تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: فابيوس يبدأ جولته من القاهرة: لا سلام من دون عدالة!!

        استهل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس جولته الديبلوماسية في الشرق الأوسط، امس، بانتقاد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والذي اعتبره سبباً في تراجع الآمال المعقودة حول حل الدولتين في اطار عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان فابيوس يتحدث في القاهرة في مستهل "جولة ديبلوماسية مكثفة" في منطقة الشرق الأوسط تشمل مصر والأردن والأراضي الفلسطينية واسرائيل، وتهدف لعرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ نحو عام.

وقال فابيوس، عقب مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري والرئيس عبد الفتاح السيسي، "من المهم أن تُستأنف المفاوضات والا لن يحصل تقدم". وتابع: "نحن نواصل العمل ونبحث عن السلام في هذه المنطقة وهذه ليست مجرد رسالة هامة جداً بالنسبة لفرنسا ولكنها ضرورية في رأينا. بعد المحادثات التي أجريتها مع زميلي وصديقي الوزير (شكري) التقيت أيضا بالرئيس (السيسي) حيث تحدثنا حول العلاقات الثنائية وهي علاقات ممتازة في جميع المجالات".

وأضاف "نحن نريد أيضا أن نواصل العمل من أجل النمو الاقتصادي ولا يزال هناك الكثير من الامور التي سنقوم بها معاً. تحدثنا أيضا عن القضية الفلسطينية الاسرائيلية وهي واحدة من الأسباب الرئيسية وراء زيارتي. اقترحت على الرئيس (السيسي) الرؤية الفرنسية التي تضم ثلاث أفكار رئيسية. أولا بذل أقصى جهودنا من أجل أن يواصل الطرفان المفاوضات. الفكرة ليست بالنسبة لنا هي تحقيق السلام ولكن دفع الأطراف لجعل هذا السلام ممكناً". وأضاف أن "ضمان أمن اسرائيل هو شيء مهم جداً، ولكن ايضاً الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فلا سلام من دون عدالة. وعندما يزداد الاستيطان يتراجع حل الدولتين". وتابع الوزير الفرنسي: "سأتكلم في هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي وأسالهم كيف يريان مستقبل هذه المفاوضات". وحذر قائلاً: "إن لم نفعل شيئاً فهناك خطر أن نستمر في المراوحة وأن نغرق في الأوحال، وحينها نواجه خطر أن تشتعل هذه المنطقة". واشار فابيوس الى ضرورة أن يكون هناك "مواكبة ومرافقة دولية لهذه المفاوضات".

وقال "هذه المفاوضات بدأت قبل 40 عاماً وهي لم تؤدي الى اي نتيجة. بالتالي هناك ضرورة لتكييف وتغيير الأسلوب. الدول العربية لها كثير مما تقترحه وتعطيه وكذلك الدول الاوروبية والمجتمع الدولي يمكن ان تقدم الكثير في اطار مواكبة هذه الأمور".

من جهته، اعتبر شكري أن "حل الدولتين لا يزال هو الذي يبشر بالأمل لاستقرار المنطقة"، معرباً عن "القلق حيال الوضع في ما يتعلق بعملية السلام" بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وينتقل فابيوس إلى عمان، غداً الأحد، ثم رام الله والقدس المحتلة وعاصمة دولة الاحتلال، خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ العام 2012 لعرض الفكرة الأساسية للمشروع الفرنسي التي تقوم على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.

وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي يعتبر تقليدياً من اهتمامات واشنطن، وذلك بعد فشل وساطة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ربيع العام 2014. وتأتي زيارة فابيوس للشرق الأوسط قبل الجولة الأخيرة من المحادثات النووية بين القوى العالمية وايران اواخر حزيران الحالي. وأوضحت واشنطن انها لن تناقش عملية الشرق الأوسط الى ان يتضح الموقف الإيراني وهو ما قد يرجئ المبادرة الفرنسية الى ما بعد أيلول، وفقاً للسفير.

من جانب آخر، وطبقاً لروسيا اليوم، أكد بنيامين نتنياهو أن مقتل مستوطن وجرح آخر الجمعة قرب مستوطنة "دوليف" غرب رام الله هو عمل إرهابي. وقال نتنياهو، أمس، إن الأدلة الميدانية تشير إلى أن العملية كانت إرهابية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله "نحن نعمل على العثور على مرتكبها وسنواصل محاربة الأطراف التب تقف وراء محاولات الاعتداء علينا بكل الوسائل المتاحة لنا". يذكر أن مستوطنا إسرائيليا قتل وأصيب آخر بجروح إثر تعرضهما لإطلاق نار غرب رام الله في الضفة الغربية.

ورأت افتتاحية الوطن العمانية أنّ جولة فابيوس على بلدان الشرق الأوسط  لا تحظى بأية أهمية، نظرا لكون فرنسا طرف مؤيد لإسرائيل، ثم هي غير محايدة بالنسبة للقضايا التي يتم بحثها أيضا، وفي طليعتها الوضع في سوريا وكذلك في ليبيا التي لعبت فيها فرنسا دورا مركزيا في عملية الإطاحة بالرئيس القذافي إضافة إلى ما وصلت إليه الأمور هناك من فوضى عامة ومن اهتراء لأمور الدولة. والمحاولة الفرنسية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، التي يقوم بها الوزير الفرنسي بدت ميتة قبل أن تبدأ. فإذا كانت الولايات المتحدة التي عجزت عن تحقيق نقلة في تلك القضية، فإن من شأن باريس أن تجتر الأمور ذاتها وأن تغرق في بحر من المواقف الإسرائيلية القادرة على تمييع التحركات الفرنسية... إن الواقع الفلسطيني يحتاج لأنواع مختلفة من المبادرات، التي نعتقد أنها مهما كانت لن ترفع عنه الحالة الميؤسة لواقعه المر تجاه أية خطوات باتجاه دولته المفقودة.

ورأت افتتاحية الاهرام انه رغم كل التطورات والمتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط طوال العقود الأخيرة، تبقي القضية الفلسطينية قضية العرب الأولي، والمحور الذي يجب ان يجتمعوا حوله دون خلاف. وإذا كانت التنظيمات التكفيرية والإرهابية هي مصدر الخطر الأساسي في المنطقة العربية الآن، فيجب ألا ننسي أن نشأة معظم هذه الجماعات كان رد فعل علي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين... لقد آن الاوان لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، والعودة إلي مسار التفاوض علي أسس محددة تكفل الوصول إلي حل جذري علي اساس وجود دولتين، والالتزام بحدود 1967، بما يؤدي إلي قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.