تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: إحياء مسار جنيف على وقع الغارات:

                في وقتٍ بات في حكم المؤكَّد أنَّ الولايات المتحدة، الداعمة «السياسية واللوجستية» للحرب، تسعى إلى تعزيز فرص التسوية اليمنية، برعاية سلطنة عمان، لوقف الحرب التي تخوضها حليفتها السعودية على اليمن وإحياء محادثات جنيف المؤجَّلة، أعلنت طهران، أمس، أنها مستمرة في جهودها لحل الأزمة من خلال محادثات مع كافة الدول المعنية بالشأن اليمني، ومن ضمنها الرياض، عبر قنوات ديبلوماسية. وتفيد مصادر سياسية مطلعة بأنَّ تقدماً كبيراً قد أُحرز في جهود عقد حوار بين الأطراف اليمنيين، بينما تتوقّع الأمم المتحدة الإعلان عن موعد جديد لعقد مشاورات جنيف المؤجلة بشأن الأزمة اليمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.

واوضحت السفير أنّ الإعلان جاء على لسان نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق من مقر المنظمة الدولية في نيويورك، مؤكداً أنَّ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد المتواجد في السعودية، «يسعي جاهداً من أجل جمع جميع الأطراف الى طاولة المفاوضات». وقال إنّ تأجيل محادثات جنيف، التي كانت مقرَّرة في 28 أيار الماضي، جاء بناءً على التماس تقدمت به الحكومة اليمنية المستقيلة ودول رئيسية (لم يحددها)، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أنّ «جمع أطراف الأزمة على طاولة المفاوضات لم يكن بالأمر السهل».

وتواصل إيران محادثاتها مع كافة الدول المعنية بالملف اليمني، ومن بينها السعودية، من خلال القنوات الديبلوماسية، وفقاً لمساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد أنَّ بلاده على تواصل مع المبعوث الأممي بهدف تكريس الحلّ السياسي من خلال حوار كافة الفرقاء اليمنيين، برعاية الأمم المتحدة، مطالباً السعودية بـ «الحياد» في هذا الإطار. وفي معرض رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اتهم إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، قال عبد اللهيان إنَّ طهران تلعب دوراً بناءً في المنطقة، خلافاً لبعض الجهات التي تدعم الإرهاب وتستخدمه كأداة لتجازف بأمن المنطقة واستقرارها من أجل مكاسب سياسية آنية. وأوضح، في الوقت ذاته، أنَّ بلاده ترحِّب بعلاقات طيبة مع السعودية، «ونتوقع من الرياض أن تقوم بدورٍ بنَّاء، وأن تنتهج سياسة صحيحة ومدروسة لمنع اتساع رقعة الحرب، وتعزيز قوة الإرهابيين، والتقليل من حدة انعدام الامن والاستقرار في المنطقة».

ووفقاً للسفير، تسعى سلطنة عمان عبر التوسط في المحادثات المتواصلة بين ممثلين عن «أنصار الله» ومسؤولين أميركيين في مسقط، إلى إنهاء الحرب التي أدَّت إلى مقتل ما يزيد على ألفي شخص. وقال ديبلوماسي في مسقط لفرانس برس إنَّ «الأميركيين يحاولون تقريب وجهات النظر بين الحوثيين من جهة، والسعوديين والرئيس (عبد ربه منصور) هادي من جهة أخرى على أمل أن يخفِّف الطرف الثاني من سقف شروطه».

مصادر سياسية في عُمان أكَّدت بدورها، أنَّ ديبلوماسييها يتوسَّطون في محادثات بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين في فندق فخم في العاصمة مسقط تهدف إلى التوصل إلى حلٍّ سلميّ للأزمة، فيما أشار سياسيون في صنعاء إلى أنَّ المحادثات التمهيدية أسهمت في تقريب وجهات النظر بين «أنصار الله» والحكومة اليمنية في الخارج، لتمهيد الطريق أمام محادثات جنيف. ونقلت رويترز عن مصدر سياسي قوله إنَّ «هناك تقدّما في المحادثات باتجاه عقد اتفاقية لإبرام هدنة طويلة الأمد وإحياء الحوار السياسي».

وفيما يستمر تقدّم الجيش اليمني بمساندة «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قال مصدر عسكري إنّ الجيش و«اللجان» قصفوا، يوم أمس، بخمسة صواريخ قاعدة الدفاع الجوي قرب مطار نجران الإقليمي جنوب السعودية، فيما قصف «التحالف» الذي تقوده السعودية جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، ما أسفر عن انفجارات قرب الأحياء السكنية عند أسفل الجبل وعن تطاير الشظايا والمقذوفات في المنطقة، ما أدّى إلى مقتل ثمانية مدنيين وأكثر من 20 مصاباً. وأكد شهود عيان أنَّ مقاتلات «التحالف» أغارت على منطقة سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع. وأفادت «فامين إيرلي وورننغ سيستمز»، وهي مجموعة رصد تركز على المجاعة، بأنَّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع الدخل، قد يسببان تدهور حال المناطق النائية ووصولها إلى حالة الطوارئ، ذكرت السفير.

وأبرزت الحياة: غارات مكثّفة على مخازن السلاح... وصنعاء تعيش زلزالاً. وكثّف ما سمته الصحيفة طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع لجماعة الحوثيين ومعسكرات ومخازن للسلاح يسيطرون عليها في محافظات يمنية، وسُمِعَت انفجارات ضخمة في صنعاء شبهت بزلزال هز العاصمة وضواحيها وسط القصف واحتراق مخزن للذخائر في جبل نقم المطل على العاصمة. وتواصلت المواجهات بين مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها من جهة، وبين مسلحي المقاومة المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي، في تعز وعدن ومأرب وشبوة والضالع، وسط أنباء عن سقوط عشرات الإصابات بين قتيل وجريح. وتطايرت القذائف الصاروخية من مخزن الذخائر المحترق شرق العاصمة إلى الأحياء السكنية المجاورة، وتحدثت مصادر طبية عن عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، وحركة نزوح من صنعاء. وفي طهران، نفی مصدر في وزارة الخارجية مشاركة وفد إيراني في اجتماعات الجانب الأميركي مع وفد حوثي في سلطنة عُمان. وقال المصدر إن إيران لم تُجرِ بعد أي وساطة بين الجانبين، وهي «ملتزمة عدم تناول أي موضوع إقليمي مع الجانب الأميركي قبل الانتهاء من المفاوضات النووية».

وطبقاً للشرق الأوسط كشفت مصادر مطلعة على سير المحادثات السياسية في اليمن عن اتفاق بين الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة، على موعد مبدئي لعقد لقاء في جنيف وذلك في غضون الأسبوعين المقبلين، يجمع الحكومة مع المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على طاولة واحدة تحت مظلة أممية للتوصل إلى حل للأزمة التي تضرب البلاد. وأوضحت المصادر أن المفاوضات ستتناول 4 ملفات رئيسية هي: انسحاب المتمردين من المدن ووقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الأممي 2216 وفرض مراقبة دولية من الأمم المتحدة على الأراضي اليمنية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.