تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: عـودة العرب إلى سـورية.. حالة التوزان العربي تستعيد عافيتها في 2019!!

مصدر الصورة
sns

أعرب سفير بريطانيا السابق لدى سورية، بيتر فورد، عن اعتقاده بأن جميع الدول العربية باستثناء واحدة مستعدة اليوم لقبول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وقال فورد لوكالة نوفوستي الروسية أمس: "أعتقد أن جميع الدول العربية مستعدة اليوم لقبول عودة سورية، ربما باستثناء قطر التي دعمت جماعة الإخوان المسلمين على مدى سنوات وتدير حملة تحريض ضد الحكومة السورية". وقال إن عودة سورية إلى الجامعة العربية لن ترضي الدوحة بسبب تمويلها لمسلحين في إدلب، مضيفا أن معارضة قطر لن تمنع الدول الخليجية الأخرى من استئناف العلاقات مع دمشق. وأشار فورد إلى أن الرياض التي تتعرض لضغوط قوية على خلفية الحرب في اليمن وقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالتعرض لعزلة وستضطر إلى "البحث عن أصدقاء جدد في دمشق".

وكتب حمادة فراعنة في الدستور الأردنية: ألم يقل المثل العامي: بداية الرقص حنجلة، وحنجلات العرب على أنغام دمشق، متعددة نوعية مهنية وتراكمية... خطوات التعامل العربي مع دمشق وبالذات من قبل أطراف التحالف، تعود إلى صمود دمشق ونظامها وجيشها لثمانية سنوات عجاف صعبة قاسية ومريرة في مواجهة موجات التطرف والإرهاب والتدمير والتواطؤ الإقليمي والدولي، وهزيمتهم، وانتصار سورية التدريجي متعدد المراحل: تطهير دمشق، والغوطة الغربية والشرقية، والجنوب السوري وصولاً إلى معركة الشمال المرتقبة. وأردف الكاتب: لم تكن المواجهة على أرض سورية، محلية وحسب، بل كانت إقليمية دولية بامتياز واستمرار المفاوضات التركية الإيرانية الروسية دلالة واضحة، وانسحاب القوات الأميركية تأكيد على ذلك، وتحميل موسكو المسؤولية للعدو الإسرائيلي على هجماته العدوانية انعكاس لهذا الصراع الإقليمي الدولي ونتيجة له، مما يفتح الرؤية لقراءة المشهد السوري بروح من التفاؤل المستقبلي باتجاه وضع حد لعنجهية المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وتطاوله على السيادة السورية، بعد أن وضعت الصواريخ الروسية حداً لتمادي طيران العدو الإسرائيلي وحوّل هجماته باتجاه استعمال الصواريخ عن بُعد على أثر فقدان طيرانه حرية التجوال في الأجواء السورية .

وتابع الكاتب الأردني: قراءة التحولات تُنير لنا رؤية مشهد الانتصار السوري مدعوماً من قبل موسكو وطهران لن يقتصر على منظمات المعارضة المسلحة وأدواتها المتطرفة الإرهابية، بل ستتسع مظاهره لتشمل العدو الإسرائيلي نفسه رغم تفوقه. وأضاف: العالم العربي سيستعيد عافيته التدريجية اعتماداً على صمود سورية وانتصارها، واستعادة العراق لمكانته التدريجية، وتوقيع اتفاق التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وموسكو، وأخيراً إلغاء ملاحق معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية كدلالة على عدم رضى عمان لسلوك وتطرف حكومة اليمين نحو القدس وسائر فلسطين بما يتعارض مع مصالح الأردن الحيوية، مما يدلل أن حالة التوزان العربي ستستعيد عافيتها وهذا ما يُبشر به العام 2019.

وكتب عبدالله بن بجاد العتيبي في الشرق الأوسط السعودية: الثابت في السياسة هو التغيير، والثابت في المصالح هو التقلّب، والذي لا يتغير وسط أمواج السياسة العاتية يغرق، ويفقد مصالحه وأهدافه بالتصلّب غير المجدي، وقد تحوّلت الأوضاع في سورية والمنطقة كثيراً عمّا كانت عليه قبل سنواتٍ. وأضاف الكاتب السعودي: بعد التغييرات الكبرى لتوازنات القوى في المنطقة كان لزاماً أن تتحرك المواقف وتتبدل بناء على رعاية المصالح للشعب السوري ولشعوب المنطقة ودولها، وهو ما حصل بالفعل وسيحصل أكثر في المستقبل القريب، من دولٍ عربية أخرى، فالأوضاع توحي بأن التوسع في هذا الاتجاه سيكون سمة للمستقبل القريب في المنطقة.

وتساءل الكاتب: أين حقوق الشعب السوري؟ والمجازر التي ارتكبت في حقه؟ ورأى أنّ هذه أسئلة موجعة فعلاً، ويجب أن تطرح... ولكن مشكلة السياسة أنها بلا عواطف، وأنها تبحث دائماً عن أفضل الخيارات المتاحة والممكنة لأن المستحيل ليس خياراً، ومن الجيد التبصر في الأحداث والمتغيرات وإعادة بناء المواقف وتغيير الاستراتيجيات كلما اقتضت الحاجة. في السياسة تنتصر المدرسة الواقعية - غالباً - على المدرسة المثالية.

