تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاهتمام بالنفط والغاز في لبنان تراجع لأسباب اقتصادية وسياسية

 أكد عضو مجلس إدارة هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام الذهبي أن الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة لم تعد تبدي اهتماماً كبيراً بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية بسبب تهاوي الأسعار العالمية للنفط إذ أن كلفة استخراج النفط والغاز من تحت قاع البحر تُعتبَر مرتفعة، إضافة إلى تأخر لبنان في طرح المناقصات في ضوء الخلافات السياسية التي تعصف بالبلاد، لكنه توقع عودة الاهتمام فور انتعاش الأسعار العالمية للنفط بعد فترة غير بعيدة كما يتوقع الخبراء العالميون.

وفي ندوة نظمها «النادي الثقافي العربي» في بيروت ليل أول من أمس بعنوان «النفط والغاز في لبنان: خريطة الطريق والمعوقات»، شدد الذهبي على «أهمية القطاع في المساهمة بتغيير وجه الاقتصاد اللبناني»، مؤكداً على «ضرورة استغلال الموارد النفطية البحرية» التي اكتشفت في تموز 2006. وأضاف أن «المنطقة الاقتصادية الخالصة قُسمت إلى 10 «بلوكات»، وطُرحت المزادات على الشركات لاستثمارها»، مشيراً إلى أن «رغبة الشركات العالمية في النفط اللبناني «تراجعت نتيجة التأجيل المستمر لطرح المناقصات».

واعتبر أن الهيئة التي تشكلت قبل سنتين وشهرين، «أنجزت ما يزيد عن 95 في المئة من الأمور التقنية»، لكن «الخلاف السياسي عليها عرقلها»، مشيراً إلى أن بدء القطاع بالعمل يتطلب أولاً إصدار مرسومين يتعلقان بـ «اتفاق الاستكشاف والتنقيب ودفتر الشروط» و«ترسيم البلوكات البحرية».

وقُدرت الاحتياطات النفطية للبنان وفق شركة «بتروسكوم» النرويجية بـ 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز السائل، بقيمة 140 بليون دولار. وجرى اكتشاف 120 تريليون قدم مكعبة من الغاز في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفق الذهبي الذي دعا إلى الاستفادة من «تخبط الأعداء»، في إشارة إلى اتهام السلطات الإسرائيلية شركة «نوبل إنرجي» العاملة في تطوير حقول غاز إسرائيلية بالاحتكار وإلزامها إياها على التخلي عن بعض المشاريع.

وتابع أن الشركات التي تعمل على الأراضي العربية لم تشارك في «مزادات على حقول نفطية إسرائيلية خوفاً على مصالحها»، مشيراً إلى «خروج شركات من الحقول القبرصية»، معتبراً أنها الظروف الأمثل والأنسب لبدء العمل في هذا القطاع في لبنان. وأكد أن مشكلة الغاز تكمن في الاستثمارات الكبيرة فيه إضافة إلى صعوبة تأمين الأسواق، مضيفاً: «بتأخرنا نخسر الأسواق المجاورة التي تحتاج إلى استيراد الغاز».

واعتبر الذهبي أن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر في القطاع نظراً لكون القطاع يحتاج ست سنوات على الأقل لينطلق، مؤكداً «أن الأسعار سترتفع» وفق دراسات كثيرة لخبراء عالميين. وقال إن «لبنان يتمتع بخصائص مميزة تجعله بيئة خصبة للمستثمرين في قطاع البترول، نظراً إلى وجود معدل إنتاج عالٍ، إضافة إلى مساحة واسعة من «البلوكات»، وسياسة تشريعية منظمة، «لكن العبرة في التنفيذ».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.