تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أكراد سورية: خطة للانفصال: أمريكا في السماء وعلى الأرض الكانتونات..!!

       حلم الأكراد: أميركا في السماء وعلى الأرض الكانتونات. لا يقف تقدّم «وحدات حماية الشعب» الكردية أمام تنظيم «داعش» في مناطق متعددة في الشمال السوري عند حدود الميدان. فحزب «الاتحاد الديمقراطي» يعمل لتثبيت سيطرته في «كانتوناته» الثلاثة، عبر ربط بعضها ببعض، ودخول مناطق «غير محسوبة عليه» عبر نسج تحالفات مع عشائر عربية وقوى أشورية وسريانية وفصائل من «الجيش الحر». الطائرات الأميركية في السماء والأكراد يخطّون حدود إدارتهم ليفرضوا أمراً واقعاً على الجميع، وأوّلهم الدولة السورية. وأوضح تقريرٌ تصدّر صحيفة الأخبار أنه منذ شهور نشر السياسي الكردي السوري نوري بريمو «خريطة كردستان سوريا» الممتدة من عين ديوار، أقصى الشمال الشرقي، إلى الاسكندرون غرباً. الخريطة لاقت ردود فعل مختلفة داخل الشارع الكردي والمعارضة السورية. بريمو يُعتبر خصماً لحزب «الاتحاد الديمقراطي»، كونه ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن يجمعهما مظلّة «المرجعية الكردية» المتفق عليها في أربيل. اليوم، بعد السيطرة على بلدة تل أبيض في ريف الرقة، قطع الأكراد شوطاً في تطبيق خريطة بريمو من دون أن يكون ذلك هدفهم المعلن. في أدبيات الحزب الكردي الانفصال خط أحمر. لكن الحكم الذاتي توسّع جغرافياً عبر وصل «كانتونيّ» الجزيرة (الحسكة) بكوباني (عين العرب)، ثم لتستكمل المحاولة نحو عفرين في أقصى الشمال الغربي.

وتابعت الأخبار: كل الظروف الميدانية والسياسية مواتية للأكراد. جيش مدرّب ومطعّم بقيادات وعناصر خبرت القتال في جبال قنديل التركية، وذراع جوية اسمها «التحالف الدولي»، أي أميركا وحلف شمال الأطلسي. أما اقتصادياً، فهم مسيطرون على الحقول النفطية في رميلان، ومعامل غاز في السويدية، ومحالج قطن في ريف الحسكة، إضافة إلى سهول قمح وتجارة المواشي. دولياً، العلاقة مع واشنطن تنمو بعد اللقاءات المعلنة الأخيرة مع الأميركيين (كاللقاء مع السفير دانييل روبنشتاين في 12 تشرين الاول الماضي في باريس)، إلى «الفتح السياسي» في قصر الاليزيه عبر استقبال الرئيس فرانسوا هولاند لقيادات سياسية وعسكرية من حزب «الاتحاد».

لا شيء يوقف الأكراد اليوم. لا الرئيس التركي أردوغان «المغلوب» على أمره، والمتلهّي بتداعيات الانتخابات البرلمانية، ولا الجيش السوري الذي كان قد أبرم اتفاقات داخلية مع «وحدات حماية الشعب» نُقض معظمها. زواج «التحالف» والأكراد «جدّد عهوده» في ريف الرقة. نذور العلاقة أزهرت عشرات الغارات في تل أبيض وريفها وقبلها في جبل عبد العزيز وتل حميس وتل براك (ريف الحسكة).

