تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إعلان الرياض: «رسالة سلام».. تستبعد الحوثيين وصالح!!

         «رسالة سلام»... هكذا وصف نائب الرئيس اليمني خالد بحاح ما خلص اليه «مؤتمر انقاذ اليمن»، الذي اختتم اعماله، أمس، في السعودية، بإعلان تضمّن دعوة الى «استخدام كافة الادوات العسكرية والسياسية» لانهاء ما وصفه بـ«تمرّد» الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

 

وذكرت السفير أنه وفيما كان القائمون على «مؤتمر انقاذ اليمن»، الذي انعقد بغياب القوى اليمنية الرئيسية والمسيطرة على الارض، يتلون مضمون «رسالة السلام» هذه، كانت الطائرات الحربية السعودية تستأنف غاراتها المكثفة على مناطق عدّة في اليمن، وخصوصاً جبل النقم في صنعاء، حاصدة مزيدا من الضحايا، في وقت تشير تقديرات اممية الى ان عدد قتلى «عاصفة الحزم» و«اعادة الامل» يقترب من عتبة الالفين، علاوة على ما يقرب من نصف مليون نازح ومشرّد.

واختتم المشاركون في «مؤتمر انقاذ اليمن» أمس مؤتمرهم بالتوقيع على اعلان الرياض، الذي دعا الى دعم «شرعية» الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، وإخراج الحوثيين من صنعاء وعدن، و«تحقيق مصالحة وطنية شاملة»، واستحداث «منطقة آمنة» داخل الأراضي اليمنية. ونصت الوثيقة على مبادئ تضمنت «الالتزام بالشرعية الدستورية»، و«إقامة الدولة المدنية الاتحادية الديموقراطية الحديثة»، و«حل قضية الجنوب»، و«محاسبة قيادات الانقلاب»، و«بناء المؤسسة العسكرية والأمنية». ودعت الوثيقة إلى «دعم المقاومة الشرعية»، و«إسقاط الانقلاب ومحاسبة المتورطين فيه»، والالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، وتقديم الإغاثة للنازحين، وإعادة المهجرين وتعويض المتضررين، وبخاصة في محافظة صعدة.

واعتبر الموقعون على «اعلان الرياض» أن «فساد رأس نظام الحكم في اليمن منـذ أكثر من 30 عاماً ادى إلى إدخال اليمن في صراعات وحروب منذ العام 1994، طالت الجنوب والشمال، كما أدى سوء إدارة الحكم إلى تدهـور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتفاقم الأزمة السياسية إلى قيام الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب في العام 2007، والثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام 2011».

من جهته، قال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح ان حكومة هادي لن توافق على إجراء محادثات سلام مع الحوثيين إلى أن ينفذوا قرار الأمم المتحدة الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها. وأكد خالد بحاح أن الرسالة الأساسية لإعلان مؤتمر الرياض هي «رسالة سلام» أطلقت من قبل كل المكونات السياسية. وذكر بحاح عقب اختتام أعمال مؤتمر الرياض ان هناك اجماعاً على وثيقة اعلان الرياض وبيانها الختامي، داعيا للبناء عليها على ارض الواقع.  وأكد بحاح أن تنفيذ وثيقة إعلان الرياض يأتي في إطار مجموعة من الأدوات هي مظلة مجلس التعاون الخليجي التي التزمت بتنفيذ هذه المبادرة، ومظلة الأمم المتحدة من خلال الفصل السابع من الميثاق الاممي.

ولفتت السفير إلى أنه لم يكد الحبر الذي كتب به «اعلان الرياض» يجف حتى شنت طائرات «التحالف السعودي» سلسلة غارات، استهدفت على وجه الخصوص مدينة صنعاء.كما ذكرت مصادر اعلامية ان القصف الجوي استهدف ايضا مناطق عسكرية في فج عطان واخرى بالقرب من النهدين .

يأتي ذلك، في وقت أعلنت الأمم المتحدة في جنيف اليوم أن أعمال العنف في اليمن خلفت 1850 قتيلاً وتسببت في نزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية آذار الماضي. واشار «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ» (أوشا)، إلى ان «أعمال العنف هذه خلفت كذلك 7394 جريحاً حتى منتصف أيار الحالي، استناداً إلى المراكز الصحية اليمنية».

وأبرزت الحياة: «إعلان الرياض» يتمسك بدولة اتحادية ويطلب قوة حماية. ووفقاً للصحيفة، جدد الملك السعودي سلمان تأكيد وقوف بلاده إلى جانب الشعب اليمني، ليستعيد موقعه الطبيعي في محيطه العربي، داعياً القوى السياسية اليمنية إلى بذل قصارى جهدها لتحقيق تطلعات اليمنيين. وقال في كلمة ألقيت نيابة عنه، أمام القوى السياسية في ختام اجتماعها في الرياض: «إن العالم يترقب تفعيل نتائج هذا المؤتمر المبارك، فمسؤوليتكم التاريخية والأمانة الملقاة على عواتقكم تحتم عليكم بذل قصارى الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني».

