تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: داعش.. والقلق العام:

            كتب عبد الله سليمان علي في السفير أنّ تنظيم «داعش» بلغ، اليوم، عتبة العام الثاني من إعلان ما أسماه «دولة الخلافة» في 29 حزيران العام 2014.

وفيما يطرح «بقاؤه وتمدده» تساؤلات مصيرية حول مستقبل العديد من دول المنطقة، سواء منها تلك التي اكتوت بناره أو تلك التي تنتظر مصيراً مماثلاً، يبقى الغموض سيد الموقف في تحديد العوامل التي أتاحت، للمرة الأولى، في التاريخ الحديث نشوء دولة ـ وإن غير معترف بها - على هذا المنوال... ورغم أن العراق وسوريا سيستمران في كونهما الساحتين المفضلتين لدى «داعش» ليلعب فيهما، إلا أن ذلك لا يعني أن بقية دول المنطقة ستكون بعيدة عن اختبار مدى شراهته لقضم مزيد من الأراضي. وتشكل العمليات الانتحارية، التي شهدها عدد من مساجد السعودية والكويت، مؤشراً على وجود سياسة لدى «الدولة الإسلامية» في التوجه نحو الخليج، ومحاولة تقوية نفوذه هناك عبر توسيع دائرة الفوضى واللعب على التناقضات الطائفية. كما سيشكل اليمن ميداناً حيوياً لتحرك التنظيم، وسعيه إلى زيادة نفوذه هناك، وكذلك ليبيا.

ولفت الكاتب إلى انّ «الدولة الإسلامية» يقرّ بأنه بنى «خلافته» على أساس «التغلّب»، أي القوة والغصب الممزوجة بالدم والأشلاء، لكن المفارقة أن الكثير من الدراسات والتقارير تتغافل عن هذه الحقيقة وتفسر صعود التنظيم بوجود حاضنة شعبية تقف وراءه وتدعمه. والخطير في الأمر أن الولايات المتحدة التي تقود «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش» تبني استراتيجيتها على هذا الأساس، فتركز بشدة على ما تسميه «إعطاء السنة حقوقهم» لمنعهم من تأييد التنظيم ودعمه. وجانب الخطورة أن مثل هذا الطرح يقدم التنظيم الإرهابي على أنه بالفعل الراعي لحقوق شريحة من المواطنين أو على الأقل أنه يعمل من أجل حقوقهم، وهو ما يضفي عليه نوعاً من الشرعية التي لا يمكن سحبها إلا عبر إيجاد قناة أخرى لإيصال الحقوق إلى أصحابها، وهو ما تريد واشنطن إيهامنا بأنها تقوم به. كما أن من شأن هذا الطرح، وطريقة التعامل معه، أن يفتحا الباب على مصراعيه أمام احتمال في غاية الخطورة هو التفاوض مع التنظيم الإرهابي أو مع تيار منه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بدعوى تمثيله لشريحة من العشائر والمواطنين.

واستعرض المحرر السياسي في السفير هيكلية داعش في سوريا والعراق. وأوضح أن داعش يعمل وفق إستراتيجية لـ«دولته» المزعومة، وقد حددها بشعاره الشهير «باقية وتتمدد»، وهو ما تبدّى في تعدد الجبهات التي يتخذها التنظيم التكفيري، والتي لم تعد مقتصرة على الميدانين العراقي والسوري. ومع حلول العام الاول لـ «الخلافة» بات لـ «الدولة الاسلامية» عشرة فروع، بعد البيعات التي شهدتها الاشهر الماضية، لتشمل بذلك ساحات: سوريا، العراق، اليمن، مصر، السعودية، ليبيا، الجزائر، أفغانستان، نيجيريا... وأخيراً «ولايات القوقاز». واضاف: صحيح أن تنظيم «داعش» لم يعلن هيكليته الرسمية، غير أن خبراء متخصصين في متابعة مسار تطور هذا التنظيم وباقي «الحركات الجهادية»، رسموا أبرز عناوين البنية التنظيمية لـ «داعش» على الشكل الآتي:

يعتبر ابراهيم عواد ابراهيم البدري (أبو بكر البغدادي) صاحب القرار الأول والأخير في التنظيم، يليه نائبه أبو عبدالله البغدادي وهو المنصب الذي استحدثه «الخليفة» بعد مقتل أمير «داعش» السابق أبو عمر البغدادي مع وزير حربيته أبو حمزة المهاجر في الوقت نفسه، وذلك تفادياً لشغور منصب القيادة في حالات كهذه. ويعتبر فضل أحمد عبدالله الحيالي (أبو مسلم العفري التركماني)، نائب رئيس تنظيم «داعش» في العراق، الرجل الثالث في بنية التنظيم.

