تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الأردن: اضطرابات في معان.. وأحلام بالتوسع.!!

         قرر الملك الأردني عبدالله الثاني، في خطوة جديدة ومثيرة، تعيين شقيقه الأمير علي بن الحسين رئيسا لمركز إدارة الأزمات، أحد أهم المؤسسات السيادية الجديدة في المملكة، في مؤشر قد يعزز القناعة بأن الأمير الشاب سيتخلى عن طموحه في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». وصدرت الإرادة الملكية بتعيين الأخ غير الشقيق للملك مسؤولا عن مركز إدارة الأزمات، وهو مركز كان الأمير علي أصلا على صلة مباشرة به ودون تسميته مسؤولا. ويعد مركز الأزمات من المواقع الاستراتيجية في صناعة القرارات والتوصيات في الأردن بالتوازي مع مجلس السياسات ومجلس الأمن القومي. في غضون ذلك شهدت مدينة معان جنوبي المملكة عودة مباغتة لأجواء الاحتقان واضطرابات تطلبت إعلان إجراءات أمنية خاصة بعد الإعلان عن مقتل مجرمين جنائيين كانا مطلوبين للسلطات القضائية، طبقاً للقدس العربي.

وتحت عنوان: «المملكة العربية الهاشمية» مغامرة دولة السنّة في الهلال الخصيب، لفت ناهض حتر في صحيفة الأخبار إلى أنّ "المملكة العربية الهاشمية" التي تضم جنوبي سوريا وغربي العراق وما تيسّر من الضفة الغربية، تبدو وكأنها قاب قوسين أو أدنى؛ فطالما أنها مرحلة الفوضى الإقليمية وتغيير الخرائط واعتماد المرجعيات الإسلامية المذهبية والبحث عن حل جذري للسنّة في الهلال الخصيب، فلعلها فرصة العمر الهاشمية! هناك، أولا، وقائع:

القسم الرئيسي من اللاجئين والنازحين والمهاجرين الفلسطينيين موجود في الأردن فعلا؛ القسم الرئيسي من الدياسبورا العراقية السنيّة من غربي العراق مستوطن في الأردن منذ احتلال العراق، في إقامة دائمة أو كمقر دائم؛ القسم الرئيسي من اللاجئين والمقيمين السوريين السنّة من جنوبي سوريا (ما يصل، بالمجمل، إلى مليونين)، تحوّل، واقعياً، إلى الإقامة والاندماج.

ولكن هناك، ثانياً، مشكلات تبدو بلا حل: الاستعصاء الأردني، المتمثل بالانشطار السياسي بين الأردنيين والأردنيين من أصل فلسطيني، والعجز المالي المستمر والمتصاعد لدولة رعائية وفاسدة، بلا موارد؛ الاستعصاء الفلسطيني، المتمثل في الفشل الكامل لمشروع الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع؛ الاستعصاء العراقي، المتمثل في الانشطار المذهبي، وفشل ادماج سنّة العراق في دولة وطنية جديدة؛ الاستعصاء السوري، المتمثل في تمرد مسلح شائك، اتخذ الطابع المذهبي الذي يميل، في النهاية، إلى "النصرة" و"داعش"، ويفشل، المرة تلو المرة، في التعبير عن نفسه من خلال قوة سياسية وازنة ومسؤولة ومعتدلة، خارج الدولة السورية؛ فالسر في صمود الأخيرة أنها لا تزال تحتكر التمثيل السياسي المتمدن لكل الطوائف والمذاهب، بما في ذلك الفئات الوسطى والعليا من السنة.

وهناك، ثالثاً، أزمة السنية السياسية في الهلال الخصيب، بين الراية الوهّابية والراية الداعشية، أي بين مرجعيتين متطرفتين مصدرهما المذهبي الفقهي واحد، وعنوانه التكفير وتطبيق الحدود الشرعية. وهناك، رابعاً، عناصر قوة بين يديّ الممثّل السني الثالث في الهلال الخصيب، العائلة الهاشمية؛ فهي تملك شرعية دينية بالنسب إلى آل البيت، وتملك دولة وجيشاً، وتحالفاً متيناً مع الولايات المتحدة، ومعاهدة مع إسرائيل، وغرفة العمليات الدولية الأساسية التي تدير الحرب بعشرة آلاف مسلّح (جيش السي آي إيه) في جنوبي سوريا، والنفوذ المتراكم في غربي العراق، والذكرى التاريخية لشرعية إمارة الحجاز. وعلى خلفية كل ذلك، ستقفز الفكرة "الابداعية" في رؤوس أدارتها الفرصة والمغامرة: المملكة العربية الهاشمية، التي ستحلّ المشكلات التالية، معا:

أولاً، مشكلة الانشطار في الدولة الأردنية بين الهويتين، الأردنية والفلسطينية، وكذلك مشكلة الجنسية والتوطين الخ؛ فيتم الاستغناء عن تينك الهويتين، برفعها إلى هوية ثالثة: عربية سنية ــــ هاشمية. ثانياً، مشكلة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، من خلال تقاسم أراضيها بين إسرائيل و"المملكة الهاشمية" الضامنة للأمن الإسرائيلي. ثالثاً، مشكلة الكتلة السنية العراقية التي ستتحول من كتلة منشقة في العراق، ومهاجرة في الأردن، إلى شريك سياسي في "المملكة الهاشمية". رابعاً، مشكلة التمثيل السياسي السني في سوريا، خارج إطار الدولة الوطنية وخارج إطار القوى التكفيرية، معاً. وأضاف حتر: اكتملت الصورة؛ فماذا بقي؟ وأجاب:  

الاستعادة الاحتفالية لـ "الراية الهاشمية". وهي راية شريف مكة، نميّ، العنابيّة، والمشتملة على البسملة والشهادتين والحمد؛ فهي تنافس راية آل سعود وداعش؛ الاستعادة الغامضة لإشارات الثأر (من آل سعود الذين طردوا الهاشميين من الحجاز، أم من الدواعش الذين يهددون المملكة، أم من كليهما معا؟)؛  التصعيد الميداني في جنوبي سوريا، والاعتراف، اعلامياً، بوجود غرفة عمليات التدخل الأمني في تلك المنطقة؛ التهديدات العسكرية الغامضة حول نفاد الصبر من "عجز الآخرين عن إزالة التهديد الإرهابي" في جوار المملكة؛ السعي إلى التدخّل في السويداء التي تمثّل عقبة سياسية وأمنية وعسكرية، تتم معالجتها من خلال تهديدات "النصرة" والتلويح بالتدخل الإسرائيلي، ومنح وليد جنبلاط، وظيفة جرّ أهالي السويداء إلى الانضواء تحت جناح التمثيل الجغرافي السياسي السني؛ الشروع في نشر مقالات ــــ بالونات الاختبار(وهو ما يجري في الصحف الأردنية)، وإثارة النقاش حول تبني الراية الهاشمية بدلا من العلم الأردني، وحول الأردن الكبير... الخ، في سياق خلق حالة من الفوضى السياسية المقصودة، والغموض، والتحشيد الضبابي الهدف.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.