تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لا شيء هنا تغير ....مئة عام من العدم

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية

حين كانت الدراما السورية تستند على طبائع الاستبداد للكواكبي في لوحة من "بقعة ضوء" أو حلقة من "ضيعة ضايعة" كنا نظن أن في الأمر بعض المبالغة , بل ووصل بنا الوهم المعرفي و الثقافي إلى القول أن "طبائع الاستبداد"  للكواكبي يعتبر اليوم كتاباً عادياً ،لكنه في زمانه كان ثورة ضد القمع و نمطاً فريداً من التعبير شأنه شأن قصائد مظفر النواب  ,أو مسرحيات الماغوط , و سعد الله ونوس و أساس صرخات عبد الرحمن منيف في شرق المتوسط و مدن الملح و غيرها ...و أن السلطة العربية تطورت قليلاً فلم يعد يرهبها مقال أو تقض مضجعها قصيدة أو يؤرقها تصريح , بل و كدنا نصل إلى قناعة أن السلطة العربية من أقصى المحيط  الى الخليج  فعّلت هرمون "الطز" و رفعت شعار "بلطوا البحر" ،ليفاجأ الجميع, بأن مدن الملح ماتزال تلقي الجثة تلو الجثة في الأخدود و أن أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو ما يزالون مصابين بالتيه المزمن .

و بالعودة لمئة عام خلت نجد أن التصفية و الاغتيالات في هذا الشرق البائس تكاد تكون روتيناً و من نجى من اغتيال نظام عربي تكفلت اسرائيل به، و بغض النظر عن اتفاقك مع توجه من اغتيل أو أخفي سياسياً و لكن مبدأ الاقصاء بهذا الشكل ينم عن عقلية مافيوية لم يصل اليها ماريو بوزو عراب أدب المافيا في العالم ، فمن اغتيال العقيد عدنان المالكي والعميد محمد ناصر  في سوريا على سبيل المثال لا الحصر الى اغتيال عبد الحكيم عامر في مصر,  مرورا باغتيال المفتي حسن خالد و كمال جنبلاط و اختفاء الإمام موسى الصدر في لبنان . كل هذه الاغتيالات غلفت بصبغة الصراعات السياسية و الحزبية بل و نفذت بشكل محترف ضيّع بوصلة الرأي العام و لم يوجهها باتجاه متهم واحد رغم أن القتيل يشير غالباً  الى قاتله قبل موته بلحظات ، لتتدخل إسرائيل بعدها باغتيال ناجي العلي و كمال ناصر و كمال عدوان وصولاً لفترات لاحقة باغتيال إيلي حبيقة , و من ثم شهداء المقاومة العظام الحاج رضوان و الحاج مصطفى بدر الدين و سمير القنطار .

على امتداد قرابة سبعين سنة من النظام العربي ما يزال المثقف مصدر صداع للسلطة مع أن أغلب الحاليين مجرد غوغائيين بلا منهج إصلاحي أو كاريزما جامعة للجماهير، بالامس القريب وقبل الربيع العربي اغتيل المخرج مصطفى العقاد في الأردن بجريمة انتظر منفذوها عقوداً ليثأروا لأم يزيد على فيلم الرسالة، و منذ قرابة عام اغتيل الصحفي ناهض حتر على خلفية رسم كاريكاتوري و بالأمس القريب اثيرت قضية اختفاء جمال خاشقجي كزوبعة في فنجان السياسة الدولية ، و اللافت أن الاغتيال تم بطريقة بلهاء و قد يكون مجرد حدث تم خلقه للتغطية على حدث اكبر —يرجى مشاهدة فيلم Dog wag للعملاقين هوفمان و دنيرو بالمناسبة—و لكن منطق التصفية بهذه الطريقة يثبت أننا في هذا الشرق ما نزال نغطي رؤسنا بالطربوش العثماني و نرتدي شرواله و نعتنق فكره العدمي ، كل جريمة لها مستفيد و متضرر إلا جرائم الأعراب هم ينفذون و هم يدفعون الدية و هم يبكون القتيل و يكفلون أيتامه ليكبروا حتى يقتلهم جيل سلطة لاحق بحجة شجار أخوي انتهى بابتلاع شبشب صيني و انسداد حلق بشماخ صناعة سويسرية و تقطيع جثة بمنشار أميركي ماركة ترامب.
يا شرقنا العار توقف عن أكل بعضك و تقيؤ جثثك و السير قدما نحو فنائك الكلي , المتمثل بوضع ستكون في كتب التاريخ فيه نسياً منسياً !!!!

هامش:

خاشقجي يا خاشقجي
حطوك بسلة و بقجة
فتت ع القنصلية
بلليلة خريفية
عملوك كفتا و كبة نية
و صرت للعالم فرجة !!!!

                                                             علي محي الدين أحمد

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.