تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أمريكا تتخلى عن "الدولار القوي" لمضاعفة صادراتها

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

على مدى سنوات دأب وزراء الخزانة الأمريكيون على ترديد مقولة أن أمريكا ملتزمة بسياسة الدولار القوي. لكن مع هبوط العملة الخضراء لتقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق فإن إدارة الرئيس باراك أوباما تظهر هدوءا ملحوظا.

 

والمرة السابقة التي استخدم فيها وزير الخزانة تيموثي جايتنر تعبير "الدولار القوي" كانت في تشرين الثاني ونظرة على خطبه وقواعد البيانات الإخبارية تظهر أنه لم يقل شيئا يذكر تقريبا بشأن هذا الأمر منذ ذلك الحين.

 

ومن ناحية أخرى فإن أسعار الفائدة القياسية المنخفضة وبرنامج مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لشراء السندات وتضخم العجز في الميزانية وسياسة البيت الأبيض للاعتماد على قطاع التصدير في قيادة جهود خلق الوظائف كلها عوامل ساهمت في تراجع الدولار.

 

كل هذه العوامل جعلت عددا متزايدا من المستثمرين وخبراء العملة يعتقدون أن واشنطن تقبل بشكل مستتر انخفاضا تدريجيا لقيمة الدولار على أمل أن يساعد في انتعاش قوي بدرجة تكفي لأن يسترد الاقتصاد المنهك عافيته.

 

وقال ألن سيناي كبير الخبراء الاقتصاديين بمؤسسة "ديسشن ايكنوميكس" الاستشارية في بوسطن "لا يوجد دليل واضح على ذلك في البيانات الرسمية أو في تعليقات كبار المسؤولين لكن في الواقع العملي فإن الولايات المتحدة تسمح إن لم تكن تساعد عن عمد في انخفاض الدولار".

 

وأضاف قائلا "الأسواق لن تشتري الدولار عندما تعرض أسعار فائدة صفرية ويكون لديك اقتصاد ينمو بحوالي ثلث معدل النمو في الصين.. ذلك خيار سهل أمام المستثمرين".

 

وهبط مؤشر الدولار -الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية أمام سلة من عملات ست دول متقدمة- الخميس الماضي الي 73.735 وهو أدنى مستوى منذ آب/ أعسطس 2008 مما أثار توقعات بأنه ربما يتجه صوب أدنى مستوى له على الإطلاق البالغ 70.698 الذي هوى إليه في مارس آذار 2008 . وقفز اليورو الي أعلى مستوى في 16 شهرا فوق 1.46دولار.

 

وفي العام الماضي نفى جايتنر بشكل قاطع أنه ينهج سياسة تهدف الى إضعاف الدولار.

 

وأبلغ الصحفيين في نوفمبر بعد اجتماع لوزراء مالية مجموعة التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادي في كيوتو باليابان "لن نستخدم مطلقا عملتنا كأداة لكسب ميزة تنافسية... يسعدني أن أعيد التأكيد مجددا على أن قوة الدولار تصب في مصلحتنا كدولة".

 

ورغم هذا فلا يمكن إنكار أن الأسواق المالية ترى أن الدولار يسير في مسار نزولي أمام العملات الأخرى، ومن المرجح أن يستمر ذلك.

 

وقال ديفيد جيلمور من مؤسسة اف.اكس اناليتكس في كونيتكيت "هذا مفهوم ضمنيا في دعوة الإدارة الى مضاعفة الصادرات والتي لا يمكن أن تحدث بدون هبوط الدولار".

 

ومما يبرز هذا الاعتقاد الضغوط المستمرة من الحكومة الأمريكية على الصين - الشريك التجاري الرئيسي لأمريكا- للسماح لقيمة اليوان بالارتفاع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.