تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:التنسيق الإقليمي ضرورة لمكافحة الإرهاب وحماية مستقبل المنطقة

مصدر الصورة
SNS


3/2/2015


لم يعد الحديث عن خطر التنظيمات الإرهابية وتوسعها وانتشارها من باب الاستثمار السياسي والتضخيم الإعلامي. الإرهابيون موجودون في كل مكان وخطرهم على الجميع دون استثناء في المنطقة والإقليم والعالم. ولم يعد سراً دور النظام السعودي والبيئة الخليجية والإعلام الخليجي والثقافة الخليجية بشكل عام في تربية وتنشئة الكثير من هذه الجماعات سواء مباشرة أو مداورة.. وحرق الكساسبة حياً، ليس بعيداً عن أي من الآخرين في الرياض أو عمّان أو القاهرة أو دبي، وهو حدث مراراً للسوريين ولكن حين كانوا في تركيا والسعودية والأردن يزغردون ويهللون له.

وإذا كانت الدول الخليجية الأساسية الثلاث؛ السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تعمل على دعم وتقوية النظام والجيش المصري، وبالتالي "الدولة المصرية" في مواجهة الإرهاب الذي يضرب مصر بشكل ممنهج ومقصود ومتعمد وبنسخة مكررة عما حدث ويحدث في سورية، فإن هذا الدعم سيبقى ناقصاً وغير ذي جدوى إذا لم يتوسع ليشمل دعم سورية والجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، بدلاً من محاربتهما؛ فالغريب والمفارقة حقاً، أن يكون الجيش المصري والجيش العربي السوري يقاتلان نفس العدو ونفس الجماعات المتطرفة، ويكون الموقف السعودي ـ الخليجي مؤيداً للجيش المصري ومحارباً للجيش العربي السوري؟! هذه الازدواجية التي يطرحها الموقف الخليجي يجب الانتهاء منها سريعاً لمصلحة الجميع؛ فالمنطق يقول أنه لا يمكن القضاء على التنظيمات الإرهابية إن لم يكن هناك تعاون إقليمي واسع، وبين دول المنطقة وجيوشها، ناهيك طبعاً عن مواجهة التهديدات الأخرى الكثيرة والكبيرة.

إن في المملكة العربية السعودية قيادة جديدة وهي دخلت بشكل حازمٍ وسريع في ميدان التغيير داخل المملكة، وهي قادرة من حيث "المبدأ" على التخلص من إرث وأخطاء وتراكمات القيادة السابقة، بعيداً عن العواطف والمجاملات، ويمكنها ــ والأمر يتطلب منها، وعليها ــ إجراء قراءة ودراسة جديدة للأوضاع، و"إعادة نظر" بالمواقف السعودية السابقة وتصحيحها والتصرف بحكمة وحنكة بعيداً عن التوتر والانغلاق والانتقام والارتجال والمكابرة. فالمسألة لم تعد ترفاً أو لعبة مسلية؛ الأمر دقيق وخطير والخطر محدق بالسعودية قبل غيرها، والكثير من النتائج يتوقف على موقف قيادة المملكة الجديدة لنقل المنطقة من حالة الحرب والانفجار إلى حالة السلم والاستقرار. النيران لم تصل إلى السعودية ـ ليس لقوة أمنها ومنعته أو لشدة استقرارها ـ بل لأن جيوش مصر وسورية والعراق مازالت موجودة وتحارب الإرهاب وترده عن بلادها وعنها!!

المطلوب التعاون بين مصر وسورية والسعودية وإيران والعراق للجم الانفلات الذي بات يهدد الجميع في المنطقة، ولإذابة الخلافات ومعالجتها بالحكمة والتفاهم والتعاون والتنسيق وليس بالحرب والاقتتال؛ لم يربح أحد بالحرب الدائرة حتى الان، ولن يربح أحد، بل خسر الجميع. التعاون المذكور أعلاه سيغيّر المنطقة نحو الأفضل. التراجع السعودي عن أخطاء الماضي والاعتراف بها والتوقف عن المشاركة في الحرب على سورية وتخريبها، أو في العراق وغيرهما، ليست إهانة تلحق بالقيادة، بل فضيلة.. والتعاون مع مصر ودعمها، لن يكتمل بدون التعاون مع سورية ودعمها، وهي التي أثبتت بعد أربع سنوات من الحرب الكونية عليها أنها أساسية ومحورية وعصية على الانكسار.

أمام القيادة السعودية فرصة تاريخية لقراءة و"رؤية إستراتيجية"، ليكسب الجميع وهي أولهم وأكثرهم، فإن لم تغتنمها فإنها ستقف يوماً ليس ببعيد، وحدها في مواجهة الأخطار والتحديات الكبيرة المحدقة، وحينها لن ينفع الندم؟!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.