تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تونس تغلق عشرات المساجد وخسائر اقتصادية هائلة.. والكويت تتعهد مواجهة بلا هوادة.. وخوف في الخليج:

مصدر الصورة
SNS

              قرّرت الحكومة التونسية إغلاق ثمانين مسجداً "خارج سيطرة الدولة" لتحريضها على العنف، وذلك ضمن إجراءات فورية عدة اتخذتها عقب هجوم مسلّح تبنّاه تنظيم "داعش" على فندق "امبريال مرحبا" في مدينة سوسة والذي أودى بحياة نحو 38 شخصاً.

وأعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة -السبت عن قرارات عدة، منها دعوة جيش الاحتياط لتعزيز التواجد العسكري والأمني، خاصة في المناطق الحساسة، وإعلان عدد من الجبال مناطق عسكرية مغلقة، وإغلاق 80 مسجداً خارج سيطرة الدولة "تبثّ السموم للحثّ على الارهاب". وأكد الشروع فوراً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل كل حزب أو جمعية لا تتماشى مع إطار الدستور، وإعادة النظر في المرسوم المنظّم للجمعيات، خاصة ما يتعلّق بالتمويل وإخضاعها لرقابة الدولة، وتكثيف الحملات والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة بالتنسيق مع النيابة العمومية.

كما تقرر وضع مخطط استثنائي لزيادة تأمين المناطق السياحية والأثرية، ونشر وحدات مسلحة من الأمن السياحي على طول الخط المائي وداخل الفنادق أول تموز المقبل. وكشف الصيد أن أغلب القتلى في الهجوم من الجنسية البريطانية، بالإضافة إلى ألمانيين وبلجيكيين وفرنسيين، مشيراً إلى أن مقاومة الإرهاب مسؤولية وطنية وأنه من دون التفاف الصفوف ومن دون التعاون لمكافحة آفة الإرهاب فإن تونس لن تتمكّن من ربح الحرب ضدّه.

وتبنى "داعش" الاعتداء الذي نفّذه طالب تونسي مُسلّح برشاش "كلاشنيكوف" كان يخفيه تحت شمسية وشكّل ضربة موجعة للسياحة القطاع الاقتصادي المهم في البلاد. وتم نقل مئات السياح الأجانب بحافلات إلى مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة، لإجلائهم ليل الجمعة إلى السبت. وأُعلن عن قيام 13 رحلة ليلاً في هذا المطار خصوصاً باتجاه لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسان بطرسبورغ.

من جانب آخر، ووفقاً للسفير، أنه في أحد محلات النحاس التقليدي في المدينة العتيقة في ولاية سوسة التونسية: قال أحد التجار بمرارة "لم يعد هناك أمل. إنها ضربة قاتلة للسياحة.. ما زلت لا استوعب ما حصل أمس، إنها كارثة، لا أمل لسنوات عديدة". وقال آخر "فقدت نكهة العمل. منذ أمس، ننظر نحن التجار إلى بعضنا البعض من دون القدرة على فعل شيء. لسنا معتادين على هذه المجازر". وعبر عديدون عن تفهمهم لعدم إمكان عودة السياح إلى تونس لبعض الوقت.

ومنذ أمس، شرعت شركات سياحية في إجلاء عملائها من تونس، مثل الشركة البلجيكية "جيت إير" التي أعلنت أنها ستجلي بحلول مساء اليوم ألفي شخص إلى بلجيكا. أما شركة السياحة "تومسون"، فأعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لإعادة نحو 2500  سائح بريطاني، وإلغاء جميع الرحلات إلى هذا البلد الأسبوع المقبل. والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس، إذ  تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، كما أنها تساهم بنسبة سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتحقق بين 18  و20 في المئة من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية. ووصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده، فيما اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة، أفادت السفير.

