تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاجتماع التاريخي بين رئيسي الصين وتايوان يستحق تصفيق العالم

مصدر الصورة
صحيفة الشعب اليومية الصينية

تصافح  رئيسا الصين شي جين بينغ وتايوان ما يينغ-جيو  مساء يوم 7 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري في سنغافورة خلال اللقاء الأول الذي يجمع بين زعيمين من جانبي مضيق تايوان منذ عام 1949، ما يفتح صفحة تاريخية للعلاقات بن دول ضفتي  المضيق. ويعتبر الاجتماع الذي يجمع بين زعيمي جانبي المضيق انفراجة كبيرة في العلاقات للدول المتشاطئة على المضيق ، وسيكون له تأثير ايجابي على سياسة تايوان اتجاه البر الرئيسي الصيني في المستقبل .، ويضع أساسا متينا للطريقة التي يلاحظ بها العالم تطور العلاقات بين الدول

منذ  أن التقى وانغ داو هان رئيس جمعية البر الرئيس للعلاقات عبر مضيق تايوان وكو تشن-فو رئيس مؤسسة التبادلات عبر المضيق ومقرها تايوان في سنغافورة عام 1993، يتواصل مستوى الاجتماعات بين قادة جانبي المضيق  في الارتفاع ، إلا انه لم يشكل اختراقا نهائيا لان الجانبين لم يتفقا على لقب وهوية  القادة المشاركين في الاجتماع. حيث  كانت تايوان تصر على ان يشارك زعيم تايوان في الاجتماع بهوية " الرئيس" ، وهذا ما لن يقبله البر الرئيس "الصيني"  طبعا . لان هذا لا يتعلق بالهوية فحسب، وإنما ينطوي على  طبيعة القضية الاساسية للعلاقة بين الدولتين.

وقال رئيس مكتب شؤون تايوان للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني  تشانغ تشي جيون :" إنه تماشيا مع مبدأ صين واحدة توصل البر الرئيس وتايوان لاتفاقية عملية تظهر رغبة الطرفين في تنحية الخلافات جانبا واحترام بعضهما البعض، اتفق قادة البلدين على ان يلتقيا في الاجتماع المرتقب بصفتيهما "زعيمي جانبي مضيق تايوان ."

وان دعوة زعيمي جانبي مضيق تايوان احدهما للأخر بـ " السيد" سيكون مشهدا فريدا لم تشهده اجتماعات قادة العالم من  قبل.

ويخلق هذا الترتيب مساحة اوسع  للتغلب على المشاكل والتوصل الى حل في المستقبل. ويمكن تلخيص مسألة تايوان  في اتجاهات ثلاث:  الحفاظ على الوضع الراهن، تحقيق الوحدة، ويسمى الثالث" استقلال تايوان".

 

"الحفاظ على الوضع الراهن" قول غامض، حيث من الصعب ان يبقى وضع العلاقات عبر المضيق ثابتا وإنما  يتغير باستمرار. وكيفية التغيير تعتمد على القوة الدافعة. وإن القوى المتطرفة في داخل تايوان هي الدافعة وراء " استقلال تايوان"، لكنها لن تدخل التاريخ بأنشطتها بل هي رغوة فقط.  والاتجاه العكسي لا تدفعه القوة الشاملة من البر الرئيسي فحسب، وإنما تعززه القوى الامامية الرئيسية للجزيرة ، وتفاؤل العالم بشان اقتراب الجانبين على نحو متزايد،  يتفق مع هذا الاتجاه. وقد شكل هذا تعزيز الجانبين لإقامة تعاون استراتيجي اوثق.

 

تركت الشجاعة السياسية للرئيس الصيني  شي جين بينغ انطباعا عميقا في جانبي المضيق والعالم اجمع.  وأخيرا ، سوف  ينعقد اجتماع زعيمي جانبي مضيق تايوان الذي انتظر طويلا في فترة ولايته الاولى.  وهذه الشجاعة هي خطوة حاسمة في فترة اكثر اهمية  في  النهوض العظيم للأمة الصينية.

نعتقد أنه علينا أن نصفق للسيد ما ينغ جيو لمشاركتة في الاجتماع الذي اثبت خلال ولايته التي لا يبقى منها إلا  سبعة اشهر  رغبته في ايجاد   تعاون مزدهر عبر المضيق. وعلى الرغم من أن اداء السيد ما ينغ في حكم تايوان يثير الجدل،  إلا انه من المرجح أن يكون لهذه العوامل الايجابية في العلاقات عبر المضيق تأثير ايجابي لفترة طويلة بعد انتهاء ولاية ما،  ويتجاوز السياسة المعقدة في الجزيرة.

 

ارسل معسكر المعارضة في تايوان اعتراضات فورية لاجتماع شي وما، على أمل السيطرة على الرأي العام، لكن عليهم أن يدركوا أن ما يعارضونه هو اجتماع تاريخي نال دعم العالم بما فيه أمريكا. وأن هذه المعارضة تظهر غشا من دائرة صغيرة أمام العالم. ولن ينجح مثل هذا التطرف ضد تيار تنمية العالم أبدا، وفي نهاية المطاف، سيلقى احتقارا.

يتحمس الشعب الصيني والعالم لاجتماع شي وما،  ويهتم المجتمع الدولي بأسره برؤية الطرفين  يتخذان خطوة عملية الى الأمام. وسيسمع تصفيقات العالم  لأنه انتصار السلام وانتصار العقلانية.

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.