محطة أخبار سورية
يوصف دائماً بأنه مخرج إشكالي، وإشكاليته تنبع من اختياره لمواضيع وقضايا حساسة في المجتمع، انطلاقاً من إيمانه بأهمية دور الفن في بناء المجتمعات، ولأنه يرفض أن يكون مخرجاً للتسلية، فقد كانت أعماله علامة فارقة في السينما السورية، ونذكر منها “حادثة النصف متر-وقائع العام المقبل - علاقات عامة - تراب الغرباء” واليوم يستعد الجمهور لاستقبال فيلمه الجديد “حرّاس الصمت” ومجمل هذه الأعمال –كما يؤكد- لم ينجزها لتمر مرور الكرام، وإنما هي مفاصل أساسية في مشروعه الفني والفكري، من هنا لديه ثقة كبيرة من أن فيلمه الجديد سيترك أثراً كبيراً لدى جمهور المهرجان انه المخرج السوري سمير ذكرى.وهنا نص الحوار:
> تتحدث دائماً عن مشروع ثقافي فكري تسعى إليه من خلال أعمالك السينمائية، فأين موقع فيلمك “حرّاس الصمت” من هذا المشروع؟
<< حاولتُ في كل أفلامي : “حادثة النصف متر” و”علاقات عامة” وغيرهما توصيف المجتمع السوري وذلك من خلال عدة مراحل وفترات تاريخية، وعندما أنجزتُ فيلمي “تراب الغرباء” الذي يتناول حياة وفكر عبد الرحمن الكواكبي، حاولتُ أن أقدم بعض الحلول للمشاكل التي عرضتُها في أفلامي السابقة، ليأتي بعد ذلك فيلمي “حرّاس الصمت” ليصب في الهدف ذاته.
ولم أقدم على إنجازه إلا لأنه يخدم مشروعي فكرياً، والقائم على التنوير والتسامح والاعتدال والتقدم.. أعجبني كثيراً في الرواية الفهم التنويري لغادة السمّان وفهمها العميق للبيئة الشامية ومعنى الحارة الدمشقية التي قدمتها بشكل مختلف عما قدمته الدراما التي شوّهتها..
لقد أُعجِبتُ كثيراً بطريقة السمان في بناء ومعالجة الشخصيات، لذلك عندما عرضت المؤسسة العامة للسينما إنجاز هذا الفيلم لم أتردد كثيراً فكتبتُ السيناريو وقرأتْه غادة السمان وأسعدني تصريحها بأنني نجحتُ في التقاط روح الرواية، وهذا ما سعيتُ إليه .
> تردد كثيراً أن الرواية فيها شيء من السيرة الذاتية.
<< الرواية وإن كانت قريبةً من السيرة الذاتية إلا أنها ليس كذلك، خاصة وأن غادة السمان قالت إنها لم تحاول أن تكون واقعية فيها، وبالتالي فإن ما قدمته كان أكثر غنى من الواقع، مع قناعتي التامة أن الكاتبة استعانت بسيرتها الذاتية كما يفعل كل الكتّاب في أي عمل يقدمونه .
> في أي عمل يقدمه المخرج يبحث عما هو جديد، فما هو جديدك في فيلم “حرّاس الصمت”؟
<< لأنني لستُ من المخرجين الذين يرغبون أن تكون لديهم ماركة واحدة لكل أعمالهم قدمتُ في “حرّاس الصمت” أسلوباً يختلف عن بقية أعمالي التي كان كل واحد منها بأسلوب معيّن، إضافة إلى أن “حرّاس الصمت” عمل ينتمي إلى البيئة الشامية بكل خصوصيتها .
> يعتقد البعض أن الفيلم يأتي ضمن موجة الأعمال الشامية التي انتشرت سينمائياً وتلفزيونياً .
<< لن أردّ على هذا الكلام سوى أنني أعد الجمهور بأنه سيشاهد فيلماً مختلفاً.
> ماذا عن الحكاية في الفيلم؟
<< الفيلم يسلط الضوء على سورية في عام 1945، العام الذي ولدت فيه البطلة من خلال عائلة دمشقية تحتضن تلك الفتاة التي تحلم بأن تصبح كاتبة، مع رفض المحيط لهذا الحلم، إلا أن إصرارها على الاستمرار يشرع الأبواب لهذا الحلم .
> المتابع لأعمالك السينمائية يلمس أنك غير ميّال لاستقطاب النجوم فلماذا؟
<< أنا كذلك، ولا أرى أنني أعاني من مشكلة جرّاء ذلك، وأفضِّل دائماً أن أمنح فرصة لفنان مغمور وموهوب بدلاً من أن أطرق أبواب النجوم الذين باتوا يطلبون الملايين للمشاركة في أي عمل سينمائي، مع أن معظمهم يعرفون سلفاً الميزانية المقدّمة لأفلامنا، ويكفي أن أذكر أن أحد النجوم عندما عرضتُ عليه المشاركة في الفيلم طلب خمسة ملايين ليرة، مع العلم أن كلفة الفيلم كله تبلغ (25) مليون ليرة .
> كتبتَ نصوص أعمالك عدا “تراب الغرباء” و”حادثة النصف متر” و”حراس الصمت” فكيف تتعامل كمخرج في كلا الحالتين؟
<< لا فرق في التعاطي بين الحالتين، خاصة وأن لي دائماً قراءاتي الخاصة حتى لكتابات الآخرين .
> كيف تجد حال القاعدة التقنية في المؤسسة العامة للسينما؟
<< أعتقد أن نقطة ضعفها تكمن في عدم وجود العنصر البشري المؤهَّل، خاصة وأن القاعدة التقنية للمؤسسة ترفد دوماً باستيرادات جديدة، لذلك فالمطلوب خبراء لتدريب العناصر البشرية في المؤسسة .
> ما مآخذك على المؤسسة العامة للسينما؟
<< ما زالت مقصّرة في موضوع التوزيع والاستيراد والعروض والبيع .
“حراس الصمت”
إنتاج المؤسسة العامة للسينما عن رواية الأديبة السورية غادة السمان ”الرواية المستحيلة” سيناريو وإخراج سمير ذكرى ومن بطولة: مازن منى، نجاح حفيظ، إياد أبو الشامات، نجلاء الخمري، مديحة كنيفاتي، رامز أسود.