وأوجزت الحياة: «تعبئة» للجيش التونسي وتشدد مع تمويل الجمعيات. وأوضحت أنه وغداة الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخها، قررت تونس أمس، إغلاق 80 مسجداً بسبب تحريضها على العنف، فيما تبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي استهدف أول من أمس، أحد فنادق منطقة سوسة السياحية، وأدى إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم بريطانيون. وارتكب المجزرة طالب تونسي ملقّب بـ «أبو يحيى القيرواني» بواسطة رشاش كلاشينكوف كان يخفيه تحت مظلة، موجهاً ضربة موجعة إلى القطاع السياحي التونسي.

بدورها، ووفقاً للحياة، عاشت الكويت أمس يوم حداد شامل مع أجواء استنفار أمني واسع بعد الهجوم الانتحاري الذي تبنته «داعش»، وطاول مسجد «الصادق» وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى سقوط ٢٧ قتيلاً و٢٢٧ جريحاً وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة. وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بتجهيز طائرة خاصة لنقل جثامين ضحايا الاعتداء إلى مدينة النجف في العراق، لتُدفن هناك وفق التقاليد الشيعية، إذا رغب ذووهم. وأعلن مجلس الوزراء الكويتي «مواجهة شاملة بلا هوادة مع الإرهابيين، دعاة التكفير والضلال». وأكد تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري، مشيراً إلى أن منفّذه يدعى أبو سليمان. وشهدت العاصمة الكويتية تشييعاً حاشداً لجثامين الضحايا أمس.

في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية أن أجهزتها تمكنت من العثور على السيارة التي أقلّت مُنفّذ الهجوم إلى مسجد الإمام الصادق، واعتقال مالكها، فيما البحث مستمر عن السائق الذي فرّ بها عقب التفجير. ولم تكشف الوزارة هوية الإرهابي الانتحاري أو مالك السيارة، في حين نشرت مواقع إلكترونية إخبارية كويتية معلومات عن عمليات دهم واسعة في مناطق جنوب العاصمة وغربها بحثاً عن مشبوهين. وشدد مجلس الوزراء الكويتي على أن «الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له لن ينال من وحدة الشعب وعزيمته، ولن يمسّ ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية، وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أرضها».

وأكد «اتخاذ كل ما من شأنه اجتثاث هذه الآفة وإعلان المواجهة الشاملة بلا هوادة مع هؤلاء الإرهابيين دعاة التكفير والضلال»، وأنه «لن يقبل أبداً تهديد أمن الكويت وإرهاب أهلها وتعطيل مسيرتها» و«لن يسمح لبذور الفتنة بأن تنمو في أرضنا الطيبة أو بتضليل الشباب المخلصين، بالأوهام والافتراءات، ولن يتهاون إزاء الانحرافات المهلكة والتجاوزات المدمرة تحت أي مبرر». ووجّه الأجهزة الأمنية لتضرب «بكل قوة وحزم مَنْ تُسوِّل له نفسه محاولة المس بأمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين».

وذكرت الحياة أنّ الكويت شهدت أمس وليل الجمعة أجواء استنفار شامل، وانتشرت حواجز حواجز أمنية وأوقف كثير من النشاطات الرسمية والأهلية، وانحسرت حركة السير على الطرق خلافاً للعادة في ليالي رمضان. كما خلت المجمّعات التجارية والأسواق من كثيرين من الرواد مع انتشار إشاعات شعبياً حول تطورات أمنية وأخطار لا تؤكدها الجهات الرسمية. وأرجأت جامعة الكويت اختبارات الفصل الصيفي لثلاثة أيام، في حين شدّدت وزارة الأوقاف على وقف أي خطيب يثير النعرات الطائفية في المساجد أو عبر وسائل الإعلام.

