تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: ضغوط غربية على الرياض.. لا انسحاب من جنيف ولا بد من هدنة!!

             في ظلّ الصعوبات والتعثّر الذي وسم مجريات مؤتمر جنيف، لا سيما مع محاولات فريق السعودية عرقلة مساره، يبدو أن إعلان هدنة إنسانية تمتد لمدة شهر قابلة للتجديد، بات قريباً في ظلّ ضغوطٍ أميركية روسية تدفع باتجاه هذا الخيار.. كمقدمة لوقف إطلاق نار دائم. وأفادت صحيفة الأخبار أنه غم الفوضى والجلبة اللتين خيّمتا على مؤتمر جنيف اليمني في أيامه الأولى، تبدو الضبابية السائدة على أجواء الحوار «المبتور» سائرة نحو الانقشاع، وإن بخطىً متثاقلة. لم يلتقِ وفد الرياض بوفد صنعاء بعد، مع بقاء الخلاف حول صيغة اللقاء. مع ذلك، يبدو أن المباحثات غير المباشرة التي مدّدتها الأمم المتحدة حتى يوم غد، بدأت تنذر بطروحاتٍ جدّية، لم تخرج إلى العلن بعد، غير أن فرص التوصل إلى اتفاقات مبدئية أصبحت أكبر، أولها إعلان «هدنة رمضان» الذي بات قريباً، مع أخذ المشاورات الخاصة بالتسوية الشاملة منحىً أكثر جديةً، بانتظار الانتقال إلى مرحلة الحوار الفعلي التي ستبلور العملية السياسية المعلّقة في اليمن.

وأوضحت الأخبار: ازداد الحديث في الساعات الماضية عن الهدنة الانسانية حتى بات كل النقاش محصوراً حتى يوم غد بهذه المسألة فقط، في ظلّ أنباءٍ عن تفاهم أميركي روسي على ضرورة التوصل إلى هذه الهدنة خلال شهر رمضان. ومساء أمس، دعت الأمم المتحدة إلى «فرض هدنة عاجلة في اليمن» وإلى «السماح الفوري بإرسال المواد الغذائية ورفع الحصار». وأفادت مصادر مواكبة لمحادثات جنيف، بأنه حصل اتفاقٌ أوّلي على هدنة الشهر، قابلة للتجديد، على أن تشمل وقف إطلاق النار على جميع الجبهات: وقف عمليات التحالف، المعارك الداخلية، والعمليات الحدودية، ولكن من دون الحديث عن انسحابات الجيش و»اللجان الشعبية» من المدن في المدى المنظور. عند هذه النقطة، تقول المصادر إن «أنصار الله» تمكّنت من «ليّ ذراع» الولايات المتحدة خلال المحادثات التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط قبل مدة قصيرة، حين أكدت الحركة للمسؤولين الأميركيين أن أي انسحابٍ لقوات الجيش ولجانها من المناطق اليمنية اليوم، يعني أن تنظيم «القاعدة» هو من سيملأ الفراغ بعدها، في ظلّ غياب أي قوة عسكرية ثالثة جدّية على الأرض.

وشملت المحادثات غير المباشرة بين الوفدين، لا سيما اجتماع أول من أمس بين وفد صنعاء وولد الشيخ، «ورقة عمل» تناقش نقاطاً عدة، بدءاً من الهدنة الانسانية المرتقبة وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة.

وفيما تكثفت الضغوط الدبلوماسية لإنقاذ جنيف من فشلٍ بدا في اليومين الأولين أنه حتميّ، أفادت معلومات بأن الولايات المتحدة الاميركية أبلغت، عبر سفيرها في صنعاء ماثيو تولر، وفد الرياض برئاسة وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين، ضرورة إنجاح جنيف والموافقة على الهدنة، وهو الأمر الذي أدى بياسين إلى إعلانه تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان سيعلن فيه انسحاب وفد الرياض من المؤتمر. والضغوط التي مارسها سفراء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا وضعت نهاية لسيناريو وفد الرياض المتمثل في نية تحميل مسؤولية الفشل إلى «أنصار الله» وحلفائهم. الدول الاربع المذكورة مارست أيضاً عبر سفرائها ضغوطاً على السعودية للقبول بالهدنة، حتى ولو كانت غير مشروطة، الأمر الذي خفف عبئاً كبيراً عن عاتق ولد الشيخ الذي يتعرض لضغوط سعودية كثيفة. السفراء خاطبوا ياسين بالحرف: «لا انسحاب من جنيف، ولا بدّ من هدنة». على الأثر، توجه السفير التركي إلى الفندق الذي يقيم فيه وفد صنعاء، حيث طرح موضوع «الهدنة التي ستفضي إلى حلٍّ شامل»، مقترحاً عدداً من النقاط من ضمنها «أن يعلن الوفد انسحاباً ولو شكلياً من عدن لتمرير الهدنة»، ما رفضه الوفد جملةً وتفصيلاً، قبل أن يعدّوه عرقلةً مقصودة من السفير التركي للمسار المفضي إلى الهدنة.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، تُعدّ «أنصار الله» مقترحاً لهدنة تكون مدتها 40 يوماً، يجري خلالها بحث حلول شاملة سياسية وعسكرية وأمنية. ممثل الحركة في الوفد، مهدي المشاط، أكد أن هذا المقترح يقي الهدنة من أن تكون مجالاً لإعادة تموضع «القاعدة» وميليشيات أخرى، قائلاً إن القوى السياسية وافقت عليه، فيما «تفهمه» ولد الشيخ. وفي وقتٍ حاول فيه وفد الرياض إعاقة أي تقدم، فإن ما حدث مساء الأربعاء يعدّ اختراقاً في الأزمة وتقدماً مبدئياً يفترض أن يتواصل بحسب ممثل «أنصار الله»، حمزة الحوثي، أن المشاورات أحرزت تقدماً.

