انتهت الانتخابات التركية المعادة وتاكد فوز حزب العدالة والتنمية بغالبية تتيح له تشكيل الحكومة منفردا انما لا تتيح له تعديل الدستور الا بموافقة باقي القوى السياسية الممثلة في البرلمان .فوجىء المراقبون بنتائج الانتخابات التي خالفت معظم استطلاعات الرأي ,والمفاجأة الاكبر ان اردوغان زعيم العدالة والتنمية الفائز قد فوجىء ايضا بالنتيجة وظهرت كأنها عبء ثقيل عليه ومسؤولية كبيرة القيت على كاهله.
في متابعة لنتائج الانتخابات لفت نظري خارطة عرضتها محطة التلفزيون التركي وهي تظهر غالبية بلون محدد لحزب الشعوب الديموقراطي في جنوب شرق تركيا اي ديار بكر وغالبية بلون اخر في ازمير وفي القسم الاوروبي من تركيا وغالبية اخرى في باقي انحاء تركيا وتحديدا الاناضول.
هكذا جاءت نتيجة الانتخابات :الكرد صوتوا بغالبيتهم للحزب الكردي اي حزب الشعوب الديموقراطي ومن لم يصوت له من الكرد خاف على مصيره بعد انفجاري سوروش وانقرة اللذين طاولا المواطنين الكرد واللذين لم يشهدا تحقيقا جديا من الاجهزة الحكومية واطلقت اتهامات للدولة العميقة بانها تقف وراء التفجيرين .
العلويون وسكان الغرب في ازمير والقسم الاوروبي صوتوا لحزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني
باقي الاتراك صوتوا لحزب العدالة والتنمية المرتبط بالاخوان المسلمين وللحزب القومي التركي .بمعنى اخر اتخذ العدالة والتنمية موقفا متشددا يمكن وصفه بالعنصري من الاكراد فاستمال الحزب القومي وهكذا تحول الحزب الاسلامي الى حزب اسلامي وقومي معا .
باختصار انها ليست انتخابات .انها استفتاءء لثلاثة مكونات هي الترك المسلمون السنة, والترك العلويون والعلمانيون, والكرد .
في العراق الانتخابات ايضا هي استفتاء بين السنة على ممثليهم وكذلك الشيعة والكرد.هذه الوصفة التي فرزت العراق الى ثلاث فئات تقدم الان الى تركيا .
لا يمكن لتركيا ان تتقدم بنظامها السياسي ولا بدورها الاقليمي في هكذا نظام تماما كما يستحيل على العراق ان يتحول الى دولة حقيقية في ظل هذه الصيغة .
تحصل الكارثة في تركيا اذا سارت على خطى العراق بهذه الصيغة الثلاثية
الياس فرحات