وتتوزع المسؤوليات في تنظيم «داعش» على عدد من المجالس يترأس معظمها ضباط سابقون في الجيش العراقي الذي تم حله بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد أنشأ تنظيم «داعش» في موازاة هذه المجالس الستة، وزارات تتولى المهام التنفيذية ويترأس كل واحدة منها وزير.. غير أن اللافت للانتباه أن هذه الوزارات اختفت من قاموس التنظيم بعد تولي البغدادي القيادة. ولقد عين الخليفة البغدادي حوالي 15 والياً. ونشرت الصحيفة اسماء الكثير من أصحاب المناصب المذكورة أعلاه. ولفتت إلى وجود قادة من جنسيات مختلفة. كما انّ قيادة «داعش» قسّمت بنية التنظيم في سوريا الى ست ولايات، يتمتع جيش كل ولاية باستقلالية في اتخاذ القرارات.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد خروب  أنّ «داعش» مشروع استثماري ناجح بمردود مُجْزٍ سياسياً واجتماعياً وأمنياً للأنظمة، كما للنخب السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني التي لم تغادر- حتى لو رغبت ما بالك انها لا تستطيع- مربع التنظير والتبرير، ولا تتخلى عن «البزنس» حتى في ظل سفك الدماء وازهاق الارواح وتواصل الخراب والفوضى والدمار، والا كيف تفسرون كل هذا «الصمت» الاقليمي (بمعنى العمل العسكري المباشر والمتواصل) ازاء ارتكابات داعش؟ وكيف يمكن للحرب المزعومة على الارهاب ان تبقى بلا انجاز يُذْكَر فيما يتمدد داعش ويتواصل توسّعه وتترسخ «خلافته»؟ وليس امامنا سوى «عدّاد» اميركي مخادع يُبْلِغنا عدد الغارات التي تمت ضد هذا التنظيم الارهابي في سوريا والعراق؟.. ألا تعتقدون أن الكل «مُسْتثمِر» في «مشروع» داعش، بهدف استنزاف الاخرين ودفعهم لرفع الرايات البيض، أو التمكن من فرض قراءاته وخططه على المنطقة دولها وشعوبها، بعد أن يكون الجميع قد تعب وأصابه الارهاق ولم يعد قادراً على قول «لا»؟

ورأت افتتاحية الوطن العمانية: لا حياد لأحد فكلنا وسط الخطر، أنّ مجتمعاتنا تحولت إلى حقل من التجريب، كل ضربة لها معنى وابعاد، اما مخططها فسيظل هو من سمحنا له ان يحتلنا ارضا وسماء وفكرا وثقافة، هو الاميركي العنيد في خياراته التي تخص العرب، اللطيف الى حد الطراوة في علاقاته بالإسرائيلي. لا حياد لأي مكان ولا لأي عربي، ولا لأي مجتمع، كلنا مستهدفون، في بيوتنا وفي شوارعنا، وفي مصانعنا وفي مساجدنا، في دور العبادة التي صارت مختبرا للإرهاب ومن خلاله يقدم المزيد من خبراته في اختيار الهدف المحدد، وحتى في جلودنا ثمة افكار التصقت. لا حياد لأحد، فلا تتفاجأوا اذن بالمروحة الواسعة التي يتحرك بها الارهاب، وبالإصابات المستقبلية، وبالمفاجآت التي يخبئنها، وبقدرته على الوصول إلى المكان المرسوم ضمن اهدافه.

وفي إفتتاحية الحياة، كتب غسان شربل: لا تقل أن تونس بعيدة. وأن الرياح الليبية لفَحتها. ومعها الرياح الجزائرية القديمة. ورياح انخراط الآلاف من أبنائها في الحرب الدائرة على ارض العراق وسورية. وأن بلادك بمنأى عما يجري. وأن النار لن تصل اليها. ولا تقل أن الكويت بعيدة... لا تزعم أنك محايد في هذه الحرب. أنت جزء منها شئت أم أبيت. على نتائجها سيتوقف مستقبل دولنا. وشعوبنا. ونمط حياتنا. وعلاقتنا بالعصر. والتكنولوجيا. وأفكار التقدم. والجامعات. ومراكز الأبحاث.. هذه الحرب مفتوحة. وهي طويلة ومريرة. مفتوحة داخل منازلنا. وفي المدارس. والجامعات. وفي المسجد وعلى أطرافه. وداخل المؤسسات الدينية. والمناهج الدراسية. إنك جزء من هذه الحرب. ولا خيار أمامك غير الانحياز فيها الى معسكر الاعتدال. وقبول ما يستلزمه كسب الحرب من قرارات مؤلمة. من إصلاحات عميقة أو ثورة فكرية شاملة. إنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ وطنك وأطفالك. إنقاذ أطفالك من مصير مشابه لمصير من سقطوا في تونس أو الكويت أو مناطق أخرى. لا تتهرب. لا تغسل يديك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.