تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دعوات لمحاسبة المسؤوليـن عن تراجع مستوى صحيفة تشـريـن الحكوميـة

  دعا تقرير رسمي سوري إلى محاسبة الإدارات التي دمرت بنية بعض المؤسسات الإعلامية في سورية ومنها جريدة تشرين الناطقة باسم الحكومة السورية.
ودعا التقرير إلى محاسبة المسؤولين عن التراجع الكبير في المستوى والإمكانات التقنية والبشرية للصحيفة، والإدارات المسؤولة عن هذا التراجع، على اعتبار أن المحاسبة جزء من الإصلاح "حسب التقرير".
وقال تقرير المجلس الوطني للإعلام أن المجلس اطلع على حال جريدة تشرين حيث أفادت رئيسة التحرير رغداء مارديني بأن الجريدة تعاني حالياً من (تراجع مريع) في بنيتها التحتية إضافة إلى نقص حاد في عدد من العاملين في تحرير الأخبار، والدراسات، والمصورين وفنيي الطباعة وغيرهم.

أربعة رؤساء تحرير
ومنذ بداية الأزمة تولى إدارة الصحيفة أربعة رؤساء تحرير أولهم سميرة المسالمة التي عينها وزير الإعلام الأسبق محسن بلال وأعفاها بعد مقابلتها على قناة الجزيرة، وتم تكليف منير الوادي بدلاً منها لفترة مؤقتة.
أما زياد غصن فقد عينه وزير الإعلام السابق عدنان محمود وأعفاه رئيس الحكومة وائل الحلقي على خلفية خبر عن قمر صناعي سوري بعد رفضه التصريح عن مصدره.
أما رئيسة التحرير الحالية فهي الدكتورة رغداء مارديني (**).. وعينها وزير الإعلام الحالي عمران الزعبي قبل أشهر.
---------------------------------------------
المرأة المناسبة في المكان المناسب!
وللإطلاع عن كثب على حال العمل في صحيفة تشرين التقى (داماس بوست) عدداً من الصحفيين والإداريين العاملين بالصحيفة حيث أكدوا لنا أن الصحيفة تعيش (أزمة إدارية خانقة) على حد قولهم.
يقول أحد الصحفيين: بأن (المفاصل الأساسية في الجريدة تم تسليمها الى من أسماهم (أصحاب الحظوة والمقربين من الإدارة الجديدة، وتمت إزاحة من لم تعجبه طريقة العمل وهو ما حصل مع رؤساء دائرة الاقتصاد والثقافة) على حد قوله.
ويقول الصحفي الذي رفض ذكر اسمه أن (رؤساء الدوائر الجدد تم تعيينهم بغض النظر على ميولهم وقدراتهم المهنية وكفاءتهم.. وسط ذهول العاملين في الجريدة ... وذهول المعينين الجدد أنفسهم!) كما يقول.
ويعطي الصحفي مثالاً بأن: (أحد خريجي الثانوية الصناعية استلم أهم أقسام الصحيفة رغم أنه غير قادر على تقييم أي خبر وصلاحيته للنشر) ... على حد قوله.
ويقول أيضاً بأن (أحد الصحفيين في تشرين وظف جميع أولاده .. ومؤخراً وظّف كنته في الصحيفة!).
ويقول الصحفي بأن (الحكومة ووزارة الإعلام صدّعت رؤوسنا بمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، ولكن على أرض الواقع في مؤسساتنا وخصوصاً الإعلامية... لا الرجل المناسب ولا المرأة المناسبة في المكان المناسب) حسب تعبيره.

