تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: بوتين يهنئ الأسد بأعياد الميلاد ورأس السنة ويؤكد مواصلة الدعم... توتّر منبج مستمر بعد «لقاء موسكو»... بغداد ـ دمشق: لرفع التنسيق ضد «داعش»..

مصدر الصورة
sns

وجّه الرئيس بوتين، أمس، رسائل تهنئة لرؤساء وزعماء عدد من بلدان العالم هنأهم فيها بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وفي رسالة تهنئة أرسلها الرئيس بوتين للرئيس بشار الأسد، أكد بوتين أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة لسورية في مكافحة الإرهاب وحماية سيادة الدولة ووحدة الأراضي السورية، كما تمنى للمواطنين السوريين عودة سريعة للحياة السلمية والسعيدة". وهنأ الرئيس بوتين أيضاً الرئيس ترامب بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وأشار الرئيس بوتين في رسالة التهنئة إلى أن العلاقات الروسية الأمريكية تعد أهم عامل لضمان الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي، وأكد أن روسيا منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة حول أجندة واسعة". كما وجه بوتين بهذه المناسبة رسائل تهنئة لعدد من قادة العالم.

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أمس، إن مسؤولين أمنيين كباراً من بغداد، التقوا بالرئيس بشار الأسد في دمشق. ولمح عادل عبد المهدي إلى دور عراقي كبير في محاربة "داعش" مع استعداد القوات الأمريكية للانسحاب. وفي إشارة إلى الإعلان المفاجئ للرئيس ترامب في وقت سابق هذا الشهر بأنه سيسحب القوات الأمريكية من سورية، صرح عبد المهدي بأن "هذا الأمر فيه الكثير من التعقيدات". وأضاف: "إذا حصلت أي تطورات سلبية في سورية فإن ذلك سيؤثر علينا.. لدينا حدود تمتد لـ600 كم و"داعش" لا زال موجود هناك". وأوضح عبد المهدي أن الوفد العراقي زار دمشق حتى تمتلك بلاده المبادرة ولا تتلقى النتائج فقط.

إلى ذلك، أشار عبد المهدي إلى أن بغداد سعت إلى اتخاذ خطوة أخرى أوسع في إطار ترتيباتها الحالية مع سورية والتي شنت بموجبها ضربات جوية على التنظيم هناك، ولم يذكر رئيس الوزراء تفاصيل في هذا الشأن. وحول إمكانية تعزيز وجود القوات العراقية في سورية، قال: "هناك جماعات لا زالت تعمل في سورية، والعراق هو أفضل الطرق للتعامل مع هذه الجماعات".

وفي هذا الإطار، كشف مصدر حكومي عراقي، أمس، أن الرئيس بشار الأسد خوّل العراق بقصف مواقع "داعش" في سورية دون العودة إلى السلطات السورية. وقال المصدر، وفقاً لقناة روسيا اليوم، إن الطيران العراقي صار بإمكانه الدخول للأراضي السورية وقصف مواقع داعش، دون انتظار موافقة الحكومة السورية، التي أعطت الضوء الأخضر، ولكن يتعين إبلاغ الجانب السوري فقط. وتسلّم الرئيس الأسد السبت رسالة من رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، حملها رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض.

وبحث أردوغان، والمستشارة ميركل، هاتفياً، التطورات الأخيرة في سورية خاصة بعد سحب الولايات المتحدة قواتها منها. وذكرت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أن ميركل "أعربت عن أملها في أن ترد تركيا على الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سورية بالحفاظ على الضبط النفس وإبداء المسؤولية". وشددت ميركل على أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال يمثل "خطرا ملموسا"، كما "أشارت إلى دور تركيا" بالنسبة إلى التطورات في سورية وحولها، خاصة في مسألة استقبال اللاجئين السوريين.

وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، نضال الطعاني، أن النواب سيطلبون في الأيام المقبلة من وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع سورية. وقال الطعاني، لوكالة سبوتنيك، أمس: "سيكون لنا في الأيام القادمة لقاء مع وزير الخارجية... سوف أطلب منه بشكل مباشر رفع مستوى التمثيل وسنسمع منه الرد". وأضاف: "هناك مطالبات مستمرة بزيادة التمثيل الدبلوماسي لجميع الأقطار العربية حتى تصل إلى المستوى المعهود بين الدولتين". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يقصد بذلك كلا من قطر وسورية، قال: "كل الدول بشكل عام، لكن فيما يخص سورية فنحن يهمنا الوضع السوري، وندعم زيادة التمثيل الدبلوماسي" مع دمشق.

