ناقشت الحكومة الروسية اليوم الثلاثاء عدة اقتراحات تهدف إلى معالجة تدني نسبة المواليد في البلاد وذلك وسط تحذيرات من أن ذلك قد يضعف النمو الاقتصادي والدور الذي تلعبه روسيا في العالم ويهدد سلامتها الإقليمية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية ( نوفوستي) أن وزيرة الصحة الروسية تاتيانا كوليكوفا قالت خلال جلسة عقدها اليوم ا لمجلس الرئاسي الروسي حول السياسة الديمغرافية إن الطلاب البالغين من العمر 14 سنة سوف يخضعون لفحوصات طبية مكثفة بدءاً من العام المقبل من أجل معرفة الأسباب التي قد تضعف قدرة هؤلاء على الانجاب في ما بعد والبدء في علاجهم فوراً.
وقالت كوليكوفا "هناك خطة للبدء في فحوصات طبية مكثفة للمراهقين بدءاً من عام 2011 من أجل اختبار وظائف الانجاب عندهم والتوصية بتقديم العلاجات التي تلائم كل فرد على حدة".
وجاء ذلك بعدما حذر تقرير حديث للأمم المتحدة من أن عدد السكان في روسيا سوف ينخفض من 142 مليون نسمة في عام 2008 إلى 116 مليون بحلول في العام 2050 ما لم يتم اتخاذ إجراءات لمعالجة هذا الوضع.
وتجهد روسيا منذ أن بدأ عدد سكانها في التراجع بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومواجهة البلاد مشاكل اقتصادية للإبقاء على عدد سكانها ما بين 142 و143 مليون نسمة بحلول في العام 2015 والوصول بذلك العدد إلى 145 مليون نسمة بحلول في العام 2025.
وقالت غوليكوفا إن معدل وفيات الرضع في روسيا تراجع بنسبة 6,9% خلال الفترة من شهر يناير/كانون الثاني وحتى نوفمبر/تشرين الثاني في العام 2009 مقارنة بما كان عليه الأمر في الفترة نفسها من العام 2008، فيما تراجعت معدلات وفيات الأمهات بنسبة 18.5% ما بين العام 2005 و2008 وبان هذه النسبة لا تزال مرتفعة في الشيشان وداغستان وبعض المناطق الأخرى.
وأضافت إن الامراض بين طلاب المدارس الصغار زادت بنسبة 9,3% خلال العقد الماضي وبأن أكثر من 20% من هؤلاء يعانون من أمراض مزمنة و بأن حوالي 50% من المراهقين يعانون من مشاكل صحية قد تؤثر على انجابهم في المستقبل، لافتة إلى ظاهرة شرب الكحول والتدخين بين الاطفال في روسيا.
وقالت إن افتتاح المزيد من حضانات الاطفال والمنشآت التربوية لاستقبال الاطفال قبل الدخول إلى المدارس سوف يزيد نسبة المواليد ما بين 4% و 5% ويخلق فرص عمل، مشيرة إلى أن الكثير من الامهات اللواتي ينجبن أطفالاً يضطرن للبقاء في المنزل لرعاية أطفالهن.
ويؤيد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف هذه الاقتراحات وكذلك المبادرات التي طرحها رئيس وزرائه بوتين من أجل زيادة عدد المواليد وتشجيع الروس على التقيد بأسلوب صحي سليم.
وتنوي الحكومة في إطار برنامج لزيادة عدد السكان تقديم محفزات على شكل دفعات مالية للعائلة التي تنجب طفلاً ثانياً وإطلاق حملة دعائية لزيادة عدد الأسرة منها ملصق إعلاني يقول "حبك لأمتك يبدأ بحبك لعائلتك".