ولفت داود الشريان في الحياة إلى تزايد عدد القنوات الدينية في شكل لافت خلال السنين العشر الماضية، والتي كان لها دورا بارزا في الصراع الطائفي والمذهبي الذي تعيشه المنطقة اليوم. ولعله ليس من باب المبالغة القول إن القنوات الدينية الشيعية والسنّية، على حد سواء، هي المسؤولة عمّا وصلنا إليه من كراهية متبادلة، بلغت حد قتل مسيحيين عرب وتهجيرهم، وتفجير مساجد، وقتل أبرياء. وعلى رغم أن الشركات الكبرى في العالم لا تطرح إعلاناتها في القنوات الدينية، أياً يكن الدين، بسبب رفضها تقسيم الناس استناداً إلى الدين، إلا أن القنوات الدينية في دولنا مستمرة وتعمل، ما يعني أنها تُموَّل من دول وتنظيمات، وأصحاب مصالح حزبية وسياسية.... كل القنوات الدينية السنّية والشيعية، مسؤولة عن التحريض المذهبي الذي تعيشه المنطقة. ولا بد أن تنطلق الحكومات من قناعة مفادها أن وجود قنوات دينية في مجتمعات مسلمة، عمل سياسي وليس عملاً دينياً، فضلاً عن أن الإصرار على مبدأ بقاء القنوات الدينية سيفضي إلى وجود قنوات بعدد المذاهب والأديان، ما يعني أننا سندخل بازاراً للإعلام الديني.

واعتبر الكاتب أنّ استمرار القنوات الدينية، على النحو الراهن، يهدد السلم الاجتماعي، ويكرس المذهبية والطائفية، ويساند طوفان التحريض والحشد... وأن القنوات الدينية تنشر التزمُّت والاحتقان والعنف، وتسوّغ النزعات الانقسامية، وتشكل خطراً على التماسك الداخلي في دولنا، ولا بد من قرار شجاع لوقفها.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقال نشرته الحياة أنه ومع استمرار اختفاء الحدود بين ما هو وطني وما هو عالمي، تصبح التحديات التي يواجهها أحد الأعضاء تحديات يواجهها الجميع، بالتدريج في بعض الأحيان ولكن بغتة في أحيان كثيرة. ومع تواصل ازدياد تشابك مصائرنا، يجب أن يشهد مستقبلنا قطع أشواط غير مسبوقة في التعاون، الذي يتجسد في أمم توحّدها روح المواطنة العالمية التي ترقى إلى مستوى الوعد الذي يحمله اسم المنظمة.

وفي الدستور الأردنية، تساءل  ماهر ابو طير: من يعبث بأمن الخليج ولماذا؟! واعتبر انّ داعش أو «العقل المركزي» الذي  يديرها بدأ يلعب في دول الخليج، لتثويرها من الداخل وجرها الى الخراب والفوضى، وبعد عمليات مساجد السعودية، ها هي الكويت، ودول الخليج الاخرى مهددة، بذات الطريقة. وأضاف الكاتب: منذ عام 2003 والحرب الدينية والمذهبية تتصاعد، مساجد السنة ومساجد الشيعة، مقامات واضرحة، وكلام مذهبي قذر يتم تراشقه بين الجميع، والطرف الثالث الذي يلعب في المنطقة عبر هؤلاء معروف، ولديه ادواته من العلماء والكتب  والموروث والمبررات، لكي يحرق المنطقة على يد ابنائها... هذا يعني أن على بقية دول الخليج ان تفتح عينها جيدا، لان هناك من يريد مد الحرب المذهبية اليها، وهذه الحرب شهدناها في سورية والعراق، والمساعي لمدها للسعودية والكويت تقول ان المساعي ستتواصل من اجل مدها الى بقية دول الخليج. وحذذر الكاتب من أنّ الكارثة مازالت في بدايتها، وأمن الخليج مهدد برمته، تحت رماح الحرب المذهبية... المسلمين يموتون بيد بعضهم البعض، والمنطقة تأكل بعضها البعض، والاغلب أن كل هذا يحركه عقل صهيوني بأدوات مسلمة.. وختم الكاتب محذراً: لم يعد المشرق العربي صالحا للحياة، لا للسنة ولا للشيعة، لا للمسلمين ولا للمسيحيين، فلمن يراد اخلاؤه وتركه، في حال تم دفعنا لهجرته عنوة... هذا هو السؤال؟!

