دعا المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، في افتتاح مؤتمر «إنقاذ اليمن» الذي تشارك فيه أطراف يمنية بغياب الحوثيين في الرياض أمس، إلى تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أعلنها «التحالف»، بقيادة السعودية، خمسة أيام. وقال ولد الشيخ احمد «أناشد الأطراف كافة أن تجدّد التزامها بهذه الهدنة لخمسة أيام أخرى على الأقل»، وذلك قبل ساعات من انتهاء الهدنة أمس. وأضاف «يجب أن تتحوّل الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن تنتهي كل أعمال العنف أياً كانت». وأعلن أن معظم اليمنيين لم يتمكّنوا من الوصول إلى المساعدات العاجلة خلال فترة الهدنة الحالية المحددة بخمسة أيام.
وكان الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي افتتح مؤتمر «إنقاذ اليمن» في الرياض بمشاركة الأطراف السياسية اليمنية الموالية له بغياب الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وندّد هادي «بالانقلاب الوحشي الهمجي للميليشيات الحوثية وصالح»، معتبراً أن «مؤتمر الرياض هو لكافة أبناء الشعب اليمني ولمختلف مكوّناته»، وأنه «لا يمكن استثناء أي طرف». وأكد ان «هدف المؤتمر هو استعادة الدولة». وقال «الفرج سيكون قريباً، ومصير الهمجية لن يكون إلا إلى مزبلة التاريخ»، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تطبيق القرار 2216 الخاص باليمن.
ووفقاً للسفير، يشارك في مؤتمر الرياض حوالى 400 مندوب. ويأتي في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات على الأرض في مدينة عدن. واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أن المؤتمر يشكّل «فرصة لعودة الاستقرار الى اليمن»، داعياً إلى أن يكون «انطلاقة إلى الحل السياسي المنشود ومصالحة شاملة».
ولا يشارك الحوثيون في المؤتمر، إلا أن رئيس اللجنة التنظيمية في الرياض عبد العزيز الجابر قال إن «عدداً من مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي العام يشاركون»، وهو حزب صالح، لكنه أضاف «إننا لا نتعامل مع صالح أو غيره من المشمولين بعقوبات دولية». وأعلن الجابر أن المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة ايام، «ليس حواراً، بل هو مؤتمر للقرار». وأضاف «ما سيحصل في الرياض هو إعلان عن اتفاق ملزم لجميع الأطراف الحاضرة في الرياض». ووفقاً للسفير، فإن من بين أهداف المؤتمر العمل على مسودة دستور يمكن تقديمها للشعب اليمني و «العمل على إجراء استفتاء لتطبيق نتائج الحوار الوطني».
الى ذلك، وصلت سفينة إيرانية تنقل مساعدات إنسانية الى خليج عدن رغم التحذيرات الأميركية، ويتوقع أن تصل الى مرفأ يسيطر عليه الحوثيون خلال أربعة أيام. وسفينة «شاهد» تنقل 2500 طن من الحاجات الأولية، مثل الطحين والارز والأدوية والمياه التي يفتقر اليها اليمن بسبب المعارك، أوردت السفير.
وأبرزت الشرق الأوسط: «وثيقة الرياض»: يمن اتحادي.. بلا حوثيين. وذكرت أنه وبينما انطلقت في الرياض أمس أعمال مؤتمر «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» الذي يستمر على مدى 3 أيام، كشفت وثيقة تحت عنوان «مشروع وثيقة الرياض» عن أن خلاصة المؤتمر ستقوم على مبادئ أساسية، تتضمن الالتزام بالشرعية الدستورية، وإقامة الدولة المدنية الاتحادية، وحل قضية الجنوب، وطرد الحوثيين من صنعاء وعدن، والتعجيل بعودة صعدة، معقل المتمردين، إلى ما كانت عليه قبل الحرب في 2004. وعلى الصعيد الميداني، نفدت مهلة الهدنة الإنسانية في اليمن عند منتصف ليل أمس. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن التحالف استأنف عملياته العسكرية واستهدف مواقع للحوثيين في عدن أمس.
وعنونت الحياة: هادي يلتزم أمام مؤتمر الرياض الحل العادل لقضية الجنوب. وأفادت أنّ هادي طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بضرورة العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وضمان انسحاب الميليشيات من المدن التي احتلتها في بلاده، وعدم السماح لتلك الميليشيات باستغلال الهدنة... والتزم لأبناء الجنوب اليمني بعدم الالتفاف أو الانتقاص مما سماه عدالة قضية الجنوب. فيما دعت الأمم المتحدة أمس إلى تحويل الهدنة الإنسانية التي يطبقها التحالف في اليمن إلى وقف دائم لإطلاق النار. وشدد السفير البريطاني لدى اليمن أدموند فيتن، نيابة عن الدول الداعمة للمرحلة الانتقالية، على أن التزام مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ مؤتمر إنقاذ اليمن هو في جوهره مؤتمر لكل أبناء اليمن، ومن لا يريد الحضور كالانقلابيين، أخرج نفسه من بيئته اليمنية وأصر على تبعيته الخارجية التي لن تفيده في شيء... مؤتمر إنقاذ اليمن يهدف كما بين أمس الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني "إلى عودة الاستقرار والشرعية لليمن".. فمن أراد التعاون لبلوغ الهدف، فلن يمنعه أحد.. أما الانقلابيون والعابثون فستتحطم آمالهم على صخرة تلاحم أبناء اليمن وكل محبيه.