وكانت القوى السياسية والاجتماعية اليمنية اختتمت أمس أعمال مؤتمر الرياض الذي عقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار: «من أجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، وأصدروا «إعلان الرياض»، الذي شدد على رفض الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح على الشرعية، وتبنوا رؤية «وطنية عملية جادة لاستعادة الدولة وإعادة ترتيب علاقاتها (الدولة) الإقليمية والدولية على نحو يلبي طموح أبناء الشعب اليمني في بناء دولة اتحادية ديموقراطية حديثة تنشد العدالة وتقوم على المواطنة المتساوية بكل أبناء الشعب». وطالب البيان الختامي لمؤتمر الرياض الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لحماية المدن اليمنية الرئيسة، والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن في شأن اليمن. وأعلن نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح بعد المؤتمر أن اليمن لن يحضر أي مؤتمر دولي، ما لم يتم تنفيذ القرار الدولي رقم 2216.

وفي نيويورك ذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة يتجه الى دعوة الأطراف اليمنيين الى مؤتمر جنيف «خلال ساعات» على أن يعقد المؤتمر في ٢٨ من الشهر الجاري، ولا تزال دعوة إيران الى المؤتمر «غير محسومة».

وفي الدستور الأردنية اعتبر عريب الرنتاوي أنّ البيان الختامي لمؤتمر الحوار اليمني الذي أنهى أعماله في الرياض أمس، يشبه البيانات التي تصدرها المعارضة السورية بين الحين والآخر... والطريف في أمر البيانين، أن مُصدريهما، قد لا يصلان إلى مرحلة “قطف الثمار”، هذا بفرض أحسن السيناريوهات من منظورهما.. في حال سقط النظام السوري، لن يكون لرجالات الائتلاف الوطني مطرح في التركيبة الجديدة، بل قد يعلقون على مقاصل داعش وأعواد مشانق النصرة قبل أن يتقدموا جيوش الفتح إلى دمشق.. في اليمن، تتحدث التقارير عن خطط لتغييب هادي، وربما بأسرع مما يُنتظر ويُتوقع، ليحل محله أحدٌ من المؤتمرين في الرياض، يرجح أن يكون خالد بحاح، هذا إن قدّر لهؤلاء أن يتقدموا صفوف الفاتحين لصنعاء وعدن. في التجربتين، يدفع الشعبان السوري واليمني من لحمهما الحيِّ، ثمن النيران المشتعلة في حروب الطوائف والقبائل والمذاهب، حروب المعسكرات المتناحرة وصراعات الأدوار والزعامة.. حروب وقودها البشر والشجر والحجر، الناس والحجارة، والإرث الحضاري المتراكم لحاضرتين تاريخيتين، إحداهما موطن العرب الأول وثانيتها “قلبهم النابض”.

ورأى طلال سلمان في افتتاحية السفير أن أعضاء الوفد الخليجي في كامب ديفيد كانوا يعيشون حالة زهو بالانتصار الذي حققه طيرانهم الحربي عبر تدمير اليمن، شمالاً وجنوباً...يمكن للوفد المذهَّب، وإن غاب عنه الملوك، أن يتباهى، الآن، بأنه قد باشر صد «الاجتياح الإيراني» لأرض الذهب العربية! لقد وضعت «عاصفة الحزم» نقطة النهاية لهذا «التمدد الفارسي»، وبالقوة المسلحة. لكن ذلك كله لم يستولد الحماسة الأميركية المطلوبة لهذه الحرب التي لا تراها واشنطن حاسمة ويمكن توظيفها لإضعاف إيران. ثم إنها تبدو بعيدة عن قبول الذرائع بعدها عن التسليم بالنتائج كما يراها أبطال «عاصفة الحزم».. بصيغة أخرى: هم يعتبرون أنهم وضعوا نقطة النهاية للتمدد الإيراني في المشرق العربي.. لكن المضيف الأميركي لم يظهر حماسة لهذا المنطق.. ووعد بمناقشته لاحقاً وخلال زيارته المنطقة بعد عام!

وأضاف سلمان أنّ ضيوف الرئيس الأميركي عادوا من المحادثات معه في كامب ديفيد أقل اطمئناناً، «فالقمة كانت ناجحة تماماً، وقد أكدت واشنطن استمرار دعمها لحلفائها في الخليج». وهذا الكلام مكرر ومعاد، لكن الموقف من إيران ظل ثابتاً: ضرورة التفاهم معها مع تخليها عن مشروعها التوسعي. ولقد أغفل الرئيس الأميركي الإشادة بنصرهم العسكري.. بل لعله كان يفضل تجنب هذه الحرب، التي لم يشر إليها بكلمة. صحيح أنهم سمعوا منه ما يريح أعصابهم: لكن هذا لن ينهي عتب الملك الذي غاب لإظهار هذا العتب وعدم حماسة الإدارة الأميركية لعاصفة الحزم أساساً.. مع أنهم سمعوا منه تجديداً للتعهد بمنع إيران من الحصول على «النووي» كما للتعهد بأن «جيوشنا جاهزة، إذا ما تهدد الخطر دول الخليج».

وختم سلمان بالقول: في الخارج، يفترض العارفون بالتاريخ أن هذه الحرب لن تكون الأخيرة، وأن اليمنيين الذين تحفل يومياتهم بالإساءات التي يوجهها إليهم أخوتهم الأغنياء لن يغفروا لمن دمر مدنهم وقصباتهم استقواءه عليهم بالطيران، فحاربهم من دون ذنب ارتكبوه. وقديماً قيل: لا بد من صنعاء وإن طال السفر..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.