واعتبر خيري منصور في الدستور أيضاً، أنه حتى الان، وبالرغم من تلال اللحم البشري وسواقي الدم التي ادى اليها التطرف المؤدلج والمدجج، ليس هناك من الجدية الكافية والمقنعة لأبسط الناس في وضع حد لهذه المتتالية الدموية... المسألة اصبحت أبعد من سجال اخلاقي أو مطارحات عقائدية، لأن الخطر شمل البشرية كلها من مختلف الاديان والثقافات، وبأبسط بدهيات المنطق فإن عولمة الارهاب والتطرف تستدعي منطقيا عولمة الرد لأن استمرار هذه الحال سوف يفضي بالضرورة الى خلوّ هذا الكوكب من مكان آمن؛ انها جديّة مشكوك فيها تلك التي يزعم العالم انه يردّ بها على حكم شامل بإعدام البشر!

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ القضاء على الإرهاب بمفهومه الواقعي ليس عملا تنفذه الحكومات وحدها من غير أن تساعدها الشعوب، فالتلاحم المطلق لأجل ذلك بات واجبا على الجميع، ولا مجال للتهاون، فالمسألة متعلقة بحياة مواطنين أبرياء قد يتعرض أحدهم أو عدد منهم للأذى بسبب عمل تخريبي، وعندما يكون المواطنون في مختلف الدول يدا واحدة مع حكوماتهم، فالأمر الحتمي هو أن الإرهاب إلى زوال، وأن الأمن سيصبح في أرقى حالاته.

وزعمت كلمة الرياض أنّ دول الخليج في خندق واحد ضد «داعش»: وقالت: يبدو جلياً أن أمام الأجهزة الأمنية في الخليج مهمة دقيقة، تستدعي تشكيل غرفة عمليات واحدة لمكافحة الإرهاب، يسهل من خلالها القيام بعمليات التنسيق المشتركة بين كل الأطراف الستة، التي لن يكون أحد منها في منأى عن تلك التهديدات، فالتنظيم قد كشف أوراقه، وبدا واضحاً أن رغبته في اتساع رقعة عملياته يهدف من خلالها رفع قدرته على الاستقطاب والإقناع من خلال تنفيذ أهدافه داخل الدول المستقرة، لذا فإن تسديد ضربات موجعة له ستشكك في قدرته على الصمود وتجعل هزيمته واردة لا محالة، الأمر الذي يضعف من قدرته على مواجهة الدول الخليجية ويضعه في محل شك من مراقبيه والمتعاطفين معه والذين سيبدؤون في إعادة حساباتهم... لقد تصدت دول الخليج في السابق بفضل تماسكها، ووحدتها، وتنسيق مواقفها، وإيمانها بالمصير الواحد لمحنٍ كثيرة، واليوم تشعر هذه الدول التي تماسكت أمام التداعيات التاريخية للمنطقة، أنها مستهدفة في هذه الفوضى التي تعددت أشكالها؛ والإرهاب أبشعها.

ورأت افتتاحية الوطن العمانية: تضامن ضد الإرهاب مطلوب.. وخطوات أكثر إلحاحا، أنّ المطلوب هو إغلاق المنابع والمنابر التي باتت الأخطر على السلامة العامة، وعلى خيارات أجيال عربية وإسلامية، وعلى الدين الحنيف ورقيه وحضارته، وعلى إنسان المنطقة الذي بات عقله مشوشا لكثرة ما يبث من أفكار سوداء تريد انتزاع وجوده الوطني والقومي، وإلغاء فطرته الإنسانية، وهي التي أحلت دمه وأرضه وعرضه، بل بتنا لا نسمع إلا تلك العبارات الغربية التي غابت قرونا مثل السبي وعبارات لا تليق بحياة العربي والمسلم في هذا القرن الذي تجاوز كل حد من قيم الثقافة والتعليم والبحث عن كل ما يقدم له حياة شريفة. إضافة إلى ذلك، لابد من الذهاب بعيدا نحو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب الرسمية والخاصة، تلك التي تؤمن الدعم له وتؤدي إلى تطوير بناه.

