تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: لا طاولة تجمع المتحاورين.. وصنعاء القديمة تحت القصف:

              العد التنازلي لمباحثات جنيف الخاصة بالأزمة اليمنية بدأ بعد شهرين ونصف الشهر على بدء الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، والتي بدورها لم تحقِّق أياً من أهدافها، إلّا أنَّ القصف العشوائي ما زال متواصلاً على أنحاء البلاد، لتبلغ استهدافاته حدّ قصف مدينة صنعاء القديمة المصنفة ضمن التراث العالمي.

لكن الحوار الذي كان من المفترض أن يبدأ يوم غدٍ الأحد في العاصمة السويسرية، تأجل حتى يوم الاثنين بسبب «تأخر وصول أحد الوفود»، وفقاً لبيان صدر، أمس، عن الأمم المتحدة التي ترعى هذه المحادثات. المباحثات بين الحكومة اليمنية المستقيلة ووفد «أنصار الله» ستكون منفصلة، بحسب المتحدث باسم المنظمة الدولية في جنيف أحمد فوزي الذي أعلن أنَّ وفدي الرياض وصنعاء وممثِّلي الدول الداعمة، سيشاركون في المشاورات التي يشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بصفة شخصية، كما تشارك مجموعة «الدول الداعمة» بصفة مراقب.

ووفقاً للسفير، تتألَّف الدول الداعمة، التي تشارك على مستوى السفراء، من الجهات والدول الداعمة لحلّ الأزمة اليمنية، وهي تركيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والبحرين والسعودية وألمانيا واليابان وهولندا ومصر والكويت وعمان وقطر والإمارات ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وأوضح فوزي أنَّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيجري لقاءات منفصلة مع وفد الرياض الممثل للحكومة اليمنية المستقيلة، ووفد صنعاء الممثل لـ «أنصار الله»، وسيطلع ممثلي المجموعة بنتائج اللقاءين، على أمل جمعهما إلى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف. إلّا أنَّ حكومة هادي تصرّ على عدم تسمية المحادثات بالمفاوضات، بل بـ «المشاورات» التي تهدف إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 الذي يطالب الجيش و«أنصار الله» بالانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.

وبموازاة التحضير لمحادثات جنيف، كانت طائرات «التحالف» الذي تقوده السعودية تستكمل ضرباتها الجوية، لتستهدف، للمرة الأولى، فجر أمس، مدينة صنعاء القديمة التي تصنفها منظمة «اليونيسكو» ضمن التراث العالمي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص، فضلاً عن تدمير خمسة منازل وإلحاق أضرار بمبانٍ أخرى. وقال شهود ومصادر طبية إنَّ الصاروخ، الذي استهدف حي القاسمي، لم ينفجر، ومع ذلك أدى إلى تدمير منازل، كما أوقع ستة قتلى بينهم امرأة وطفل. ودانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الغارة على المدينة القديمة.

ونتيجة الضربات الجوية، تدهورت الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل كبير، إذ تقول الأمم المتحدة إن هذا البلد، وهو في الأساس من أفقر دول العالم، يعيش «كارثة إنسانية». وأعلن متحدث باسم «منظمة الصحة العالمية»، أمس، أنَّ الحرب على اليمن أدَّت إلى مقتل 2584 شخصاً، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين بجروح حتى السابع من حزيران الحالي، كما نزح أكثر من نصف مليون شخص من منازلهم. ودعت 13 منظمة إنسانية إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنقاذ ملايين» اليمنيين من النزاع الذي يمس 80 في المئة من المدنيين، أفادت السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: «جنيف اليمني» الاثنين و«أنصار الله» تشكو «هزالته». وأوضحت: مذعنةً للخسارات المتفاقمة في الميدان اليمني منذ بدء العدوان، تذهب الرياض، عبر ممثليها، إلى «مؤتمر جنيف»، في محاولةٍ أخيرة لجني مكاسب عجزت عن تحقيقها سابقاً، في وقتٍ ترتاب فيه «أنصار الله»، المرتاحة لما في حقائبها من إنجازاتٍ ميدانية، ولا سيما على الحدود، من تأثير الرياض على الأمم المتحدة التي ترعى مؤتمراً، تبدو فرص نجاحه ضئيلة للغاية. وقال عضو المجلس السياسي في «انصار الله»، عبد الملك العجري، إن الحركة ما زالت متمسكة بأن يكون حوار جنيف حواراً بين قوى سياسية، معتبراً أن الأسماء التي أُعلنت من الرياض ‏ممثلةً لـ«الشرعية»، «مؤشر خطير يهدد المؤتمر». واتهم العجري النظام السعودي بمحاولة عرقلة أي حوار يجمع اليمنيين إلى طاولة واحدة وإفراغ أي لقاء من مضمونه، مثلما هو ‏واضح في تصميم جنيف على هذا النحو الهزيل»، داعياً الأمم المتحدة الى تصحيح وضع جنيف والتحرر من الرضوخ لرغبات نظام الرياض تفادياً لفشله.. من جهةٍ أخرى، قالت مصادر للصحيفة، إن الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، توجه إلى العاصمة العُمانية مسقط، على خلفية معلوماتٍ عن قبولٍ أميركي بمقترح إدارة المدن الجنوبية من قبل القيادات الجنوبية المنافسة، وفي مقدمها الرئيس السابق علي ناصر محمد، في المرحلة المقبلة.

وتلاعبت الحياة بالخبر اليمني وكتبت: الحوثيون «يترنحون».. ومشاورات جنيف مكوكية. ونقلت إعلان المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، أن صاروخ «كاتيوشا» أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية، أصاب مسجداً في جازان وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى استشهاد مدني. ونفى عسيري أن تكون طائرات التحالف قصفت الأحياء القديمة في قلب صنعاء، والتي تُعدّ معلماً تاريخياً. ولم يستبعد انفجار أسلحة أو ذخائر يخفيها الحوثيون هناك، فيما وصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تلك الأحياء بأنها «واحدة من أقدم جواهر العالم»، لتندّد بالحادث.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.