نزل مزيج «برنت» الخام عن 88 دولاراً للبرميل أمس وهو أدنى أسعاره في نحو أربع سنوات، بعدما أشارت السعودية والكويت إلى عزمهما الإبقاء على مستوى الإنتاج المرتفع للحفاظ على حصة كل منهما في السوق حتى وإن كلفهما ذلك انخفاض الأسعار.
وأبلغت مصادر مطلعة على الموقف السعودي وكالة «رويترز» أن المملكة أوضحت لمشاركين في السوق أنها مستعدة لقبول أسعار بين 80 و90 دولاراً للبرميل. واستبعد وزير النفط الكويتي أن تخفض «أوبك» إنتاجها لتعزيز الأسعار.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير النفط علي العمير قوله «من غير المحتمل أن تخفض أوبك إنتاجها من النفط في محاولة لتعزيز الأسعار لأن مثل هذه الخطوة لن تكون فعالة بالضرورة». وأضاف: «إن وصول الأسعار إلى 76 أو 77 دولاراً للبرميل وهي كلفة الإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا، سينهي الانحدار الحاصل في الأسعار».
وقال كبير محللي السلع في «أس إي بي» في أوسلو، بيارن شيلدروب: «في ضوء هذه التصريحات لا يمكن أن نتوقع خفض إنتاج أوبك قبل اجتماع 27 تشرين الثاني (نوفمبر)»، حين تجتمع «أوبك» لبحث حجم الإنتاج. وتوقع بعض المحللين أن تخفض المنظمة الإنتاج قبل الاجتماع.
وهبط سعر «برنت» إلى أدنى مستوياته منذ كانون الأول 2010 عند 87.74 دولار في التعاملات المبكرة ولكنه تعافى قليلاً إلى نحو 88.10 دولار للبرميل منخفضاً 2.11 دولار. وهبط سعر الخام الأميركي 1.60 دولار للبرميل إلى 84.22 دولار.
إلى ذلك، وقّعت روسيا والصين اتفاقين أحدهما في شأن إمدادات الغاز والآخر حول التعاون في مجال النفط. وأفاد مراسل لوكالة «رويترز» بأن البلدين وقعا اتفاقاً حكومياً في شأن التعاون في نقل إمدادات الغاز عبر «الطريق الشرقي». ووقعت «روسنفت» الروسية الحكومية لإنتاج النفط مع «الشركة الصينية»، اتفاقاً لتعميق التعاون الاستراتيجي.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إن بلده التي تحاول تعزيز علاقاتها مع بكين بسبب المواجهة التي تخوضها مع الغرب، ستوقع نحو 40 اتفاقاً «مهماً» مع الصين خلال زيارة رئيس الوزراء لي كيكيانغ إلى موسكو. ونقلت وكالة «تاس» الرسمية عن مدفيديف قوله خلال بدء اللقاء مع نظيره الصيني: «أمامنا جدول أعمال مكثف (...) سنشارك في توقيع عدد كبير من الوثائق»، مضيفاً أن الأمر يتعلق «بنحو 40 اتفاقاً ثنائياً مهماً جداً».
ويبلغ عقد الغاز الذي اتفق عليه البلدان خلال أيار الماضي 400 بليون دولار ومدته 30 سنة وينص على تسليم 38 بليون متر مكعب سنوياً اعتباراً من عام 2018 عبر خط أنابيب بدأ تشييده مطلع أيلول في ياكوتي.
ولفت المصدر إلى أن اتفاقاً حول تعزيز التعاون بين المصارف الروسية والصينية سيوقّع خلال اللقاء بين مدفيديف ولي كيكيانغ.
وقال مدفيديف إن العلاقات بين الصين وروسيا «أصبحت في مستويات رفيعة جداً ويمكن وصفها بشراكة إستراتيجية». وأوضح أن «الصين هي أول شريك لنا في التجارة الخارجية». وقال مدفيديف: «ارتفعت قيمة التجارة الثنائية أكثر من الضعف فانتقلت من 40 إلى 90 بليون دولار»، خلال السنوات الست الماضية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الصيني: «نريد تطوير التعاون الروسي الصيني في كل المجالات».