وعنونت صحيفة الأخبار اللبنانية: توتّر منبج مستمر بعد «لقاء موسكو»... بغداد ـ دمشق: لرفع التنسيق ضد «داعش». وأفادت أنه في ظلّ وجود حشود عسكرية كبيرة على أطراف مدينة منبج، لم تغيّر ضبابية «لقاء موسكو» التركي ــــ الروسي من حدّة التوتر على الأرض. ومع الأجواء التي خلّفها إعلان الانسحاب الأميركي المفترض، تعمل دمشق وبغداد على تعزيز التنسيق الأمني والعسكري، بما يتيح تعاوناً أوسع ضدّ «داعش» في المنطقة الحدودية بين البلدين. وأوضحت الصحيفة: لم يَرشح عن زيارة الوفد التركي الرفيع المستوى، أول من أمس، لموسكو، ما قد يسهم في تخفيف التوتر الذي يسود أطراف مدينة منبج، بوجود حشودات عسكرية تركية تواجه خطوط الانتشار الأخير للجيش السوري في محيط المدينة. واكتفى وزيرا الخارجية الروسي والتركي، بعد الاجتماعات في موسكو، بحديث عام عن «توافق على استمرار وتعزيز التنسيق» بين الطرفين وجيشَيهما، في مكافحة التنظيمات الإرهابية ودفع العملية السياسية في سورية. هذه الضبابية التي لفّت اللقاء المهمّ، ترافقت وتصريحات رسمية تشير إلى دعم موسكو الخطط التركية في شمال شرق سورية (من دون تحديد ماهية تلك الخطط)، صدر أبرزها من ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، في موازاة الإشارة إلى تعهّدات تركية متكرّرة بالتزام وحدة سورية وسلامتها واستقلالها.

وأضافت الأخبار أنّ المواقف الروسية التي تراعي حساسية تركيا إزاء مستقبل التنظيمات الكردية على حدودها الجنوبية من جهة، وعودة سيادة الحكومة السورية على كامل جغرافيا البلاد من جهة ثانية، تُكمّل جهوداً غير معلنة للوساطة بين الجيش السوري و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وهي جهودٌ أفضت إلى نشر وحدات عسكرية نظامية في محيط منبج الشمالي والغربي، تفصل بين مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية»، والفصائل التي تديرها أنقرة. ورغم الرعاية الروسية لمسار التفاوض هذا ومخرجاته، إلا أن التوتر على خطوط التماس لا يزال في أعلى درجاته، وسط استنفار وحدات الجيش السوري واستعدادها للردّ على أي «عمل عدائي» من جانب الفصائل المدعومة تركياً.

إلى ذلك، كان لافتاً ما تناقلته وسائل إعلام أمس عن مصادر عراقية، عن توافق سوري ــــ عراقي جديد يتيح للقوات العراقية استهداف تنظيم «داعش» داخل الأراضي السورية، من دون الآلية السابقة المعتمدة للتنسيق، بما يتيح سرعة التحرك للجانب العراقي على الأرض. ورغم عدم صدور تأكيد رسمي، عراقي أو سوري، بمنح مثل هذا التفويض، إلا أن التصريحات التي رافقت الحديث عنه تُعزّز من احتمال وجوده.

وأبرزت الحياة: تضارب حول مخططات تركيا بشأن معركة منبج. وذكرت أنه وفيما رجح مصدر عسكري ديبلوماسي روسي تخلي تركيا عن مخططاتها لمعركة منبج، أكد مصدر قيادي في «الجيش الوطني» المقرب من تركيا المضي في المخططات السابقة. ونفت مصادر كردية تسليم النظام منطقة سد تشرين قرب منبج. وبعد أكثر من أربعين يوماً على إعلان النظام المفاجئ القضاء على تنظيم «داعش» شرق السويداء، قتل ثلاثة عناصر من التنظيم في اشتباكات مع النظام في تلال الصفا شرق المحافظة. وفي منطقة التنف، نظم سكان مخيم الركبان وقفة احتجاجية للتسليط على معاناتهم ومصيرهم المجهول بعد إعلان واشنطن الانسحاب من المنطقة الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.

