تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غلطان بالنمرة

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

في إحدى الليالي عانى مواطن من شرق المتوسط ألما حاداً في بطنه كان أشبه بآلام الطلق عند المرأة الحامل سكاكين تجتاحه ممزقة روحه كان يتخبط كسمكة أخرجت قسراً من حوضها أو كصرصار باغتته رشة "بايغون" ، بعد جهد جهيد وصل الى موبايله و بدلاً من أن يطلب الإسعاف طلب الأمن الجنائي و قال الحقوني إنني أموت ، سأله المجيب عن العنوان فلفظه بصعوبة ،جاءت الدورية إلى منزله خلعوا الباب و اقتحموا الشقة وجدوه يكاد يفارق الحياة ألماً سأله رئيس الدورية مين عمل فيك هيك؟
قال بصوت متقطع معد مع،،تي...
اذبهل العناصر ثم قال رئيس الدورية :اشحطوه
تدخل احدهم و قال سيدي عم يقول معدته يعني مافي جاني
تطاير الشرر من عيني رئيس الدورية لكَم العنصر, ثم قال له خلي معدة هالحيوان تعترف ليش عملت فيه هيك ،نفّذ العنصر الأمر و حول معدة صاحبنا إلى "جون فريزر" في مواجهة قبضات "محمد علي كلاي" و مع كل لكمة كان صراخ المسكين يعلو أخ يا معدتي دون الوصول لمعرفة سبب ألم معدته الأمر الذي جعل رئيس الدورية يتدخل للحسم قائلا:زتوه قدام باب الطوارئ للمشفى اللي ع طريقنا
لحظات و يرمى به أمام باب الطوارئ نصف ميت ،يسارع الممرضون إليه و قبل أن يفقد الوعي يسأله الممرض : مين عمل فيك هيك ؟
يجيب متذكراً لكمات العنصر:الج الج نا ئ يه
يتدخل حارس المستشفى ممتعضاً ما لازم يدخل يجوز مجرم خطير و يجوز - قالها بلؤم - قضيته أخلاقية بشي حديقة و أكل نصيبه...
يسرع طبيب متمرن ما يزال يتذكر بعضاً من قسم أبو قراط و قال بحزم واجبنا نعالجه طالما وصل بهي الحالة لعنا .
رمقه الحارس باشمئزاز و بلكي طلع وراه شي؟؟؟ أذعن الطبيب خوفاً لكنه قال طيب منعطيه مسكن و منزته عند أقرب فرع أمن و هني يسطفلو....
نصف ساعة نقلت صاحبنا من باب الطوارئ إلى باب أعرق الفروع الأمنية في شرق المتوسط ،و للصدفة كان أحد حراس الفرع على معرفة بسائق الإسعاف الذي أوصل صاحبنا ،قال له الحارس مبتسماً ولك صرتوا عم تسعفوا لعنا ؟؟؟
رد السائق ساخراً على رأي المثل و داويها بالتي و قهقها معاً قبل أن يطلق زمور سيارته ليصرخ خلفه الحارس بتحبب لعنة الله عليك ما أوسخك .
دقيقة و يصبح موجوع المعدة في غرفة التحقيق و بعد ركلتين و دلوين من الماء البارد و الساخن جاءه السؤال اللعنة :مين عمل فيك هيك ؟ ثم أردف المحقق و ليش عمل هيك تفضل احكي يا شطور .
نفرت من عين صاحبنا دمعة و لم يعرف ماذا يجيب أيقول الجنائية أم معدته أم حارس المستشفى أم يصمت ؟راقت له فكرة الصمت و قال ع رجلي - هي على غير عضو و لكن احتراماً للقراء - و قرر الصمت بل و ادعاء الخرس و الهبل ،و كلما طرح عليه سؤال جاب (ابه ته ابه)و مد لسانه كالمجنون ،في النهاية جزم الجميع في الفرع أنه أخرس مجنون و قرروا تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية .

 دخل مستشفى المجانين مستذكراً أغنية نجاح الموجي في ذاك الفيلم الشهير و هل سيأتي يوم يخرج من هنا إلا إلى المقبرة؟؟ سنوات مرت وهو منسي... أصبح يعرف المجنون من مدّعي الجنون حتى أنه التقى بكاتب كبير أدخلوه منذ أيام بداعي الخرف وكان صاحبنا من أشد معجبيه أيام الجامعة بل و تواصل معه فترة طويلة من الزمن ،ما إن رآه الكاتب حتى تذكره و باغته بالسؤال الذي غير حياته :مين اللي عمل فيك هيك ؟
ادعى صاحبنا الخرس حتى انفرد بالكاتب و روى له ما جرى معه ،فسأله الكاتب طيب يا بني ماذا كنت تفعل حين بدأت معدتك بالتمزق؟
استغرب السؤال الذي لم يسأله أحد له قبلاً فقال له و الله يا أستاذي كنت أقرأ الجريدة الرسمية و كان فيا خبر عن تحسين الوضع المعيشي و زيادة الرواتب...
قهقه الكاتب الشهير و قال يا ابني اشكر ربك أن أحشاءك لم تخرج من فمك.
استغرب صاحبنا و قال لماذا يا أستاذ؟
رد الكاتب لأنك أكلت كم خبرمسموم و وعود خالصة مدتها و إصلاحات فاسدة و بينما كان الكاتب يكمل حديثه أطلق صاحبنا ريحاً كادت تخنق محاوره الذي قال هي نموذج عن الوعود اللي سممت معدتك ثم أردف ضاحكاً يلعن سماك ع هالريحة !!!!

 محي الدين أحمد

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.