تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تشرين: "ماملكت أيمانكم".. ثلاثيةالروح والجسدوالعقل

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

اعتبرت صحيفة تشرين المحلية إن مسلسل "ما ملكت أيمانكم" عنوان يختزل في ذاته الكثير من المعنى لكنه على نقيض ما يوحي به مسلسل المخرج نجدة أنزور الجديد والذي تلعب فيه الشخصيات الأنثوية دوراً جوهرياً ومحوراً أساسياً فيه من خلال المرأة يقدم مثالاً حياً عن صورة المجتمع وانعكاسات حالته الاقتصادية والاجتماعية...

 

وقالت الصحيفة إن "ثلاثية تتشكل بين الروح والجسد والعقل تجتمع من خلاله ثلاث شابات مختلفات يشكلن محاور العمل الرئيسية والتي تتقاطع معها محاور ثانوية تقود إلى أحداث مثيرة". ‏

 

ورأت الصحيفة أن "مسلسل جريء في طروحاته الاجتماعية وجرأته تأتي من خلال تناوله لواقع المرأة في المجتمعات العربية ونظرة الرجال لها والظلم الواقع عليها جسدياً ومعنوياً في مجتمع ذكوري يسوده أغلبية الرجال الذين يحللون لأنفسهم الكثير من الأشياء التي لا تستطيع النساء في الشرق الأوسط القيام بها ويعمد منه إلى تهميش دور الرجل كقائم بالحدث إلى جعله مسبباً للحدث وذلك يعكس ميكانيكية دور الرجل في المجتمع العربي كصانع للقيم والأسس التي يبنى عليها المجتمع، بينما ستكون المرأة من تدفع الثمن نتيجة قرارات الرجل وسيقدم العمل في خط آخر نموذجاً من النساء اللواتي يساهمن في صنع القرار وانعكاسه في بنية المجتمع وتركيبه بالإضافة إلى عرض متنوع من الشخصيات النسائية التي تختلف وتتشابه ويتراوح دورها بين السلب والإيجاب داخل تركيبة المجتمع العربي ككل".

 

واعتبرت الصحيفة أن حكاية المسلسل التي كتبتها الدكتورة هالة دياب تبدو فلسفية للوهلة الأولى خاصة في ماهية بحثه عن ثلاثية (الروح والجسد والعقل) ونية تمثل الروح الخط الأوسط بين الجسد والعقل، ذلك أن الجسد من دون روح تتحكم بغرائزه وضعفه يمسي جثة متحركة وهشة، والعقل بدون روح تشرف على طموحه وخباياه يمسي أداة مادية بحتاً ويفقد مع الوقت غرضه كأداة لتقوية الجسد وقيادته نحو المقولة النهائية عبر أسئلة تتوالد مع كل حلقة جديدة. ‏

 

وبينت "تشرين" أن المسلسل يهدف إلى شرح معادلة تفيد بأن هيمنة أي ضلع من أضلاع المثلث على حساب ضلع آخر تحدث خللاً والعمل يركز على فضيلة الاعتدال التي تمثله الروح لضبط الطرفين الانحلال الحداثي الأخلاقي من جهة والأصولية السلفية المتزمتة من جهة أخرى... ‏

 

وقالت "يرصد العمل في خطوطه الرئيسية واقع المرأة المتأرجحة بين صورتين متناقضتين بشكل فاقع صورة الحداثة والتمدن والتي تصل إلى حد الانفلات والصورة التي تتمثل في المرأة المغيبة خلف حجاب من الإرث والعادات والتقاليد والتفسير الأصولي للدين فالحد يقام على إحدى الفتيات وهو ما يتناقض مع جوهر الدين". ‏

 

وأضافت الصحيفة أن "العمل محاولة لعكس صورة صادقة لمجتمع ممزق لا يستطيع التحرر من عبء الإرث الثقيل ولا يستطيع الاستغناء في الوقت ذاته عن التكنولوجيا في واقع ساخر مليء بالمفارقات وهو يبتعد عن الوعظ فالواقع مغاير للطموحات والتمنيات وهو صورة لرصد الواقع المتشابك المتداخل بكل تفاصيله". ‏

 

وختمت الصحيفة مقاله بالقول "إلى الأحداث الجريئة والمثيرة من خلال شخصيات المسلسل فإن المخرج أنزور سيقدم رؤية تنبؤية درامية للمجتمع العربي وسيغامر بتقديم صورة مستقبلية لدمشق عام 2018، حيث سنرى المدينة وقد ارتفعت فيها ناطحات السحاب وتغير وجهها العمراني ليصحب ذلك تغير واضح في الناس وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع بعضهم بعضاً".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.