وعنونت الشرق الأوسط: اتفاق طويل الأمد بين طهران ودمشق يتحدى العقوبات... تزاحم عسكري في محيط منبج وأجوائها... والكويت تحتج على قائمة سورية بـ«ممولي الإرهاب». وطبقاً للصحيفة، أعلن في طهران، أمس، عن توقيع إيران وسورية اتفاقا اقتصاديا طويل الأمد، يساعد البلدين على الالتفاف على العقوبات الدولية التي طالت مصارف وشركات وأفرادا. ميدانياً، كثفت تركيا خلال الساعات الماضية من تعزيزاتها العسكرية في مناطق الحدود مع سورية وفي محيط مدينة منبج التي تشهد حالة من التزاحم في محيطها البري وأجوائها. ودخل رتل عسكري أميركي إلى المدينة، تزامناً مع تحليق طائرات أميركية في أجوائها. من ناحية ثانية، نقلت تقارير عن مصدر دبلوماسي أن الخارجية الكويتية استدعت القائم بأعمال السفارة السورية أمس للاحتجاج على قائمة وضعتها دمشق تضم العشرات ممن وصفتهم بـ«ممولي الإرهاب» بينهم عدد من الكويتيين.

وأبرزت العرب: جهود جزائرية تمهّد لعودة سورية إلى الجامعة العربية. وأفادت أنّ الجزائر تعتزم طرح مبادرة تهدف إلى تمكين سورية من استعادة عضويتها في الجامعة العربية التي جرى تعليقها منذ تشرين الثاني 2011. ونقل الموقع الإخباري الإلكتروني “الجزائر باتريوتيك” عن مصادر دبلوماسية قولها، أمس، إن الجزائر تعكف على إعداد مقترح يخصّ عودة سورية للجامعة العربية، وأن هذا المقترح سيتم طرحه على القمة العربية الثلاثين التي ستُعقد بتونس في آذار المقبل. ويرى متابعون أن الأجواء في المنطقة مهيأة لإمكانية عودة سورية إلى الجامعة العربية، في ظل إقدام دول عربية على إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سورية وبينهما الإمارات.

ولا يستبعد خبراء أن تشهد القمة العربية التي ستُعقد في تونس في آذار المقبل عودة سورية، خاصة وأن تجميدها ساهم في إضعاف الدور العربي في حل الأزمة. وأكد محللون أن الزيارة التي قام بها البشير أتت بإيعاز من دول عربية مثل مصر والسعودية لكسر الحاجز النفسي في إعادة التواصل مع سورية. ويرجح الخبراء أن تشهد سورية في بداية العام المقبل عودة العلاقات مع دول عربية أخرى، حيث أبدى الأردن بدوره رغبة في التطبيع السياسي مع الرئيس بشار الأسد، بعد تطبيع تجاري جرى قبل أشهر بفتح معبر جابر نصيب.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية: الخيار الكردي، أنّ أكراد سورية من جهتهم أصيبوا بعدوى «الانتحار» بعد اندلاع الأزمة السورية العام 2011، فحملوا السلاح وشكلوا «قوات الحماية الكردية»... وطرحوا شعارات «الإدارة الذاتية» و«الحكم الذاتي» وبدأوا في ممارسة شكل من السيادة المنفصلة عن السلطة السورية في مناطق تواجد الأكراد شمال شرق سورية؛ راهن الأكراد هذه المرة على الولايات المتحدة التي قامت بتدريبهم وتزويدهم بالسلاح... والآن بعد أن عمدت الولايات المتحدة إلى التخلي عنهم و«بيعهم» إلى تركيا، ليس أمام الأكراد من خيار إلا العودة إلى حضن الدولة السورية، خصوصاً أن الساحة سوف تخلو لأنقرة، إذا ما قررت تنفيذ وعيدها بـ«اجتثاثهم»، حسب أردوغان.

