تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية: المعادلة اختلفت.. ولا حدود للردّ: اليمن على موعد مع هدنة مشروطة!

 يأتي عرض الهدنة المشروطة والموقتة في اليمن بعد تحولّات عدة لعلّ أبرزها مبادرة «أنصار الله» إلى الردّ الصاروخي على مناطق سعودية وسيطرتها على عدد من المواقع داخل أراضي المملكة، فضلاً عن تقدّمها، مع انقضاء الأسبوع السادس على بدء الحرب، في منطقة التواهي الإستراتيجية في عدن الجنوبية، وهو ما دفع بالحكومة المستقيلة إلى الاستنجاد بخيار التدخّل البري لـ «إنقاذ» البلاد، والتي لا تجد ترحيباً أممياً، ويبدو انها استبعدت من أجندة البحث السعودي ـ الأميركي.

واوضحت السفير أنّ «المعادلة اختلفت» بالنسبة إلى السعودية، بعدما بدأت مناطقها الجنوبية تتلقّى الصواريخ اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي. وتوعّدت بأنّها ستوجه «رداً قاسياً ابتداء من هذه اللحظة وحتى يدفع من قام بهذا العمل ثمن ما قام به»، مع التأكيد على أنه «لا حدود لهذا الرد».

هذا الموقف عبّر عنه المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري الذي قال: الآن المعادلة اختلفت. كانت العملية تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وحماية المواطن اليمني. الآن المواجهة أصبحت تستهدف حدود السعودية والمواطن السعودي وأمن وسلامة المدن السعودية.

ومع تكثيف الحملة العسكرية في الأيام الأخيرة التي تزامنت مع تجديد الأمم المتحدة دعوتها إلى هدنة إنسانية، طرحت السعودية فكرة الالتزام بالهدنة لمدة خمسة أيام في اليمن، مشترطة موافقة «أنصار الله» ووحدات الجيش اليمني على إلقاء السلاح ووقف الأعمال التي وصفتها بـ «العدوانية». الهدنة المشروطة بالتزام الحوثيين، عُرِضت خلال زيارة بدأها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العاصمة السعودية، أمس الأول، والتي تأتي قبيل أسبوع من لقاء مرتقب لقادة دول الخليج مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد.

وذكرت السفير أنه وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، رحّب كيري بالاقتراح، نافياً أيّ أفكار سعودية كانت أو أميركية عن إرسال قوات برية إلى اليمن.

واقترح الجبير أن «يكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام للتنسيق مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية للأشقاء في اليمن، على أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة التي سيتم تحديدها قريباً»، فيما دعا كيري «جميع الأطراف إلى الموافقة على الاقتراح». وكان كيري قد أشار، في وقت سابق، إلى أنّه تحدّث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف طالباً منه إقناع الجماعة بالموافقة على وقف القتال.

وأثار تقدّم «أنصار الله» في منطقة التواهي في عدن تكهنات بشأن احتمال قيام «التحالف» بعملية برية، إلّا ان مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة استبعدت أن يستجيب مجلس الأمن الدولي لرسالة مندوب اليمن الدائم لدى المنظمة خالد اليماني التي ناشد فيها المجتمع الدولي الإسراع بالتدخل البري في بلاده. واعتبرت المصادر الديبلوماسية أنّ رسالة السفير اليمني إلى أعضاء مجلس الأمن، بمثابة «تشكيك في جدوى المهمة» التي بدأها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بهدف وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حلٍّ سلميّ للأزمة.

في طهران، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية أنّها سترسل يوم غدٍ السبت إلى اليمن سفينة محملة بـ 2500 طن من المساعدات الإنسانية، بحسب ما أعلن أمينها العام علي أصغر أحمدي. واتّهم المرشد السيد علي خامنئي الولايات المتحدة بدعم ارتكاب «جرائم كبرى» في اليمن من قبل السعودية، مؤكداً أنّ الحوثيين لا يحتاجون إلى المساعدة العسكرية من طهران.

وتمكنت «أنصار الله» من السيطرة على منطقة التواهي الإستراتيجية في محافظة عدن، بحسب ما أكد المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام الذي أوضح أنّ «الجيش والأمن واللجان الشعبية، وبمساندة الشرفاء من أبناء الجنوب، تمكّنوا من استعادة منطقة التواهي من عناصر القاعدة وأعوانهم». وتضاربت الأنباء بشأن إسقاط مروحية «أباتشي» سعودية، إذ أعلنت قناة «المسيرة» أنّه تم إسقاطها في محافظة صعدة شمال اليمن، فيما قال مصدر خليجي إنها دُمِّرت أثناء هبوطها الاضطراري قرب الحدود.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر في محافظة صعدة تأكيده أسر عدد من الجنود السعوديين، وسيطرة مسلحين قبليين وحوثيين على عدد من المواقع داخل الأراضي السعودية.

وعنونت صحيفة الأخبار: جنود آل سعود يفرون.. وأفادت أنّ آل سعود يتراجعون: هدنة وحوار في جنيف برعاية الامم المتحدة. واوردت انّ الزيارة اللافتة لجون كيري، بدت مقدمة لعرض واشنطن سلم النجاة الى الرياض، واخراجها من مأزق اليمن. تركز البحث عن علاجات انتقالية، فيما تطلب السعودية مكاسب مباشرة لها. لكن الشروط السابقة بدأت تختفي من المشهد تدريجيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر واسعة الاطلاع تأكيدها أن وزير خارجية البيض الابيض، حمل معه الى السعودية دعوة الى الموافقة على برنامج يقود الى وقف العدوان على اليمن وافساح المجال امام حوار يقود الى تسوية سياسية، فيما بدا انه نتيجة المشاورات الاميركية حيال الوضع، خصوصا بعد فشل كل المحاولات العسكرية لانتاج وضع ميداني مختلف. وقد جاءت سيطرة الجيش و «انصار الله» على كامل مدينة عدن، ومحاصرة مأرب، لتساعد الوزير الاميركي على طرح فكرته.

