تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وول ستريت توبّخ البيت الأبيض بمنتدى نيويورك الأول

 

محطة أخبار سورية

إذا أردت شراء علبة من السجائر في نيويورك، قد لا تردعك مئات الملصقات حول مخاطر التدخين التي تنتشر في كافة أرجاء المدينة. إلا أن ما قد يردعك بالفعل هو الثمن الذي ستضطر لدفعه. 11 دولارا هو أقل ما يمكن إنفاقه لشراء علبة من السجائر بعد أن أقرت السلطات التشريعية للولاية زيادة الضرائب من جديد مطلع هذا الأسبوع.

 

الازمة المالية قضمت "التفاحة الكبيرة" نيويورك، وهو الأمر الذي دفع بسلطات المدينة إلى البحث عن كل ما يساعد على زيادة الدخل وتخفيض النفقات، ابتداءا من تقليص أيام العمل في المكتبات وبرك السباحة العامة مثلا، وحتى زيادة الضرائب على السلع. وإذا كانت الازمة المالية لم تحد حتى الآن من صخب المدينة إلا أنها بالتأكيد زرعت بعض التواضع في أهل المدينة.

 

ريتشارد أتياس الذي قضى معظم حياته في تنظيم وإنتاج مؤتمرات دولية عالمية من أبرزها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، يرى أن نيويورك تمثل حاليا فرصة أخرى بعيدا عن السهر في برودواي والتسوق في الجادة الخامسة. بحسب اتياس فإن المدينة تشكل حاليا الوجهة المثلى لجمع رجال الأعمال من حول العالم حول طاولة النقاش بهدف البحث عن المخرج من الازمة المالية.

 

أتياس جمع 500 من كبار التنفيذيين في الشركات العالمية ضمن منتدى نيويورك الأول الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء في محاولة جديدة للإجابة على الاسئلة نفسها التي تتكرر في الملتقيات الاقتصادية: ما الذي يتوجب عمله للخروج من الازمة؟ وما هو الوجه الجديد للاقتصاد العالمي والشركات العاملة فيه؟ أتياس متفائل بأن تختلف الإجابات هذه المرة، مراهنا على الشخصيات التي نجح بإقناعها في المشاركة في منتدى نيويورك من ضمنهم عملاق الإعلام روبرت مردوخ رئيس مجلس إدارة نيوز كورب، والرئيس التنفيذي لبنك سيتي جروب ووزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد. بالتأكيد فإن خليط المشاركين يمنح المنتدى فرصة ولو ضعيفة ليثبت أنه ليس بمجرد لقاء آخر لإلقاء الخطب والمشاركة بألعاب "العصف الذهني" ومن ثم تناول العشاء على أنغام الجاز.

ورغم أن الهدف الرئيسي هو البحث عن حلول منطقية، إلا أن المنتدى تحول إلى منصة للشكوى من قبل أصحاب الملايين في نيويورك.

 

أوباما سيسحب البساط السحري من الاقتصاد الامريكي

رؤساء كبرى البنوك والمؤسسات المالية في وول ستريت يفكرون في نقل أعمالهم إلى شنغهاي أو هونغ كونغ بسبب العصا التي يحملها الرئيس الأميركي باراك أوباما. والولايات المتحدة ككل بدأت تتراجع وبشكل مقلق أمام اقتصادات أخرى كالصين والهند والبرازيل. إنها بداية النهاية إذا استمر اوباما بمعاقبة رجال الأعمال على الازمة المالية. هذه الآراء الحادة شكلت انطلاقة فعاليات منتدى نيويورك وشكلت مادة خصبة للحديث في أروقة فندق جراند حياة في منهاتن حيث ينعقد المنتدى. روبرت مردوخ الذي يرأس المجموعة الإعلامية والترفيهية العملاقة "نيوز كورب" يرى أن معادلة الخروج من الازمة المالية في اميركا بسيطة: ضرائب أقل وتدخل حكومي اقل وهو ما يختلف تماما عما يقوم به أوباما.

 

وبحسب ميردوخ فإنه لو كان جالسا خلف المكتب البيضاوي في البيت الابيض لكان منح الكونغرس صلاحيات أقل لاتخاذ القرارات. جيري سبراير، والذي أسس "تيشمان سبراير" إحدى كبريات الشركات العقارية في نيويورك والذي يشغل عشرات المناصب في مختلف مؤسسات نيويورك أكد أن اوباما لا يتحلى بالصفات القيادية التي يتطلبها الاقتصاد الاميركي حاليا.

 

 

الطريق إلى مجموعة العشرين

خلاصة الأفكار التي ستتولد عن منتدى نيويورك ستجد طريقها إلى طاولة المناقشات لقمة دول العشرين والتي ستعقد في كندا نهاية هذا الاسبوع. هذا بحد ذاته كان كافيا لحشد الاهتمام بالمنتدى الذي استغرق أربعة أشهر فقط منذ انطلاقة كفكرة وحتى تنفيذه. المواظبون على التواجد في الملتقيات الاقتصادية العالمية، وهي كثيرة هذه الأيام، قد لا يشعرون بالفرق بين الرسائل الاساسية أو الخلاصة بين مؤتمر وآخر.

 

ملتقى نيويورك الاول نجح باستقطاب شخصيات هامة غالبيتها العظمى أميركية بطبيعة الحال. كذلك حاول المنتدى أن يجعل الحوار أكثر انسيابية هذه المرة بين الاطراف المختلفة لينسجم مع طبيعة نيويورك وأهلها. ولكنه كان من الصعوبة بمكان أن يجد المشارك فرقا واضحا بين المنتدى وبين منتديات أخرى تعقد حول العالم.

 

المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قد يبدو الاقرب لمنتدى نيويورك! وقد لا يبدو ذلك غريبا عند الاخذ بعين الاعتبار أن منظم منتدى نيويورك هو نفسه الذي نظم منتديات الملتقى الاقتصادي العالمي لاكثر من عشرة سنوات. ريتشارد أتياس مصمم على ان الفرق واضح بين المؤتمرين، مثل أوروبا التي هرمت تماما بحسب الاميركيين في الملتقى، فإن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يغلب عليه طابع الكلام، فيما المنتدى في نيويورك يعكس المبدأ الاساسي في المدينة: العمل.

 

وتبقى هذه التصريحات بانتظار من يثبت صحتها. مع نهاية المنتدى وعودة المشاركين إلى أعمالهم اليومية، ومع انطلاق اجتماعات مجموعة العشرين، هل سيشعر الأميركيون أو غيرهم حول العالم بالفرق؟ أم ستضيع الآراء بين "كل هذا الجاز" كما يقولون في نيويورك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.