تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تفاحة حسني الزعيم

مصدر الصورة
صفحة الدكتور سامي الخيمي على الفيس بوك

د. سامي الخيمي                                                                                                      

عام ١٩٤٩ دق جرس بيت أهلي بإلحاح في الثالثة بعد منتصف الليل
فتح والدي الباب والى جانبه والدتي، ليجد ثلاثة رجال متشنجين وحائرين:
- الزعيم بخطر وإلى جانبه ثلاثة أطباء لم يتمكنوا من مداواته.
• ما الذي أصابه؟
- خُنّاق شديد (نوبة قلبية)... تعال بسرعة يا دكتور !
وأسرع والدي ليلبس ثيابه وحمل حقيبة الفحص وبداخلها دواءٌ جديد كان قد وصله للتوْ، وهو عبارة عن حبوب صغيرة نيتروغليسرين ٥ مغ، يضعها المريض تحت لسانه فتذوب مباشرة وتؤدي الى توسيع شرايينه.

وصل الحكيم إلى المريض فوجده ينتفض ويعاني وبعد فحص سريع وضع حبتي نيتروغليسرين تحت لسانه. وبعد لحظات هدأ الخناق والألم وانتصب حسني الزعيم واقفاً ليشكر أبي 'مدني الخيمي' على المعجزة التي حققها.
قال له: إني أدين لك بحياتي وأتمنى أن تزورني كل صباح باكراً لنأكل تفاحة سوية !

وهكذا أمضى والدي آخر أسبوعين أو أكثر من عهد وحياة حسني الزعيم وهو يتأنق صبيحة كل يوم وتودعه والدتي وكأنّه غير عائد، ليذهب الى حسني الزعيم ويتناول التفاحة معه.
حصل الإنقلاب ضد حسني الزعيم في غير أوقات التفاحة ونجا والدي في الإمتحان.

كان يقول لطلابه في كلية الطب، إذا قُدٍرَ لكم أن تفحصوا مسؤولاً كبيراً وأُصِبْتُم بالرهبة، فأول شيء عليكم فعله هو أن تطلبوا منه أن يخلع ثيابه. عندها فقط تنقلب المعادلة فيصبح هو المسؤول الصغير بين يدي الطبيب الكبير.

ربما ساعدته تفاحة حسني الزعيم وخبرته مع الذين أتوا بعده، لكي يصل إلى هذه القناعة الراسخة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.