تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا.. انتخابات البرلمان ومصير الهوية: انتخابات العشرة بالمئة!!

مصدر الصورة
SNS

             تقف تركيا على أبواب استحقاق انتخابي في البلاد، مع انتخابات برلمانية ستحدد مصير الجمهورية وسعي الحزب الحاكم إلى تعديل الدستور ليحول النظام البرلماني إلى رئاسي بصلاحيات واسعة. ويختار الشعب التركي ممثليه في برلمان يتألف من 550 مقعدا موزعين على 81 منطقة، وتحاول الأحزاب الصغيرة الحصول على 10 في المئة من الأصوات على الأقل، ما سيسمح لها بدخول البرلمان، وذلك وفق نظام التمثيل النسبي الذي تم اعتماده على يد الحزب الحاكم عام 2011.

وتشير جميع استطلاعات الرأي والتوقعات إلى احتلال العدالة والتنمية المركز الأول.. إلا أن الأنظار تنصب في قدرته على تحقيق الأكثرية المطلقة، مقابل رهانات على قدرة حزب الشعوب على دخول البرلمان، ما سيعيد وفق مراقبين، خلط أوراق العدالة والتنمية وتغيير هوية البلاد، طبقاً لروسيا اليوم.

وأبرزت السفير: أردوغان: الصراصير أجبرتني على بناء القصر الجديد. ونقلت قول الرئيس أردوغان إن انتشار الصراصير في قصره القديم كان السبب الذي دفعه الى تشييد قصره الجديد المترامي على مشارف أنقرة. وفيما أصبح القصر الجديد البالغة كلفته 615 مليون دولار محط سخرية المعارضة التي وصفته بأنه ترف لا ضرورة له وخال من الذوق للرئيس الذي يزداد سلطوية، برر أردوغان بناء هذا القصر الأبيض بوجود الصراصر في مكاتبه القديمة، في مقابلة مع تلفزيون "اهابر" في وقت متأخر أمس الجمعة، قائلاً إن الاسباب التي دفعته الى بناء القصر الذي يضم 1150 غرفة، كانت ملحة للغاية.

وأوضح أن مكاتبه القديمة عندما كان يتولى رئاسة الوزراء من العام 2003 الى 2014، كانت تعج بالصراصير. وأضاف "كان الضيف يأتي الى مكاتب رئاسة الوزراء القديمة ويجد صراصير في الحمام. ولهذا السبب بنيت هذا القصر". وتساءل "هل مثل ذلك القصر (المقر القديم) يليق برئيس وزراء تركيا؟ إذا جاء ضيف هل ستنزله هناك؟ ماذا لو شاهد (الصراصير) وتحدث عن ذلك؟". وأكد في المقابلة أن "هذا هو قصر الأمة التركية... ومثل هذا التمثيل لا يمكن أن يكون تبذيراً".

وهزأ المنتقدون بتصريحات أردوغان. وأطلقوا هاشتاغ "كارفاتما" وتعني بالتركية صرصور على موقع "تويتر"، ودعوا الناس إلى التصويت ضد حزبه في الانتخابات التشريعية التي ستجري اليوم. واتهم "حزب الشعوب الديمقراطي" الذي يؤيد أكراد تركيا، أردوغان بامتهان كرامة أنصار قتلوا في انفجارين استهدفا تجمعاً انتخابياً للأكراد في ديار بكر امس الجمعة، وطالبه بالاعتذار. وقال زعيم الحزب صلاح الدين ديميرداش إن أردوغان واصل مؤتمره الانتخابي بعد ذيوع أنباء الانفجارين، من دون أن يشير اليهما أو الى القتيلين والمصابين الذي بلغ عددهم نحو 200 جريح. وقال ديميرداش في تجمع انتخابي على الجانب الآسيوي من مدينة اسطنبول: "يجب عليه الاعتذار لهم وان يعرب لهم عن حزنه". وأضاف "يتعين عليه أن يتوجه الى ديار بكر. أليس هو رئيس 77 مليون نسمة؟ ينبغي له ان يضع اكليلا من الزهور في موقع  القتيلين".

وقال ديميرداش إن حزبه استهدف بنحو 140 هجوماً عنيفاً، خلال الحملة الانتخابية بما في ذلك هجوم مزدوج بالقنابل في مدن في جنوب تركيا الشهر الماضي، ما ادى الى اصابة ستة أشخاص. وقال إن حزبه سيمضي قدما في محادثات السلام بين المتمردين الاكراد والحكومة أيا كانت نتيجة الانتخابات.

