تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية "بخست" قيمة أغلى ما تملك..؟!


3/2/2015


قد يبدو هذا الكلام غريباً للوهلة الأولى، لكننا إذا أمعنا النظر في الحال التي وصلت إليها السعودية نكتشف أنّ المملكة لم تستثمر ثرواتها القِيَمية والاقتصادية بشكل سليم ولم تتمكن من المحافظة على الغنى الذي تمتع به؛ وأعني الرسالة الإسلامية والثروة النفطية.

في موضوع ممارسة الدين الإسلامي، جنحت مملكة آل سعود منذ تأسيسها نحو التطرف والتزمت، ونشرت المذهب الوهابي المتشدد والمنغلق. وبدلاً من محاربة هذا التطرف والحدّ من انتشاره، عمل النظام السعودي على تغذيته والمساعدة في توسعه وبالتالي ساهم عامداً في تشويه الدين الإسلامي والرسالة الإسلامية السمحاء وحرفها عن جوهرها وحقيقة غايتها وهي هداية البشرية وإنارة الطريق أمامها إلى الحق والصواب، وليس عبر فرض التزمت والانغلاق.

وما فعله النظام السعودي هو نشر الفكر الوهابي المظلم الذي ولّد تنظيم "القاعدة" ومن بعده فرخت تنظيمات أخرى مثل "الدولة الإسلامية" ـ "داعش"، وجبهة النصرة...الخ، وغيرها من التنظيمات التي مارست وما تزال تمارس القتل والإرهاب وتكفير الآخرين وقطع الرؤوس وقتل النساء ومعاقبتها في مشهد يجعلنا نترحم على عصور "وأد البنات". وهذه الممارسات شوهت جوهر الرسالة الإسلامية الحقيقي أمام العالم وفي قلوب المسلمين وغيرهم، وأضعفت مكانة المملكة العالمية؛ فبدل أن تكون البلاد منارة للهدى والخير والتعقل والتوسط والاعتدال وحرية الرأي، تحولت أرض الرسالة الإسلامية إلى معقل للتكفير والتشدد وتخريج الإرهابيين ونشرهم وشرورهم في العالم.

أما في مجال استخدام الثروة النفطية وعائداتها من الدولار ، فقد أساءت السعودية لنفسها إساءة بالغة قيادة وحكومة، عبر استخدام عائدات النفط لتمويل الإرهابيين والتخريب وزعزعة استقرار الدول الأخرى القريبة والبعيدة، وعبر تمويل الحروب على أراضي الآخرين، وقتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية لبلدان عانت الأمرّين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدّم وعمران.

 ولعلّ ما قامت به السعودية قديما في مصر عبد الناصر وفي اليمن والعراق وسورية وحتى أفغانستان والقوقاز وروسيا، يؤكد الحمق والعمى التكتيكي والإستراتيجي الذي واصلت به المملكة رسم وإدارة سياساتها. وآخر نماذج التخريب السعودي هو العمل على تخفيض أسعار النفط للإضرار بالدول الأخرى مثل روسيا وإيران وفنزويلا والجزائر... والنتيجة أنّ هذه الدول التي تضررت من جراء سياسات السعودية النفطية الكيدية، ستردّ "الجميل السعودي" حين تجيء الفرصة المناسبة، وتكون السعودية قد خسرت في الحالتين؛ جزءاً من دخلها من جراء إنخفاض أسعار النفط، وخسارة علاقاتها مع تلك الدول المتضررة. وكم كان من الأفضل للسعودية وللآخرين أن تقوم المملكة الغنية بتقديم المساعدة الإنسانية والمساهمة في البناء والإعمار وإقامة المشاريع العمرانية بدل التخريب والقتل الذي تمارسه وتسوّق له!! فهل تنتبه القيادة السعودية الجديدة إلى هذه المسائل وتتوقف عن انتهاج السياسات السابقة المدمرة، وهي بدأت بداية قوية على صعيد التغيير الداخلي في المملكة، والذي نأمل أن تستكمله وأن يكون إيجابياً وبناءً وفي مصلحة الشعوب العربية والإسلامية والعالم كله؟!! ربما ...وعسى أن يتمكن أحد من إقناع هذه القيادة ويدلها على طريق الصواب ..لما فيه مصلحة الجميع ..أم أننا نطلب الدبس....انشالله نكون مخطئين...والأيام قادمة!!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.