تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام السعودي يسابق جنبلاط في الدوران ..لظروف المرحلة

مصدر الصورة
SNS


30/1/2015


منذ سنوات والإعلام السعودي يطبّل للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز؛ رجل الحكمة والعقل، الأب الحنون، رجل الإصلاح، رجل المرحلة، رجل الثقافة والعلم (ثالث ابتدائي)، صاحب القرارات الحكيمة، صاحب الرؤية الثاقبة، النظرة الإستراتيجية... الخ، وخذ ما شئت من الصفات والألقاب، طالما الكلام الغارق في المديح والخطابات الرنانة يجلب على قائليه الخير ويسبغ عليهم النعم!!

وطوال السنوات الماضية كان الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه، يوهمنا أنه وحده من يمتلك الحقيقة، ووحده من يعرف خبايا الأمور ودقائقها، وأنه لا يكذب ولا يخطئ ولا يمالي، وكان البعض المسكين يصدّق، ربما لأن هذا الإعلام يتحدث وينطق باسم خادم الحرمين الشريفين وما يمثّل، ولكن أين نحن الآن؟!

فالملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز، "نسف" بالقرارات الثلاثين التي أصدرها أمس، وما قبلها، وخلال سبعة أيام فقط من تسلمه دفة الحكم في المملكة، كل ما قام عليه حكم أخيه الراحل. وهذا لا يحتاج إلى تحليل او برهان؛ فالتغيير واضح وجلي وكبير. ونحن لا نقول إنّ ما يجري هو الصواب أو العكس، فالأمر متروك للزمن لتقول النتائج وتحكم على القرارات. ولكن الإعلام السعودي في ورطة الآن؛ فمن جهة هو نافق الملك الراحل وهلل له ولقراراته، ومن جهة أخرى، هو اليوم مجبرٌ الآن على التهليل والترحيب بقرارات الملك الجديد المناقضة لقرارات وأوامر ومراسيم الملك الراحل!!

وهذا الإعلام بدأ أولى خطوات انقلابه للمضي مع التيار الجديد. فافتتاحية الوطن السعودية اليوم الجمعة30/1/2015، وهي بعنوان: "بشائر العهد الجديد.. رخاء ونماء" تعتبر أنّ قرارات سلمان "إضافة ونقلة نوعية" تؤكد أن "المرحلة المقبلة تفرض تغييرات شاملة".

أجل، قد تكون نقلة نوعية، ولكنها ليست في ذات الاتجاه السابق وليست على أسسه، ومعنى ذلك منطقياً، أن الملك الجديد لو كان يرى في سياسات سلفه الصواب لأبقى عليها. فكيف سيتمكن الإعلام السعودي خلال أيام ـ وبسرعة صدور الأوامر الملكيةـ من السير عكس الاتجاه؟! فحبر التمجيد للملك الراحل لم يجفّ بعد، وبرامج الدعاء له لم تمح من الذاكرة..فأي المَلكيَن هو المصيب، عبد الله أم سلمان؟ حقيقةً الإعلام السعودي في مأزق!! فعندما يكذب المرء كثيراً، ينسى ذلك بطبيعة الحال، فيأتي عليه يوم يقول الشيء ونقيضه.. وهذا حال الإعلام السعودي الذي بالغ في تمجيد الملك الراحل، وهو بدأ نفس الاسطوانة مع الملك الحالي.. ولكنّ المشكلة أنّ سرعة التغيّر كانت أكبر من سرعة النسيان هنا!!

ولعلّ "النقلة النوعية" للملك الجديد تكون فعلاً بفرض "تغييرات شاملة" على هذا الإعلام ووقفه عن المداهنة والكذب والنفاق والتضليل والخداع، ومنعه من إيذاء الآخرين وتشويه الحقيقة والواقع أمامهم، لاسيما وأنه ينطق بلسان "خادم الحرمين الشريفين"، وعليه أن يحترم قيم الخادم والحرمين معاً، أم هو غير ذلك؟!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.