وكتب يونس السيد في الخليج أيضاً: بغض النظر عن دخول الجيش السوري مدينة منبج من عدمه، إلا أن الجيش السوري أصبح على مشارف المدينة، وأربك حسابات أنقرة، التي اضطرت إلى إرسال وفد عسكري وسياسي إلى موسكو؛ لمناقشة الأمر؛ لكن مهما تكن الذرائع، التي تقدمها أنقرة، تجاه عزمها على «إبادة» المقاتلين الأكراد، الذين تصنفهم كـ «إرهابيين»، ودفنهم في خنادقهم، إلا أنها بدأت تتراجع شيئاً فشيئاً إلى القول: إنه «لا يوجد شيء تفعله في منبج، إذا خرجت منها الوحدات الكردية». وحقيقة الأمر، أن القوات التركية، تجاوزت، أصلاً، التفاهمات التي جرى التوافق عليها؛ عبر «مسار أستانا»، وتعهدها بعدم تجاوز 12 كلم داخل الأراضي السورية؛ بعد أن توغلت ما يقارب العشرة آلاف كلم مربع في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، وبالتالي فإن حجتها تبقى أكثر من واهية مع وجود الجيش السوري على الشريط الحدودي، الذي سيدافع عن سيادة بلاده وأرضه ووطنه.

ولفت عبدالله السويجي في الخليج، أيضاً إلى أنّ الحديث عن إعادة الإعمار في سورية، يطرح أسئلة بالضرورة عن إعادة الإعمار في أمكنة كثيرة مثل: العراق وليبيا واليمن، إلاّ إذا كان الموضوع السوري له أهمية إستراتيجية واقتصادية مختلفة عن الموضوعات الأخرى، وهو ما نرجّحه، لاسيما مع التقارير التي تسربت عن وجود حقول نفط وغاز هائلة في المياه الإقليمية السورية في البحر الأبيض المتوسط، فهل يعقل أن تكون الكعكة قد تم تقسيمها بين اللاعبين؟ وهل سيحشد العالم دبلوماسيته لتثبيت الهدنة (طويل الأمد) التي تحدث عنها الرئيس الروسي في سورية، ويفتح جبهات أخرى في غزة أو لبنان؟ ورأى الكاتب أنّ العام القادم سيكون مثقلاً بالأحداث الجسام، إيجابياً أو سلبياً، لكن الطريقة التي يتم التعامل بها مع مصائر الشعوب في المنطقة، لا تجعلنا نطمئن كثيراً إلى النوايا. فالعالم العربي، ودول العالم هو مسرح للصراعات والابتزازات والاستغلال منذ مئات السنين، ولم يطرأ أي تغيير على مشهده، بل إنه يزداد تعقيداً خاصة مع إقامة دولة صهيونية عنصرية في فلسطين ساعدت في تشتت العرب وانقسامهم.

وتحت عنوان: «تغريدة» ترامب أو قنبلته، كتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: روسيا، ومن موقعها كضابط إيقاع في الأزمة السورية، لن تساوم على مصالحها مع كل هذه الأطراف، ولن تفرط بها، كما أنها لن تفرط بأي من منجزاتها التي تكرست في سورية، سيما بعد قرار الانسحاب الأمريكي منها... لديها شبكة مصالح متشعبة ومعقدة مع تركيا، تبدأ بالطاقة والتجارة ولا تنتهي بصفقات التسلح، فضلاً عن «الجيوبوليتك» وحساباته المعقدة .... لكن موسكو لا تستطيع أن تجاري أنقرة في كل ما تريد، وإلا ستكون قامرت بعلاقاتها مع دمشق وطهران ... الأرجح أن احتواء الاندفاعة التركية، و"عقلنة" المطالب والأطماع التركي في سورية، هو ما ستعمل عليه موسكو، وهذا ما اتضح في البيانات التي صدرت في أعقاب اجتماعات وزراء خارجية ودفاع وقادة استخبارات الدولتين في موسكو مؤخراً، وهو ما سيخضع للاختبار في أول قمة للثلاثي الضامن لمسار أستانا في موسكو بعد أيام.

وتابع الكاتب: دمشق تراقب عن كثب مجريات الحوار التركي – الروسي، ولكن من موقع قوة هذه المرة، ربما أكثر من أي وقت مضى، ولديها في ذلك ما تلوح به من أوراق، زيادة على الانتصارات الميدانية التي تحققت على الأرض، وقرار واشنطن الانسحاب عن أكثر من ربع الجغرافيا السورية: فهي من جهة تعلم أن أكراد سورية باتوا أمام خيارين، إما مواجهة أقدارهم الكارثية مع الأتراك، أو العودة لحضن الدولة السورية؛ هم اختاروا وحسموا أمرهم، رغم مظاهر التلكؤ والتردد، ومحاولات «تحسين شروط» عودتهم لدمشق؛ ودمشق من جهة ثانية، تستقبل وفود العائدين، ليس من اللاجئين السوريين، بل من الدبلوماسيين العرب. وسيكتمل هذا المشهد، إن قررت القاهرة والرياض استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، وعادت سورية للجامعة العربية قبل القمة المقبلة في آذار المقبل. وأوجز الرنتاوي: القنبلة التي فجرتها «تغريدة» ترامب على توتير، ما زالت شظاياها تتفاعل، وتطاول أصدقاء واشنطن قبل أعدائها، وهي أدخلت المنطقة برمتها، في مرحلة جديدة، من إعادة النظر في الحسابات والأولويات والتحالفات.

