تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نصرالله في مواجهة ثقافة الهزيمة..!!

مصدر الصورة
SNS


16/1/2015

هبّت عاصفة إعلامية بعض عربية خليجية ضد "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله بعد حديث قائد المقاومة عن الوضع في "مملكة" البحرين خلال الكلمة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي بمناسبة المولد النبوي الشريف. السيد نصرالله لم يقل أكثر من توصيف للواقع في البحرين، ولكن "النخوة العربية" لا تستفيق إلا إذا مسّت النار عباءة الخليجيين أو الدول الغربية التي يحتمون تحت رايتها، مثلما ظهر في مسيرة دعم "شارلي إيبدو"، عندما التحم كتف نتنياهو بأكتاف القادة العرب.

والحقيقة أنّ البيان الصادر أمس، عن وزراء الخارجية العرب، والذي انتقد ما وصفوها «التصريحات العدائية»، التي أطلقها السيد نصرالله بشأن الوضع في البحرين، هو مهين لمصدّريه أنفسهم. ومع ذلك، نقول إنه من الطبيعي أن يكون أي موقف مناقض لما يريدون مقلقاً لهم لأن الرعب يتملّكهم جميعاً، فكيف تصريحات السيد نصر الله التي توقظ الضمير العربي والوجدان العربي، وهؤلاء يريدون قتل الاثنين معاً.

والواقع أنّ الإعلام الخليجي ولاسيما السعودي منه، يحاول في سياسة ممنهجة، تعميم ثقافة الهزيمة والفشل واليأس وتكريس فكرة ضعف العرب وقلة حيلتهم ولاسيما أمام إسرائيل وقوتها العسكرية، وبالتالي ما عليهم سوى القبول بالأمر الواقع والرضوخ له. وهذا ما يتجلى في أمرين مهمين؛ أولاً التأكيد المستمر على تعظيم قوة إسرائيل ومَن خلفها، وثانياً، التأكيد على عدم قابلية علاج حالة التردي العربي. ولذلك فإن ما سُرّب من أن لبنان نجح أمس في منع بيان الجامعة العربيةـ العبرية من نعت حزب الله بأنه «منظمة إرهابية» (السفير 16/1/2015) صحيح بالتأكيد، لأن هؤلاء العرب و"نبيلهم الصهيوني" لو استطاعوا لمحوا حزب الله والمقاومة وسورية من الوجود. وهذا ليس سراً، وبعض الأطراف اللبنانية تسير في هذا النهج منذ وقت طويل، وما رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة إلا من روّاد هذا الخط الانهزامي الانبطاحي، ودموع التماسيح التي ذرفها ذات يوم من عام 2006، تشبه دموع الملك الأردني عبد الله الثاني في مسيرة "شارلي إيبدو" قبل أيام.

بالمقابل، ترعب هؤلاء أية لمحة انتصار أو لحظة نور في حقيقة الواقع العربي. فبعد الصمود السوري المستمر منذ أربع سنوات، ورغم الأموال التي أنفقها بعض عرب الخليج على تحطيم سورية والمقاومة، خرج الرئيس بشار الأسد قبل يومين ليؤكد لصحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية ما دأب على تأكيده باستمرار ـ وهو ما لا يفهمه هؤلاء ـ من أن سورية مستمرة بالتمسك بثوابتها الوطنية والعربية ولن تتخلى عنها، ومستمرة بمحاربة الإرهاب المموّل من بعض الخليجيين، وبنفس الوقت، العمل على المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار لتتمكن من مواصلة رسالتها الحضارية والإنسانية.. وترك الرئيس الأسد للسيد نصر الله، الحليف القوي الوفي، توضيح عناصر القوة التي تخاف منها إسرائيل والناطقون باسمها.

السيد نصرالله، في المقابلة عبر فضائية «الميادين»، أكد معادلة جديدة في الردع العربي ضد إسرائيل؛ أنّ المقاومة تبني قدراتها على أساس اقتحام ما هو أبعد من الجليل الأعلى في شمال فلسطين. أجل؛ فبعد معادلة ما بعد بعد حيفا، ومعادلة إنْ تقصفوا عاصمتنا نقصف عاصمتكم... أتت معادلة الدخول البري لتحرير الأرض المحتلة؛ اقتحام ما هو أبعد من الجليل الأعلى في شمال فلسطين. هل تخشى إسرائيل هذا التهديد؟ بالتأكيد، ومن سمع العسكريين والمحللين الإسرائيليين أمس بعد معادلة السيد نصر الله الجديدة، يدرك حجم القلق الإسرائيلي والرعب الإسرائيلي، والأهم محدودية القوة الإسرائيلية.

والنقطة الأخرى التي كشفها السيد نصرالله ـ وهو بالمناسبة، كشف الكثير من المعلومات والحقائق المهمة ـ  أن مقولة إسقاط النظام في سورية والسيطرة على سورية، قد انتهت. وشدد من موقع القوة والمعرفة، على أن أي حلّ في سورية بمعزل عن الرئيس بشار الأسد "غير ممكن، فهو الوحيد القادر على تشكيل ضمانة تطبيق أي حل سياسي". هل تكفي هذه الإيضاحات والشروحات والإشارات والدلالات لمن أراد أن يفهم؟!

إسرائيل والداعمون الغربيون والخليجيون يفهمون ويدركون الآن أنهم فشلوا في كسر المقاومة ومحور المقاومة وفشلوا في تركيع سورية، وهؤلاء قلقون أكثر من قلق إسرائيل نفسها، لأنهم يسيرون خلفها ويدعمون سياساتها وينطقون باسمها، وتراجعها يرعبهم ويجعلهم ضحايا ثقافة اليأس والإحباط التي حاولوا تعميمها علينا فارتدّت عليهم.

في كلّ مرّة يكثر هؤلاء من بياناتهم وخطبهم التي تحاول نشر الإحباط والخوف والقلق من قادم الأمور، تخرج من حلف المقاومة معادلة جديدة أقوى وأحدث وأعنف وأشمل بمستوى السلاح الذي يمتلكه هذا الحلف؛ فاتح 110، أصبح طرازاً قديماً.. قال السيد نصر الله!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.