ورد أردوغان باتهام ديميرداش باثارة أحداث عنف في شهر تشرين الأول الماضي -ترتبط بالاحداث في سوريا- أسفرت عن مقتل العشرات. وقال أردوغان، في تجمع انتخابي في شرق تركيا إن ديميرداش هو الذي يتعين عليه الاعتذار. واتهم أردوغان الحزب الموالي للأكراد بأنه واجهة لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي حمل السلاح عام 1984 وبدأ حركة تمرد راح ضحيتها 40 ألف شخص.

وردد المئات هتافات تقول "أردوغان قاتل" وحملوا لافتة كتب عليها "السلام رغم كل شيء". وساروا صوب موقع الهجومين اللذين وقعا أمس الجمعة في مدينة ديار بكر، أكبر مدن جنوب شرق البلاد، حيث توجد غالبية كردية. وانضم آخرون الى موكب سيارات في طريقه إلى جنازة صبي يبلغ من العمر 16 عاما. ولوح بعض المارة بعلامة النصر وهتفوا "الشهداء لا يموتون" و"يا حزب العدالة والتنمية.. ستدفع ثمن هذا"، أفادت السفير.

وقال نائب زعيم "حزب الشعوب الديموقراطي" ادريس بالوكين لوكالة رويترز إن حزبه أبلغ الحكومة بأنه يرى أن الحرب الكلامية المناهضة للحزب التي اطلقها اردوغان و"حزب العدالة والتنمية" مهدا السبيل للهجومين.

واعتبر الياس حرفوش، في الحياة، أنه كان يمكن لـ «العدالة والتنمية» التركي أن يكون نموذجاً صالحاً للتصدير إلى المنطقة العربية وإلى العالم الإسلامي... غير أن إمعان أردوغان في الهيمنة والتسلط، ومحاولته استعادة الماضي العثماني كان لا بد أن يثيرا حساسيات سياسية داخل تركيا وخارجها، أولاً من جانب معارضي تلك الهيمنة وأولئك الذين يرون أن تركيا الحديثة تجاوزت الماضي ولافائدة من نبشه من جديد. وثانياً من جانب دول المنطقة التي عانت من الحكم العثماني وقاومته حفاظاً على هويتها العربية، وما كان أردوغان في حاجة إلى إحياء تلك الذكريات التعيسة، خصوصاً أن حزبه كان سباقاً إلى إعلان سياسة «صفر مشاكل» في تعاطيه مع الجيران. وأضاف: سوف تحدد نتائج هذه الانتخابات اذا كانت الأحزاب والقيادات التركية لا تزال قادرة على الوقوف في وجه زحف اردوغان الذي بدأ قبل 15 سنة وقاده خطوة خطوة الى الإمساك بالمفاصل الأساسية في أجهزة الدولة. ذلك ان هوية تركيا وأسلوب الحكم فيها سيتغيران في شكل جذري اذا اتيح لأردوغان ان يكسب الغالبية التي يطمح إليها لتعديل الدستور وتحويل النظام الى نظام رئاسي يتحكم فيه بكل الصلاحيات. غير أن ما يمكن قوله، وبصرف النظر عن النتيجة، هو ان اسلوب أردوغان في الحكم لم يعد بضاعة صالحة للتصدير، لا الى منطقتنا ولا الى اي مكان. فعندنا من هذا الأسلوب ما يكفينا من دون حاجة إلى نماذج جديدة.

وفي الرأي الأردنية، وتحت عنوان: هل يَأفَلُ نجم «الأردوغانية» أم يزداد سُطوعاً؟ أوجز محمد خروب بأن كرد تركيا هم بيضة القبان، وهم الان ايضا امام اختبار صعب وخيارات محدودة، بعد ان استظلّوا براية «حزب الشعوب الديمقراطي» الذي يتزعمه صلاح الدين ديميرطاش، ولم يلجأوا للترشح «فردياً» ما يعني انهم إما ان يدخلوا البرلمان كحزب او يَخْلُوا البرلمان الجديد من اي تمثيل لمن يوصفون بانهم الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني (P.K.K) الذي يتزعمه عبدالله اوجلان.. وهذا الحضور النيابي يحتاج الى نسبة 10% من اصوات الناخبين، وهنا يكمن «الرهان».. رهان ديميرطاش ورهان اردوغان، فالأخير «يتمنى» أن لا يتجاوز حزب الشعوب نسبة الحسم ما يعني ان «اصواته» ستؤول اليه وهذا يمنحه اغلبية مطلقة داخل البرلمان، ليفعل ما يريد، سواء في تعديل الدستور وتحويل النظام الى رئاسي ام في تشكيل حكومة منفردة كما فعل طوال الثلاث عشرة سنة الماضية، أما اذا اجتاز حزب الشعوب الديمقراطي هذه النسبة وربما اكثر منها (12%–13%) فإن حلم اردوغان سيتبدد او ان هامش مناورته سيضيق جداً، وقد يضطره لخطوات غير متوقعة وخصوصاً ضد قادة الحزب وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، احمد داود اغلو.