وكتب خميس التوبي في الوطن العمانية: في الوقت الذي كانت مخالب قط العملاء والأدوات توغل في جسد الدولة القطرية وتقطع مفهومها لصالح القوى الاستعمارية الامبريالية وكيان الاحتلال الإسرائيلي الواقفة وراء تسونامي “الربيع العربي”، كانت سورية الأقدر ليس فقط على فهم أبعاد المخطط المدمر بتركيبته الإرهابية الظلامية والطائفية لتحطيم آخر قلاع النضال العربي... وإنما أيضًا كانت حاضرة ومستعدة لمواجهة المخطط، بما تمتلكه من أدوات، فخاضت معركتين معًا، الأولى في العقل والمنطق والفهم... والثانية معركة المواجهة للإرهاب التكفيري الظلامي... وبعيدًا عن المبالغة، سوريا تلج العام الميلادي الجديد 2019، وهي تسير بخطوات الواثق، مستعيدة عافيتها وعنفوانها، لا تؤكد أنها قلب العروبة النابض، وإنما لتؤكد أنها القلب النابض بالعروبة والقومية والعقل الناطق بالحكمة والحنكة؛ سورية ـ التي فهمت بحكمة قيادتها ووعي شعبها ووفاء حلفائها، وبسالة جيشها ـ تبدأ عملية التحليق إلى الأمام، فيما الآخرون يعودون إلى مربعهم الأول ربما مع جولة أخرى من حروب الجيل الرابع والخامس، وربما مع تجربة للجيل السادس من يدري؟

وتحت عنوان: الولايات المتحدة لا تستطيع أن تبقى شرطياً عالمياً، كتب ألكسندر براتيرسكي، في صحيفة غازيتا رو الروسية، حول انتهاك ترامب الأعراف الدبلوماسية في زيارته المفاجئة للعراق، ولعبة واشنطن الجديدة: كانت رحلة ترامب إلى العراق، الأربعاء 26 كانون الأول مفاجئة، ذلك أن الرئيس الأمريكي كان قد خطط سابقاً لزيارة الوحدة العسكرية الأمريكية في أفغانستان. لأسباب أمنية، لم يتم الإبلاغ عن توقيت الرحلة المحدد مسبقا... وبعد قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سورية، والذي تسبب في معارضة البنتاغون واستقالة وزير الدفاع، جيمس ماتيس، يبقى العراق المركز الشرق أوسطي الوحيد للولايات المتحدة؛ هذا العدد القليل من العسكريين يكفي فقط لعمليات صغيرة، لكن حقيقة الوجود تلعب دورا رمزيا. فهو يمنح حلفاء الولايات المتحدة الثقة بأن واشنطن لا تزال تسيطر على الوضع في المنطقة.

وعقّب كبير المحللين في Gulf State Analytics بواشنطن، تيودور كاراسيك، قائلاً: "لا يزال العراق مهمًا للولايات المتحدة لعدة أسباب. وقبل كل شيء، بسبب الأخطاء التي ارتكبت في الماضي، هناك حاجة لتصحيح الوضع للمستقبل: فإدارة ترامب ترى في العراق منطقة عازلة بين سورية وإيران ". ووفقاً له، يمكن استخدام القواعد في العراق للقيام بعمليات في سورية. ومع ذلك، تظل طهران وتخفيض تأثير الحرس الثوري الإسلامي "الهدف الرئيس".

أما خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين، فيرى أنه "من جهة التموضع الإقليمي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كان العراق دائما أكثر أهمية من سورية". وأوضح بارمين أن "إيران في سياق العراق مسألة ليست سهلة"، فـ "إذا كان للولايات المتحدة أن تشتكي من أن إيران ليس لديها ما تفعله في سورية، فلدى إيران مصالح أمنية قومية في العراق". لذلك، فإن "احتواء إيران عبر العراق، هدف غير موفق للولايات المتحدة".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.