وتوضح الأخبار: «التحالف» لا يقصف سوى بالتنسيق مع الأكراد. هذا ما أوحى به الهجوم المتواصل لأيام الذي قادته «داعش» لاقتحام مدينة الحسكة. مصادر سورية تؤكد أنّ الجيش السوري أحبط مخطّطاً لإسقاط المدينة، ثمّ لتحريرها عبر الأكراد وحلفائهم بمساعدة «التحالف» ليخرجوا الدولة السورية من المنطقة. مصدر سوري رسمي في محافظة الحسكة قال إنّ «الوحدات الكردية لا تنسّق معنا أبداً. هي منذ فترة تنسق مع التحالف الدولي الذي تتزعمه أميركا، وهي بدعمهم هذا للأكراد يشجعونهم على تحقيق مشروع سياسي محدد للانفصال عن الجسد السوري وخلق كيان في المنطقة».

القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي»، عبد السلام الأحمد، يرى أنّ «نظام الحزب الواحد القائد وحصر كل الصلاحيات بيد الحكومة قد أثبت فشله. وأثبتت تجارب الدول التي تعتمد اللامركزية السياسية أنها من أنجح نظم الحكم، ومشروع الإدارة الذاتية المعمول به الآن يأتي في هذا الإطار، والذي نأمل أن يصبح نموذجاً يحتذى بها في بقية المناطق السورية». من جهته، يكشف عضو «ديوان المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة»، أكرم محشوش، أنّ مدينة تل أبيض ستسلّم لـ«لواء ثوار الرقة» و«غرفة عمليات بركان الفرات» لإدارتها بالطريقة التي تراها مناسبة مع دعم من «وحدات الحماية». محشوش يرى أنّ ما تقوم به «الوحدات هو تطهير أرض سوريا، وبالتالي سيكون له انعكاسات على كل سوريا»، مشيراً إلى «أنّه لا انفصال أبداً... الانفصال خط أحمر، ولا يمكن حتى نقاشه، وليس القبول به، فالمشروع واضح هو إدارة ذاتية لامركزية للمناطق فقط». وعن التخوّف من مواجهة مباشرة مع تركيا، رأى القيادي الكردي أنّ «تركيا ليست في وارد المواجهة المباشرة ولا تملك إمكانات ذلك. الحكومة التركية من خلف الستار تحرّك بعض الجماعات الجهادية الإسلامية التي نشرت الفوضى والدمار ومزقت النسيج المجتمعي السوري».

ونقلت الأخبار عن قيادي سوري في محافظة الحسكة، الذي كان على تنسيق دائم مع حزب «الاتحاد الديمقراطي»، يفضّل إبقاء هذا التنسيق للحفاظ على أمن المحافظة وسلامتها، لكن الريبة والشكوك تدور في رأسه لأنهم «يسعون لافتعال المشاكل بهدف جر الجيش إلى معارك معهم، وبالتالي محاولة الهيمنة على المحافظة وإخراج الدولة السورية منها». هذه الشكوك لديها ما يترجمها على الأرض.

اليوم، تحطّ الأنظار حول معركة «الوحدات ــ التحالف» المقبلة، وإذا ما كان الأكراد في صدد ربط كانتوناتهم الثلاثة جغرافياً بعضها ببعض، وبالتالي الهجوم نحو جرابلس لربط عفرين بكوباني... لم تعد «الادارة الذاتية الديمقراطية» المعلن عنها في كانون الأول 2013 مجرّد أوراق أقرّت توزيع مهمات مدنية وعسكرية في الشمال السوري. منذ ذاك الاعلان، يتسّع أفق «الادارة» ليشمل قانون «الدفاع الذاتي» (التجنيد الاجباري) والتحكّم في كميات من النفط والغاز والقطن والقمح. سقوط «الموصل» و«إعلان الخلافة» نهاية حزيران 2014، خلق ذراعاً جوية في صيف ذلك العام، لتكون معارك الدفاع عن عين العرب (كوباني) بداية شهر أيلول أول تباشير التعاون الكردي ــ الأطلسي. وبعد تقوية شوكة «الوحدات»، نجحت «الادارة الذاتية» في نسج تحالفات محلية وإشراك «مكونات أخرى» إلى جانبه مبعداً عنه شبهة «العنصرية القومية». 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.