وبحسب المصادر فان الرياض تراجعت عن شرطها اجراء الحوار اليمني في الرياض. وابدى الوزير السعودي تفهم الموقف الاميركي الداعي لان يكون الحوار «بين قوى متخاصمة وليس بين قوى متصالحة» في اشارة الى ان الحوار الذي دعت اليه الرياض من دون مشاركة انصار الله لن يؤدي الى نتيجة. وقال الجبير ان بلاده ترحب بالحوار في الرياض ولكنها لا تمانع حصوله في اي مكان يختاره اليمنيون. وقد لفت كيري نظيره الى ان جنيف تبدو المكان الانسب وان الامم المتحدة سوف تكون الجهة الراعية للحوار.

وكانت منظمات حقوقية وانسانية دولية تسيطر عليها واشنطن عادة، قد رفعت خلال الايام القليلة الماضية من سقف نقدها للعدوان، ودعوتها الى افساح المجال امام اعمال الاغاثة.. وهو ما جعله كيري موضوعا رئيسيا في محادثاته، معلنا الحاجة الى هذه الهدنة التي قد تكون قابلة للتمديد الى اكثر من خمسة ايام، وهو يفتح في ذلك المجال امام اطلاق الحوارات السياسية. ويعول الاميركيون على موقف ايران داعم، ويترجم بحث الحوثيين على القبول بالمشروع.

لكن الرياض التي لم تمانع المشروع دعت بلسان وزير خارجيتها الى ان يكون وقف اطلاق النار شاملا، وان يلتزم الحوثيون وقف كل العمليات العسكرية داخل اليمن. وهو ما لا يظهر ان الجيش وانصار الله في وارد الموافقة عليه. برغم حصول اتصالات في هذا الصدد، وسط خشية من ان يستغل السعوديون وقف النار لأجل تعزيز الوضع الميداني للمجموعات المسلحة التابعة لهم.

وأضافت الأخبار أنه وبعد لقاءات عدة جمعته مع غالبية القيادة السعودية، اكد كيري بحضور نظيره السعودي عادل الجبير أن الولايات المتحدة والسعودية «لم تتحدثا أبداً» عن إرسال قوات برية إلى اليمن، وان التركيز كان على الحل السياسي وعلى ضرورة إعلان هدنة إنسانية لخمسة أيامٍ قريباً. من جهةٍ أخرى، بحث وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مع المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم أمس، الأوضاع في اليمن.

وأفادت الأخبار في تقرير آخر، أنه وبعد السيطرة التامة على عدن، صعدت قوى العدوان على اليمن من حملات القصف الجوية والبرية. وارتكبت مجازر في محافظات الشمال. كل ذلك حصل خلال يومي الاثنين والثلاثاء. فردت القبائل الشمالية بقصف صاروخي ومدفعي لعدد كبير من المواقع العسكرية الحدودية بالاضافة الى مدينة جيزان. ولفتت الصحيفة إلى قرار افراد القبائل اللجوء الى تطور نوعي، تمثل بشن هجوم واسع على جميع النقاط الحدودية قبالة صعدة، والسيطرة عليها وقتل نحو 15 عسكريا سعوديا، والاستيلاء على عتاد واسلحة. تلاه انسحاب كامل للقوات البرية والمدرعات السعودية نحو الشمال. وعند محاولة الطيران المروحي مساندة الجنود الفارين، تمكن مقاتلوا القبائل من إصابة طائرة اباتشي، سرعان ما وقعت داخل الاراضي السعودية.

ووفقاً للأخبار، فإن هذه الأحداث تُنبئ بقدرة القبائل على السيطرة على زمام المبادرة ونقل المعركة إلى الداخل السعودي، الأمر الذي يخشاه نظام آل سعود، وخصوصاً بعد فقدانه الثقة بالجندي السعودي، ما جعله يلجأ إلى «شراء» جيوش من دول أخرى، بالإضافة إلى استغلال الوضع الإنساني للأيدي العاملة داخل الأراضي السعودية من الذين يجري حالياً تدريبهم للقتال.

بالمقابل، أبرزت الحياة: التحالف يهدد الحوثيين برد مؤلم... وباستهداف زعمائهم. وأفادت الصحيفة انّ الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين بحثوا مع كيري، العلاقات الثنائية وتطورات أزمات المنطقة بينها اليمن والعراق وسورية ومشكلة التمدد الايراني والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري: «المعادلة اختلفت الآن، إذ كان الهدف سابقاً إعادة الشرعية الى اليمن فقط، والحوثيون قاموا بأكبر خطأ لهم في الأيام الماضية، واستهدفوا المدن السعودية». وأكد سقوط طائرة أباتشي بسبب خلل فني دعاها إلى هبوط اضطراري وإصابة الطيار إصابة طفيفة داخل الأراضي السعودية في مدينة نجران. وأعلن «أن صعدة وضواحيها منطقة استهداف» وحذر المدنيين في صعدة... ودعاهم الى تجنب المواقع العسكرية. وقال الجبير إنه تم مع كيري البحث في هدنة من 5 أيام للسماح بالإغاثة في اليمن، وأيضاً التدخلات السلبية الإيرانية في المنطقة. وعنونت الحياة تقريراً آخر: الحوثيون يتقدمون في عدن بعد معارك ضارية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.