تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: نصرالله: «حروبنا» دفاعية .. من صنعاء إلى القلمون

           اختار «حزب الله» إستراتيجية للمواجهة، على قاعدة أن المنطقة تواجه المخاطر والتحديات والمصائر نفسها، وهذا ما حاول عكسه السيد حسن نصرالله، في خطابه السياسي المكثف والهادئ، أمس، عندما ربط ما يجري في اليمن والعراق وسوريا بما يهدد لبنان من مخاطر وتحديات، سياسة وأمنا وجبهات.. وفيدراليات. وإذا كانت واقعية «السيد» قد جعلته يقارب الميدان السوري بحقيقته... فان معطيات السلسلة الشرقية فرضت نفسها على الواقع السياسي اللبناني.

وقبل أن يطل نصرالله كانت المجموعات الارهابية تحاول تنفيذ تهديداتها، عبر محاولة اختراق مثلث الزبداني ـ جرود الطفيل ـ جرود بريتال، لكن مواقع الجيش اللبناني في البقاعين الشرقي والشمالي، كانت في أعلى حالة من الجهوزية والاستنفار، وفي الوقت نفسه، كان مقاتلو «حزب الله» والمتطوعون من ابناء المنطقة يصدون الهجوم، ويوقعون خسائر فادحة في صفوف المجموعات المسلحة.

وأفادت السفير أنه يمكن رصد رسائل مترابطة في خطاب السيد نصرالله، أولها أنه لو تسنى للسعوديين أن يفرضوا معادلات سياسية في اليمن بالقوة العسكرية لتثبيت هيمنتهم بعنوان مواجهة الحوثيين وايران وغير ذلك من الشعارات، لكان تسنى لهم أن يفرضوا المعادلات نفسها وبالطريقة ذاتها في سوريا والعراق وحتى لبنان، وبالتالي، عندما يرفع «حزب الله» صوته هناك يدافع عن نفسه هنا في لبنان.

ثانية الرسائل، أن نجاح الأميركيين بفرض مشروع الفيدرالية والتقسيم في العراق، سيؤدي لتمدد المشروع الى سوريا واليمن ولبنان وحتى السعودية ودول الخليج نفسها، وصولا الى استنساخ حرب المئة عام مجددا بين دويلات المنطقة على أسس عرقية وطائفية ومذهبية. ثالثة الرسائل، أن المواجهة التي يقوم بها «حزب الله» في قلب سوريا وانتقاله الى ميادين جديدة هناك، انما هي مواجهة دفاعية عن لبنان والمنطقة بأسرها، بدليل أن الخطر الارهابي بات يزنر الحدود الشرقية من دون ان تسقط سوريا، فماذا اذا سقطت وسيطرت عليها المجموعات التكفيرية؟ رابعة الرسائل، تطمين الداخل السوري أن المقاومة وحليفيها الروسي والايراني لم ولن يتخلوا عن سوريا بل كانوا وسيبقون متمسكين بخيارهم السوري. خامسة الرسائل، أن جبهات المنطقة مترابطة ومصيرها ومستقبلها واحد، ولا يجوز تحت أية ذريعة أو مبرر جعل خيار هنا أو هناك خيارا قطريا أو مذهبيا، على طريقة «لبنان أولا» أو «فلسطين أولا».

سادسة الرسائل، للمجموعات الإرهابية أن تشن حربا استباقية بوسائل مختلفة، وللإعلام أن يحدد ساعة صفر لهذه المعركة أو تلك، لكن «حزب الله» لم يعلن موقفا رسميا من معركة القلمون لا بموعدها ولا مداها الزماني والمكاني ولا سقفها وأهدافها ومراحلها، برغم التحضيرات العلنية لأن العملية عندما ستبدأ ستتحدث عن نفسها وستفرض نفسها بنتائجها التي ستترك حكما تداعيات ايجابية على باقي «الجبهات».

سابعة الرسائل وآخرها، أنه لا بد من وضع الأحقاد والحسابات الفئوية جانبا والتطلع الى سبل حماية البلد، وهذه الرسالة موجهة بالدرجة الأولى الى تيار «المستقبل» وزعيمه سعد الحريري، «فهذا البلد لا يواجه تهديدات افتراضية بل عدوانا يوميا عسكريا وأمنيا، ومن واجب الجميع التكاتف لتحصين لبنان وحدوده وصيغته».

في المقابل، كان سعد الحريري يشارك في القمة الخليجية ـ الفرنسية، على طريقته، وذلك باجتماع عقده مع الرئيس الفرنسي هناك، في خطوة بدت متعمدة برمزيتها السياسية، وللتدليل على أن لبنان «الرسمي» هو جزء من تحالف دولي ـ اقليمي، في اليمن وسوريا والعراق! واعتبر الحريري في بيان عالي السقف، ان «حزب الله» شريك مباشر «في الجريمة التي يحشد في القلمون لاستقدامها الى لبنان والعمل على زج القرى البقاعية الحدودية بها». وخاطب الحريري نصرالله بالقول«اذا كان نصرالله يخشى من مخطط أميركي لتقسيم البلدان العربية، فليعلن الانسحاب من الحروب الأهلية العربية ومن النزاعات في اليمن والعراق وسوريا».

ووفقاً لصحيفة الأخبار، كرّر نصرالله أن «السعودية ستهزم في اليمن والعدوان لم يحقّق أياً من أهدافه»، وشدّد على «ضرورة مواجهة المخطط الأميركي بتقسيم العراق والحرب النفسية في سوريا»، جازماً بأن «حلفاء سوريا إلى جانبها»، وأن معركة القلمون «أمر محسوم». وبشأن العدوان السعودي، رأى «أننا مجدداً أمام عملية خداع كبيرة، والادعاء السعودي بتحقيق كامل أهدافه أكبر خداع وتضليل»، قائلاً: «أشيروا لي إلى هدف واحد تحقق منذ بداية العدوان». وحذّر نصرالله من نية الولايات المتحدة الأميركية تقسيم العراق، وتوظيف تنظيم «داعش» الإرهابي لفرض التقسيم،  وجزم نصرالله بأن «ما يقال عن الموقف الإيراني غير صحيح»، مستشهداً بكلام «المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، الذي قال إن إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها، وهذا ما يؤكد أن إيران لم تتخلّ عن سوريا»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا، التي «تؤكّد كل المؤشرات وقوفها إلى جانب سوريا». وأوضح أن «ما يحلّ أحياناً في الميدان يجب أن نبحث عن أسبابه الميدانية لا عن أسبابه الدولية»، متسائلاً: «كيف ينهار الجيش السوري وهو يحقق إنجازات وانتصارات يومية؟ وفي أي حرب هناك جولات، من يربح الجولة لا يعني أنه ربح الحرب ومن خسر جولة لا يعني أنه خسر الحرب، والجيش السوري وحلفاؤه ربحوا جولات عديدة في السنوات الأربع الماضية».

وتوجه نصرالله إلى الشعب السوري بالقول: «كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب أن نكون سنكون، وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى أماكن لم نذهب إليها سابقاً، ونحن دخلنا إلى سوريا بناءً على تشخيص واضح هو أن الدفاع عن سوريا يعني الدفاع عن لبنان وفلسطين وكل المنطقة».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.