بالمقابل، عنونت الحياة: عراك في جنيف.. و«تحقير» رئيس الوفد الحوثي. وطبقاً للصحيفة، لم تفلح تحذيرات الأمم المتحدة من تداعيات تدهور الأوضاع الإنسانية لليمنيين، بعدما بات نصفهم على عتبة الجوع، في دفع الجهود المبذولة لإنجاح مشاورات جنيف التي ترعاها المنظمة الدولية. وبعدما مدّدت الأمم المتحدة المشاورات إلى مساء اليوم، وسط أنباء عن اقتراح هدنة لأسبوعين، وتشاؤم وفد الحكومة اليمنية بتبديل في مواقف جماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، شهد أمس عراكاً بالأيدي خلال مؤتمر صحافي للوفد الحوثي شاركت فيه امرأة محجّبة، في حين رشق مواطن عدني رئيس حمزة الحوثي بحذاء، في ما بدا انه تحقير لرئيس وفد الجماعة، الذي رد بالحذاء نفسه على الاعتداء. وردّد أنصار الشرعية في اليمن خلال المؤتمر الصحافي هتافات تنعت قادة الجماعة بأنهم «مجرمون... يقتلون الأطفال في اليمن الجنوبي».

وعنونت السفير: «جنيف اليمني»: تفاؤل يكسر جمود المفاوضات. وأوردت: الواقفون أمام أفق الصراع يرون الآن أنَّ سفينة جنيف اليمني تتقدّم، والفضل يبقى لرياح مفاوضات عُمان التي تدفع أشرعتها. بعض الممثلين اليمنيين في جنيف يقولون إنَّ الإعلان عن اتفاق هدنة شاملة بات مرتقباً، وصار في وسع الأمم المتحدة، الآن، الحديث عن «تفاؤل»، مهما كان عياره أو درجة حذره. ما خلق هذه الأجواء هو رؤيةٌ لحلٍّ شامل، على شكل خطة من بضع نقاط، حملها وفد صنعاء للمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وأوضحت السفير أنّ أخبار تحلحل الجمود في المسار العُماني، وصلت المؤتمر السويسري: لم تعد طلبات الرياض، وفق ما ينقله الوسطاء العُمانيون، تشدد على انسحاب شامل. صار الحديث يدور حول خطوات حسن نيَّة، ودعوة إلى إعطاء الرياض حتى «انسحابات شكلية»، من بعض المواقع، بما يحفظ ماء الوجه ويبرِّر الذهاب إلى المهادنة ووقف القصف. هكذا، وضع وفد جماعة «أنصار الله» وحلفاؤهم، وفد الرياض في الزاوية. فالأخير كان يردِّد طوال الوقت أنَّه جاء لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216، الذي يطالب الجيش اليمني والجماعة بالانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها. الآن يقول وفد صنعاء إنَّه يريد أيضاً تطبيق ذلك، حتى لو لم يذكر القرار بالاسم، لكونه يمحض «الشرعية» لحكومة المنفى في الرياض. على هذا النحو، قدّم وفد صنعاء المبادرة إلى المبعوث الدولي، الذي استمع لنقاط الطرح وناقشها، واعداً بأن يجيب عليها سريعاً.

طبعاً ما يحصل في جنيف يستمر في كونه «انعكاسات إيجابيَّة»، لمسار تفاوضي بدأ في العاصمة العُمانية ولا يزال مستمراً. هناك يقوم فريق تواصل عُماني بإدارة عملية تفاوض غير مباشر بين الرياض و «أنصار الله»، التي تتواجد قيادات منها هناك لهذا الغرض بالذات. واضافت الصحيفة أنّ مجمل هذا الحراك جعل ممثل الامم المتحدة يغادر حذره الشديد، ويتحدث عن «تقدّم» وعن أجواء من «التفاؤل». صار لديه في الأفق ما يمكن أن يقدمه كإنجاز شخصي. لكن ذلك لا يحجب حقيقة أن آلة العمل كانت مستمرة كالتالي: المطبخ في مسقط، حيث يتم إنجاز التفاهمات المؤسِّسة، وهذه ترسل إلى جنيف كيف تقدّم كمبادرة سلام من الأمم المتحدة.

ورأت افتتاحية الاهرام أن الأمن والاستقرار لن يعودا في اليمن إلا بتطبيق كل بنود مجلس الأمن التي تتلخص في وقف كامل لإطلاق النار وجميع الأعمال العسكرية، والتمهيد لعملية سياسية عبر بدء حوار بين جميع الأطراف للاتفاق على جميع النقاط الخلافية. واعتبرت أنّ ما يحدث في اليمن يهدد الأمن القومي العربي، ويعطى الفرصة لقوى إقليمية مثل إيران للهيمنة على هذا البلد، عبر تقديم دعم عسكري ومادى لأحد الأطراف، واتباع نفس النهج الذى تطبقه في لبنان والعراق وغيرها باستخدام قوى محلية رأس حربة للمشروع الإيراني بعد توفير جميع الإمكانات المادية والعسكرية لها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.