت لإبداء تقدير معاكس. وتجنبت أوساط إسرائيلية التقدير بأن محاولة زرع العبوة كانت رداً مباشراً على الغارات الإسرائيلية ليلة الجمعة الماضية. وشككت هذه الأوساط في أن يكون الشبان الدروز، الذين حاولوا زرع العبوة، ينتمون إلى حزب الله. ومع ذلك لا تحسم الأوساط الإسرائيلية في هذا الشأن، وتقول إنه إذا ثبت أن حزب الله كان وراء المحاولة، فإن هذا يثبت إصرار الحزب، ولو من خلال خلية سورية، على ترسيخ ميزان جديد للردع.

وكتب المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هارئيل أن وتيرة الأحداث في الجبهة الشمالية سريعة جداً هذه الأيام. وبعد أن عدد ما يشاع عن ضربات إسرائيلية قال إنه «على مدى السنين الأخيرة كانت الحكمة الشائعة في المؤسسة الأمنية ترى أن ثلاث أو أربع ضربات متبادلة هي أمر أكثر مما ينبغي. وحسب هذه القاعدة، فإن جولة طويلة جداً من الغارات، وعمليات الرد، قد تقود الطرفين إلى مواجهة شاملة». ويشدد هارئيل على أن الكلمة الأخيرة في هذا الشأن ستكون بيد السيد نصر الله. ويكتب أنه «إذا خرج الأمين العام لحزب الله باتهام علني لإسرائيل، فهذا قد يشكل إشارة لنيته شن عمل انتقامي. وفي أسرة الاستخبارات الإسرائيلية اعتادوا مع السنين على أخذ خطابات نصر الله بجدية». وأضاف أن «كل العمليات المركزية لحزب الله في السنوات الأخيرة، والهادفة إلى محاولة ترسيخ ميزان ردع، يمنع إسرائيل من مهاجمة الأراضي السورية واللبنانية من دون قيود، سبقتها تصريحات بالغة الصراحة من جانب نصر الله».

أما المعلق العسكري لصحيفة إسرائيل اليوم يؤآف ليمور فأشار إلى مخاوف سرت في الجيش الإسرائيلي من احتمال أن يكون «حزب الله» هو من يقف خلف محاولة زرع العبوة شرقي مجدل شمس. وكتب إن «حزب الله» كان يحتاج في الماضي إلى بضعة أيام للرد، لكنه صار حالياً يجهز لنفسه «عمليات جاهزة» بانتظار صدور الأمر، وهي التي تم أمس الأول تنفيذ واحدة منها. ومع ذلك أشار إلى أنه ليس واضحاً إن كان إحباط عملية زرع العبوة سينهي الجولة الراهنة من الأحداث أم لا. ولكن في كل الأحوال يرى ليمور أن لدى «حزب الله» رغبة في الثأر، ولكن بشكل لا يقود إلى إشعال المنطقة. ويحذر من أنه حتى إذا لم تكن لدى الطرفين مصلحة في أن تخرج الأمور عن دائرة السيطرة، فقد يحدث الانفجار.

أما المعلق العسكري للقناة العاشرة ألون بن دافيد فكتب في معاريف، إن من الجائز أن الرد على الغارات الإسرائيلية في سوريا يرتبط بالآثار الإعلامية لهذه الغارات، موضحاً أن وسائل الإعلام لم تعرض صوراً لنتائج الغارات، ولهذا فإنه حتى إذا قرر «حزب الله» الرد، فإن هذا لن يكون فوراً. ويعتبر أن الهدف المفضل للحزب في الرد هو مزارع شبعا، حيث يشعر أن لديه شرعية للعمل هناك، أو في شمال هضبة الجولان حيث لا تزال السيطرة فيه للجيش السوري. ولهذا فإن بن دافيد يطالب الجيش الإسرائيلي بتوخي الحذر الشديد في تحركاته في هاتين المنطقتين، وتقليص الحركة قدر الإمكان... ومع ذلك يرى أن «حزب الله» غير معني بالصدام مع إسرائيل، لأنه ليس في الوضع الأمثل، «لكنه مرة أخرى يتجرأ على السير حتى النهاية، ويزيد احتمالات وصول الطرفين إلى مواجهة لا يريدها الطرفان».

واعتبر المعلق العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي روني دانييل أن الواقع على الجبهة الشمالية هش جداً، لدرجة يصعب معه استمرار تعامل الأطراف مع الغارات على مخازن الصواريخ والذخائر وكأنها لم تكن، ومع مرور الوقت، وتكرار العمليات، لا يمكن لسوريا و«حزب الله» وإيران مواصلة سياسة الإنكار وردود الفعل المعتدلة لزمن طويل، خصوصا عندما لا يمكن لإسرائيل من جانبها أن تمتنع عن جهودها لإحباط وصول الأسلحة، كما أعلن عن ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.