ورأى زهير ماجد في الوطن العمانية أيضاً أنّ الكويت وتونس لن تكونا آخر ضربات الارهاب، كما أن فرنسا ليست الأخيرة، دخل العالم في حالته المرضية التي لاشفاء منها عاجلا، وربما آجلا.. هو المرض الذي يعالج الآن بالاسبرين فيما الحاجة الى أدوية ذات تأثير قوي لم تعط حتى الآن.. فالمختبرات التي صنعت المرض، تحجب الدواء وفكرته، كأنما تفكيرها يقول بأن خير ما يقدم للعرب هو هذا... من يتطلع الى الأمة بأقطارها الحالية يراها تحتضر، وقد قلنا ان المرض الذي اصابها وباء قابل للانتشار بسرعة الهواء.. والمرض ليس عاديا.. وانا هنا لا اضع تشاؤما، فكل القيادات العربية تعرف، واذا كان بعضها يجهل فتلك مصيبة، بأننا أمام معارك المصير، وأن حربها طويلة ومعقدة وشائكة وتحتاج لأكثر من جيل.. من صنع المرض وضع فيه صعوبة حله، وانما حاجته لبث فوضاه ومن ثم تخريبه وتدميره للمجتمعات العربية علميا وتربويا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا، عملية تفكيك هي النتيجة التي سيكون الوصول اليها. لا تشاؤم لكنها الحقيقة، وقع الفأس بالرأس، ولطالما طارت رؤوس امام اعيننا وتفنن الارهاب بقتل انساننا، فهل ما يمكن فهم ذلك غير حقد جارف هو محصلة ما نرى.

بدورها، رأت افتتاحية الخليج أنّ العمليات الإرهابية الثلاث التي جرت الجمعة الماضية، تستدعي التأكيد مجدداً على أن مواجهة الإرهاب لا تتسم بالجدية حتى الآن، وأن إجراءات المواجهة مبتسرة ولا ترتقي إلى حجم الخطر الذي يفترض إعادة النظر بمجمل المواقف السياسية والأمنية والفكرية منه، وبعضها غير جدي، ويتعامل مع الإرهاب كحالة يمكن توظيفها لخدمة أغراض سياسية ضيقة أو وسيلة ابتزاز، أو أداة تحقق مخططات غير بريئة وتصب في مجرى تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية كمعبر لتفتيت الأمة وضرب مكوناتها الدينية والثقافية والحضارية والتاريخية بما يخدم مصالح «إسرائيل» بالدرجة الأولى وهدفها في أن تكون دولة محورية بين «دويلات» طائفية ومذهبية مجهرية متصارعة منزوعة القوة والقدرة والإرادة.

ورأت الصحيفة انه لا بد من عمل جماعي عربي إذا كانت هناك جدية في مواجهته، وإذا توفرت الإرادة على هزيمته، وإذا ما تم التخلي عن الحسابات السياسية المرتهنة لمصالح ضيقة، وأيضاً التخلي عن وهم أن الغير يمكن أن يقوم بواجب هو من صلب مهمتنا... إذا لم يتم تدارك الأمر فوراً، وتغيير أسلوب التعامل مع الإرهاب بجدية، والاقتناع بأنه خطر داهم ومستطير ولن يوفر أحداً.. فلن نستفيق إلا على المزيد من الكوارث والدم والدمار، والمزيد من النفخ في أبواق الفتن الطائفية والمذهبية على الشاشات وفي المساجد والمنابر الإعلامية والاجتماعية.

ورأت افتتاحية الاهرام أنه لم يعد من المقبول بأي حال من الأحوال أن يصدر العالم مجرد بيانات شجب وإدانة لمثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تروع الأبرياء، فما عادت الكلمات تجدي، ولم يعد لبيانات الشجب والإدانة موقع من الإعراب فالمجتمع الدولي مطالب الآن بالتحرك الفوري والعاجل واتخاذ إجراءات عملية تقطع رأس الأفعى حتى لا يكون بمقدوره لفظ سمومه مرة أخرى، وأن تكون هناك خطة واضحة المعالم للقضاء على الإرهاب والإرهابيين تحول دون تجنيد المزيد من السذج المخدوعين، وتقطع خطوط التمويل المالي وإمدادات الأسلحة إلى تلك العصابات الإجرامية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.