وبعدما وضع الكاتب الأرضية للتحول (السعودي؟) القادم تجاه سورية، انتقل لسؤال آخر، حول من سيبني سورية من جديد؟ ليجيب بأن الدول القادرة على المساهمة الفاعلة في إعادة بناء سورية هي الدول العربية القائدة في المنطقة من دول الخليج تحديداً. وخلص للقول: ليس ثمة حلول ناجزة للأزمات المعقدة، مثل الأزمة السورية، بل هو التفكير المستمر والبحث الدائم عن أفضل الحلول حتى لو كانت الخيارات بين السيئ والأسوأ، وبالتأكيد فأسوأ تلك الحلول هو ترك سورية نهباً للدول الإقليمية غير العربية، وهذا لا يمنع أبداً من وضع شروطٍ مهمة لضمان أفضل النتائج الممكنة.

وفي موقف لافت، دعا الكاتب السعودي، يحيى الأمير، أمس، إلى العمل على إنقاذ سورية وإنهاء ملفها بطريقة تحفظ الدولة في هذا البلد العربي العريق. ورأى الأمير في مقالة في صحيفة عكاظ، بعنوان: إعادة التفكير في القضية السورية، أن الأحداث التي اندلعت في المنطقة عام 2011، كانت تنتهي في مصب واحد يتمثل في استبدال القوى الوطنية بأخرى ذات ولاءات خارجية. وفي موقف لافت، قال الكاتب السعودي إن إدارة أوباما، إضافة إلى النظامين التركي والقطري، لعبت "أدوارا ملتبسة ولم تلبث أنقرة أن أصبحت لديها أهدافها الخاصة في سورية، ومثَّل الجيش الحر الذي اتخذ من تركيا مقرا له أبرز الأدوات التي تم استخدامها من قبل جميع الأطراف، مما أدى إلى انقسامه وتشرذمه، وبالتالي فقد فاعليته مبكرا وتسربت أسلحته إلى مختلف الجماعات والفصائل". ووصل الأمير إلى نتيجة مفادها أنه "مع سعي دول الاستقرار والاعتدال في المنطقة إلى إعادة القاطرة الأمنية والاقتصادية للمنطقة نحو الاستقرار، ومع اللغة الجديدة والتوجهات المدنية التي تقودها الرياض وأبوظبي يمكن القول إن كثيرا من تلك الجهود، لكي تتحقق واقعا، لا بد من العمل على إنهاء الملف السوري باتجاه ما يحفظ الدولة السورية ويمثل بداية لإنقاذ ذلك البلد العربي العريق مما شهده طيلة الأعوام الماضية". وخلص الكاتب إلى أن مثل هذه الدعوة ستوصف بشعارات مختلفة لا أساس لها، وذلك لأن "من استرخص دماء السوريين هو من حولهم إلى ورقة في لعبة مقامرة خاسرة".

وتحت عنوان: العلاقات الإماراتية السورية نموذجاً، كتب د. خليل حسين (رئيس قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية في الجامعة اللبنانية)، في الخليج الإماراتية: ستفتح الخطوة الإماراتية(إعادة فتح سفارتها في سورية) باباً واسعاً لإعادة سورية إلى العرب من البوابة الإماراتية التي تشكل مغزى مهماً في المحيط الخليجي، ما يعتبر قراراً وازناً في إعادة توجيه بوصلة التعاون العربي في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الدول العربية جمعاء. وأشار إلى أنّ ثمة حديث عن انسحاب أمريكي من سورية وتلزيم الوضع السوري إلى تركيا... ما يعني مزيداً من الضغوط على سورية؛ الأمر الذي يستلزم مزيداً من خطوات الحماية العربية، وهو ما أقدمت عليه الإمارات التي ستُسهم في عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وهو أمر أكثر من ضروري في هذه الظروف الدقيقة.

وتابع الكاتب: ربما اليوم، نحن العرب أكثر حاجة من أي وقت مضى، لمثل تلك الخطوات الرائدة والواعدة في إعادة ترتيب الصف العربي وحمايته من الضغوط الهائلة التي تمارس عليه من أطراف دولية كالولايات المتحدة وروسيا، ومن أطراف إقليمية ك«إسرائيل» وتركيا وإيران، وجميعها تلعب دوراً مؤثراً في الواقع العربي الراهن، ما يؤكد أهمية الخطوة الإماراتية في زمانها ومكانها الصحيحين، والتي ينبغي أن تُتبع بخطوات عربية أخرى في السياق نفسه، علّ وعسى آن يُعاد التضامن العربي إلى ما كان عليه في غابر الزمن. وأوجز حسين: لطالما شكلت الإمارات ركناً بارزاً في أعمدة التضامن العربي بفضل سياسات خارجية معتدلة ورؤية ثاقبة في المحيطين العربي والإقليمي، كما شكلت سورية مركز استقطاب إقليمياً ودولياً، ما يستدعي أولاً وأخيراً، صياغة علاقات وسياسات بينية إماراتية سورية تراعي متطلبات الوضع العربي الراهن، مما يسهم بشكل واضح في إعادة ترتيب البيت العربي التي بدأت بهذه الخطوة الواعدة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.