بدوره، اعتبر عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية، أنها حقاً مفارقة غريبة، الحزب الذي خاض انتخابات سابقة برهان على الدخول في نادي العشر الكبار، يخوض انتخاباته الحالية متأبطاً نسخاً من القرآن مترجمة إلى الكردية والتركية، رافعاً شعار “لن تُسكتوا اذاننا”، وبصورة تذكر بشعار “الإسلام هو الحل” الذي طالما سخر منه قادة العدالة والتنمية والناطقون باسمه أنفسهم... والأرجح أن الحزب وزعيمه سيلاقيان مصائر نظرائهما في العالم العربي، إذا ما واصلا السير على خطاهم.... تركيا التي تحولت في السنوات العشر الأولى إلى ما يشبه “قبلة أنظار” الإصلاحيين العرب من شتى المشارب والمرجعيات.. تركيا هذه، باتت تجربة طاردة مثيرة للانقسام ومصابة بكل أمراض وعلل الإسلام السياسي العربي، المشرقي بخاصة.

وختم الكاتب بأن تفويت الفرصة على أردوغان وحزبه للحصول على غالبية كاسحة، هو أمرٌ تحتاجه تركيا أكثر من أي شيء آخر، بل ويحتاجه الإقليم برمته.. ولهذا جاء القاسم المشترك بين عشرات التحليلات آلتي تتناول الانتخابات التركية مؤكداً أن “التصويت للأكراد” هو خشبة خلاص تركيا ووسيلتها لتلافي الخضوع للاستبداد، أو الغرق في أتون صراعات واستقطابات قومية (ترك وكورد) ومذهبية (سنة وعلويون)، وسط مخاوف من تداعيات غياب التمثيل الكردي في البرلمان على السلم الأهلي الهش الذي يخيم على البلاد.

ورأت التايمز البريطانية أمس أنّ "من مصلحة الغرب ألا يتمكن الرئيس أردوغان من تعزيز سيطرته الشخصية وسيطرة حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه على الحياة السياسية في تركيا". واعتبرت الصحيفة أن "أردوغان الذي يقارنه كثيرون بالسلاطين العثمانيين يحاكم أحد قادة المعارضة لأنه زعم أن الرئيس التركي بنى حمامات مطلية بالذهب في القصر الرئاسي الجديد الذي يحوي أكثر من 1115 غرفة"، موضحةً أن "هذا هو ما يحدث عندما يبقى شخص واحد في السلطة فترة طويلة فتتحول كل الانتقادات إلى خلافات شخصية لا أكثر ولا أقل"، مؤكدةً أن "أمال أردوغان من الانتخابات التي ستجري الأحد واضحة حيث يتمنى أن يحصل حزبه على الأغلبية الكافية في البرلمان لتعديل الدستور لتصبح تركيا دولة تتبنى نظاما رئاسيا بدلا من النظام البرلماني"، مشددةً على أنه "ليس من مصلحة الغرب أن يحصل أردوغان على مبتغاه من الانتخابات البرلمانية".

ورأت افتتاحية الخليج: انتخابات العشرة بالمئة، أنّ للانتخابات التركية اليوم طعم مختلف.. ونتائجها سوف تحسم وتحدد الكثير من الأمور على الساحة التركية بالنسبة لشكل الحكم ودور «حزب العدالة والتنمية» وموقع أردوغان... الانتخابات التركية اليوم مفصلية، والناخب التركي الذي اختبر حزب العدالة والتنمية الذي يقبض على السلطة منذ 13 عاماً سوف يحدد المسار السياسي لبلده على ضوء ما تحقق خلال السنوات الماضية، وما إذا كان يرغب في أن يواصل هذا الحزب مساره في ممارسة الفساد وتوريط تركيا بأزمات إقليمية وتدخلات مباشرة في دول مجاورة وتحويل البلاد إلى مكان لتجميع الإرهاب، وجعل السلطة أداة للتسلط والاستبداد وقمع الحريات.. وصولاً للعودة بتركيا إلى عهد السلاطين... إذا حقق «حزب الشعوب الديمقراطي» نسبة العشرة بالمئة فإنه يوجه ضربة قاصمة لحزب العدالة والتنمية ويقضي على أحلامه في تنصيب أردوغان سلطاناً جديداً على تركيا.. وربما يؤدي ذلك إلى مراجعة في الموقف التركي التخريبي تجاه الجيران العرب وإلى التخفيف من القبضة الأمنية في الداخل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.