تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: رغم قصف التحالف: "أنصار الله" تسيطر على منطقة إستراتيجية في عدن:

             في تطور قد يفتح باباً مغلقاً أمام إمكانية قيام حوار يمني بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن مدينة جنيف السويسرية قد تستضيف المفاوضات المزمع عقدها لبحث الأزمة اليمنية، بعدما كان حدد الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي عن موعد لها في 17 أيار الحالي في الرياض، وهو شرط ترفضه جماعة "أنصار الله"بشكل قطعي.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أمس، أنه "من المحتمل أن تستضيف جنيف المفاوضات المزمعة بين أطراف الأزمة اليمنية، وهي بالفعل أحد الأماكن المقترحة لإجراء هذه المحادثات"، من دون أن يحدد موعداً لها. وإذ أشار حق إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "يسعى بقوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن، في ظل الحاجة إلى هدنة إنسانية لدخول المساعدات"، لفت إلى أن  مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيلتقي جميع أطراف الأزمة، بما في ذلك الحوثيين.

وفي السياق، زار وسيط الأمم المتحدة الجديد في اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد أمس باريس، على أن يتوجه اليوم إلى الرياض، في محاولة لإحياء المفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن، وفق ما أفاد ديبلوماسيون أمس..

إلى ذلك، أفادت السفير، أنّ الحرب السعودية على اليمن تدخل أسبوعها السابع من دون أن تحقق أي من الأهداف التي شنت لأجلها. وفي وقت من المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض تثبيت هدنة إنسانية تحفظ بعض ماء الوجه لـ"التحالف" في ظل الامتعاض الدولي من ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين اليمنيين، دخلت جماعة "أنصار الله" أمس منطقة التواهي في عدن، وهي من آخر وأهم معاقل مؤيدي الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، وذلك رغم الضربات الجوية الكثيفة لـ"التحالف العربي"، فيما حذرت مسؤولة أوروبية رفيعة المستوى من خطر تمدد تنظيم "القاعدة" في البلاد على وقع الحرب والفوضى.

وشهدت مدينة عدن أمس معارك وصفت بالأعنف بين الحوثيين وميليشيات هادي، علماً أن منطقة التواهي التي وصلت إليها "أنصار الله"  تضم مؤسسات مهمة، منها القصر الرئاسي ومكاتب لأمن الدولة والميناء الرئيسي. وقال سكان في عدن أن سقوط التواهي "سيعني فعلياً أن المدينة الساحلية الجنوبية أصبحت تحت سيطرة الحوثيين". ورداً على سقوط التواهي، طالب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، قوات "التحالف" بالتدخل فوراً لـ"إنقاذ" المدينة.

وفي نكسة أخرى لـ"التحالف"، قتل قائد القوات الموالية لهادي، والمسؤول عن ثلاث محافظات جنوبية، علي ناصر هادي، بعدما أصيب برصاص قناص في عدن، بحسب ما أفاد مسؤول في الجيش. وكان علي ناصر هادي عين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن ولحج وأبين، من قبل "الرئيس" اليمني بعد فراره إلى الرياض في آذار الماضي. وقتل سبعة من المسلحين الموالين لهادي وأصيب 95 بجروح في المعارك التي دارت خلال الساعات الـ24 الماضية في عدن، بحسب ما أفاد مسؤول طبي، فيما ذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الهرب من القتال ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر.

إلى ذلك، وبعد التطور الميداني الذي تمثل أمس بقصف الحوثيين للأراضي السعودية، أعلنت الداخلية السعودية أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء سقوط قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا أطلقت من اليمن على منطقة نجران الحدودية.

وفي ظل الضغوط المتواصلة المطالبة بمعالجة عاجلة للوضع الإنساني الكارثي في اليمن، أعلن جون كيري أمس أنه سيبحث في السعودية إقرار "هدنة إنسانية" في العمليات العسكرية في اليمن من اجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال كيري أمام صحافيين في جيبوتي حيث يختتم جولة افريقية "سأكون في السعودية هذا المساء وسنتباحث في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها"، معرباً عن "القلق الشديد حيال الوضع الإنساني في اليمن". وأضاف "أنا واثق من رغبة السلطات السعودية في إقرار هدنة"، معرباً عن أمله في أن "ينضم التحالف إلى الأمم المتحدة والأسرة الدولية لإيجاد سبل من اجل إيصال المساعدات". ولفت كيري أيضاً أنه ناقش الفكرة مع دول أخرى أشارت إلى أن الحوثيين "ربما يكونون راغبين أيضا في وقف مؤقت للقتال." ومضى يقول "في الوقت الحالي، الأزمة الطارئة هي الوضع الإنساني"، معلنا في الوقت ذاته عن مساعدة إنسانية بقيمة 68 مليون دولار إلى اليمن.

وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس، من أن الصراع والفوضى في اليمن فتحا الباب أمام تنظيم "القاعدة"، مطالبة بـ" ضرورة قيام وساطة دولية لإنهاء العنف بدلاً من التحرك المنفرد". ووصفت المسؤولة الأوروبية أمام مجموعة من الطلاب خلال زيارة للصين "الوضع في اليمن بالخطير للغاية". وختمت قائلة إن "لا أوروبا فقط بل الصين أيضاً، يمكن أن تتأثر بهذه التطورات في ما يتعلق بالأمن.

من جهتها، أشارت المتحدثة باسم الخارجیة الإيرانية أمس إلى مباحثات تجريها طهران مع مسؤولين روس بشأن حل الأزمة الیمنیة. وأضافت أن "لدی إیران وروسیا مواقف متقاربة حیال الأزمة الیمنیة"، مشيرة إلى أنه "یجب أن لا ننسی بأن هذه الأزمة یمکن تسویتها من خلال الحل السیاسی و لیس العسكري، وهذا یشکّل احد أهم محاور المحادثات بین إيران وروسيا.

وفيما عنونت قناة المنار تقريراً لها بالقول: الجيش اليمني يبسط سيطرته على التواهي في عدن، أفادت الحياة أنه وبعد يوم من استهداف الميليشيات الحوثية منطقة نجران الحدودية الجنوبية السعودية بقذائف هاون، استهدفت أمس منطقة جازان الواقعة على الحدود السعودية - اليمنية، ما أدى إلى مقتل زوج وزوجته في قطاع الحرث. وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في نجران أن القذائف أدت أمس إلى استشهاد قائد إحدى دوريات سجون نجران، وهو برتبة عريف، وإصابة مرافقه. وقتل شخصان في سيارة وأحد المارة وعامل في محل لإطارات السيارات، فيما أصيب 11 شخصاً جراء القذائف الحوثية العشوائية.  وحمل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على السعودية، ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية قوله أمس، إن «الشعب اليمني الثوري ليس بحاجة إلى السلاح بل إلى المساعدات الإنسانية».

إلى ذلك شنت طائرات التحالف عشرات الغارات على مواقع لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في عدن وصنعاء وصعدة وحجة وذمار، كما استهدفت المناطق الحدودية الشمالية التي يتمركز فيها مسلحو الجماعة لإطلاق قذائف على الأراضي السعودية. وأكدت مصادر في المقاومة الجنوبية في مدينة عدن، أن مسلحيها صدوا أعنف هجوم للحوثيين على أحياء منطقة التواهي، وتزامن ذلك مع معارك عنيفة في أحياء دار سعد والشيخ عثمان.

ووفقاً للحياة، تضاربت الأنباء حول حجم التقدم الذي أحرزه الحوثيون في منطقة التواهي، ففي حين أكدت مصادرهم السيطرة على هذه المنطقة الحيوية، أفادت مصادر المقاومة عن صدّهم في منطقة القلوعة بين التواهي والمعلا، في انتظار تعزيزات للمقاومة. وتوقف تلفزيون عدن عن البث، في ظل أنباء عن سيطرة الحوثيين عليه، كما قتل قائد المنطقة العسكرية الرابعة الموالي لهادي العميد علي ناصر هادي برصاص قناصة أثناء مشاركته في الاشتباكات على مدخل التواهي..

إلى ذلك، ووفقاً للحياة، يستعرض جون كيري الذي وصل الى الرياض ليل أمس، مع كبار المسؤولين رؤية الادارة الأميركية للموقف في منطقة الخليج ولما يمكن أن يحدث في ظل أي اتفاق بين الدول الكبرى وايران في شأن البرنامج النووي، إضافة الى الموقف في اليمن ومجالات الاعلان عن هدنة تسمح بتقديم المساعدات للسكان ومعالجة الجرحى. وكان كيري أعرب أمس عن قلق واشنطن حيال الوضع الإنساني المزري في اليمن وقال انه سيناقش مع المسؤولين السعوديين وقفاً محتملاً للقتال.  وفي نيويورك شدد السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي على رفض أي دور لإيران في التوصل الى حل سياسي للأزمة اليمنية. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.