اجتماعات بلا جدوى
وتقول صحفية أخرى أنه (وبسبب خلافات مع رئيس التحرير السابق تم إلغاء جميع القرارات التي اتخذها وكانت تصب في مصلحة الجريدة والعاملين فيها) حسب قولها.
وتقول هذه الصحفية بأنه: (جرت إعادة بعض العاملين إلى مواقعهم السابقة بعد ان تم نقلهم لسوء معاملتهم او تقصيرهم، كما جرى استبعاد العاملين المقربين من رئيس التحرير السابق) على حد قول الصحفية.
وعن إدارة الصحيفة يقول أحد الصحفيين القدامى بأن: (رئيسة التحرير خصصت غالبية أيام الأسبوع لعقد الاجتماعات وبات هم العاملين الأكبر في الجريدة قطع الطرقات والحواجز للوصول إلى مقر الصحيفة بالميدان، وذلك لحضور "الاجتماعات المقدسة" والتي باتت شبه دورية ....رغم أنها بلا جدوى ولا تأتي بجديد) حسب زعمه.
ويقول: (هناك تشديد غير مسبوق وغير مبرر على الدوام والمناوبات حتى يوم السبت وهو يوم عطلة في المؤسسات الحكومية).

الصحفيين لصوص!
يقول أحد العاملين بالصحيفة: (من أغرب ما يحصل في الجريدة هو إحضار كافة انواع الأجهزة من اجل تفتيش العاملين في غدوهم و(ذهابهم) ويتم حشر العاملين على باب الجريدة من اجل إخراج بطاقات الدوام وتفتيش الحقائب أثناء مغادرتهم الجريدة.
وتساءل العامل هنا: (نتفهم تفتيشنا عند الدخول لأسباب أمنية، ولكن تفتيش الصحفيين والعاملين لدى خروجم يعني اتهام مباشر لهم بأنهم لصوص!).
يضيف العامل في تشرين بأن: (رئيسة التحرير منعت العاملين الخروج من الجريدة دون اخذ اذن شخصي منها حتى ولو كان السبب لشراء الحاجيات البسيطة من المحال المحيطة ببناء الجريدة).

المواد من الوكالات والمواقع
ورفعت صحيفة تشرين مؤخراً سقف الاستكتاب لمحرريها، ويصل سقف استكتاب المحرر العادي إلى 16 ألف ليرة ورؤساء الدوائر إلى 22 ألف ليرة.
يقول أحد الصحفيين (أصبح الشغل الشاغل للمحررين ورؤساء الأقسام الدخول الى موقع سانا والمواقع السورية ووكالات الأنباء ولطش المواد ووضعها بأسمائهم للحصول على سقف الاستكتاب).
والطامة الكبرى كما يقول الصحفي أن هؤلاء (لا يقرؤون المواد قبل نشرها .. ويعطي مثالاً عن إعادة نشر خبر افتتاح ملتقى النحت والذي نشر ذاته العام الماضي ولولا اعتراض وزارة الثقافة لما علم احد بهذه المصيبة... إضافة الى الاخطاء الفادحة في نشر الصور) على حد قوله.

تشغيل الشباب
وأضافت صحيفة تشرين إلى كادرها حوالي 13 من الصحفيين الشباب وفق برنامج تشغيل الشباب، وهم من الصحفيين المميزين الذين عملوا في المواقع الالكترونية والصحف الخاصة في سورية، ويتحدث العاملون في تشرين عن ضغوط تمارس على هؤلاء، فمن ناحية تم إيقاف عملهم واستكتابهم في الصحف والمواقع الخاصة، ومن ناحية أخرى يتم رفض أي عمل مميز يقدمونه، من قبل البعض، وفي حال قبول تحقيق مميز يتم نشره مشوهاً بالحذف والتعديل.

                                                                                صدام حسين
----------------------------------------------
(**) رغداء مارديني: حاصلة على دكتوراه في الأدب العربي من جامعة دمشق، وعنوان رسالتها (المناظرات الخيالية في أدب المشرق والاندلس)...
وشغلت مارديني منصب رئيسة دائرة البحوث الإعلامية في مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر، وكانت رئيسة دائرة الثقافة والمنوعات في جريدة تشرين وعادت لاستلام دائرة التصحيح والتدقيق اللغوي بالصحيفة.
كما سبق وعملت مارديني في المعهد العالي للعلوم السياسية، وهي خريجة معهد الإعداد الإعلامي، وحاضرت في كلية الإعلام بجامعة دمشق- التعليم المفتوح

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.