أعلنت شركة "آبل" الأميركية وفاة أحد مؤسسيها ستيف جوبز الذي وصفته بأنه نابغة رؤيوي ومبدع بعد صراع طويل مع المرض، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما انه كان جريئاً بما يكفي ليؤمن بأن بإمكانه أن يغيّر العالم.
وقالت الشركة التي تعتبر كبرى شركات صناعة الكومبيوتر في العالم ومقرها كاليفورنيا، في إعلان الوفاة أمس الأربعاء ان "آبل خسرت نابغة رؤيوياً ومبدعاً والعالم خسر شخصاً استثنائياً".
ووصفته بأنه صديق صدوق ومعلّم ملهم، مضيفة انه ترك وراءه "شركة هو نفسه كان قادراً على بنائها وروحه ستبقى إلى الأبد الأساس لآبل".
ولم يذكر البيان سبب الوفاة ولكن من المعروف ان جوبز لديه تاريخ طويل مع مرض السرطان ومشاكل صحية أخرى، علماً أنه استقال كمدير تنفيذي لآبل في آب /أغسطس الماضي.
وأصدرت عائلة جوبز بياناً نعته فيه وقالت انه "مات بسلام محاطاً بعائلته".
بدوره نعى أوباما جوبز في بيان أصدره البيت الأبيض وقال بأن العالم "خسر شخصاً بعيد الرؤيا"، مضيفاً ان "ستيف كان من أهم المخترعين الأميركيين وكان شجاعاً بما يكفي ليفكّر بشكل مختلف وجريئاً بما يكفي ليؤمن بأن بإمكانه أن يغيّر العالم وموهوباً لدرجة أنه حقق ذلك".
ورأى أوباما ان جوبز "ببنائه أكثر الشركات نجاحاً على الأرض في مرآبه، قدم نموذجاً للإبداع الأميركي"، مضيفاً ان "ستيف كان يؤمن بالقول المأثور: عش حياتك كأنك تموت غداً، ولأنه فعل ذلك، غيّر حياتنا وأعاد تعريف الصناعات كلها وأنجز أحد أبرز الأعمال في التاريخ الإنساني: غيّر المنظار الذي نرى من خلاله العالم".
ونعى بيل غيتس أحد مؤسسي شركة "مايكروسوفت" ومديرها التنفيذي السابق جوبز أيضاً وقال بأنه يشعر ببالغ الحزن على وفاته وأضاف بأنه "من النادر أن يرى العالم شخصاً بتأثير جوبز العميق، تأثير ستشعر به الأجيال المقبلة".
وعبّر أحد مؤسسي موقع "فيسبوك" الشهير مارك زوكربرغ أيضاً عن حزنه لوفاة جوبز وقال على صفحته على الموقع "ستيف، شكراً لأنك كنت معلماً وصديقاً. شكراً لأنك أثبت أن ما تبنيه يمكن أن يغيّر العالم. سأشتاق إليك".
والراحل من مواليد 24 فبراير/شباط 1955، وقطع دراسته بعد ستة أشهر من التحاقه بكلية "ريد" نظراً لضائقة مالية ألمت بعائلته التي تنتمي إلى الطبقة العاملة وبدأ العمل في شركة "أتاري" لألعاب الكومبيوتر عام 1972.
تزوّج بلورين بويل عام 1991 ولديهما ثلاثة أولاد وكان لجوبز ابنة من زواج سابق.
وأسس جوبز في 1976 مع ستيف ووزنياك ومايك ماكولا شركة آبل من خلال تصميم وتطوير أول سلسلة ناجحة من كومبيوترات "آبل 2". وساهم في تطوير أجهزة الكمبيوتر "ماك" وأجهزة "آي بود" و"اي باد.
وقاد جوبز "آبل" بين عامي 1997 و2011 بعد أن كانت في طريقها للانهيار في مرحلة من المراحل، ليجعلها واحدة من أكثر الشركات ربحاً وتفوقاً في العالم، عملاً بمقولته "أحياناً قد تضرب الحياة رأسك بطوب ولكن لا تفقد إيمانك".
واستقال جوبز من منصب الرئيس التنفيذي لـ"آبل" في أغسطس/آب الماضي ليحل مكانه رئيس العمليات في الشركة تيم كوك، فيما بقي جوبز رئيساً لمجلس إدارة الشركة.
وأصبح جوبز عام 2006 عضواً في مجلس إدارة شركة "وولت ديزني".
